_ محمد صلاح: التوجه نحو المستحضرات الطبيعية فرصة ذهبية لتعميق التصنيع المحلى

_ توجه متزايد نحو تقليل الاعتماد على المواد الخام المستوردة بنسبة تصل إلى 70٪


_ دعوات لإقامة مناطق صناعية متخصصة تضم مصانع للزيوت والعبوات والمكونات الكيميائية

_  توقعات بزيادة الصادرات بنسبة 50% مع فتح أسواق جديدة في إفريقيا وآسيا

يشهد قطاع مستحضرات التجميل في مصر نموًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، بفضل تطور الصناعة وارتفاع الطلب المحلي والخارجي على المنتجات المصرية.

ومع تزايد الاهتمام بالمنتجات الطبيعية والعشبية، تتجه الأنظار نحو تعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع قاعدة التصدير.

في هذا الحوار، يتحدث الدكتور محمد صلاح، وكيل شعبة مستحضرات التجميل بالمجلس التصدير للصناعات الطبية ل " صدى البلد" عن واقع الصناعة المصرية وآفاقها المستقبلية والتحديات التي تواجهها، ورؤيته لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع وتصدير مستحضرات التجميل خلال السنوات المقبلة.


* كيف تقيّمون وضع صناعة مستحضرات التجميل في مصر حاليًا من حيث الإنتاج والتصدير؟

_ صناعة مستحضرات التجميل في مصر تشهد نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، سواء من حيث عدد المصانع أو حجم الإنتاج. هناك شركات مصرية استطاعت الوصول إلى مستويات تصنيع تضاهي العالمية من حيث الجودة والمعايير الفنية. كما أن الصادرات المصرية من مستحضرات التجميل في تزايد مستمر، بفضل توافر المقومات الصناعية، والعمالة الماهرة، والكوادر الفنية، والخامات المحلية التي تمنح مصر ميزة تنافسية قوية.


* ما أبرز المزايا التنافسية التي تتمتع بها المنتجات المصرية في الأسواق الخارجية؟


_ أبرز المزايا تكمن في جودة المنتج المصري وسعره التنافسي مقارنة بالدول المنافسة مثل تركيا والمغرب. كذلك تمتلك مصر موقعًا جغرافيًا مميزًا يسهل الوصول إلى الأسواق الإفريقية والعربية، إضافة إلى سمعة جيدة للمنتج المصري في المنطقة، وهو ما ساعدنا في ترسيخ وجودنا في عدة أسواق خارجية.


* ما الأسواق الأكثر طلبًا على مستحضرات التجميل المصرية؟
_ الأسواق الإفريقية والعربية تُعد الأكثر طلبًا، وعلى رأسها نيجيريا، كينيا، وتنزانيا، إضافةً إلى أسواق عربية مثل العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. كما يتم التحضير لبعثة تجارية إلى كازاخستان لاستكشاف فرص التوسع في تلك الأسواق.


* ما أبرز التحديات التي تواجه المصنعين والمصدرين في القطاع حاليًا؟
_ أبرز التحديات تتمثل في ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة، واضطراب سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف الشحن العالمية، إلى جانب المنافسة من الأسواق الإقليمية. ويعمل المجلس على دعم المصنعين وتمكينهم من تعزيز قدراتهم التنافسية في الأسواق المحلية والدولية، من خلال توفير المبادرات التي تسهم في رفع الكفاءة وزيادة الصادرات.


* كيف يمكن مواجهة المنافسة الإقليمية من أسواق مثل تركيا والمغرب؟
_ يمكن مواجهة المنافسة من خلال التركيز على الجودة والابتكار في المنتج، وتطوير التغليف ليكون جذابًا وعمليًا ومتوافقًا مع معايير الجودة، وذلك عبر تعزيز الصناعات المغذية ودعم سلاسل القيمة المحلية. كما يُمكن التوسع في التسويق الخارجي وتطوير العلامات التجارية المصرية لزيادة قدرتها على المنافسة عالميًا. إضافةً إلى ذلك، يجب الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الإفريقية والعربية لتسهيل دخول المنتجات المصرية إلى تلك الأسواق. وفي الوقت نفسه، يشهد السوق المصري اهتمامًا متزايدًا من الشركات الأجنبية، حيث بدأت شركات تركية بتوقيع بروتوكولات تعاون لإقامة مصانع لها في مصر، ما يعكس الثقة في قدرات الصناعة المحلية ومكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع والتصدير.


