صحيفة التغيير السودانية:
2025-11-03@19:37:53 GMT

هدنة إنسانية تطيح بالسردية العدمية

تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT

هدنة إنسانية تطيح بالسردية العدمية

هدنة إنسانية تطيح بالسردية العدمية

خالد فضل

(1) من تجاربي الشخصية الصغيرة، وعلى أيام الطلب في جامعة جوبا سنوات منتصف الثمانينات، اندلع ذات مرّة شجار سياسي بين طلبة تنظيم الجبهة الإسلامية القومية يومها (جماعة الدعوة الإسلامية) وطلبة تنظيم جوسا؛ وهو اختصار لرابطة الطلاب الجنوبيين في جامعة جوبا.

عبر مكبر صوت يدوي أطلق أحد عناصر الإسلاميين نداء الجهاد، ثم طفقوا يبثون وسط الطلبة الشماليين دعاية أنّ الجنوبيين يستهدفونهم عرقيا وجهويا ودينيا، واستطاعوا تضليل بعضهم ممن لم يكونوا أعضاء في التنظيم فحملوا عصيهم معهم وجمعوا أكوام الحجارة استعدادا لخوض المعركة نيابة عن الكيزان.

شخصيا كنت أفهم أسباب العراك، وشاهد عيان على كل ملابساته منذ لحظة اندلاعه الأولى وتفاصيلها وأعرف الزملاء الذين بدأت معهم الشكلة. لم يكن في وسعي وزميل آخر أن نتدخل كـ(حجازين) لأن الطرفين كانا يحملان العصي بينما كنا نحمل دفاتر المحاضرات والأقلام نتأهب لحضور محاضرة مسائية مع أستاذنا الراحل د. عبد المنعم محمد عثمان عليه واسع الرحمات.

أتذكر بوضوح تفاصيل ذلك اليوم الآن رغم مرور ما يقارب 40 عاما عليها لأن سنوات السودانيين مع الإسلاميين ظلت تدور بتفاصيل يوم واحد مكرر رغم حساب السنين، وفي تطبيق حرفي لمقولة ما أشبه الليلة بالبارحة.

ومن التفاصيل ذات الدلالة على خلفية تلك الوقائع؛ استدعاء الشرطة لفض الاشتباك وتأمين مرافق الجامعة، كنت حاضرا وزميلي ذاك لحظة ظهور مدير الجامعة أستاذنا البروفسور محمود موسى محمود واستدعائه لسكرتير اتحاد الطلبة المرحوم أروب دينق، ومبادرته بسؤاله باللغة الإنجليزية ما ترجمته (أروب كيف يمكننا السيطرة على هذه الأوضاع المتوترة؟) فجاء طلب استدعاء الشرطة من المسؤول الطلابي بجملة إنجليزية واحدة (باي بوليس) لاحقا سأكون قد تعلمت من تلك اللحظات عدة دروس، من أهمها ألا أركن إلى تفسير طرف من أطراف أي نزاع دون ترو وتمحيص وفحص وإحاطة بالموضوع وتجنب الانقياد بعقلية القطيع، ثم أني تعلمت مفهوم المسؤولية عن حماية من تؤول إليك مسؤوليتهم من الناس والأشياء، ومعنى المشورة واستمزاج الرأي بين المسؤولين القياديين ثم سرعة اتخاذ القرار.

دخلت الشرطة بعد قليل وقوامها عناصر من الجنوبيين بالطبع، وتم عقد اجتماع مباشر بين قادة التنظيمين المتعاركين بتسهيل ووساطة من إدارة الجامعة مديرها وعميد الطلاب وبعض عمداء الكليات، يمكن تكون لجنة رباعية أو خماسية لست متأكدا بالضبط. الأهم أنّه بعد ساعتين أو ثلاث ساعات خرج الوسطاء والطرفان في مؤتمر صحفي شهده معظم طلبة الجامعة وفي ساحة النشاط أعلن عن اتفاق وهدنة إنسانية لوقف العراك واسعاف الجرحى من الجانبين، وعودة الهدوء لأرجاء الجامعة وتخفيف التوتر وأجواء الشحن وأدبيات الحرب وخطابات الكراهية ونداءات الجهاد الإسلامي وغيرها من سرديات جهوية وعنصرية، وقد خاطب ممثل لكل طرف ذلك اللقاء مؤمنا على ما تم من اتفاق، ختم بروف محمود بالثناء على الطرفين لاستجابتهما لنداء العقل، وقال ممازحا أبنائه الطلاب: يلا قوموا أمشوا السفرة العشا ما يبرد. فذهبنا وتناولنا الفول بالجبنة والتحلية طحنية سعد، وحملنا لزملائنا المجرحين أطباقهم في غرفهم ليتعشوا هنيئا مريئا.

