جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-05@17:01:31 GMT

الاحتفاء الملكي بالسلطان

تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT

الاحتفاء الملكي بالسلطان

 

 

محمد بن رامس الرواس

لم يكن احتفاء جلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا الذي شهدناه خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لمملكة إسبانيا الصديقة احتفاءً بروتوكوليًا عاديًا؛ بل كان احتفاء من نوع خاص يؤكد أن صوت الاعتدال والحق والواقعية في السياسة العالمية التي تنتهجها سلطنة عُمان ذا مكانة سامية ورفيعة، على المستوى الدولي والعالمي.

وبما أن سلطنة عُمان تسير بخطى ثابتة لترسيخ حضورها كركيزة استقرار وجسر حضاري عريق بين الشرق والغرب كان هذا الاحتفاء الذي كتب بلغة المحبة والسلام والمودة، وتجسد بأعلى درجات التقدير، فعُمان وما تكتسبه من احترام إنما هو نتاج سياسة عريقة تحترم عالمياً ويشار لها بالبنان.

ولأنَّ مملكة إسبانيا تعتبر أيضا، من الأصوات الداعمة للعدالة والحق في أوروبا تقاربت وجهات النظر، وأصبح هناك مشتركات بينهما، وعلى رأسها ترسيخ الحوار والسلام في العالم، ووجود حكمة قيادية مشتركة في إدارة الملفات السياسية والدبلوماسية، هذا بجانب التطلع إلى تكوين شراكات اقتصادية وثقافية واسعة في المرحلة المقبلة.

والعلاقات بين عُمان وإسبانيا ليست وليدة اللحظة؛ إذ تمتد جذور هذه العلاقة لقرون عبر التاريخ البحري والتواصل التجاري والثقافي الحضاري، إلا أن المرحلة الحالية تحمل خصوصية واضحة؛ إذ تتقاطع رؤية "عُمان 2040" مع التوجه الإسباني نحو توسيع حضورها في الشرق الأوسط وإفريقيا عبر بوابات اقتصادية واستراتيجية موثوقة، ومملكة إسبانيا، كقوة أوروبية ومركز صناعي وسياحي وروحي تنظر إلى سلطنة عُمان اليوم كوجهة استثمارية واعدة ونموذج للتنمية المتوازنة، وتحالف يعتمد عليه في القضايا الدولية، سواء في الطاقة الخضراء، أو اللوجستيات البحرية، أو التعاون السياحي والتراثي.

لقد تميّزت الزيارة بأعلى درجات الرقي البروتوكولي الرفيع الذي عكس مستوى التقدير الخاص لشخص جلالة السلطان هيثم، وهو ما لقي صدى واسعا في الأوساط الإعلامية والسياسية.

وهذا الاحتفاء- كما أشرت آنفًا- إنما هو تجسيد لنهج عُماني أصيل في الدبلوماسية الهادئة القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين وبناء الجسور بدل الجدران والوساطة من أجل الاستقرار والسلام الدولي، وهي قيم جعلت من السلطنة وقيادتها الحكيمة شريكاً موثوقاً به ومحل احترام دولي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جرائم الحرب والسلام!

 

 

