حاوره- عامر الأنصاري

«تصوير: حسين المقبالي»

ينعكس أداء النشاط البدني على الإنسان وعافيته، لذلك فإن المواظبة على ممارسة الرياضة تُحدث أثرًا إيجابيًا كبيرًا على المستويين الجسدي والنفسي. وتتجلى تلك النتائج حين نستعرض نماذج من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين قادتهم الرياضة إلى مستويات متقدمة صحيًا واجتماعيًا ونفسيًا.

من بين هؤلاء، البطل العُماني محمد المشايخي، الذي سبق أن أفردنا له مساحة للحديث عن إنجازاته في ألعاب القوى، وتحديدًا في دفع الجلة، فقد تحول من مقعدٍ في المنزل إلى بطلٍ رفع اسم بلده سلطنة عُمان عاليًا، محققًا أول ميدالية أولمبية عام 2021، إلى جانب إنجازات أخرى كثيرة.

تقف خلف هذه النجاحات –ووراء قصصٍ مشابهة كثيرة– اللجنة العُمانية البارالمبية، التي بذلت جهودًا كبيرة لانتشال ذوي الإعاقة الحركية والبصرية من ظلمات الإحباط إلى فضاءات الإنجاز، آخذة بأيديهم نحو التمثيل المشرف لسلطنة عُمان في المحافل المحلية والدولية. وليس غريبًا أن تحصد سلطنة عمان ما لا يقل عن 132 ميدالية دولية خلال سبع سنوات من العمل الدؤوب في رعاية المواهب وتأهيلها نفسيًا وجسديًا، بإشراف مدربين محليين وخبرات خارجية.

ومنذ إشهار اللجنة العُمانية البارالمبية عام 2010، أصبحت الجهة الرسمية التي تمثل البلاد في الألعاب البارالمبية الدولية، حاملةً رسالة واضحة تقول "الرياضة للجميع، وهي بوابة لبناء الجسد والثقة".

وفي هذا السياق، كان لنا هذا الحوار مع الدكتور منصور الطوقي رئيس اللجنة البارالمبية العمانية، الذي خصّنا بحديثٍ وديّ أجاب فيه عن تساؤلاتنا حول التحديات، والتأسيس، والتعاونات، والإنجازات، فكان مضيافًا بالكلمة والروح، وعنوانًا للحرص والعطاء.

بدايةً، متى تأسست اللجنة البارالمبية العُمانية، وما دوافع الإنشاء؟

البدايات الأولى في مطلع الثمانينيات تقريبًا، بجهود من ذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية؛ حيث كانوا يمارسون كرة السلة على الكراسي المتحركة، وكانت تلك من أولى المبادرات في هذا المجال، ومع تأسيس وزارة الرياضة، تم في عام 2010 تأسيس اللجنة البارالمبية العُمانية بشكل رسمي، ونُقلت جميع الأنشطة الخاصة بذوي الإعاقة الحركية والبصرية إلى الوزارة، والهدف من تأسيس اللجنة كان دمج ذوي الإعاقة الحركية والبصرية، ومنحهم فرصة لممارسة الأنشطة الرياضية وإبراز قدراتهم ومواهبهم والمشاركة في بناء النهضة المباركة، باعتبارهم مواطنين كاملين لهم حقوق وواجبات، ومن ضمنها ممارسة الرياضة وتمثيل الوطن في المحافل الدولية، ونحن كلجنة بارالمبية معنيون بتمثيل سلطنة عمان في الألعاب الأولومبية وفي الألعاب الآسيوية الخاصة بذوي الإعاقة، وداخليًا نحن نمثل اللجنة البارالمبية الدولية ومقرها في ألمانيا.

كم يبلغ عدد اللاعبين واللاعبات المسجلين حاليًا في اللجنة؟

يبلغ عدد اللاعبين المنتسبين للمنتخبات حوالي 90 لاعبًا، أغلبهم في ألعاب القوى، تليها كرة الهدف للمكفوفين، اللاعبون من فئات عمرية مختلفة ومن كلا الجنسين.