* ما الفرص التي يمكن أن يستفيد منها القطاع في ظل التوجه العالمي نحو المنتجات الطبيعية والعشبية؟


_ هذه فرصة ذهبية للصناعة المصرية، لأننا نمتلك موارد طبيعية غنية من النباتات الطبية والعطرية والزيوت الطبيعية. ويمكننا إنتاج مستحضرات تجميل تعتمد على مكونات محلية طبيعية بالكامل من خلال تعزيز التعاون مع المزارعين لتمكينهم من زراعة وتوريد هذه الخامات وفق معايير الجودة المطلوبة. وبالفعل، هناك شركات مصرية بدأت في هذا الاتجاه وحققت نجاحًا ملحوظًا. 


* ما حجم صادرات مستحضرات التجميل المصرية حاليًا، وما أبرز الدول التي تستورد من مصر؟
_ شهدت صادرات مصر من مستحضرات التجميل زيادة ملحوظة خلال العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة بلغت نحو 35٪. وتُعد دول إفريقيا والعالم العربي من أكبر الأسواق المستوردة لهذه المنتجات المصرية.


* هل تراجعت واردات مصر من مستحضرات التجميل مع زيادة الإنتاج المحلي؟
_ بالفعل، هناك تراجع تدريجي في حجم الواردات، خصوصًا مع ارتفاع جودة المنتج المحلي وزيادة ثقة المستهلك المصري فيه. 

كما يشهد السوق تحولًا واضحًا في سلوك المستهلكين، إذ أصبحوا أكثر وعيًا وحرصًا على البحث والمقارنة قبل الشراء، مع تزايد إقبالهم على المنتجات المصرية التي أثبتت قدرتها على منافسة المستورد من حيث الجودة والسعر. ومع ذلك، ما زلنا نستورد بعض الأصناف التي لا تُصنع محليًا بشكل كافٍ.


* كيف تؤثر تقلبات أسعار الصرف وتكلفة الشحن على تنافسية الصادرات المصرية؟
_ أسهم استقرار سعر الصرف في تعزيز القدرة على التخطيط والإنتاج والتصدير ضمن بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا، مما أتاح للشركات فرصة أفضل لتطوير استراتيجياتها طويلة الأجل. إذ إن تقلبات سعر الصرف تؤثر بشكل مباشر على هوامش الربح والأسعار النهائية في الأسواق الخارجية. ونعمل باستمرار على تعزيز الكفاءة الإنتاجية ورفع القيمة المضافة للمنتج، بما يعزز تنافسية الصناعة المصرية في الأسواق الإقليمية والدولية.


* ما مدى اعتماد الصناعة على استيراد المواد الخام من الخارج؟ وما أبرز الدول التي يتم استيراد المواد الخام منها حاليًا؟
_ ما زال الاعتماد على استيراد المواد الخام مرتفعًا، إذ تتراوح نسبته بين 60 و70٪، خاصة من دول مثل ألمانيا، إيطاليا، وفرنسا، إلى جانب كوريا والصين، وهذه الدول تمتلك صناعة قوية في المكونات الكيميائية والمواد الفعالة الخاصة بمستحضرات التجميل. ويُعد ذلك حافزًا قويًا لتسريع جهود توطين صناعة المواد الخام محليًا، بما يعزز استدامة القطاع ويدعم قدرته التنافسية على المدى الطويل.


* هل توجد محاولات لتوطين صناعة المواد الخام داخل مصر؟
_ نعم، هناك مبادرات وجهود من مجلس التصدير بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتشجيع الاستثمار في إنتاج المكونات الأساسية والمواد الخام محليًا، خاصة من الزيوت الطبيعية والمستخلصات النباتية.


* هل تواجه المصانع المصرية تحديات في استيراد المواد الخام؟
_ لقد تم تذليل العديد من الصعوبات، ومع استقرار سعر الصرف أصبح الوضع أكثر استقرارًا وتحسنًا. ومع ذلك، لا يُغني ذلك عن ضرورة تعميق التصنيع المحلي لهذه المكونات، وهي خطوة بدأت بالفعل من خلال مبادرات وجهود محلية لتعزيز الإنتاج الوطني وتقليل الاعتماد على الواردات.


