دراسة تدعو إلى تعزيز خدمات الصحة النفسية في الجامعات
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
كتبت- عهود الجيلانية -
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة عُمان الطبية التابعة للمجلس العُماني للاختصاصات الطبية عن انتشارٍ ملحوظٍ لأعراض الاكتئاب بين طلبة جامعة السلطان قابوس، حيث أظهرت النتائج أن أكثر من ثلث الطلبة يعانون من أعراض الاكتئاب بدرجات متفاوتة، وكانت مرتفعة بين الإناث مقارنة بالذكور.
هدفت الدراسة، التي جاءت بعنوان "أعراض الاكتئاب لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، عُمان: دراسة مقطعية"، إلى تقديم رؤى مُحدثة حول انتشار أعراض الاكتئاب وخصائصها بين طلبة جامعة السلطان قابوس في فترة ما بعد جائحة كوفيد-19، من خلال تحديد انتشار أعراض الاكتئاب بين الطلبة، وتحديد الخصائص الاجتماعية والديموغرافية والأكاديمية للمتأثرين، ودراسة الارتباطات بين أعراض الاكتئاب والأداء الأكاديمي، من أجل توفير البيانات التي من الممكن أن تخدم صُنّاع السياسات في تصميم التدخلات المناسبة للصحة العقلية للطلبة العُمانيين، خاصةً وأن العديد من الطلبة في منطقة الشرق الأوسط يميلون إلى تجنّب المساعدة المهنية.
وأوضحت نتائج الدراسة أن معدل انتشار الاكتئاب بين الطلبة بلغ 3.7%، وأكثر انتشارًا بين الإناث بنسبة 74.8%، والمقيمات في الحرم الجامعي بنسبة 60.2%. وقد سُجِّل أعلى معدل للاكتئاب بين طلبة كليات العلوم (39.9%)، والهندسة (38.5%)، والزراعة والعلوم البحرية (36.8%).
وبيّنت الدراسة أن الاكتئاب مشكلة صحية نفسية تتميّز بمشاعر حزن مستمرة، مع أو فقدانٍ ملحوظٍ للاهتمام أو المتعة في الأنشطة، إذ يؤثر سلبًا في عواطف الفرد المصاب وتصرفاته، بالإضافة إلى علاقاته الشخصية والعائلية.
وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف حالات الانتحار مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالاكتئاب، ففي عام 2015 عانى ما يقارب 4.4% من سكان العالم من الاكتئاب.
وقد يتأثر الاكتئاب بعوامل متعددة، بما في ذلك التأثيرات البيئية، حيث ارتفع معدل انتشاره في عام 2020 بنسبة 27.6% بسبب التأثير الواسع لجائحة كورونا، مما جعله ثاني أشد حالة صحية مجتمعية خطورة في العالم. كما تلعب العوامل الديموغرافية، بما في ذلك هيكل الأسرة، وفقدان الأحباء، وعادات التدخين، وأعباء الدراسة، والوضع الوظيفي، دورًا في انتشاره. وقد عُرف منذ عقود أن طلبة الجامعات يعانون من مستويات أعلى من أعراض الاكتئاب.
واستند الباحثون في دراسة "أعراض الاكتئاب لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، عُمان: دراسة مقطعية" إلى اعتماد منهجية متابعة 1036 طالبًا مسجلين من مختلف كليات جامعة السلطان قابوس بمسقط، في الفترة من 1 سبتمبر إلى 20 نوفمبر 2023. وقد تم تقييم أعراض الاكتئاب باستخدام استبيان "صحة المريض الذاتي – 9"، بإشراف الدكتورة أسماء السلمانية، وكلٍّ من الدكتورة رحمة الكندية، والدكتورة نوف العلوية، والدكتورة بثينة المسكرية، ورؤى البحرية، وشهد الخميسية، والدكتورة رحمة الحضرمية.