ما أبرز الألعاب الرياضية التي تُعنى بها اللجنة؟

اللجنة تُشرف حاليًا على عدة ألعاب، منها ألعاب القوى وكرة السلة على الكراسي المتحركة، وهي أول رياضتين تم احتضانهما بداية تشكيل اللجنة، وبعدها دخلت رياضة كرة الهدف للمكفوفين، إضافة إلى رياضة البوشيا لشديدي الإعاقة، والإبحار الشراعي، وكرة القدم للمكفوفين، وحاليا أضفنا كرة الريشة الطائرة لذوي الإعاقة، أصبحت لدينا ست إلى سبع رياضات تمت إضافتها خلال السنوات السبع الماضية، ولكل لعبة من هذه الألعاب منتخب وطني، منتخب للشباب، وآخر للعموم، وإلى الآن لم نشكل منتخبات للناشئين، إلا أن الموارد المحدودة تجعلنا نحاول دمج الفئات بقدر الإمكان؛ لعدم وجود أندية متخصصة تمارس هذه الألعاب أو تتبناها حتى الآن.

أبرز المنتخبات هو منتخب ألعاب القوى، خصوصًا في مسابقات الرمي، إذ حقق إنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية. من أبرز اللاعبين البطل محمد المشايخي، الذي تُوّج بطلًا آسيويًا منذ عام 2017، وحقق أول ميدالية أولمبية في تاريخ الرياضة العُمانية. كما شارك المنتخب في الألعاب الأولمبية بطوكيو والبرازيل، والألعاب الآسيوية في إندونيسيا وجوانزو، وحقق المركز الخامس على مستوى غرب آسيا من حيث عدد الميداليات.

محمد المشايخي المصنف ثالثًا عالميًا، وطه عبدالله الحراصي المصنف سادسًا عالميًا، وهناك أيضًا لاعبون مثل محمد القاسمي وطالب البلوشي الذين أحرزوا ميداليات خليجية وآسيوية. إجمالًا، حقق لاعبو ألعاب القوى خلال السنوات السبع الماضية أكثر من 132 ميدالية دولية.

هل تنوي اللجنة البارالمبية العمانية إدخال ألعاب خاصة بذوي الإعاقة الحركية والبصرية؟

الفرص لممارسة النشاط الرياضي كثيرة، فكل رياضة تقريبًا تم تعديلها وتطويرها لتصبح قابلة لممارسة الأشخاص ذوي الإعاقة، فمثلًا هناك كرة القدم للمكفوفين، وكرة القدم للأشخاص ذوي البتر، وكرة السلة، والرجبي، وغيرها، وللعلم يمكن تعريف الألعاب البارالمبية بأنها الألعاب الموازية للألعاب الأولومبية والمخصخصة لذوي الإعاقة.

ولكن في سلطنة عُمان نركّز على الرياضات التي يتوافر فيها عدد كافٍ من الممارسين، لأننا نعمل على اختيار اللاعبين المتميزين لتشكيل المنتخبات الوطنية وتمثيل سلطنة عمان، وهذا يتطلب جهدا كبيرا، لذا نطمح إلى وجود أندية متخصصة لذوي الإعاقة تكون مسؤولة عن تدريب وتأهيل اللاعبين، بينما يقتصر دور اللجنة على اختيار الأفضل منهم للمشاركات الخارجية، حاليا تقوم اللجنة بهذا الدور، ولا يعني ذلك أن الأندية غائبة تماما عن هذا الدور، فهناك مبادرات محدودة، مثل فريق التعاون في ولاية صحار الذي يسعى لتكوين نادٍ مختص بذوي الإعاقة وخصوصًا المكفوفين، لكن ما زالت الجهود محدودة والاهتمام العام ضعيف نسبيًا.

حدثنا عن الكادر التدريبي في اللجنة، وكيف تُدار عملية إعداد وتأهيل المدربين واللاعبين ؟

في الفترة الماضية عملنا على جذب الكوادر الوطنية من خلال تنظيم أول دورة وطنية لتدريب الرياضات البارالمبية بثلاثة مستويات؛ بحيث يتدرج المدرب من المستوى الأول إلى الثالث، وكانت تجربة ناجحة جدًا في تأهيل الكفاءات العُمانية، كما اخترنا مدربين من خريجي الجامعات ومدرّسي الرياضة المدرسية ممن لديهم خلفية رياضية وتربوية؛ لتسهيل التعامل مع فئة ذوي الإعاقة، كذلك استعنا بمدربة عالمية هي (سونيا مصطفى) التي لها مساهمة كبيرة في تطوير الكوادر واللاعبين والوصول إلى مستويات عالمية، وقد انتهى عقدها العام الماضي، ونعمل حاليًا على التعاقد مع مدرب دولي جديد، أؤمن أن المدرب المحلي قادر على اكتشاف اللاعبين وتدريبهم، لكن للوصول إلى المستوى العالمي نحتاج تدريبًا متخصصًا آخر، لذلك نستعين حاليًا بالمدرسة التونسية، وهي من أنجح المدارس العربية في تدريب ذوي الإعاقة، وأثبتت نتائجها في الأولمبياد، نعمل معهم لاكتساب الخبرة، والمرحلة القادمة ستشهد إتاحة الفرصة للمدربين العمانيين لتولي قيادة الفرق والإشراف عليها، ليبرهنوا كفاءتهم.