* ما فرص التعاون مع قطاعات أخرى لتوفير بدائل خام محلية؟
_ هناك فرص كبيرة للتعاون مع قطاعات الزيوت الطبيعية والنباتات الطبية والعطرية، حيث يمكن من خلالها إنتاج مواد خام مصرية عالية الجودة تدخل في صناعة مستحضرات التجميل.


* كيف يمكن دعم الصناعات المغذية لمستحضرات التجميل لتحقيق التكامل المحلي؟
_ عبر تحفيز الاستثمار في الصناعات المغذية، وتقديم تسهيلات ضريبية وجمركية للمستثمرين، بالإضافة إلى إقامة مناطق صناعية متخصصة تضم مصانع للزيوت والعبوات والمكونات الكيميائية، بما يحقق تكاملًا صناعيًا حقيقيًا ويعزز تنافسية المنتج المصري.


وقد تجسّد هذا التوجه في خطوات ملموسة على أرض الواقع في الشركة المصرية لمستحضرات التجميل (ECC)، من خلال إنشاء مصنعي Smart Pack للتغليف و Smart Pack 2 لإنتاج العبوات البلاستيكية والأنابيب الخاصة بمعاجين الأسنان وكريمات الشعر، مما يعكس رؤية استراتيجية نحو توطين الصناعات الداعمة وتطوير سلاسل القيمة المحلية لصناعة مستحضرات التجميل في مصر.


* هل يمكن أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا لتصنيع وتصدير مستحضرات التجميل؟
_ بالتأكيد، مصر تمتلك مقومات تؤهلها لذلك، من موقع جغرافي متميز، وقاعدة صناعية قوية، واتفاقيات تجارية واسعة مع إفريقيا والعالم العربي. ومع زيادة الإنتاج المحلي وتحسين الجودة، يمكن أن نصبح مركزًا إقليميًا خلال السنوات القادمة.


* كيف ترون إقبال المستثمرين على قطاع مستحضرات التجميل في مصر؟
_ هناك إقبال واضح ومتزايد من المستثمرين المحليين والأجانب على هذا القطاع، لما يتمتع به من عائد مرتفع واستقرار في الطلب، سواء في السوق المحلي أو الخارجي. القطاع يُعتبر من القطاعات الواعدة في منظومة الصناعات الطبية.


* هل هناك مبادرات لدعم التصنيع المحلي لمكونات مستحضرات التجميل بدلًا من استيرادها؟
_ نعم، هناك مبادرات قائمة بالتعاون مع وزارتي التجارة والصناعة والصحة لتشجيع إنشاء مصانع لإنتاج المكونات الأساسية محليًا، وتقديم دعم فني ولوجيستي للشركات الصغيرة في هذا المجال.


* ما رؤيتكم لمستقبل القطاع خلال السنوات الخمس القادمة؟
_ رؤيتنا أن قطاع مستحضرات التجميل في مصر سيشهد طفرة حقيقية خلال السنوات الخمس المقبلة، من حيث زيادة الإنتاج المحلي وارتفاع الصادرات بنسبة لا تقل عن 50%. ونعمل في مجلس التصدير على فتح أسواق جديدة، ليصبح المنتج المصري منافسًا قويًا عالميًا من حيث الجودة والسعر والقيمة المضافة.

طباعة شارك قطاع مستحضرات مناطق صناعية المستحضرات الطبيعية التصنيع المحلى توطين الصناعات العبوات البلاستيكية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع مستحضرات مناطق صناعية التصنيع المحلى توطين الصناعات العبوات البلاستيكية مستحضرات التجمیل فی مصر صناعة مستحضرات التجمیل المنتجات المصریة الإنتاج المحلی قطاع مستحضرات خلال السنوات فی الأسواق من خلال ما أبرز ا أبرز حالی ا محلی ا من حیث

إقرأ أيضاً:

مصر بين السبع الكبار عالميًا في إدارة المشاريع.. وPMI يخطط لتحويلها إلى مركز إقليمي لتصدير الكفاءات

كشف هاني الشاذلي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد إدارة المشاريع (PMI)، عن ملامح خطة طموحة تهدف إلى تمكين سوق العمل المصرية وتعزيز موقع مصر على خريطة إدارة المشاريع عالميًا، مشيرًا إلى أن مصر تحتل حاليًا المركز السابع عالميًا في عدد مديري المشاريع المعتمدين، بما يقارب 30 ألف خبير مؤهل.

