تترقب أنظار الفلكيين حول العالم مساء اليوم الأربعاء، حدثاً فلكياً لافتاً يتمثل في زخة شهب الثوريات الجنوبية التي تبلغ ذروة نشاطها، حيث يُتوقع أن تخترق السماء كرات ضوئية بطيئة ومتوهجة تُعد من أجمل مشاهد الخريف الفلكية. إلا أن خلف هذا المشهد الآسر، بحسب العلماء، تلوح تحذيرات علمية تتعلق بمخاطر محتملة من الفضاء القريب.


وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن مراقبة هذه الزخة هذا العام تأتي في ظروف رصد غير مثالية، إذ يتزامن الحدث مع وجود القمر في طور البدر المكتمل، ما يعني أن سطوعه القوي سيحجب معظم الشهب الخافتة، ولن يكون بالإمكان رؤية سوى الكرات النارية الساطعة التي تتميز بها زخة الثوريات عادة.
وبيّن أبو زاهرة أن الزخات الشهابية تنشأ عندما تمر الأرض عبر حطام مذنبي قديم، وفي حالة “الثوريات”، فإن مصدرها هو المذنب إنكي، وهو مذنب قصير الدورة يخلّف على مداره عبر آلاف السنين تياراً من الغبار والصخور الصغيرة التي تحترق عند دخول الغلاف الجوي الأرضي، مكوّنة مشهد الشهب المعروف.اصطدام أجسام صخريةلكن الجديد، كما يشير رئيس فلكية جدة، هو أن دراسات فلكية حديثة رصدت احتمال وجود ما يسمى بـ «العنقود الرنيني للثوريات»، وهو تجمع نظري لأجسام كبيرة نسبياً تدور حول الشمس ضمن ارتباط جاذبي مع كوكب المشتري بنسبة 7:2، أي أن هذه الأجسام تكمل سبع دورات مقابل كل دورتين للمشتري. هذا التفاعل الجاذبي يؤدي إلى تكدس الحطام في مناطق محددة من تيار الثوريات، ما يجعلها أكثر كثافة وأشد خطراً.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } شهب الثوريات الجنوبية تضيء سماء الليلة
ووفقاً للنماذج الحسابية الحديثة، قد تمر الأرض بالقرب من إحدى هذه الجيوب الكثيفة في عامي 2032 و2036، وهي مواعيد يُتوقع أن تشهد ارتفاعاً طفيفاً في احتمالات اصطدام أجسام صخرية متوسطة الحجم بالغلاف الجوي.
ويقول أبو زاهرة إن تلك الأجسام، التي قد يصل قطرها إلى عشرات الأمتار، قادرة على إحداث انفجارات جوية هائلة، على غرار حادثة تشيليابينسك في روسيا عام 2013، أو حتى انفجار تونغوسكا عام 1908 الذي أطلق طاقة تعادل ملايين الأطنان من مادة الـTNT.تكثيف الرصد الفلكيويُرجّح أن هذه الكتل – إن وُجدت – لن تصل إلى سطح الأرض مباشرة، بل ستنفجر في الغلاف الجوي مسببة موجات صدمة قوية قد تُحدث أضراراً محلية في المناطق القريبة من موقع الانفجار.
ومن هذا المنطلق، دعا العلماء إلى تكثيف الرصد الفلكي خلال السنوات القادمة، خصوصاً في الفترات التي تمر فيها الأرض عبر تيار الثوريات، مؤكدين أن تأكيد وجود هذا العنقود الرنيني يعني ضرورة إعادة تقييم بعض نماذج رصد الأجسام القريبة من الأرض التي قد لا تتمكن المشاريع الحالية من اكتشافها بسهولة.
واختتم أبو زاهرة حديثه بالتأكيد على أن رصد الثوريات الليلة سيكون آمناً تماماً ويمكن مشاهدته بالعين المجردة في المناطق المظلمة البعيدة عن أضواء المدن، لكنه في الوقت نفسه تذكير علمي بمدى ديناميكية النظام الشمسي وتعقيد بيئته.
وقال: “وراء هذا الجمال السماوي البديع، يذكّرنا الفضاء بأننا نعيش في منظومة نشطة تتغير باستمرار، وأن مراقبة الشهب ليست فقط متعة بصرية، بل نافذة علمية تكشف أسرار الكون ومخاطره الكامنة.”أخبار متعلقة قبل اكتماله بدراً.. "اليوم" تنشر صورة القمر الأحدب في سماء جدة2,5 درجة.. الأمم المتحدة تحذر من اتجاه العالم نحو احترار كارثي

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: جدة السعودية الجمعية الفلكية بجدة أبو زاهرة

إقرأ أيضاً:

مصر تستعد للشتاء تقلبات جوية حادة وتحذيرات هامة

غزة - صفا

أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن دخول البلاد في مرحلة من التقلبات الجوية الحادة، تزامناً مع بدء اقتراب فصل الشتاء. تتأثر البلاد اليوم الاثنين 3 نوفمبر 2025 بمرور منخفض جوي نشط في طبقات الجو العليا، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في السحب، وهطول الأمطار، ونشاط في حركة الرياح. وقد بدأت نسائم الشتاء تهل خلال الساعات الماضية، وشهدت بعض المناطق تساقطاً خفيفاً للأمطار.