ماذا عن المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية؟

خلال السنوات الماضية اعتمدنا على جهودنا الذاتية في التسويق للحصول على موارد مكّنتنا من تنظيم معسكرات نوعية لمنتخب ألعاب القوى، وأقمنا معسكرات في تونس والمغرب ودول أخرى متقدمة في المجال، كنا نربط المعسكرات بالبطولات الدولية لتكون هناك مباريات ودية وفرص للاحتكاك، مؤخرًا دخلنا ضمن مشروع تطوير منظومة إعداد الرياضيين الواعدين، التابع لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، والذي يتيح موازنة محددة لدعم الرياضيين المميزين مثل محمد المشايخي وطه الحراصي، مما ساهم في زيادة المشاركات والمعسكرات، لكن تبقى المنافسة على الرعايات والتسويق صعبة، إذ تتنافس أندية واتحادات وجمعيات عديدة على نفس الشركات الداعمة.

بعد مرور 15 عامًا على تأسيس اللجنة، كيف تعملون على استقطاب المواهب الجديدة؟

أعداد ذوي الإعاقة ممن يمارسون الرياضة في سلطنة عمان قليلة مقارنة بدول أخرى، فبينما تتحدث بعض الدول عن عشرات الآلاف، نحن نتعامل مع أعداد محدودة بالعشرات أو المئات، معظمهم يوجدون في المحافظات وليس في مسقط، إضافة إلى ذلك بعض أولياء الأمور يتحفظون على مشاركة أبنائهم بسبب الخوف من عدم توافر بيئة آمنة كافية لهم، لهذا قمنا بعدة مبادرات مثل إقامة مهرجانات تجمع الجمعيات المعنية، كجمعية النور وغيرها؛ لاختيار اللاعبين المناسبين.

كما أطلقنا مبادرة "قادر" التي تهدف إلى تعريف ذوي الإعاقة بأن ممارسة الرياضة ممكنة للجميع، وليس شرطًا أن تكون بطلًا لتبدأ. لكنها واجهت إقبالًا محدودًا، وقمنا كذلك بزيارات ميدانية للجمعيات والمدارس لتعريفهم بالرياضات البارالمبية وتشجيع الانضمام، والآن نعتمد أيضًا على المبادرات الفردية من المدربين الذين يسعون لاكتشاف المواهب أثناء حياتهم اليومية، عملية اكتشاف اللاعبين ليست سهلة على الإطلاق، فحتى بعد أن يأتي اللاعب، عليك أن تحببه بالرياضة وتقنعه بالاستمرار رغم صعوبتها، كثير منهم يواجه تحديات في مجرد الخروج من المنزل والوصول إلى موقع التدريب، فكيف إذا طُلب منه أن يتدرب يوميًا؟ الأعداد الموجودة حاليًا تُعتبر معقولة، لكننا نطمح إلى زيادتها، ولا بد من أن نوصل فكرة أن الرياضة سوف تغير حياتهم.

كيف تغيّرت حياتهم؟

خذ مثلًا، محمد المشايخي كان شابًا منعزلا، والآن أصبح بطلًا وملهمًا ومتزوجًا ومستقرًا في عمله، وصار قدوة لغيره، هذا هو الدور الحقيقي للرياضة البارالمبية، تحويل الإعاقة إلى فرصة لبناء الذات والمساهمة في المجتمع.

