دمشق (زمان التركية)ــ أعلنت وزارة الخارجية السورية أنه تم خلال اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع التوصل إلى اتفاق للتقدم نحو دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري وإبرام “اتفاقية أمنية” بين سوريا وإسرائيل، ضمن نطاق “اتفاقية 10 مارس/آذار” (اتفاقية عبدي الشرع).

في بيان صدر مساء الاثنين، وصفت الوزارة زيارة أحمد الشرع إلى البيت الأبيض بأنها “تاريخية، إذ إنها المرة الأولى التي يُستقبل فيها زعيم سوري في واشنطن، ويلتقي الرئيس الأمريكي لأكثر من ساعة”. وأضافت أن اللقاء “جرى في جو ودي وبناء”.

ترامب: “أنا معجب بالقيادة السورية الجديدة”

وبحسب البيان، أعرب ترامب عن “سعادته بالقيادة السورية الجديدة” وأشاد “بإنجازات إدارة دمشق في تحرير البلاد واستعادة الأمن وإصلاحات الحكم”.

وأكد ترامب أيضا أنه “عازم على تقديم كل الدعم الذي تحتاجه القيادة السورية في الفترة المقبلة”.

اجتماع عمل ثلاثي: الولايات المتحدة – سوريا – تركيا

وأعلنت الوزارة أن “اجتماع عمل” ثلاثي عقد بين وزير الخارجية أسد شيباني، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبوي، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بناء على تعليمات ترامب، وأن الهدف من الاجتماع هو “تحديد آليات تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين”.

مسألة اندماج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري

وفقًا للبيان، اتفق ترامب والشرع على مواصلة تنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس، ودمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش العربي السوري، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة. كما أعلنت الولايات المتحدة أنها “ستدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل”.

تذكير باتفاق 10 مارس

وتضمن البيان أيضًا تفاصيل الاتفاق المكون من ثمانية بنود الذي تم توقيعه بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والرئيس المؤقت أحمد الشرع في 10 مارس 2025. وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإدراج قوات سوريا الديمقراطية في هيكل الدفاع الوطني السوري.

 تعليق قانون قيصر

كما تناولت وزارة الخارجية السورية التداعيات الاقتصادية للاجتماع. وذكرت أن ترامب تعهد “برفع العقوبات وتقديم قروض بفوائد معقولة لتشجيع التنمية”.

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الاثنين تعليق جميع عقوبات قانون قيصر لمدة 180 يومًا. وأضاف البيان أن “جميع القيود الاقتصادية رُفعت باستثناء بعض المعاملات المرتبطة بروسيا وإيران”.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن ترامب “أوفى بالتزاماته بإعطاء سوريا فرصة لإعادة الإعمار والازدهار”.

وأعلنت الوزارة أيضًا أنها طبقت “سياسة تنظيمية اقتصادية جديدة تشجع الشركات والمؤسسات المالية الأمريكية والشركاء الدوليين على المساهمة في استقرار سوريا”.

كان قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، الصادر عام 2019، يهدف إلى معاقبة حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعقوبات على جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين. إلا أن إدارة ترامب علّقت العمل بالقانون مؤقتًا وسمحت بتصدير السلع والتكنولوجيا المدنية إلى سوريا.

ومع ذلك، أُعلن أن العقوبات المستهدفة ستستمر على الأفراد المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، وشبكات الاتجار بالكبتاجون، والعناصر التي تهدد الاستقرار الإقليمي.

الولايات المتحدة: “نحن نعطي سوريا فرصة ثانية”

أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانًا مشتركًا جاء فيه: “الولايات المتحدة تمنح سوريا فرصة ثانية لإعادة الإعمار والنجاح في مكافحة الإرهاب. ويهدف رفع العقوبات إلى مساعدة سوريا على بناء مستقبل موحد وسلمي”.

نشر عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون صورة له مع الشرع والشيباني، قائلاً: “تشرفت بلقاء الرئيس الشرع. إن سوريا حرة وموحدة ومزدهرة هي أعظم فرصة منذ الحرب الباردة”.

ترامب: الشرع زعيم قوي

وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، قال الرئيس الأمريكي ترامب عن الزعيم السوري أحمد الشرع: “إنه زعيم قوي للغاية. سنبذل كل ما في وسعنا لمساعدة سوريا على أن تصبح دولة ناجحة”.

وأضاف ترامب أن “السلام ممكن في الشرق الأوسط للمرة الأولى”، مضيفا “أعتقد أن سوريا ستنهض من جديد، ويمكنكم توقع بعض الإعلانات المهمة قريبا”.

أول زيارة منذ 1946

كانت هذه أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى واشنطن منذ إعلان استقلال سوريا عام ١٩٤٦. وجاءت زيارة الشرع عقب رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عن الزعيم السابق لهيئة تحرير الشام. وقد صدر القرار بأغلبية ١٤ صوتًا، مع امتناع الصين عن التصويت.

رافقه في الزيارة أيضًا وزير الخارجية التركي حقان فيدان. وكان الشرع قد قام بأول زيارة له إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، حيث حضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة الولایات المتحدة أحمد الشرع

إقرأ أيضاً:

بالصور: ترامب والشرع يجتمعان بالبيت الأبيض وتعليق عقوبات قيصر

التقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإثنين 10 نوفمبر 2025، في البيت الأبيض نظيره السوري أحمد الشرع، في محادثات غير مسبوقة، بعد أيام من قيام واشنطن بشطب اسم الشرع من قائمة الإرهاب.

