تغييرات قد تمتد لسنوات.. دراسة تكشف التأثير الخفي للأدوية على أجسادنا
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
كشفت دراسة علمية حديثة أن تأثير الأدوية لا ينتهي بانتهاء العلاج، بل قد يمتد لسنوات داخل أجسامنا، محدثًا تغييرات عميقة في بيئة الأمعاء الدقيقة التي تضبط توازن صحتنا الجسدية والعصبية.
في أمعائنا، يعيش عالم كامل من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تؤدي وظائف أساسية: من هضم الطعام إلى حماية الجسم من الميكروبات الضارة، مرورًا بتنظيم التواصل بين الجهاز الهضمي والدماغ.
البحث الذي قاده عالم الجينوم أوليفر آسمِتس من جامعة تارتو في إستونيا، يؤكد أنه لطالما جرى التقليل من شأن تأثير استخدام الأدوية. يقول آسمِتس: "لقد وجدنا أن آثار المضادات الحيوية، والمهدئات النفسية، ومضادات الاكتئاب، ومثبطات مضخة البروتون، وحاصرات بيتا، يمكن رصدها حتى بعد مرور سنوات على التوقف عن تناولها".
وللوصول إلى النتائج التي نُشرت في مجلة mSystems العلمية، حلّل فريق آسمِتس بيانات 2,509 مشاركين في مشروع "المصرف الحيوي الإستوني"، وتابعوا 328 حالة بدقة لرصد العلاقة بين الأدوية وتغيّر تركيبة الميكروبيوم. ووجد الباحثون أن 167 من أصل 186 دواءً، أي ما يقارب 90 في المئة، تسببت بتبدلات ملحوظة في عينات الميكروبيوم البرازي.
تبيّن من الدراسة أن الأدوية تعمل بشكل غير مباشر على تقليص التنوع الميكروبي من خلال القضاء على أنواع معينة من الكائنات الدقيقة. وكان من اللافت أن أدوية البنزوديازيبين، المستخدمة عادة لعلاج القلق، أحدثت تأثيرًا يماثل تقريبًا تأثير المضادات الحيوية واسعة الطيف، المعروفة بقدرتها على تدمير التوازن الميكروبي.
لكن هذا التأثير يختلف باختلاف نوع الدواء، فقد أظهرت النتائج أن عقار ألبرازولام (زاناكس) يترك أثرًا أوسع على ميكروبات الأمعاء مقارنة بديازيبام (فاليوم). هذا الفارق، كما يشير آسمِتس، يستدعي إعادة التفكير في كيفية اختيار الأدوية، بحيث لا تُقيّم فعاليتها فقط من منظورها العلاجي، بل أيضًا من زاوية تأثيرها على بيئة الميكروبيوم الحساسة.
Related "قد تُخفّض وفيات مرضى القلب إلى النصف".. دراسة تكشف ما تفعله أدوية خسارة الوزنمنظمة الصحة العالمية توصي باستخدام أدوية إنقاص الوزن لعلاج السكري والبدانة دراسة: نصف الأشخاص الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن يقلعون عنها خلال عام واحد دعوة لإعادة النظر في الدراساتتتّسق نتائج هذا البحث مع ما توصلت إليه أبحاث سابقة أجريت على الحيوانات، إذ أظهرت أن الاستخدام المطوّل للمضادات الحيوية قد يُضعف بطانة الأمعاء المخاطية ويساهم في زيادة الوزن.
ويرى فريق آسمِتس أن ما يحدث في الأمعاء لا يقل أهمية عن أي وظيفة عضوية أخرى في الجسم، ما يستدعي توسيع نطاق الدراسات حول الآثار بعيدة المدى لمختلف أنواع الأدوية.
ويختتم آسمِتس بالتأكيد على أن معظم دراسات الميكروبيوم الحالية تركز على الأدوية المستخدمة في الوقت الراهن، بينما يغفل الباحثون في كثير من الأحيان عن الأدوية التي استُخدمت في الماضي، رغم أن لها دورًا قويًا في تفسير الفروقات الفردية بين الأشخاص.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة بحث علمي أمعاء الصحة شركات الأدوية أدوية دراسة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي الصحة فرنسا تغير المناخ إسرائيل دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي الصحة فرنسا تغير المناخ بحث علمي أمعاء الصحة شركات الأدوية أدوية دراسة إسرائيل دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي الصحة فرنسا تغير المناخ فلسطين إيران روسيا الاتحاد الأوروبي الصين تأثیر ا
إقرأ أيضاً:
دراسة: العلاج الإشعاعي لا يحسن معدلات البقاء لدى بعض مريضات سرطان الثدي
وجدت دراسة دولية أن العلاج الإشعاعي لم يؤثر في معدلات البقاء لعشر سنوات لدى نساء مصابات بسرطان الثدي المبكر المصنّفات "متوسط المخاطر".
