تايمز: جماعة مرتبطة بالقاعدة تقترب من السيطرة على عاصمة مالي
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
قالت صحيفة تايمز البريطانية إن الحصار الذي تفرضه جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة على باماكو عاصمة جمهورية مالي في غرب أفريقيا، يهدد بالإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم وتحويل البلاد إلى دولة يحكمها "تنظيم إرهابي"، حسب وصفها.
وأوضحت أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أحد أبرز فروع القاعدة في الساحل الأفريقي، تفرض حصارا خانقا على باماكو منذ سبتمبر/أيلول الماضي عبر منع دخول شحنات الوقود القادمة من السنغال وكوت ديفوار.
وقد أدى الحصار إلى تراجع إمدادات الوقود بنسبة 80%، مما تسبب في إغلاق المدارس والمصانع، وتقييد حركة المدنيين، وتقنين استهلاك الكهرباء، وارتفاع تكاليف النقل، الأمر الذي أصاب الاقتصاد بالشلل وأثار استياء شعبيا متصاعدا، وفق تقرير الصحيفة.
عزلةوأفادت تايمز أن المجلس العسكري بقيادة الجنرال أسيمي غويتا يعاني من عزلة داخلية وخارجية. فبعد طرد القوات الفرنسية وقطع العلاقات مع حلفائه الغربيين، استعان بالنفوذ الروسي عبر "فيلق أفريقيا" لمحاربة المجموعات المسلحة، دون تحقيق نتائج ملموسة.
وذكرت أن الحكومة اتخذت إجراءات لوقف أي تمرد داخل الجيش، حيث استبدل غويتا رئيس أركان القوات البرية، ورئيس الاستخبارات العسكرية، ونائب رئيس هيئة الأركان في 22 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي ظل الحصار، أمرت السفارات الأميركية والبريطانية والفرنسية وغيرها رعاياها بمغادرة مالي، في مؤشر على فقدان الثقة بقدرة الحكومة على الصمود.
وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تحولت إلى قوة إقليمية، إذ تنشط في 7 دول عبر الساحل وغرب أفريقيا، وتُقدّر أعداد مقاتليها بنحو 8 آلاف عنصر.
أما داخل مالي، فالجماعة تسيطر على مساحات واسعة خارج العاصمة، وتفرض سيطرتها، وفقا لتقارير حقوقية تؤكد ارتكابها انتهاكات جسيمة، منها الاغتصاب والقمع المسلح.
إعلانوذكرت الصحيفة أن تقريرا حديثا أعدّته نينا وِيلين -التي تعمل مديرة في معهد إيغمونت الملكي للعلاقات الدولية في بلجيكا- تحدث عن الأوضاع في مالي، مشيرا إلى أن هناك سيناريوهات محتملة، من بينها سقوط العاصمة باماكو، أو اتفاق تفاوضي بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين والنظام العسكري، أو تدخل عسكري يسمح للسلطات بكسر الحصار.
ويرى محللون أن الجماعة تحاول إسقاط الحكومة المالية، التي فشلت في وقف التمرد الإسلامي المنتشر. وقد يؤدي انقلاب جديد أو انهيار النظام الحالي إلى زعزعة استقرار منطقة الساحل الأفريقي أكثر مما هو عليه، مما يسمح للمسلحين بتوسيع نطاق عملياتهم.
بيد أن الصحيفة البريطانية ترى أن احتمال سقوط النظام الحاكم عبر انتفاضة شعبية أو انقلاب جديد يبدو أقرب من انهياره عبر هجوم عسكري مباشر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجماعة تسيطر الآن على أجزاء واسعة من مالي، وكذلك على مناطق في النيجر وبوركينا فاسو، والتي تُعد جزءا مما يُطلق عليه "حزام الانقلابات" في منطقة الساحل الأفريقي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات جماعة نصرة الإسلام والمسلمین
إقرأ أيضاً:
حلفاء أوربان يسيطرون على الصحيفة الأكثر قراءة في المجر
أعرب صحفيون من صحيفة "بليك" الأكثر قراءة في المجر عن صدمتهم، بعد أن استحوذت عليها مجموعة "إندا ميديا" (Indamedia) المقربة من حزب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (فيدس)، ضمن محاولة أخرى لزيادة نفوذ الحكومة على وسائل الإعلام في نظر المعارضة.
وتأتي عملية شراء الصحيفة التي يبلغ عدد قرائها عبر الإنترنت نحو 3 ملايين شهريا في الوقت الذي تستعد فيه المجر لانتخابات حاسمة العام المقبل يواجه فيها أوربان تحديا غير مسبوق من المعارضة.
