رئيس الوزراء المجرى يدعو «ترامب» إلى عقد قمة جديدة مع «بوتين»
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
يحاول رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان لعب دور صانع السلام، حيث يحاول إقناع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعقد قمة جديدة مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فى بودابست، فى خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع كمحاولة مزدوجة لتعزيز مكانته السياسية داخليا، ويأمل أوربان في أن تؤدي هذه القمة المقترحة إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فى الوقت الذى يسعى فيه أيضا للحصول على إعفاء من العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الطاقة الروسى وذلك خلال زيارته أمس للبيت الأبيض.
تأتى زيارة أوربان وسط مناخ سياسى دقيق فى المجر، إذ يواجه الزعيم اليمينى المتطرف تحديا انتخابيا كبيرا من زعيم معارضة جديد قبل الانتخابات البرلمانية المقررة فى أبريل المقبل. ويؤكد مقربون منه أن الأولوية القصوى بالنسبة له هى دعوة ترامب إلى بودابست قبل موعد الاقتراع، اعتقادا بأن ظهور الرئيس الأمريكى فى العاصمة المجرية سيمنحه دفعة قوية بين الناخبين المحافظين، ويعزز صورته كزعيم يتمتع بعلاقات دولية رفيعة.
وقال مصدر يعمل فى مؤسسة حكومية مجرية مختصة بالسياسة الخارجية إن الهدف الحقيقى من الرحلة هو إقناع ترامب بزيارة المجر فى أقرب فرصة ممكنة، موضحا أن ملفات الغاز والنفط الروسى ستكون مطروحة للنقاش، لكنها ليست المحور الأساسى. وأضاف: «يريد أوربان زيارة ترامب لبودابست قبل الانتخابات، هذه أولوية مطلقة، فالانتخابات بالنسبة له هى الهدف الأول» بحسب صحيفة «الجارديان».
وتعتبر الزيارة المرتقبة بمثابة «خدمة سياسية ضخمة» من ترامب لأوربان، بحسب ما وصفته المحللة السياسية سوزانا فيج من صندوق «مارشال» الألمانى، خاصة أن ترامب غاب عن المشاركة فى جميع المؤتمرات المحافظة الكبرى التى استضافتها بودابست خلال الأعوام الأخيرة، بما فى ذلك فعاليات مؤتمر العمل السياسى المحافظ.
أوربان الذى يُلقبه منتقدوه بـ«حصان طروادة لبوتين فى الاتحاد الأوروبى» لطالما حافظ على علاقة وثيقة مع ترامب منذ ولايته الأولى، وسعى إلى بناء شبكة يمينية دولية تمتد من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا. وفى المقابل، أشاد ترامب وعدد من مساعديه بالمجر فى عهد أوربان، واعتبروها «نموذجًا محافظًا مثاليًا»، بل وصفوها ساخرين بأنها «ديزنى لاند محافظة».
وقال جيرجيلى جولياس، رئيس ديوان رئيس الوزراء المجرى، إن اجتماع الجمعة «فرصة فريدة لرئيسى الدولتين لوضع خارطة طريق قد تمهد لاجتماع مباشر بين واشنطن وموسكو، وبالتالى إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا».
وكانت محاولة سابقة لعقد اجتماع مماثل قد انهارت بعد محادثة متوترة بين وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ونظيره الأمريكى ماركو روبيو، إذ تبنى لافروف موقفًا متشددًا فى شأن شروط وقف الحرب. ومع ذلك، يرى مراقبون أن أوربان سيعيد طرح المبادرة، سعيًا منه إلى إظهار نفسه كقناة تواصل فعالة بين الكرملين وترامب، خاصة فى ظل رغبة الأخير فى لعب دور صانع السلام فى النزاعات الدولية.
وقال ماكس بيرجمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن مجرد عقد قمة جديدة بين ترامب وبوتين «سيكون بمثابة صدمة كبرى لبقية الزعماء الأوروبيين»، مضيفًا أن رؤيتهم للرئيس الروسى يحظى باستقبال رسمى فى دولة أوروبية ستُعد «صفعة سياسية» داخل الاتحاد الأوروبى. وأشار بيرجمان إلى أن أوربان لعب حتى الآن دورًا أقل إزعاجًا فى الاتحاد منذ إعادة انتخاب ترامب، إذ عملت الإدارة الأمريكية الجديدة مع زعماء أوروبيين آخرين أكثر مما كان متوقعًا.
من جانب آخر، أوضح مسئولون فى واشنطن أن ترامب يتمسك بموقفه الحازم حيال ضرورة إنهاء اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على دول مثل الهند بسبب استمرارها فى شراء النفط الروسى. لكن هذا الموقف يثير شكوكًا فى أوروبا، حيث صرح دبلوماسى أوروبى رفيع المستوى بأن الطلب الأمريكى بوقف استيراد النفط الروسى لم يكن عمليًا منذ البداية، مضيفًا: «لم يكن هناك أى توقع واقعى بأن المجر أو سلوفاكيا ستتخليان عن علاقاتهما فى مجال الطاقة مع روسيا، وبالتالى لم تكن هناك نية من واشنطن لفرض إجراءات فعلية فى هذه الحالات».