رغم أن العلاج الإشعاعي كان علاجاً معيارياً لمرضى سرطان الثدي منذ بدايات القرن العشرين، تُظهر دراسة جديدة أنه لا يُحسّن البقاء على قيد الحياة بشكل ملحوظ لدى النساء المصابات بسرطان في مرحلة مبكرة مع مستوى مخاطر متوسط.
تجربة دولية في مراحلها الأخيرة رصدت معدلات البقاء على مدى عشرة أعوام لدى أكثر من 1.600 من مرضى سرطان الثدي خضعوا لاستئصال الثدي وجراحة العقد اللمفاوية وعلاج جهازي بما في ذلك العلاج الكيميائي.
وجد الباحثون أن المشاركين ذوي "المخاطر المتوسطة" لعودة المرض، المُعرَّفة بأنها المرحلة الثانية مع إصابة من عقدة لمفاوية واحدة إلى ثلاث، أو أورام عدوانية دون إصابة عقد لمفاوية، سجّلوا معدلات بقاء متطابقة تقريباً سواء خضعوا لتشعيع جدار الصدر أم لم يخضعوا له.
بعد متابعة بمتوسط وسطي بلغ 9.6 عاما، كانت معدلات البقاء 81.4 في المئة لدى من خضعوا للإشعاع، و81.9 في المئة لدى من لم يخضعوا له.
لم يُسجّل إجمالاً سوى 29 حالة انتكاس: تسع حالات (1.1 في المئة) في مجموعة الإشعاع مقابل 20 حالة (2.5 في المئة) في المجموعة التي لم تتلقَ الإشعاع.
وقال جون سيمبسون، الذي يقود فريقاً حكومياً في المملكة المتحدة لتقييم التجارب السريرية، في بيان: "قد تتيح هذه النتائج للمرضى تجنّب علاجات غير ضرورية، ما يؤدي إلى استخدام أكثر فعالية وكفاءة لموارد الصحة والرعاية".
نُشرت نتائج التجربة يوم الأربعاء في مجلة "New England Journal of Medicine"، وهي مجلة طبية رائدة. وشملت التجربة مرضى من المملكة المتحدة، ومن سبعة بلدان في أوروبا القارية، وإسرائيل، وتركيا.
تبدّل توصيات العلاجقال المؤلفون إن النتائج تشكّك في فكرة أن العلاج الإشعاعي ينبغي أن يبقى جزءاً أساسياً من العلاج بعد استئصال الثدي، بل تعزّز التحول عن العلاج الإشعاعي لدى المرضى منخفضي المخاطر.
أشار المؤلفون إلى أن وفيات سرطان الثدي انخفضت بشكل ملحوظ منذ انطلاق التجربة، وأن التقدّم الطبي في العلاجات الجهازية للسرطان أسهم في رفع معدلات البقاء. وتُظهر التوقعات لهذا العام أن وفيات سرطان الثدي في أوروبا ستنخفض في كل الفئات العمرية باستثناء النساء فوق سن 80، حيث لن تتراجع معدلات الوفاة إلا في المملكة المتحدة وإسبانيا.
لم يعد العلاج الإشعاعي الخيار المفضّل لمرضى السرطان منخفضي المخاطر، لكن هذه النتائج الجديدة تساعد أيضاً في توضيح التوصيات للنساء ذوات المخاطر المتوسطة.
ويصحب العلاج الإشعاعي آثار جانبية كبيرة، قد يظهر بعضها بعد أشهر أو حتى سنوات من انتهاء العلاج. وتشمل الآثار قصيرة الأمد تساقط الشعر، والألم، والتورّم، وتهيّجات جلدية قد تبدو كحروق الشمس. وقد يحدث التهاب الرئة في حالات نادرة، إضافة إلى تلف في الأعصاب بالكتفين والذراعين ما قد يفضي إلى خدر ووخز وألم وضعف.
وقالت الدكتورة نيكولا راسل، وهي من مؤلفي الدراسة وأخصائية علاج إشعاعي في المعهد الهولندي للسرطان، في بيان إن تفادي تلك الآثار الجانبية قد يسهل تعافي مرضى سرطان الثدي. وأضافت: "إن تجنّب التشعيع غير الضروري سيقلّل عبء العلاج، وعلى سبيل المثال الآثار السلبية على ترميم الثدي لدى هؤلاء المرضى الذين خضعوا لاستئصال الثدي".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة طب سرطان الثدي إشعاع علاج دراسة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم