اكتشاف أثري جديد يعيد كتابة تاريخ الأمريكتين.. ماذا وجد العلماء؟
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
في اكتشاف أثري مذهل يعيد كتابة تاريخ الأمريكتين، تمكنت عالمة الآثار البيروفية الشهيرة من الكشف عن أدلة جديدة تثبت أن حضارة كارال، أقدم حضارة معروفة في الأمريكتين، نجت من جفاف مدمر قبل 4200 عام دون اللجوء إلى العنف أو الانهيار.
. ماذا يوجد في جرينلاند؟
تأسست حضارة كارال في وادي سوبي شمال ليما حوالي 3000 قبل الميلاد، حيث كانت تتضمن 32 مبنى ضخماً، ساحات دائرية غائرة، وأنظمة ري معقدة جعلتها معاصرة لحضارات بلاد الرافدين ومصر والهند والصين.
ازدهرت هذه الحضارة على امتداد ثلاثة أنهار، نهر الفورتاليزا، والباتيفيلكا، والسوب. تحتوي وديان هذه الأنهار على مجموعات كبيرة من المواقع. في أقصى الجنوب، يوجد العديد من المواقع المرتبطة على طول نهر هوارا.
يُشتّق الاسم، كارال سوب، من مدينة كارال الواقعة في وادي سوب، وهو موقع ضخم لحضارة نورت شيكو ومدروس جيدًا. نشأ مجتمع مركب في نورت شيكو بعد ألف عام من قيام حضارة سومر (السومرية) في بلاد ما بين النهرين، وكان معاصرًا للأهرامات المصرية، وقد سبق ظهور شعب الأولمك في أمريكا الوسطى بنحو ألفي عام.
ومع ذلك، شهدت الحضارة في واحدة من الفترات الأكثر تحدياً في تاريخها، جفافاً هائلاً قبل 4200 عام، دفع السكان إلى الهجرة بحثاً عن مصادر جديدة للحياة.
ترك السكان مدينتهم الأصلية وأسسوا مستوطنات جديدة في مناطق مثل فيشاما، غرباً على ساحل المحيط الهادئ، وبينكو، شرقاً.
هؤلاء الذين هاجروا لم يتخلوا عن تقنياتهم المعمارية القديمة، حيث قاموا بنحت أهرامات معبدية وساحات دائرية، بالإضافة إلى نقوش جدارية تحكي قصص النجاة من المجاعة والتغيرات المناخية.
آثار حضارة كارالفي معبد فيشاما، عُثر على نقوش جدارية تمثل معاناة السكان أثناء الجفاف. من بين النقوش جدار يظهر جثثا نحيلة، وبطونا غائرة، تمثل ضحايا الجوع.
بينما يظهر جدار آخر نساء حوامل ورموزا مائية تعبر عن العودة المحتملة للخصوبة. يظهر في نقش آخر وجه ضفدع بشري يخرج من الأرض، في رمز يدل على عودة الماء.
تشير الأدلة المستخرجة من المواقع الأثرية إلى أن المجتمع كان يسوده السلام والمساواة بين الجنسين، حيث تم اكتشاف تماثيل طينية غير محروقة تمثل رجالاً ونساء ذوي مكانة، ما يدل على توازن الدور بين الجنسين. الآثار تشير أيضاً إلى عدم وجود أي دليل على العنف، ما يعكس طبيعة مجتمعهم المتسامح.
تقول عالمة الآثار إن هذه الأدلة الجديدة تشير إلى أن حضارة كارال لم تنقرض بل تكيفت بشكل سلمي. وقد أكدت أن البيروفيين اليوم يمكنهم أن يتعلموا من أسلافهم العيش في تناغم مع الطبيعة، خاصة في ظل التغير المناخي الحالي.
وبحسب الأثريين، هذا الاكتشاف يعيد تشكيل فهمنا لحضارة كارال، ويعزز الفكرة بأن التطور والتكيف ليس بالضرورة أن يكونا مرتبطين بالعنف أو الفوضى، بل يمكن أن يحدثا من خلال التعاون والابتكار في وجه التحديات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اكتشافات أثرية
إقرأ أيضاً:
تقنية جديدة تمهد الطريق للكشف المبكر عن مرض الزهايمر
الزهايمر .. كشف فريق من العلماء عن طريقة مبتكرة قد تُحدث تحولًا جذريًا في تشخيص مرض الزهايمر قبل ظهور الأعراض الأولى مما يمنح الأطباء فرصة للتدخل المبكر وتقليل تدهور الحالة العصبية للمرضى.
تحدي التشخيص المبكريُعد مرض الزهايمر أحد أكثر أمراض الدماغ تعقيدًا حيث يبدأ تلف الخلايا العصبية قبل سنوات طويلة من ملاحظة أي علامات سريرية واضحة وتُشير الدراسات إلى أن تراكم كتل البروتينات السامة في الدماغ يحدث تدريجيًا بصمت تام مما يجعل اكتشاف المراحل الأولى من المرض أمرًا بالغ الصعوبة باستخدام التقنيات الطبية التقليدية.
ابتكار علمي يرسم صورة جديدة للدماغالدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم تصف ابتكارًا يحمل اسم فيبريل بينت وهي جزيئات فلورية صُممت خصيصًا للارتباط بالبروتينات الشبيهة بالخيوط التي تُعرف بألياف الأميلويد والمسببة لتلف الخلايا العصبية تُمكن هذه التقنية العلماء من رؤية أولى مراحل تشكل هذه الألياف بدءًا من الجزيئات الصغيرة وحتى البنى الكاملة وهو ما يمثل تقدمًا نوعيًا في فهم تطور المرض.
مراقبة دقيقة للعمليات العصبيةقال البروفيسور ستيفان روديج من جامعة أوتريخت إن التقنية الجديدة تتيح متابعة نمو الألياف البروتينية في بيئة سائلة بدقة غير مسبوقة مما يفتح الباب أمام إمكانية قياس تركيزها في السائل النخاعي للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بالخرف وأوضح الباحثون أن هذا التطور العلمي يوفر أداة دقيقة لتتبع التغيرات العصبية التي تسبق الأعراض الإدراكية مثل فقدان الذاكرة وضعف الانتباه.
آفاق جديدة لعلاج الخرفيرى العلماء أن فيبريل بينت لا تمثل فقط وسيلة تشخيصية بل قد تصبح أداة رئيسية في تطوير أدوية جديدة للخرف إذ يمكن من خلالها دراسة تأثير المركبات الدوائية على نمو ألياف الأميلويد أو تفتيتها مما يسمح بتقييم فعالية العلاجات بشكل أسرع وأكثر دقة.
مستقبل واعد في الطب العصبييؤكد الدكتور ديكر أحد المشاركين في البحث أن التقنية تُمكن العلماء من مراقبة تطور الزهايمر لحظة بلحظة وتحديد مدى فعالية أي علاج بشكل مباشر مشيرًا إلى أن هذا الابتكار قد يُحدث نقلة كبيرة في مسار أبحاث التنكس العصبي ويفتح نافذة أمل جديدة لملايين المرضى حول العالم.