(2) وإذ انقشع عنف ذلك المساء بدخول قوات حفظ السلام الشرطية، وسرت الهدنة، وتوقف نزيف الدماء، ومما لا يمحى من ذاكرتي أبدا أنّ أحد زملائنا الجنوبيين وكان يشغل منصب السكرتير الأكاديمي في لجنة الاتحاد كان يحاول معنا اسعاف أحد الزملاء من طلبة تنظيم الإسلاميين أصيب بجروح وكنا نحمله صوب سيارة الإسعاف، فجأة جمع ذلك المصاب رجله ثم ركل بها من يسعفه في بطنه حتى تأوه وأضطر للتوقف عن المشاركة في حمله.

عندما أحاول مقارنة ذلك الموقف بما تلاه من سنوات عجاف عقب سيطرة الإسلاميين على أقدار الشعب والبلاد، تحضرني وقائع طرد منظمات الإغاثة ومنع دخول المساعدات وركل اليد التي تقدّم العون. إنهم سلالة واحدة ممتدة من ِرْجلٍ تركل المغيث إلى أصابع رئيس تمهر بالتوقيع ركل من يعين.

بعد مرور بضعة أيام أصبحنا ذات صباح فإذا بعناصر من القوات المسلحة تحتل أرجاء الجامعة، والشرطة تنزوي في ركن قصي، قيل في التفسير إنّ معلومات استخباراتية أفادت بوجود تنسيق مع حركة قرنق لتدمير منشآت الجامعة مما استلزم دخول الجيش، قلنا حسنا فمهمة الجيش الحماية على كل حال، لكن الأمر تكشّف عندما نصب عناصر الاستخبارات ارتكازهم في بوابات الجامعة يفتشون الطلبة الداخلين والخارجين ويعتقلون بعضهم ممن كانوا في قائمة جاهزة مكتوبين، والقائمة تحمل أسماء طلبة وطالبات من الناشطين السياسيين الديمقراطيين، الله!! ما الأمر إذن.

وقتذاك كان قد وصل للتو فيلق ضخم قادما من الشمال باسم لواء الردع يقوده المرحوم محمد الأمين خليفة وأظن رتبته عقيد، ومن ضمن ضباطه يونس محمود الذي كان يؤم منتديات جماعة الإسلاميين وينشدهم أشعاره إياها. هل لاعتقال الطلبة الديمقراطيين علاقة بالإشارات الختامية لهيمنة الإسلاميين على القوات المسلحة؟ هل كانت تلك إرهاصات لما سيحدث بعد سنتين؟ لقد تم إقصاء الشرطة وهي تمثل السلطة المدنية ليحتل الجيش الجامعة ويمارس التفتيش والاعتقال في حق الناشطين السياسيين، فما الانقلاب العسكري إذا كانت تلك الممارسات تحت زعم التأمين وهي بالحق ممارسات تمكين؟ مرّة أخرى ما أشبه الليلة بالبارحة حد التطابق رغم مرور السنين.

(3) هل تراني بعدت عن هدنة الرباعية لدواعٍ انسانية؟ لقد أطاحت هدنة بروف محمود بسردية الجهاد يومها، ريثما يدبر التنظيم تدبيرا جديداً نفّذه عبر الجيش الذي بدت تظهر عليه علامات التمكين.

والهدنة التي يتداول خبرها اليوم تنهي سردية ذات التنظيم وتطيح بشعارات (مواصلة الحرب) ورفض الجلوس مع المليشيا الإرهابية، باختصار (طرشقت) البالونة المنفوخة بالهراء والتضليل وسيل الأكاذيب وشعار بل بس وحتى هتاف كامل إدريس في شوارع أسمرا عاش أسياس حاضنة المليشيات ودرع الجاكومي المتين!!  ولو إلى حين، ريثما يدبرون حيلة أخرى ويفترعون سردية مغايرة لمواصلة التضليل. لكن عيون الرباعية ومراكز البحث والاستخبارات العالمية ترصد بدقة وتحلل، وقد قال كل العالم تقريبا، كفى لسيادة حقبة جماعات الإسلام السياسي فقد استنفدوا كل الأغراض، وقدموا الصورة الكاملة لما ظلوا يصدعون به لما يقارب مائة عام منذ ظهور أول أدبيات الأخوان المسلمين. فكان الحصاد الهشيم؛ بلد منكوب اسمه السودان كان محل تقدير فصار إلى هوان، وشعب عظيم متعدد الأعراق والثقافات والأديان صار إلى فراق، مثلما كانت تجربتهم في غزة الفلسطينية بوار وتحطيم يحتاج إلى إعادة إعمار، مثلما همو ذئاب منفردة تمارس الإرهاب باسم داعش أو القاعدة أو ما تسموا به من ألقاب ولو (طالبان) المحصلة لحقبتهم، هي ما لا تحتاج إلى بيان، لكن بيان الرباعية كان صريحا (لا مستقبل لهم في الاستمرار والسيطرة على مقاليد السلطة والحكم في سودان ما بعد حربهم حرب الخراب). وستبدأ السردية المقابلة، وطن للسلم أشرعتو ضد الحرب أسلحتو عدد ما فوقو ما تحتو سند للإيدو ملوية، وأنعم بها من رؤيا شاعر الشعب ومعلمه الشريف محجوب.

الوسومالجبهة القومية الإسلامية السودان الشرطة القاعدة جامعة جوبا جماعة الدعوة الإسلامية خالد فضل داعش طالبان غزة محمد الأمين خليفة هدنة الرباعية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: السودان الشرطة القاعدة جامعة جوبا جماعة الدعوة الإسلامية خالد فضل داعش طالبان غزة محمد الأمين خليفة هدنة الرباعية

إقرأ أيضاً:

هل تطيح اتفاقية 1968 بين الجزائر وفرنسا بخطط تقارب البلدين؟

لا يهدأ التوتر في العلاقات بين فرنسا والجزائر إلا ليعود من جديد بفعل الخلافات الجيوسياسية وتباين الخلافات بين البلدين في العديد من الملفات، فيما تظل قضية المهاجرين واحدة من أكثر ملفات التوتر بينهما.

ففي وقت ترى فيه باريس أن قضية المهاجرين قضية سيادية ترتبط بالأمن الداخلي، ترى الجزائر أنه يتعين على فرنسا الرضوخ للاتفاقيات التي تربط البلدين في هذا المجال.

وبعد سنوات من السجال والتوتر بين البلدين بخصوص ملف المهاجرين، أقر مجلس النواب الفرنسي الخميس مشروع قانون اقترحه حزب التجمع الوطني المصنف يمينيا متطرفا يهدف إلى "إدانة" الاتفاقية الفرنسية الجزائرية الموقعة عام 1968 ليفتح بذلك الجدل من جديد بشأن مستقبل سياسية باريس في إدارة علاقاتها مع الجزائر.

ماهي اتفاقية 1968؟
هي معاهدة لتنظيم الهجرة بين الجزائر وفرنسا وقعت عام 1968 أي بعد 6 سنوات فقط من استقلال الجزائر عن فرنسا، وتُعد استمرارا لاتفاقيات إيفيان التي أسست لاستفتاء استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي عام 1962.

تمنح هذه الاتفاقية المهاجرين الجزائريين مزايا خاصة من ضمنها الأفضلية في العمل والإقامة مقارنة بالمهاجرين من جنسيات أخرى.

وتنص الاتفاقية على أنه يحق لأي جزائي يحمل بطاقة هوية التنقل بين الجزائر وفرنسا ما لم يصدر حكم قضائي يمنعه.


"قوقعة فارغة"
خضعت الاتفاقية إلى 3 تعديلات رئيسية، منها إلغاء سياسة الحصص واستبدالها بنظام التأشيرات، إضافة إلى تقليص مدة الإقامة الممنوحة للجزائريين.

وترى الجزائر أن هذه التعديلات لا تصب في مصلحتها، حيث سبق أن صريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكثر من مرة أن اتفاقية 1968 "أصبحت قوقعة فارغة".
وقال إن الجزائر مستعدة للنظر مجددا في هذه الاتفاقية بشرط أن تضمن حقوق الجزائريين، لكن مع ذلك ما تزال هذه الاتفاقية تمنح الجزائريين مزايا خاصة، وفق متابعين.

الأثر القانوني
تصويت مجلس النواب الفرنسي على إدانة الاتفاقية لا يحمل صفة إلزامية تفرض على الحكومة إلغاء الاتفاقية، لكن متابعين يرون أنه يمثل "نجاحا لليمين المتطرف" الذي تمكن من تمرير مشروع الإدانة عبر 185 صوتاً، مقابل 184 صوتاً ضده، وذلك بناء على مقترح من حزب "التجمع الوطني"، وبمساندة من نواب حزبي "الجمهوريون" وحزب "آفاق"  في حين عارضته أحزاب اليسار والأغلبية الرئاسية والحكومة.

ويعتبر الرئيس الفرنسي ماكرون هو المخول قانونا لإلغاء الاتفاقية من الجانب الفرنسي، لكن وفق تصريحات رئيس الحكومة سيباستيان لوكورنو، فإن الأمور لا تسير نحو هذا الاتجاه بل ربما نحو إعادة مناقشة هذه الاتفاقية مع الطرف الجزائري.

فقد قال الوزير الأول الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، إنه "يجب إعادة التفاوض حول الاتفاق الفرنسي الجزائري". وأضاف: "رئيس الجمهورية قال ذلك مرارًا، يجب أن تنطلق العلاقة مع الجزائر من جديد على أساس مصالحنا الخاصة قبل كل شيء".


هل تنهار جهود التهدئة؟
اعتبرت وسائل إعلام فرنسية اللائحة التي صوت عليها نواب الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان)، لإلغاء اتفاقية الهجرة لسنة 1968، ما هي إلا "محاولة من اليمين المتطرف لإفشال الجهود الجارية مع الجزائر".

وكانت فرنسا بعثت خلال الأسابيع الأخيرة برسائل تهدئة إلى الجزائر على لسان وزير داخليتها لوران نونييز، رأى متابعون أنها قد تكون محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد بين البلدين، وسط قلق فرنسي من استمرار توقف التنسيق الأمني مع الجزائر.

ومن بين رسائل التهدئة الفرنسية حضور السفير الفرنسي لدى الجزائر، ستيفان روماتي، مراسم إحياء ذكرى أحداث 17 أكتوبر 1961 بمدينة بيزنس بضواحي باريس. وأيضا عبر تصريحات وزير الداخلية الفرنسي الجديد، لوران نونييز، الذي أكد في عدة مناسبات ضرورة استئناف التعاون الأمني مع الجزائر، منتقدا أيضا نهج سلفه، برونو روتايو.

وفي هذا السياق يرى الصحفي الجزائري اكرم خريف، أن تصويت مجلس النواب الفرنسي على إدانة الاتفاقية، لن تكون له تداعيات كبيرة وجوهرية على علاقات البلدين.

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن الجزائر كانت لوحت سابقا بالخروج من الاتفاقية لأنها لا تخدم مواطنيها. واعتبر أن تصويت نواب حزب الرئيس الفرنسي ماكرون ضد مقترح إدانة الاتفاقية يعتبر تقدما نحو المصالحة بين البلدين.

إشارة سياسية مقلقة
في المقابل اعتبر ممثل الجالية الجزائرية في فرنسا عبد الوهاب يعقوبي، أن التصويت على إدانة الاتفاقية "يشكّل إشارة سياسية مقلقة تضعف الطبيعة التاريخية والإنسانية للعلاقات بين الجزائر وفرنسا، وتوجّه رسالة سلبية إلى ملايين المواطنين المتمسكين بالحوار والعدالة والاحترام المتبادل".