وقال أحد الصحفيين الذي اشترطت عدم الكشف عن هويته: "كدت أصاب بنوبة قلبية عندما سمعت الإعلان، بالنسبة لي، هذا أمر غير مقبول أخلاقيا"، وأعلنت "بليك" عن تعيين رئيس تحرير جديد، هو بالاز كولوسفاري.
????Worrying developments in #Hungarian media, and another sad day for #pressfreedom.
Swiss-owned media company Ringier sold its Hungarian subsidiary to Indamedia, a company w/ close ties to the government, financed by Lőrinc Mészáros, Orbán’s friend, one of Hungary's richest men. pic.twitter.com/VkpPI3SxPz
— Viktória Serdült (@viktoriaserdult) October 31, 2025
ويقول عدد من الصحفيين الذين قرروا البقاء إنهم في موقف صعب، لأنه لم يتبق الكثير من وسائل الإعلام الأخرى التي يمكنهم التقدم للعمل بها، فعلى مدى السنوات الـ15 الماضية، تمكن أوربان من توظيف سيطرته على وسائل إعلام مؤيدة للحكومة في كل مكان، من أجل تعزيز صورته بشكل عام وفي استطلاعات الرأي.
وفي حين أن الصفقات الإعلامية الكبرى كانت تُبرم عادة بعد الانتخابات أو خلال فترة سياسية هادئة، فإن شراء "بليك" يأتي قبل أقل من 6 أشهر من الانتخابات العامة في أبريل/نيسان المقبل.
وانتقد المركز الأوروبي لحرية الصحافة والإعلام الصفقة، واعتبرها مثالا آخر على توحيد وسائل الإعلام تحت ملكية مصالح تجارية خاصة قريبة من الحكومة، وحذر من أنها ستؤدي إلى مزيد من تآكل التعددية الإعلامية في المجر قبل الانتخابات.
إعلانوتحدث زعيم المعارضة، بيتر ماجيار، رئيس حزب "الاحترام والحرية" (Tisza) بصراحة عن "مصنع الدعاية" الخاص بأوربان والضرر الذي يقول إنه ألحقه بالديمقراطية في المجر.
ورغم أن "بليك" صحيفة شعبية تشتهر بعمودها الخاص بالشائعات وعناوينها المبالغ فيها، فإنها نشرت في السنوات القليلة الماضية مقالات متعددة بشأن الفساد.
وقالت أغنيس أوربان مديرة مؤسسة "مراقبة وسائل الإعلام" إن قراء الصحيفة "مهمون جدا لحزب فيدس"، ووصفت "بليك" بأنها صحيفة يومية رائدة في السوق، إذ صار موقعها الإلكتروني شائعا بشكل مفاجئ في السنوات الأخيرة، ليصبح رابع أكثر المواقع الإلكترونية قراءة في المجر.
نموذج ملهم لترامبومنذ أكثر من عقد، كانت المجر نموذجا يحتذى به "للديمقراطيات غير الليبرالية" الأخرى في جميع أنحاء العالم، وطالما أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاؤه بمسار أوربان، حتى مع تراجعها في تصنيفات حرية الصحافة.
وقال أوربان، في مؤتمر للمحافظين الأميركيين، إن الطريق إلى السلطة يتطلب "امتلاك وسائل إعلام خاصة بها"، وفي عام 2010، أقرت حكومة أوربان قانونا يؤكد سيطرة الحكومة على الهيئة الرئيسية لتنظيم وسائل الإعلام، ويضع الإذاعة الحكومية في أيدي الموالين لها.
ولفت كتاب صحفيون إلى ما رأوه تأثرا من قبل إدارة ترامب بإجراءات أوربان، محذرين مما وصفوه بـ"أورباننة الولايات المتحدة" في إشارة إلى انتقال نموذج فيكتور أوربان السلطوي في المجر إلى السياسة الأميركية، بالسيطرة على الإعلام وتقييد المعارضة، بما يهدد النظام الديمقراطي في غضون سنوات قليلة.
ويشير الكتاب، في غير مناسبة، كيف يلعب رجال أعمال مقربون من الرئيس ترامب -أبرزهم لاري إليسون وابنه ديفيد- دورا محوريا في الاستحواذ على مؤسسات إعلامية كبرى مثل سي بي إس، مع الضغط تجاه صفقات استحواذ أخرى تشمل سي إن إن وتيك توك.