القوة ليست برد الفعل بل بالحكمة: لغة العالم الإسلامي الجديدة
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
يقف العالم اليوم على مفترق طرق تتغيّر فيه معايير القوة؛ لم تعد القوة في السيف ولا في الصوت المرتفع، بل في الكلمة والبصيرة. ضوضاء السياسة القديمة التي اعتمدت على الشعارات والانفعال تتراجع، لتحلّ مكانها قوة التفكير والعقل الهادئ. العالم الإسلامي، الذي مرّ بجراح واختبارات طويلة، يقف الآن على أعتاب نهضة فكرية جديدة؛ نهضة تُحوّل الغضب إلى وعي، وردود الفعل إلى رؤية.
لقد كشفت مأساة فلسطين وصمت العالم عن ازدواجيةٍ صارخة في معايير العدالة، لكنّ الرد هذه المرّة لم يكن صراخا فقط، بل مقاومة فكرية وصحوة وعي تتشكّل داخل الأجيال الجديدة. لم يعد الشاب المسلم يكتفي بالصوت، بل بات يسأل ويبحث ويفكك الروايات المضللة بثقة ووعي.
في الخليج، اختارت القيادات نهجا جديدا يقوم على القوة الاقتصادية والدبلوماسية الهادئة وبناء النفوذ المتدرج. المملكة العربية السعودية الإمارات وقطر، وكذلك تركيا، تتقدّم بخطى ثابتة، دون انحياز مطلق أو خصومة دائمة، لم تعد المعارك اليوم دبابات وحديدا فقط، بل حرب روايات وتشكيل وعي، ومن يمتلك القدرة على صياغة الخطاب يمتلك مفاتيح التأثيربل بموازنة دقيقة تحكمها المصالح الوطنية والرؤية المستقبلية. هذه ليست ضعفا، بل نضجا سياسيا وقدرة على اختيار اللحظة المناسبة.
وفي جنوب آسيا، تتحرك باكستان نحو سياسة خارجية متوازنة، لا تصطدم دون حساب ولا تتبع دون وعي؛ بل توازنٌ قائم على احترام السيادة والكرامة الوطنية. إنه وعي سياسي جديد يدرك أن التاريخ تصنعه العقول الهادئة لا الانفعالات.
لم تعد المعارك اليوم دبابات وحديدا فقط، بل حرب روايات وتشكيل وعي، ومن يمتلك القدرة على صياغة الخطاب يمتلك مفاتيح التأثير. بدأ العالم الإسلامي يتحرر من الخطاب المستعار ليبني لغته الخاصة، المرتبطة بهويته ورؤيته.
إن هذه اللحظة تحمل فرصة نادرة: تحويل العاطفة إلى رؤية، والحماسة إلى تخطيط. فالتاريخ لا يخلّد من يصرخ، بل من يصبر ويفكر ويصنع خياراته بهدوء وقوة. إننا لا ننسحب من ساحات الصراع، بل نعيد تعريف قواعده. نحن لا نرد على العالم، نحن نشارك في إعادة تشكيله.
هذه صحوة هادئة، ولكن أثرها سيُسمَع في الزمن. القوة الحقيقية اليوم ليست في الانفعال، بل في الحكمة والتوازن والقدرة على اختيار التوقيت. هذه هي لغتنا الجديدة في عالم يتغير؛ لغة وضوح، وتعقّل، وثبات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات القوة فلسطين الصراع فلسطين صراع قوة تغير توازن مدونات سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
برعاية خادم الحرمين الشريفين.. المملكة تستضيف دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة بالرياض غدًا
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، تستضيف المملكة غدًا الجمعة، انطلاق منافسات دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة، التي تستمر حتى 21 نوفمبر 2025م، وبمشاركة (57) دولة إسلامية.
وتعكس استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير في العاصمة الرياض، دور المملكة الريادي والكبير في ترسيخ قيم التضامن بين دول العالم الإسلامي على الأصعدة كافة ومنها الرياضية، حيث تعود الدورة لأرض المملكة التي تعد مهدًا لتأسيس فكرة إقامتها وانطلاقتها رسميًا؛ بعد (20) عامًا من احتضانها لأول نسخة في تاريخ البطولة التي أقيمت في مكة المكرمة، بحضور الرياضيين من مختلف دول العالم الإسلامي.
وبهذه المناسبة، قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي: "إن هذه الرعاية الملكية الكريمة تجسد ما يوليه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من اهتمام كبير بالعمل الإسلامي المشترك، ودعم متواصل لتعزيز أواصر التعاون والتآخي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، من خلال الرياضة كأحد الجسور الحضارية التي تسهم في مد جسور التلاقي بين الشعوب، وترسيخ قيم السلام والوحدة والتكامل".
وأضاف سموه: "نسعد باستضافة ما يزيد على 3000 رياضي ورياضية من 57 دولة إسلامية سيشاركون في أكثر من 22 لعبة مختلفة، ونحن -بإذن الله- وبدعم لا محدود من قيادة هذا الوطن الغالي، ماضون في تقديم نسخة استثنائية تُبرز قدرة المملكة التنظيمية الهائلة وخبرتها المتراكمة في استضافة أكبر وأهم الأحداث الرياضية العالمية".
يذكر أن دورة ألعاب التضامن الإسلامي، تُعد من أبرز الملتقيات الرياضية على مستوى العالم الإسلامي، إذ تجمع الرياضيين من مختلف الدول الإسلامية في تظاهرة حافلة بروح المنافسة الشريفة، بما يعكس رسالة المملكة الداعمة لكل ما يسهم في وحدة الصف، وتعزيز قيم السلام والتآخي، ويؤكد في الوقت ذاته دورها الريادي في خدمة قضايا العالم الإسلامي على المستويات كافة.
الرياضخادم الحرمين الشريفينأخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةدورة ألعاب التضامن الإسلاميقد يعجبك أيضاًNo stories found.