بدوره، أكد وزير الخارجية المجرى بيتر سيارتو فى تصريحات لصحيفة الجارديان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن فكرة إنهاء العلاقات مع روسيا فى مجال الطاقة «مجرد حلم بعيد المنال». كما شدد جولياس الأسبوع الماضى على أن هدف المجر هو «الحصول على إعفاء من العقوبات الأمريكية، بما يسمح لها بمواصلة شراء النفط الخام والغاز الروسيين دون قيود».
وتأتى هذه التحركات بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على شركتى الطاقة الروسيتين العملاقتين لوك أويل وروسنفت، وهو ما اعتبره مراقبون اختبارًا لمدى التزام إدارة ترامب فعلاً بتصعيد الضغط الاقتصادى على موسكو. وقال بيرجمان إن الاجتماع المرتقب بين ترامب وأوربان «سيعطى إشارة حقيقية حول جدية الإدارة فى تطبيق العقوبات على قطاع الطاقة الروسى»، موضحًا: «إذا لم يُناقش الملف خلال اللقاء، فسيعنى ذلك أننا لا نعتزم التحرك بجدية، أما إذا كان ضمن المحاور الرئيسية، فسيكون ذلك مؤشراً على استعداد الإدارة لاتخاذ مواقف أكثر صرامة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسى فلاديمير بوتين
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يفتتح توسعات المصنع الإقليمي لـ شنايدر إلكتريك بمدينة بدر
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، توسعات المصنع الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" الفرنسية بمدينة بدر، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المُتجددة، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفير إريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، و سيباستيان رييز، الرئيس الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، والمهندس أردا تشيمن، مدير مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الشركة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن افتتاح أعمال التوسعة في مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر، يُعد خطوة جديدة تضاف إلى سجل إنجازات القطاع الصناعي المصري، وتعكس الثقة المتنامية للمستثمرين العالميين في مناخ الاستثمار المصري، مُؤكِّداً التزام الدولة بدعم الصناعات التكنولوجية المتطورة التي تتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وتعزز القدرات التصديرية المصرية.
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالحلول المتقدمة والمنتجات الوطنية عالية الجودة التي توفرها الشركة، والتي تسهم في دعم جهود التحول الرقمي الشامل لقطاع الطاقة، ورفع كفاءة الشبكة، وضمان استمرارية التغذية الكهربائية، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
وفي البداية، استمع رئيس الوزراء ومرافقوه، إلى عرض تقديمي من سيباستيان رييز، الرئيس الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، عن نشأة المصنع واستثمارات الشركة في السوق المصرية، مُشيراً إلى أن مصنع شنايدر إلكتريك تأسس في مدينة بدر عام 2009، ويُعد المصنع منشأة رئيسية للشركة، ويمتد على مساحة 44581 متراً مربعاً، مُخصصة لمبنى متطور يعتمد على أحد المعايير العالمية، مُضيفاً أن الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع تبلغ 6 آلاف وحدة جهد متوسط، و5 آلاف وحدة جهد منخفض.
وخلال تفقد رئيس الوزراء ومرافقيه لمعرض منتجات الشركة من خلايا الجهد المنخفض والمتوسط، وخطوط إنتاج الخلايا ومراكز التحكم الآلي، أوضح سيباستيان رييز، أن إجمالي استثمارات "شنايدر إلكتريك" في مصر منذ دخولها السوق المصرية قبل 37 عاماً بلغت حوالي 320 مليون يورو، مُضيفاً أنه تم إضافة خط إنتاج جديد للوحات الكهربائية عام 2020 بقيمة 10 ملايين يورو.
وأدار رئيس الوزراء حواراً ودياً مع أحد العاملين بالمصنع، مُستفسراً عن تخصصه ومدي مناسبة المرتب الذي يتقاضاه من الشركة، وأجاب العامل بأن تخصصه الأصلي ليس في مجال الكهرباء، وأنه قام بتغيير مساره الوظيفي وتلقي تعليما وتدريبات متخصصة من التي يوفرها المصنع له، وأن المرتب جيد جداً.
وعقب ذلك، قام الدكتور مصطفى مدبولي بالضغط على زر فتح بوابة المصنع الجديد إيذاناً بافتتاح أعمال التوسعة بالمصنع، حيث أشار المهندس أردا تشيمن، مدير مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر، إلى أنه تم ضخ استثمارات بقيمة 8 ملايين يورو عام 2023 لتنفيذ توسعة بمصنع الشركة في مدينة بدر، على مساحة 10 آلاف متر مربع، وذلك لإنتاج اللوحات منخفضة ومتوسطة الجهد ووحدات التغذية الحلقية (RMU)، مُضيفاً أن الهدف من هذه التوسعات هو زيادة الطاقة الإنتاجية بحوالي 30%، فضلاً عن توطين الصناعة وتوسيع قاعدة التصدير للأسواق الإقليمية والعالمية.