-فحوى ومضامين خطة ترامب للسلام في قطاع غزة وقبلها الاتفاق مع المقاومة الإسلامية في لبنان كما أوعز الرئيس “العاشق للسلام” إلى شركائه في الجريمة بكيان الاحتلال مفادها” امض قدما في قتل أكبر عدد من الناس في غزة ولبنان ولكن بوتيرة أقل ضجيجا وليس ضروريا أن تكون حفلات الدم على مدار الساعة كما كان عليه الحال في زمن الحرب، وإنما يكفي أن تكون أسبوعية أو حتى كل أسبوعين بحيث تتخللها جرائم يومية عابرة تخطف أرواح ما أمكن من الأبرياء ولا تخرج عن اطار ما يسميه أسيادهم في البيت الأبيض حق الدفاع عن النفس والمناوشات والخروقات الطبيعية التي لا تؤثر على الاتفاق “الصامد”
– صار واضحاً أن اتفاق السلام المنبثق عن خطة الرئيس الأمريكي بين كيان الاحتلال وكل من المقاومة الفلسطينية واللبنانية هو من وجهة نظر ترامب ونتنياهو مجرد إجراء شكلي يمنح “إسرائيل” الحق في فعل ما تشاء وقتل من تريد متى تشاء وكيفما تشاء ولا تثريب عليها فيما قامت وستقوم به بينما على المقاومة أن تلتزم بما يفوق طاقتها ويتجاوز حدود العقل والمنطق وكل الصعوبات والمعطيات في الميدان.
-أمريكا أرست في الاتفاقين سلاما هشا وحالة قد نسميها أقل من الحرب -إن صح التعبير- تمكّن المحتل من تحقيق أهداف عجز عن تحقيقها في الحرب الصريحة بحيث تتولى واشنطن والوسطاء ممارسة اقصى الضغوط على المقاومة وإعطاء العدو فرصة ليست واسعة أو بالأصح معلنة لممارسة هواية القتل والاغتيال والتدمير ومن ثم العودة السريعة إلى اتفاق السلام دون ان تتلقى أي ردود رادعة من المقاومة المحكومة بالتزامات ومواثيق مشهودة.
– في إطار هذه الاستراتيجية الأمريكية الجهنمية على الأطفال والنساء في غزة ولبنان وتحديدا في القطاع المدمر أن يموتوا بالعشرات والمئات وينهدم ما تبقى من منازلهم وخيامهم على رؤوسهم ويصيروا أهدافا مشروعة للطيران الحربي والمسيرات الصهيونية وقصف المدفعية لساعات وأيام فقط لأن رصاصات طائشة أطلقت هنا أو هناك في القطاع الملغم بأدوات الموت والدمار وجحافل الاحتلال ومليشيات لا تحصى من الخونة والعملاء. أما العدو المحتل فلا يلام أبدا على جرائمه وانتهاكاته ومنعه دخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء والخيام لمئات الآلاف من الأبرياء الذين يقضون جوعا وعطشا وبردا.
– نتنياهو ألقى آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ على الناس ودفن أسراه وآسريهم بأطنان من الانقاض والركام ثم على حماس أن تستخرج جثامين الصهاينة وتسليمهم سريعا وبلا تلكؤ أما هو وجيشه المجرم وحكومته الإرهابية فغير معنيين بتنفيذ ما عليهم من بنود في اتفاق السلام. ثم يأتي صاحب الخطة وضامنها ليبرر للقاتل أفعاله الوحشية ويصنفها في خانة الدفاع المشروع عن النفس.
-كيان الاحتلال وبدعم صريح من الرجل الطامح لنيل جائزة نوبل للسلام العام القادم لا يعدم حيلة في نسج المبررات والذرائع لإسقاط قنابله على ضحاياه في كل وقت ومواصلة التجويع ومحاصرة غزة ومضاعفة معاناة أهلها بكل الوسائل والطرق ثم بتصريح صغير يستأنف التزامه بالخطة ليجب ما قبل ذلك من فظائع وهكذا دواليك في سلسلة لا تتوقف من المجازر ضد الأبرياء المجوعين من ساكني الخيام في العراء.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تنتهي من المرحلة الأولى لإعداد الإطار المالي والاقتصادي لتقليل الاعتماد على النفط والغاز بحلول 2050
  • سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا.. تلاقٍ حضاري رفيع المستوى
  • احتفاء بجزائري في بريطانيا بعد إنقاذه ركاب قطار من عملية طعن
  • أسرة مواطنة: «الاتحاد» تزيّن احتفالنا بيوم العلم
  • الريف: مكان للحياة لا للهجران احتفاء بالتراث والتنمية المستدامة في قطر
  • حاكم رأس الخيمة يرفع علم الدولة على كورنيش القواسم في رأس الخيمة احتفاءً بـ يوم العلم
  • هزاع بن زايد يرفع علم الدولة في قلعة الجاهلي احتفاءً بيوم العلم
  • جرائم الحرب والسلام!
  • رئيس المتحف المصري الكبير: مصر قادرة على الاحتفاء بحضارتها العريقة