هناك بطولة دولية للإبحار الشراعي لذوي الإعاقة، التي ستُقام في المصنعة قريبًا، وبطولة غرب آسيا في فبراير القادم، ماذا تمثل مثل هذه الفعاليات لذوي الإعاقة وللمجتمع العُماني؟

بالنسبة للإبحار الشراعي، أفخر بأنني كنت من أوائل من أسّس هذا المشروع بالتعاون مع شركة "بي بي" ومؤسسة عُمان للإبحار، أطلقنا برنامج "أبحِر بحرية" الذي أثمر عن تشكيل منتخب وطني لرياضة الإبحار الشراعي لذوي الإعاقة، نحن كنا المشرفين فنيًا على المشروع، وأقمنا مبادرات تعريفية برياضة الإعاقة من خلاله، وقد حاز البرنامج على جائزة أفضل مبادرة للمسؤولية الاجتماعية في الشرق الأوسط، لأنه كان أول من مكّن الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة الإبحار، والآن تستضيف سلطنة عمان بطولة العالم لقوارب «هانسا»، وهي أول بطولة عالمية من نوعها في سلطنة عُمان وتستضيف لاعبين وبحارة من ذوي الإعاقة يمثلون دول العالم، كما ساهمنا مع عمان للإبحار بالحصول على الموافقة للمشاركة في الألعاب الشاطئية بتركيا، التي تتضمن منافسات للإبحار الشراعي أيضًا.

وفيما يتعلق ببطولة غرب آسيا في فبراير فإننا نسعى من خلالها إلى وضع سلطنة عُمان على خريطة الدول القادرة على تنظيم البطولات البارالمبية، وقررنا البدء بمستوى غرب آسيا بدلًا من آسيا كاملة، لأن تنظيم البطولات القارية مكلف جدًا ويحتاج إلى إمكانيات ضخمة، بطولة غرب آسيا تضم 12 دولة عربية، منها دول الخليج ودول الشام، وسنشارك بعشر رياضات مختلفة أضفنا إليها السباحة والدراجات والريشة الطائرة، ستستمر البطولة لأسبوع وستُقام في مجمّع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ونادي الأمل بمرتفعات المطار، العمل جارٍ لإخراج البطولة بما يليق باسم سلطنة عُمان.

ما الفرق بين الألعاب البارالمبية والأولمبياد الخاص، وهل من تعاون بين الجهتين؟

هناك اختلاف جوهري بين الفلسفتين. الأولمبياد الخاص قائم على مبدأ "المشاركة للجميع"، والهدف اجتماعي تمكيني أكثر من كونه تنافسيًا، فكل من يشارك يُعتبر فائزًا، أما اللجنة البارالمبية فنهجها تنافسي بحت، يركّز على إبراز القدرات وتحقيق الأرقام القياسية، لذلك نختار أفضل الرياضيين ونصنّفهم حسب نوع الإعاقة، فبينما الأولمبياد الخاص يُعزز الدمج الاجتماعي، نحن نركز على الأداء الرياضي والإنجاز، ولكن مؤخرا ظهرت مؤسسة جديدة اسمها "فيرتوس" تُعنى بالإعاقات الذهنية القابلة للمنافسة، وتنظم بطولات عالمية خاصة بها، مما يفتح بابًا جديدًا لهؤلاء الرياضيين الذين يمتلكون قدرات بدنية تؤهلهم للمنافسة.

رغم الإنجازات والميداليات التي حققتموها، يبدو أن هناك تحديات تنظيمية تواجه اللجنة؟

نعم، رغم أننا خلال السنوات العشر الماضية أدخلنا ألعابًا جديدة، وخرّجنا مدربين وإداريين وحكامًا، وأصبح لنا تمثيل في اللجان العربية والآسيوية، إلا أن اللجنة لا تزال بلا مقر رسمي ولا موظفين دائمين، أعضاء المجلس متطوعون، ونطمح أن تتحول إلى لجنة أولمبية مستقلة على غرار اللجنة الأولمبية العمانية، بموازنة ثابتة وهيكل إداري واضح، لأن حجم العمل وعدد اللاعبين في تزايد مستمر، وقد ذكرت أن لدينا حاليًا نحو 90 لاعبًا هم فقط في مسقط، هذا من دون احتساب مواهب المحافظات الأخرى التي بلا شك هي منبعٌ للمواهب، للأسف كثير من هؤلاء لم تُتح لهم الفرصة بعد للظهور أو المشاركة.

هل نشاط اللجنة يتركز في مسقط فقط، وهذا يحيلنا إلى مشكلة المركزية؟

صحيح، الأنشطة الرئيسية تُدار من مسقط، ونحاول استقطاب اللاعبين الموهوبين من المحافظات من خلال نظام المعسكرات الأسبوعية، حيث يأتي اللاعب من المناطق البعيدة نهاية الأسبوع (الخميس والجمعة والسبت) ليتدرب في المجمع الرياضي، مع توفير السكن له.