وأوضح الشاذلي أن تقارير المعهد تتوقع حاجة السوق المصري إلى نحو 225 ألف متخصص في إدارة المشاريع بحلول عام 2035، في ظل التوسع في المشروعات القومية العملاقة التي تُنفذ ضمن رؤية مصر 2030، ما يجعل الاستثمار في الكفاءات البشرية أمرًا حاسمًا لضمان نجاح هذه المشاريع واستدامتها.

وأشار إلى أن استراتيجية PMI في مصر تقوم على محورين أساسيين:
الأول هو توطين المعايير الدولية من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والقطاعين العام والخاص، لضمان دمج أفضل الممارسات العالمية في إدارة المشاريع القومية الكبرى.
أما المحور الثاني، فيتمثل في تأهيل الكوادر المحلية لتصبح مصر مركزًا إقليميًا لتصدير الخبرات في مجال إدارة المشاريع، خاصة في ظل الطلب المتزايد من أسواق الخليج على الكفاءات المصرية المعتمدة من المعهد.

وأكد الشاذلي أن هدف المعهد لا يقتصر على التدريب فقط، بل يمتد إلى سد الفجوة في المهارات المستقبلية، وتزويد القوى العاملة بالقدرات التي تمكّنها من قيادة أجندة التنمية الوطنية وخلق فرص عمل نوعية للشباب.

وفي إطار خططه للتوسع، أشار الشاذلي إلى أن معهد PMI يركز على القطاعات الحيوية التي تمثل محركات النمو الاقتصادي، وعلى رأسها قطاع التشييد والبناء وملف الاستدامة البيئية، موضحًا أن المعهد يولي اهتمامًا خاصًا بالشهادات المتخصصة مثل PMI-CP® (Construction Professional) وGPM® (Green Project Management)، لما لهما من دور في رفع كفاءة المشروعات وضمان توافقها مع معايير الاستدامة.

وأضاف أن المعهد يعمل حاليًا على توسيع التعاون مع الجامعات المصرية والإقليمية، بهدف دمج برامجه التدريبية وشهاداته الدولية في المناهج الأكاديمية. ويتيح ذلك للطلاب فرصة الحصول على اعتماد دولي من PMI إلى جانب شهاداتهم الجامعية، مما يمنحهم ميزة تنافسية قوية في سوق العمل ويؤهلهم للمشاركة في المشاريع القومية فور تخرجهم.

أكد الشاذلي أن PMI يولي أهمية خاصة لدعم المهنيين الناطقين بالعربية، مشيرًا إلى أن العديد من الشهادات العالمية التي يقدمها المعهد — مثل PMI-CP™ وCAPM® — أصبحت متاحة الآن باللغة العربية، لتسهيل الوصول إليها وتوسيع قاعدة الكفاءات في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • لو دفعت أكتر من الرقم ده اعرف إن صاحب المحل بيستغلك.. شعبة الدواجن توضح
  • 58 جنيها للكيلو.. أسعار الدواجن في الأسواق.. والشعبة تكشف مفاجأة
  • وزير الاتصالات: العقول المصرية وراء توسع هواوي وتحول مصر إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا
  • كاتب صحفي: مصر تمتلك تاريخا برلمانيا راسخا وتجربة ديمقراطية ممتدة
  • ضبط 720 عبوة مستحضرات تجميل منتهية الصلاحية بالفيوم
  • اعتماد الأردن مركزًا إقليميًا للتدريب المشترك ضمن التعاون الأردني السنغافوري
  • مدبولي: مصر تسعى لتصبح مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات بدعم من القيادة السياسية
  • مدبولي: بدء تشغيل مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل خلال عام وتحول مصر إلى مركز إقليمي
  • مصر بين السبع الكبار عالميًا في إدارة المشاريع.. وPMI يخطط لتحويلها إلى مركز إقليمي لتصدير الكفاءات