وتوصلت الدراسة إلى أن أكثر من ثلث طلبة جامعة السلطان قابوس يعانون من أعراض الاكتئاب، والأكثر شيوعًا بين الطالبات والمقيمات في الحرم الجامعي، مما يُشير إلى أن عامل الجنس يُعد مؤشرًا قويًا للإصابة بالاكتئاب. أما عن المستوى الأكاديمي وظهور أعراض الاكتئاب، فقد وُجد أن 35.5% من الطلبة كانوا في سنتهم الدراسية الأولى أو الثانية، و31.8% في سنتهم الدراسية الثالثة أو الرابعة، و34.7% في سنتهم الدراسية الخامسة أو ما بعدها، إلا أنه لم يُلاحظ وجود ارتباط بين المستوى الأكاديمي والمعدل التراكمي وبين ظهور أعراض الاكتئاب.
وأوصى الباحثون بضرورة إجراء المزيد من البحوث بالتعاون مع المؤسسات التعليمية الأخرى لتقييم معدل الانتشار على مستوى الدولة، وتحديد الفئات الأكثر عُرضة للخطر، ووضع استراتيجيات علاجية فعّالة واستباقية تُراعي الفوارق بين الجنسين في مجال الصحة النفسية، بهدف تحسين جودة حياة طلبة جامعة السلطان قابوس ونجاحهم الأكاديمي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: طلبة جامعة السلطان قابوس أعراض الاکتئاب
إقرأ أيضاً:
40 ورقة علمية تُثري أعمال "مؤتمر التقنية الحيوية البحرية للدول الخليجية" بجامعة السلطان قابوس
مسقط- الرؤية
نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز التميز في التقنية الحيوية البحرية المؤتمر الرابع للتقنية الحيوية البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي: الفرص الناشئة والآفاق المستقبلية، وذلك بقاعة مدرج الفهم في مركز الجامعة الثقافي، وتحت رعاية سعادة المهندس يعقوب بن خلفان البوسعيدي، وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للثروة السمكية، والذي يستمر لمدة يومين.
ويُعد هذا المؤتمر منصة علمية تجمع نخبة من العلماء والباحثين وممثلي القطاع الصناعي من سلطنة عُمان ودول الخليج ومختلف أنحاء العالم، لمناقشة أحدث التطورات والفرص في مجال التقنية الحيوية البحرية.
وألقى الدكتور أحمد بن علي العلوي مدير مركز التميز في التقنية الحيوية البحرية بجامعة السلطان قابوس ورئيس اللجنة الرئيسية للمؤتمر كلمة قال فيها: "تأتي التقنية الحيوية البحرية اليوم في صميم الجهود العالمية لمواجهة تحديات معقدة تتعلق بالتغير المناخي، وتراجع التنوع الحيوي، واستدامة الموارد البحرية، كما يشهد العالم تسارعًا في الطلب على حلول مبتكرة في مجالات الأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، والمنتجات الحيوية ذات القيمة المضافة، ما يجعل من الاستثمار في هذا القطاع ضرورة استراتيجية".
وأضاف: "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في توقيتٍ بالغ الأهمية، فالإحصائيات تشير إلى أن حجم السوق العالمية للتقنية الحيوية البحرية تجاوز 6.7 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ويتوقع أن يقفز إلى أكثر من 13 مليار دولار خلال العقد المقبل، بمعدل نمو سنوي يبلغ نحو 7%، وعلى الرغم من هذا النمو العالمي المتسارع، فإن مساهمة منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في السوق العالمية للتقنية الحيوية البحرية لا تتجاوز 4%، وهو ما يعكس حجم الفرص المتاحة أمام دول المنطقة لتعزيز استثماراتها وبناء قدراتها البحثية في هذا المجال الحيوي".
وأوضح العلوي أن هذا المؤتمر الذي يُعقد كل ثلاث سنوات، يأتي استكمالاً لمسيرة علمية راسخة بدأت قبل أكثر من عقد، هدفت إلى تطوير مجالات التقنية الحيوية البحرية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز التعاون العلمي والبحثي بين الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الصناعية في المنطقة.
ويضم المؤتمر في هذه النسخة 4 متحدثين رئيسيين وأكثر من 40 ورقة علمية يقدمها نخبة متميزة من العلماء والباحثين والخبراء من 13 دولة تمثل 3 قارات، كما تعكس هذه المشاركة الكبيرة والمتنوعة السمعة الطيبة والمكانة العلمية المرموقة التي أصبح يتمتع بها هذا المؤتمر على المستويين الإقليمي والدولي، بوصفه منصة علمية موثوقة تجمع الخبراء والباحثين من مختلف أنحاء العالم.