تفاصيل الحالة الجوية المتوقعة

تُشير التوقعات إلى أن الأجواء الحالية تمثل مرحلة انتقالية بين فصلي الخريف والشتاء، وتتسم بتباين كبير في حالة الطقس. من المتوقع أن تتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة في سماء معظم الأنحاء، مع فرص لهطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على السواحل الشمالية الغربية والوجه البحري، وقد تمتد هذه الأمطار أحياناً لتشمل القاهرة الكبرى. كما يُتوقع أن تكون الأمطار متوسطة ورعدية في بعض الأوقات على شمال الصعيد والصحراء الغربية.

يشهد الجو أيضاً نشاطاً ملحوظاً للرياح، خاصة تلك المصاحبة للهواء الهابط من أسفل السحب الرعدية، مما قد يؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة في المناطق المكشوفة، لا سيما في القاهرة الكبرى وجنوب الصعيد. أما عن درجات الحرارة، فيكون الطقس مائلاً للبرودة في الصباح الباكر، ثم يتحول إلى مائل للحرارة نهاراً على أغلب الأنحاء، وحاراً إلى شديد الحرارة على جنوب الصعيد. ليلاً، تعود الأجواء لتكون باردة نسبياً، خصوصاً في الساعات المتأخرة وعلى المرتفعات والمناطق المفتوحة.

تحذيرات من الشبورة المائية على الطرق

تحذر الهيئة أيضاً من ظاهرة الشبورة المائية الكثيفة المتوقعة غداً الاثنين في ساعات الصباح الباكر. ستؤثر هذه الشبورة على الطرق الزراعية والسريعة المؤدية من وإلى السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة الكبرى ومدن القناة، وقد تتسبب في انخفاض كبير في مستوى الرؤية الأفقية. لذا، تناشد الأرصاد الجوية قائدي المركبات بضرورة توخي أقصى درجات الحذر وخفض السرعة.

نوات الإسكندرية: إعلان عن بدء الشتاء

تُعتبر هذه التقلبات المناخية بمثابة إعلان موسمي عن اقتراب فصل الشتاء، الذي يتميز في مدينة الإسكندرية بظاهرة "النوات". هذه النوات هي ظواهر جوية تراثية تضرب سواحل المدينة في مواعيد شبه ثابتة، وتشمل:

تبدأ النوات فعلياً بنوة باقي المكنسة في 22 نوفمبر، وتستمر لمدة 4 أيام مصحوبة برياح جنوبية غربية وأمطار. تُعد نوة قاسم، التي تبدأ في 4 ديسمبر، من أشد النوات، وتستمر لمدة 5 أيام مع رياح قوية وأمطار غزيرة. تليها نوة الفيضة الصغرى في 19 ديسمبر ونوة عيد الميلاد في 28 ديسمبر، وكلاهما يتسبب في أمطار غزيرة وبرودة ملحوظة. تستمر النوات مع نوة رأس السنة، والغطاس، ونوة الكرم الطويلة التي تمتد لأسبوع، قبل أن تظهر مؤشرات الاعتدال مع نوة الشمس الصغيرة في فبراير. وتُختتم دورة النوات الكبرى بنوة العوة (المعروفة أيضاً ببرد العجوزة) في مارس، والتي تُنهي موسم الشتاء الفعلي.

نصائح وإرشادات للتعامل مع الطقس المتقلب

تنصح الهيئة العامة للأرصاد الجوية بضرورة الالتزام بالإجراءات التالية لضمان السلامة خلال هذه الفترة: متابعة النشرات الجوية اليومية لتجنب أي مفاجآت مناخية غير متوقعة. يُنصح بارتداء ملابس خريفية مناسبة في فترات الصباح والمساء نظراً للتباين الحراري. يجب تجنب تخفيف الملابس بشكل سابق لأوانه. كما يُحذر من الوقوف أسفل أعمدة الإنارة وأسلاك الكهرباء، والابتعاد عن الوقوف أسفل اللوحات الإعلانية أو الأشجار الكبيرة لتجنب أي مخاطر قد تنتج عن نشاط الرياح القوي. وفيما يخص القيادة، يجب خفض السرعة واتخاذ أقصى درجات الحذر أثناء القيادة في فترات الشبورة المائية، مع ترك مسافات أمان كافية بين السيارات بسبب ضعف الرؤية وزيادة احتمالية انزلاق الطريق.

مقالات مشابهة

  • سماء المملكة تشهد ذروة زخة شهب "الثوريات" مساء اليوم
  • الليلة.. القمر العملاق يزين سماء المملكة في أقرب نقطة له من الأرض
  • سيكون مرئيًا طوال الليل.. “القمر العملاق” يُزيّن سماء المملكة اليوم
  • تراه بعينيك.. القمر العملاق يزين سماء العالم العربي الليلة
  • قمر الظلام العملاق البارد يظهر في سماء مصر الليلة
  • القمر العملاق يضيء سماء الكوكب.. حدث فلكي نادر يخطف الأنظار
  • وزيرة البيئة: إجراء تحاليل للتربة بالمناطق التي تعرضت لسياسة الأرض المحروقة إبان الإستعمار
  • مصر تستعد للشتاء تقلبات جوية حادة وتحذيرات هامة
  • غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة: المتحف الكبير هدية وأيقونة مصرية تضيء خريطة السياحة العالمية