الناخب العراقي الى الصناديق بين خيبة التجارب ورغبة التغيير
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
11 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: يفيد تحليل المراقبين أن الانتخابات التشريعية في العراق تحولت إلى اختبار جديد لمدى نضج العملية السياسية بعد عقدين من التحول الديموقراطي، إذ يبدو أن الشارع العراقي يتعامل معها هذه المرة بحذر لافت، بين رغبة في الاستقرار وشكوك متجذّرة في جدوى صناديق الاقتراع.
ويبدو أن المشهد الانتخابي يتكرر على نحو شبه دوري، مع غياب أسماء جديدة قادرة على كسر الحلقة التقليدية التي تجمع القوى الشيعية والسنية والكردية في سباق محسوب النتائج سلفاً.
وتشير قراءات المراكز البحثية إلى أن المشاركة الشعبية لن تختلف كثيراً عن انتخابات 2021، حين اكتفى أقل من نصف الناخبين بالحضور، مدفوعين بشعور متزايد باللامبالاة. وتقول التقديرات إن الأصوات المستقلة ستظل محدودة التأثير في مواجهة الأحزاب المهيمنة منذ سنوات.
وتتحدث مصادر سياسية في بغداد عن أن الحكومة الحالية، برئاسة محمد شياع السوداني، تراهن على نتائج مريحة تتيح لها الاستمرار في تنفيذ خططها الاقتصادية والتهدئة الإقليمية، خصوصاً في ظل الضغوط الأميركية المتزايدة لتحجيم نفوذ الفصائل المسلحة.
وعلى صعيد آخر، تتابع طهران تفاصيل العملية الانتخابية بعناية، خشية خسارة نفوذها في مرحلة تتراجع فيها أوراقها الإقليمية بعد تصاعد الأزمات من غزة إلى بيروت وطهران نفسها.
ومن زاوية أخرى، تؤكد الأحداث أن العراقيين باتوا أكثر ميلاً إلى الاستقرار الأمني، رغم هشاشة الخدمات واحتدام الصراعات الحزبية.
وتشير المراصد إلى أن المحافظات الجنوبية، ذات الأغلبية الشيعية، شهدت إقبالاً متبايناً يعكس تراجع الحماس الشعبي للخطابات الطائفية.
ولا يمكن نسيان أن غياب التيار الصدري، الذي كان قد فاز سابقاً بأكبر عدد من المقاعد، سيعيد رسم الخريطة البرلمانية ببطء، فيما تظل الأنظار معلقة على التحالفات التي ستتشكل بعد إعلان النتائج.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
العراق بين السماء الأمريكية والسيادة المؤجلة والوصاية
10 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: يفيد تحليل المراقبين العسكريين أن إعلان الولايات المتحدة عن منح القوات الجوية العراقية صلاحيات أوسع لتنفيذ الضربات الجوية المستقلة يمثل تحولاً رمزياً أكثر من كونه تحولاً عملياً في ميزان القوة، إذ يبدو أن قدرات سلاح الجو العراقي ما تزال مقيدة بتحديات فنية ولوجستية معقدة، رغم الخطاب الأمريكي الذي يصف الخطوة بأنها “شهادة كفاءة كاملة”.
ويبدو أن هذا التطور يأتي في سياق إعادة صياغة العلاقة بين بغداد وواشنطن مع اقتراب مواعيد الانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية من العراق، في حين تشير قراءات فنية إلى أن التجهيزات التقنية لطائرات F-16 العراقية لا تزال دون المستوى المطلوب مقارنة بنسخ الطائرات المماثلة في دول الجوار، وهو ما يطرح علامات استفهام حول مدى الاستقلال الحقيقي في إدارة العمليات الجوية.
وتتحدث مصادر عسكرية عن أن الطيارين العراقيين ما زالوا يعتمدون على إشراف أمريكي في تشغيل أنظمة الرادار والتحكم بالأجواء، وأن “الاستقلال” الذي تم الإعلان عنه يظل جزئياً ومشروطاً بحدود فنية وتشغيلية، بينما تؤكد الأحداث أن برامج الصيانة والدعم الفني لا تزال تواجه انقطاعات متكررة بعد انسحاب الشركات المتعاقدة من قاعدة بلد الجوية.
ولا يمكن نسيان أن العراق حاول خلال السنوات الماضية تنويع مصادر التسليح عبر صفقات مع فرنسا وكوريا الجنوبية، غير أن نتائج هذه الخطوات بقيت محدودة بسبب بطء التنفيذ والعقبات المالية، فيما تشير المراصد الأمنية إلى أن بعض مناطق العمليات لا تزال تُدار بتنسيق أمريكي مباشر، ما يقلل من هامش المناورة الوطنية في اتخاذ القرار الجوي.
ومن وجهة نظر محايدة، فإن الاستقلال العملياتي للعراق في المجال الجوي لا يتحقق بمجرد تدريب أو منح شهادة، بل بتأسيس بنية تقنية مكتملة تسمح بإدارة السماء دون وصاية، وبإرادة سياسية تعيد رسم حدود السيادة في زمن تتشابك فيه الأجواء والمصالح. وخلاصة آراء عدة ترى أن مستقبل القوة الجوية العراقية سيُختبر فعلياً عند أول أزمة أمنية كبرى، لا في بيانات المجاملة ولا في العروض الاحتفالية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts