أمام الملتقى العربي الصيني.. أبوالغيط: حرب غزة إبادة غير مسبوقة بالتاريخ الحديث
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التعاون الإعلامي بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية يمثل أحد أهم روافد الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، مشيدًا بالدور الذي تقوم به الهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيون الصينية في تنظيم ملتقى التعاون العربي الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيون، الذي بات منصة راسخة لتبادل الخبرات وتعزيز التواصل الإعلامي والثقافي.
وقال أبو الغيط، في كلمة مسجلة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة للملتقى، التي انعقدت اليوم 5 نوفمبر 2025، إن المنتدى منذ تأسيسه عام 2004 شكّل نموذجًا للتعاون المثمر والتنسيق المستمر في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن القمة العربية الصينية الأولى، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2022، كانت محطة فارقة في مسار تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وأضاف أن التحضير جارٍ لعقد القمة العربية الصينية الثانية العام المقبل، في ظل تطلع مشترك لمواصلة بناء الشراكة الاستراتيجية، ودعم مبادرة "الحزام والطريق" بما توفره من فرص تنموية واعدة للدول العربية والصين على حد سواء.
وفي سياق حديثه عن التحديات الراهنة، تطرق أبو الغيط إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها "حرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث"، استخدم فيها الاحتلال التجويع الممنهج كسلاح ضد المدنيين، في ظل عجز دولي واضح عن وقف العدوان.
وأشاد الأمين العام بدور الصحفيين والمصورين الذين خاطروا بحياتهم لنقل الحقيقة من داخل غزة، مؤكدًا أنهم “فنّدوا الرواية الإسرائيلية الزائفة، وكشفوا للعالم الوجه الحقيقي للاحتلال”.
كما ثمّن صمود الصحفيين الفلسطينيين الذين واصلوا أداء مهامهم رغم القصف والدمار، مشيرًا إلى أن مئات الصحفيين فقدوا حياتهم في هذه الحرب الوحشية.
وفي هذا الإطار، عبّر أبو الغيط عن تقديره لموقف الصين الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن موقف بكين من الحرب على غزة اتسم بـ"الثبات والمبدئية منذ اليوم الأول".
وأشار الأمين العام إلى أن التعاون الإعلامي بين الصين والدول العربية قطع شوطًا كبيرًا، من خلال ملتقى الإذاعة والتلفزيون الذي يعقد كل عامين، مؤكدًا أهمية الإعلام في "تقريب الشعوب وبناء جسور الفهم المتبادل"، خاصة في عصر الإعلام الرقمي المتسارع.
وشدد أبو الغيط على ضرورة تعزيز التعاون لبناء منظومة إعلامية متوازنة، قادرة على مواجهة الهيمنة الغربية على تدفق المعلومات وتوجيه الرأي العام العالمي، مضيفًا أن وسائل الإذاعة والتلفزيون لا تزال مصدرًا موثوقًا للأخبار الرسمية رغم الانتشار الواسع للمنصات الرقمية.
واختتم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على حرص جامعة الدول العربية على تطوير العلاقات العربية الصينية في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعوب ويحقق مستقبلًا يسوده السلام والازدهار، معربًا عن شكره لجمهورية الصين الشعبية على تعاونها المستمر واستضافتها لهذه الفعالية الإعلامية المهمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية جمهورية الصين الشعبية غزة قطاع غزة المملكة العربية السعودية القمة العربية الصينية الثانية القضية الفلسطينية جامعة الدول العربية القمة العربیة الصینیة الدول العربیة الأمین العام أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تؤكد أهمية دور التكنولوجيات السمعية - البصرية لتعزيز التعاون بين الفضاء العربي والصين
أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية أهمية دور التكنولوجيات السمعية - البصرية لتعزيز التعاون بين الفضاء العربي وجمهورية الصين الشعبية، والانفتاح على التجربة الصينية المتطورة في مجال تأهيل القدرات المهنية والاستخدامات الرقمية لإعطاء دينامية أعمق لهذا التعاون.