وأضاف في بيان نشره عبر حسابه على فيسبوك: "لقد مثّلت هذه الاتفاقيات، بوصفها ثمرة لتفاهم سياسي وإنساني متوازن، وعلى مدى أكثر من نصف قرن، إطارًا قانونيًا مستقرًا ضامنًا لحقوق العائلات الجزائرية المقيمة في فرنسا، بما يكفل كرامتها واحترامها لقوانين الجمهورية".

ورأى أن "إخضاع الجزائريين للقانون العام الذي يُطبَّق على باقي الأجانب من شأنه أن يُلغي ركيزة أساسية في العلاقة الثنائية، ويقوّض الثقة المتبادلة بين الشعبين".

وعرفت العلاقات الجزائرية الفرنسية في الفترة الأخيرة توترا وصف بغير المسبوق، وذلك على خلفية جملة من الأحداث، بينها أزمة ترحيل جزائريين من فرنسا واعتقال الكاتب المزدوج الجنسية بوعلام صنصال، والاعتراف الفرنسي بـ"مغربية الصحراء"، والجدل حول ملكيات فرنسا العقارية في الجزائر، وتلويح فرنسا أكثر من مرة بالنظر مجددا في اتفاقيات عام 1968، التي تتيح للجزائريين تسهيلات في الإقامة والتنقل والعمل داخل الأراضي الفرنسية.

ثم تلا ذلك ما بات يعرف بأزمة "الحقائب الدبلوماسية" بعد نشر الجريدة الرسمية في فرنسا إشعارا يخص تعليق الاتفاق الجزائري-الفرنسي لسنة 2013 الخاص بالإعفاء من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات السفر "لمهمة"، حيث أشار الإشعار الفرنسي إلى أن الجزائر توقفت عن تطبيق الاتفاق منذ 11 أيار/ مايو 2025.


علاقات مثقلة بالماضي الاستعماري
ويشكل الجزائريون الجنسية الأجنبية الأولى في فرنسا، إذ بلغ عددهم 649,991 جزائريا عام 2024، والثانية من حيث الحصول على تصريح إقامة.

والعلاقة بين الجزائر وفرنسا مثقلة بالماضي الاستعماري والمجازر التي ارتكبتها فرنسا بحق جزائريين ومن بينها المجزرة التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية بحق متظاهرين جزائريين خرجوا في باريس للمطالبة باستقلال بلادهم عن الاستعمار الفرنسي.

ففي 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1961، هاجمت الشرطة الفرنسية، بأمر من قائد شرطة باريس، موريس بابون، مظاهرة سلمية لآلاف الجزائريين، خرجوا للمطالبة باستقلال البلاد.

وقتلت الشرطة الفرنسية حينها عشرات الجزائريين، بشكل متعمد في الشوارع ومحطات المترو، في حين ألقت بعدد من المصابين من الجسور في نهر السين، وهو ما بات يعرف بمجزرة باريس عام 1961.
وتشير روايات مؤرخين جزائريين عايشوا تلك الأحداث إلى أن الشرطة الفرنسية اعتقلت نحو 12 ألف جزائري، تعرضوا للتعذيب والقتل.

مقالات مشابهة

  • مسعد بولس: نعمل على هدنة إنسانية في السودان لمدة 3 أشهر تليها 9 أشهر
  • تفويج الرحلة 23 لترحيل اللاجئين الجنوبيين إلى معسكرات النيل الأبيض
  • معلومات استخبارية تطيح بسوريين يروجون لجماعات إرهابية وسط بغداد
  • تفجير يهز كلية الطب في هارفارد والشرطة تفتح تحقيقًا واسعًا
  • هدنة الرباعية تقوض استنفار الإسلاميين
  • السودان: اتفاق وشيك بين «البرهان» و«حميدتي» هدنة إنسانية
  • السودان: اتفاق وشيك بين «البرهان» و«دقلو» على هدنة إنسانية
  • هل تطيح اتفاقية 1968 بين الجزائر وفرنسا بخطط تقارب البلدين؟
  • الرئيس محمود عباس يقلد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية الوشاح الأكبر من وسام دولة فلسطين