وتفقد رئيس الوزراء ومرافقوه أعمال التوسعة بالمصنع ومراحل الإنتاج فيه، والتي شملت خط الإنتاج الجديد لخلايا الجهد المنخفض والمتوسط، وخط التجميع المحلي لمغيرات السرعة بهدف ترشيد الطاقة والانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى نماذج من منتجات المصنع الجاهزة للتصدير لعدد من الدول.
وفي غضون ذلك، أوضح مدير مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر أن نسبة المكون المحلي في منتجات المصنع ارتفعت من 55% عام 2021 إلى 81% عام 2024، مع وجود خطة تستهدف الوصول إلى 85% من المكون المحلي في التصنيع، لافتاً إلى أن نسبة 50% من الإنتاج مخصصة للتصدير إلى أكثر من 35 دولة حول العالم.
كما تفقد رئيس الوزراء ومرافقوه، مركز تدريب الفنيين العاملين في خدمة المنتج وخدمات ما بعد البيع، حيث أفاد المهندس/ أردا تشيمن، أن مركز التدريب يوفر برامج تدريبية بجودة عالمية في مختلف التخصصات التي يحتاجها المصنع، لافتاً إلى أنه تم توطين هذه البرامج العالمية في مصنع الشركة بمصر، بدلاً من إرسال الفنيين والعاملين لتلقي هذه التدريبات الراقية بالخارج، مُشيراً إلى أنه من المستهدف خلال عام 2026 تدريب حوالي 500 مهندس وفني متخصص، هذا إلى جانب توفير هذا التدريب للشركات الخارجية عند الطلب، فضلاً عن التعاون لتدريب طلاب مدارس التعليم الفني خلال سنوات الدراسة أو بعد التخرج، مُؤكداً في هذا الصدد، أننا نقوم بتصدير العمالة الماهرة والمواهب من المهندسين المتخصصين إلى الخارج.
واستمع رئيس الوزراء ومرافقوه لعرض بشأن خطة الاستدامة بالمصنع، حيث أوضح المهندس أردا تشيمن، أن مصنع "شنايدر إلكتريك" في بدر هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ويُعد نموذجاً رائداً في الابتكار الصناعي والحفاظ على البيئة، مُشيراً في هذا الصدد، إلى أن المصنع حصل على شهادة "صفر انبعاثات كربونية"، حيث يتم تلبية 20% من احتياجاته من الطاقة عبر الألواح الشمسية، بينما يعتمد في توفير الباقي على مصادر أخرى للطاقة المتجددة.
وأضاف أن المصنع يعمل على الحد من استخدام المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام من خلال استبدالها بعبوات مُعاد تدويرها، بهدف الوصول إلى نسبة 50% "مواد خضراء" في منتجاته، بعدما حقق بالفعل نسبة 35%.
وحول أبرز مشروعات "شنايدر إلكتريك" في مصر، أشار / سيباستيان رييز، إلى أن الشركة ساهمت بالشراكة مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركة القابضة لكهرباء مصر في تطوير مراكز التحكم الذكية في شبكة الكهرباء المصرية، ضمن خطة الدولة للتحول الرقمي في قطاع الطاقة؛ لرفع كفاءة الشبكة ودعم الاستدامة، باستثمارات بلغت 4.6 مليار جنيه للمرحلة الأولى، و5 مليارات جنيه للمرحلة الثانية.
وأضاف الرئيس الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي أنه تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التحكم الآلي بمدينة شرم الشيخ عام 2022، وتم الانتهاء من تطوير أربعة مراكز تحكم أخرى بمحافظة القاهرة، فضلاً عن تجديد أكثر من 3900 موقع على شبكة توزيع الكهرباء، إلى جانب تدريب الكوادر الفنية التابعة لوزارة الكهرباء لضمان كفاءة واستمرارية التشغيل.
وأشار إلى أن شركة "شنايدر إلكتريك" تعاونت مع المتحف المصري الكبير في تصميم وتنفيذ مفهوم المتحف الذكي عبر توظيف خبراتها العالمية وحلولها في مجال إدارة البنية التحتية الذكية، فضلاً عن المشاركة في مشروع متحف مراكب الملك خوفو، والذي حصد جائزة أفضل مشروع لحلول الطاقة الذكية ومنظومة إدارة الطاقة على مستوى العالم لعام 2023، لافتاً إلى مساهمة الشركة في مشروع الدلتا الجديدة من خلال توفير الحلول والمعدات الكهربائية المختلفة لتلبية متطلبات هذا المشروع القومي الضخم.
وفي الختام، حرص رئيس الوزراء على التقاط صورة تذكارية مع المهندسين والعاملين بالمصنع.