جاء ذلك في كلمة للسفير أحمد رشيد خطابي خلال الجلسة الرئيسية للدورة السابعة لملتقى التعاون "العربي ــ الصيني" في مجال الإذاعة والتلفزيون التي تعقد في مدينة تشونغتشينغ بجمهورية الصين الشعبية.
وشدد خطابي على الدور الهام والمؤثر لشبكات الإعلام المسموع والمرئي في خدمة ثقافة السلام والتقارب والتواصل آخذين بالاعتبار الخصوصيات الذاتية والسيادية الوطنية.
وأعرب خطابي عن خالص عبارات الشكر على حسن التنظيم الرائع لهذه الدورة في رحاب مدينة تشونغتشينغ التي تقدم نموذجا رائدا في مسيرة النهضة الصينية ورمزية خاصة في نطاق مبادرة" الحزام والطريق "، وهي المبادرة ذات العمق الاستراتيجي، بجذورها التاريخية والحضارية والإنسانية، التي كانت جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية تبادر للتوقيع على وثيقة الانخراط في مسارها، وذلك إدراكا منها لما تحمله من دلالات ومغزى وانتشار يلامس 65% من إجمالي سكان العالم وتشمل أزيد من 1/4 الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وذكر أن انعقاد هذه الدورة تحت شعار: " تبادل الحضارات العربية والصينية والابتكار السمعي البصري للكسب المشترك“ يعكس بجلاء أهمية البعد الإعلامي في علاقاتنا التشاركية التي تستلهم المبادئ التوجيهية التي نعمل على هديها برؤية طموحة بما يضفي على هذه العلاقات، في إطار المنتدى العربي - الصيني، طابع الحيوية والاستمرارية ويفسح المجال لفرص واعدة.
وقال "يؤكد الجانب العربي تقديره للمبادرات التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ بما فيها مبادرة الحضارة العالمية القائمة على احترام التنوع الحضاري، والتعايش السلمي، واعتماد الحوكمة الدولية، ونهج الحوار لإنهاء بؤر التوترات لاستشراف مستقبل أفضل للإنسانية التي تعيش على إيقاع إكراهات ضاغطة وتحولات متسارعة في المشهد الجيو - استراتيجي العالمي".
وأشاد بالموقف الصيني المساند للقضية الفلسطينية في ظل التداعيات المؤلمة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والاعتداءات المستفزة على مدن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مشددا على أن الالتزام الفعلي للشركاء الدوليين والإقليميين بصناعة سلام مستدام يظل السبيل القويم لإنقاذ السلام وحمايته من التيارات المتطرفة، سعيا لإنهاء عقود قاتمة من الحروب المدمرة في الشرق الأوسط، وضمان مقومات مناخ داعم لرؤية حل الدولتين في تماثل كامل مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ولفت خطابي إلى أن انعقاد هذه الدورة مناسبة للتأكيد على الإرادة القوية للنهوض بالتعاون السمعي - البصري، متطلعا لتبادلات أوثق في مجال تكنولوجيات الاتصال والابتكار والذكاء الاصطناعي والشبكات السبرانية وغيرها من الميادين لتنويع تعاوننا والإسهام في تحديد أخلاقيات وضوابط منظومة إعلامية عالمية متوازنة ومصاحبة لتحديات بلدان الجنوب التواقة نحو التحديث والتنمية الشاملة.
وطالب بمتابعة التنفيذ الأمثل لمقتضيات مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة الدول العربية والهيئة الوطنية الصينية للإذاعة والتلفزيون في ديسمبر 2023 بمدينة هانغتشو، لتعزيز التغطية الإعلامية المتبادلة، وتبادل الأخبار والمعلومات، والإنتاج التلفزيوني المشترك لبرامج ووثائقيات عن مختلف جوانب العلاقات العربية - الصينية، وتنظيم الدورات التدريبية، وورش العمل المهنية والاستفادة من الخبرات الإعلامية والرقمية.