وماذا عن أبرز التحديات الحالية أمام اللجنة؟

من أكبر التحديات اختيار اللاعبين واكتشاف المواهب، ونأمل أن تتعاون معنا المؤسسات المختلفة، مثل المستشفيات التي تمتلك بيانات للمصابين في الحوادث أو ممن لديهم بتر أو كسور، فهؤلاء يمكن أن يكونوا نواة لمواهب رياضية، ولا تعني إعاقتهم الطارئة أن حياتهم منتهية، كما نتمنى أن تنشئ الجامعات فرقًا خاصة بذوي الإعاقة، لدينا تجربة جيدة مع جامعة صحار التي شكّلت قبل ثلاث سنوات فريقًا للمكفوفين، وشاركناهم في بعض الأنشطة، وأرى أنه من الأفضل إنشاء أندية خاصة لذوي الإعاقة، ولو ناديًا واحدًا في كل محافظة، يضم جميع الإعاقات ويُجهز بمرافق التدريب المناسبة، ونحن من جانبنا نوفّر الكفاءات والمدربين المؤهلين لإدارته.

هل هناك أيضًا صعوبات مالية تواجهها اللجنة؟

المشاكل المالية تواجه الجميع، ولكن الدولة ليست مقصّرة في التمويل الأساسي لتسيير النشاط، إنما إذا أردنا أن نصل إلى مستوى أعلى من التطور، فذلك يحتاج إلى دعم إضافي وبطريقة مختلفة، مثل أن تُرفع اللجنة لتصبح مؤسسة متكاملة الأركان، فيها مجلس إدارة وجهاز تنفيذي واضح، عندها سيزيد الدعم وتتوسع القدرة على العمل، ويكون لدينا موظفون ومدربون أكثر، يمكن إرسالهم لمختلف الولايات لاكتشاف اللاعبين، وإذا تأسست الأندية الخاصة بهذه الفئة فستكون رافدًا كبيرًا للمنتخبات الوطنية.

ماذا عن دعم القطاع الخاص لأنشطتكم؟ هل هو موجود حاليًا أم غائب؟

الدعم من القطاع الخاص موجود، ولكن يجب أن تسعى إليه بقوة وبشكل تنافسي، بين عامي 2018 و2021 كانت الأمور ممتازة، ووقّعنا عقودًا مع عدة شركات منها "بي بي" و"أوكيو"، وقدّموا لنا دعمًا كبيرًا، وكانت فترة ازدهار حقيقية. لكن بعد عام 2021 وحتى الآن، المنافسة على الرعايات زادت، ليس لأن الشركات لا تريد المساندة، بل زادت الجهات الطالبة للدعم.

ما هي رسالتك التي تود إيصالها للجمهور وأولياء الأمور؟

رسالتي للمجتمع وأولياء الأمور أن يكونوا أكثر مبادرة وأقل تخوفًا، عزل الأبناء ذوي الإعاقة في البيوت يزيد من معاناتهم النفسية ويضاعف من الإعاقة نفسها، بينما المشاركة في الرياضة والاحتكاك بالآخرين تغيّر حياتهم كليًا، وتجعلهم يعيشون حياة طبيعية كسائر الناس، ومن خلال مشاركاتنا في البطولات العالمية نرى رياضيين بإعاقات شديدة جدًا، بعضهم يستخدم كراسي كهربائية ولا يستطيع الأكل إلا بمساعدة، ومع ذلك ينافسون في ألعاب تناسبهم مثل لعبة "البوشة"، وهي تشبه البولينغ لكن تُمارس على الأرض وتُستخدم فيها أدوات مساعدة للرمي. التكنولوجيا اليوم سهّلت كل شيء، ولم يعد هناك مبرر لأن يبقى المعاق حبيس المنزل. الممارسة الرياضية تدمجه اجتماعيًا، وقد تغيّر حياته تمامًا، فيتزوج ويعمل ويعيش بشكل طبيعي، كما نرى اليوم في الجامعات والكليات التي أصبحت تُلزَم بقبول الطلبة من ذوي الإعاقة، حتى في أقسام التربية الرياضية، لدينا رياضيون اليوم قادرون على كل شيء، بل إننا نطمح أن يتولى أشخاص من ذوي الإعاقة أنفسهم مناصب قيادية داخل اللجنة البارالمبية، نريد أن يديروا ألعابهم بأنفسهم، فهذا جزء من الدمج الحقيقي، وكذلك في المؤسسات الدولية فيُشترط أن يكون أغلب أعضاء مجالس الإدارة من ذوي الإعاقة أنفسهم، بنسبة تصل أحيانًا إلى 80%. وهناك كثير من المبدعين عالميًا في هذا المجال، ورسالتي الختامية أن اللجنة البارالمبية العُمانية تسعى لأن تكون بيتًا جامعًا لكل ذوي الإعاقة، وأتمنى من أولياء الأمور أن يمنحوا أبناءهم الفرصة للمشاركة في الرياضة، وأن يزوروا البطولات التي ننظمها، ليشاهدوا بأنفسهم القدرات العظيمة التي يملكها أبناؤهم. وجودهم وتشجيعهم يصنع الفارق، ونحن نرحب بكل من رغب بالمشاركة أو المساندة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من ذوی الإعاقة محمد المشایخی لذوی الإعاقة خلال السنوات ألعاب القوى فی الألعاب سلطنة عمان الع مانیة غرب آسیا من خلال ألعاب ا التی ت حالی ا

