السودان يطالب بتصنيف “الدعم السريع” ككيان إرهابي
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
أشار مندوب السودان لدى الاتحاد الإفريقي إلى أن قوات الدعم السريع استولت على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي وارتكبت مجازر بحق المدنيين، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد..
التغيير: الخرطوم
جدد السودان، الثلاثاء، دعوته للمجتمع الدولي لتجفيف منابع تسليح “قوات الدعم السريع” وضرورة تصنيفها كـ”كيان إرهابي”، في وقت تستمر فيه هذه القوات بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في الفاشر وبارا ومناطق أخرى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مندوب السودان لدى الاتحاد الإفريقي، السفير الزين إبراهيم حسين، بمقر سفارة الخرطوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، والذي أفضى إلى فرض حالة الطوارئ وتعطيل العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، أعلن الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية السودان في الإطار القاري حتى «استعادة فعّالة لسلطة مدنية انتقالية».
وقال حسين إن “الأسرة الدولية والإقليمية تتحمل مسؤولية تشجيع ما اسماه ا”لمليشيا الإرهابية” على ارتكاب الجرائم والفظائع المروعة بمدينة الفاشر وعدد من المدن والقرى”.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع استولت على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي وارتكبت مجازر بحق المدنيين، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ودعا حسين إلى “وقف الانتهاكات عبر تجفيف منابع الدعم ومصادر السلاح للمليشيا الإرهابية” وحث المجتمع الدولي على “تصنيف المليشيا باعتبارها كيانا إرهابيا”.
وأضاف أن مقاطع مصورة تظهر “الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجرائم القتل الجماعي التي نفذتها المليشيا المتمردة عند دخولها الفاشر وبارا ومناطق أخرى ضد المدنيين العزل”.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” بارتكاب قواته ما اعتبرها مجرد “تجاوزات” في الفاشر، مدعيا فتح تحقيق فيها.
واندلعت الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع” في أبريل 2023، نتيجة خلافات بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 13 مليون شخص، وتفاقم المجاعة والأمراض في مناطق النزاع.
الوسومالإنتهاكات والجرائم الاتحاد الإفريقي حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإنتهاكات والجرائم الاتحاد الإفريقي حرب الجيش والدعم السريع قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أطباء السودان تتحدث عن محاصرة آلاف المدنيين في الفاشر
قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع لا تزال تحتجز آلاف المدنيين داخل مدينة الفاشر وتمنعهم من المغادرة، مبينة أنها صادرت وسائل النقل التي كانت تُستخدم في إجلاء النازحين، وأعادت بعض الفارين إلى داخل المدينة "منهم مصابون بالرصاص وآخرون يعانون سوء التغذية".
كما طالبت الشبكة بإطلاق سراح المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة والسماح للمنظمات الإنسانية بدفن الجثث المنتشرة في الشوارع.
والسبت، كشفت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق، أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 في المدينة، معتبرة ما جرى "تطهيرًا عرقيًا ممنهجًا"، وشبّهت ما حدث في الفاشر بمجازر مدينة الجنينة عام 2023 التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف شخص.
وأضافت إسحاق، أن عناصر الدعم السريع "يوثقون جرائمهم بالصوت والصورة باعتبارها رمزًا للانتصار"، مؤكدة أن النساء والأطفال في الفاشر "يتعرضون للعنف الجنسي والتعذيب والقتل من دون تمييز".
وبحسب الأمم المتحدة، يفر آلاف المدنيين من الفاشر سيرًا على الأقدام نحو بلدة طويلة على بعد 60 كيلومترًا، وسُمّي بـ"طريق الموت"، حيث يواجه الناجون العطش والجوع والانتهاكات المتكررة أثناء محاولتهم الهرب.
ووصل اليوم الأحد مئات السودانيين إلى بلدة "قولو" غرب الفاشر وسط ظروف إنسانية معقدة، وانعدام للغذاء والكساء، في حين تقول مصادر، إن موجات النزوح إلى خارج الفاشر لم تتوقف منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وتأتي هذه التطورات وسط إدانات دولية متزايدة ودعوات لوقف إطلاق النار، بينما يواصل المدنيون دفع ثمن حرب مدمرة اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتشهد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، وضعًا إنسانيا متدهورا على نحو غير مسبوق، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر الشهر الماضي، في ظل تقارير عن انتهاكات جسيمة وعمليات قتل واغتصاب ونزوح جماعي.
وباحتلال الفاشر صارت الدعم السريع تسيطر على كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، في حين يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.