إقرأ أيضاً:

كريم العمري: الانتقادات الموجهة لي بسبب الشخصية التي أقدمها وليست لشخصي

قال الفنان كريم العمري إن التعامل مع الترندات السلبية لا يختلف عن غيرها، موضحًا أن أي دعاية تظل في النهاية ولا يوجد ما يسمى دعاية إيجابية أو سلبية، مؤكدًا أن المهم هو الظهور والتأثير.

وأضاف العمري، خلال حواره ببرنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا”، والمذاع عبر فضائية cbc أنه خلال الوقت الحالي تعرض للكثير من الانتقادات وذلك بسبب الشخصية التي يقدمها وليس لشخصه هو، مشيرًا إلى أن ذلك يعد نجاحًا جيدًا من وجهة نظره لأن الجمهور يتفاعل مع الصورة التي يراها على الشاشة.

وأوضح العمري أن كل خبر في النهاية هو خبر بحد ذاته، مؤكدًا أن الإعلام بطبيعته لا يقسم إلى إعلام جيد أو سيئ وإنما يظل إعلامًا بكل أشكاله.

بث مباشر.. مشاهدة مباراة برشلونة وكلوب بروج يلا شوت في دوري أبطال أوروبا كريم العمري: دوري في مسلسل «لينك» مستفز ومكسر الدنيا على الشاشات إعلام عبري: ترامب اقترح استسلام عناصر حماس الموجودين في الأنفاق البث المباشر لمشاهدة مباراة مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند اليوم يلا شوت HD في دوري أبطال أوروبا محافظ الدقهلية يتابع ميدانياً مستوي نظافة شوارع المنصورة أوقاف دمياط تشارك في ندوة تثقيفية بجامعة دمياط بحضور مفتي الجمهورية الدقهلية تستعد لانتخابات مجلس النواب المقرر انعقادها يومي 24 و 25 نوفمبر محافظ الغربية: نعمل على تطوير الشوارع الحيوية ورفع كفاءة البنية التحتية

مقالات مشابهة

  • حسن عابد بعد اختياره بالأولمبية: سأعمل لخدمة الرياضة المصرية
  • أمل مبدى تشكر اللجنة الأولمبية برئاسة ياسر إدريس: تكليف جديد لخدمة الرياضة المصرية
  • مطالبات فلسطينية بفرق دولية لانتشال جثامين آلاف الفلسطينيين
  • الكشف عن شعار دورة الألعاب الأولمبية للشباب داكار 2026
  • الرياضة التي تفوقت على الجري في التحكم بسكر الدم
  • حصاد التميز الجمهوري: مدير تعليم القليوبية يُكرم أبطال «التربية الاجتماعية والاتحادات الطلابية»
  • أشرف حلمي رئيسا لبعثة مصر في الألعاب الافريقية بأنجولا .. ومطيع للدورة الأولمبية فى داكار
  • بحضور وزير الرياضة.. مجلس الأولمبية يعتمد بروتوكول التعاون مع اللجنة الإيطالية
  • كريم العمري: الانتقادات الموجهة لي بسبب الشخصية التي أقدمها وليست لشخصي