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن "واشنطن تعلّق العمل بقانون ’قيصر’، وتسمح بنقل معظم السلع المدنية إلى سورية".

وقال البيت الأبيض في بيان، إن "الرئيس السوري وصل الى البيت الأبيض (...) كذلك، بدأ الاجتماع بين الرئيس ترامب والرئيس الشرع"، قبل أن يغادر الرئيس السوري، البيت الأبيض، بعد انتهاء محادثاته مع الرئيس الأميركي.

ووصل الشرع إلى البيت الأبيض دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب.

ودخل من مدخل جانبي لم يره الصحافيون، بدلا من الباب الرئيسي للجناح الغربي، حيث كانت تنتظره الكاميرات.


 

تعليق عقوبات قيصر

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، "تعليق العقوبات المفروضة على سورية، بموجب قانون قيصر، باستثناء بعض المعاملات المتعلقة بروسيا وإيران"، لمدة 180 يوما.

ووفقا لبيان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، رفعت الولايات المتحدة "العقوبات الشاملة" على سورية.

كما جرى "تعليق قانون قيصر لمدة 180 يوما، باستثناء المعاملات الخاضعة للعقوبات مع روسيا وإيران".

وأوضح البيان أنه "يُسمح بنقل معظم السلع الأساسية للاستخدام المدني ذات المنشأ الأميركي، إضافة إلى البرمجيات والتكنولوجيا، إلى سورية أو داخلها، دون ترخيص".

ويحل هذا التعليق محل إعفاء صدر في 23 أيار/ مايو الماضي، والذي منح أيضا إعفاء لمدة 180 يوما من عقوبات "قانون قيصر".

ومنذ أن تولّى الشرع مقاليد الأمور في سورية، نهاية العام الماضي، تتطور تحالفات سورية بوتيرة مذهلة، بعيدا عن حليفَي الأسد الرئيسيين إيران وروسيا، وباتجاه تركيا والخليج وواشنطن.

ويُعدّ الشرع الذي قاد ومعه فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت برئيس النظام الزائل بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر؛ أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض، منذ الاستقلال عام 1946.

وقبل عام فقط، كان الشرع الملقّب حينها بأبي محمد الجولاني، يتزعّم هيئة تحرير الشام المنبثقة من جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة قبل إعلان فك ارتباطها به. وشطبت واشنطن الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية في تموز/ يوليو.

ومنذ توليها السلطة، سعت القيادة السورية الجديدة إلى قطع الصلة بماضيها، وتقديم صورة أكثر اعتدالا للسوريين، وللقوى الأجنبية.

ورأى مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، مايكل حنا، أن زيارة الشرع إلى البيت الأبيض "تحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي".

والتقى الرئيس الانتقالي ترامب أول مرة في السعودية أثناء جولة إقليمية كان الرئيس الأميركي يقوم بها في المنطقة في أيار/ مايو.

وبعد وصوله إلى واشنطن، اجتمع الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، لبحث إمكانية مساعدة سورية، بعد سنوات من الحرب، ومع ممثلين عن منظمات سورية.

وأعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، توماس باراك في وقت سابق هذا الشهر، أن الشرع قد يوقّع اتفاقا، الإثنين، للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، الذي تقوده واشنطن.

وأنزل التحالف هزيمة عسكرية بتنظيم داعش في سورية عام 2019 بالتعاون مع قوات سورية الديموقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، وتتفاوض حاليا للاندماج مع الجيش السوري.

كما أفاد مصدر دبلوماسي في سورية بأن الولايات المتحدة تعتزم في الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق "لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سورية وإسرائيل"، بحسب ما أوردت تقارير.

وكان قرار وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، شطب الشرع من القائمة السوداء متوقعا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، إن حكومة الشرع تعاونت مع الولايات المتحدة في العثور على أي أميركيين مفقودين، والتخلّص من أي أسلحة كيميائية لا تزال في سورية.

وأكد أن "هذه التدابير يتم اتخاذها في معرض الإقرار بالتقدم الذي تظهره القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد، وأكثر من خمسين عاما من القمع في ظل نظام عائلة الأسد".

وأعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، أنها نفذت 61 مداهمة، وألقت القبض على 71 شخصا في "حملة استباقية لتحييد التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية"، وفقا لوكالة "سانا" الرسمية.

وذكرت أن عمليات الدهم استهدفت مواقع حيث توجد خلايا نائمة لتنظيم داعش، بما في ذلك في حلب وإدلب وحماه وحمص ودير الزور والرقة ودمشق.

وتأتي زيارة الشرع إلى واشنطن بعدما زار مقر الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/ سبتمبر، ليكون أول رئيس سوري منذ عقود يلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقادت واشنطن الأسبوع الماضي تصويتا لمجلس الأمن رفع العقوبات الأممية المفروضة عليه.

وتسعى سورية التي خرجت من نزاع مدمّر دام 13 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية بنود مشروع قرار أميركي معدّل لدعم خطة إنهاء الصراع في غزة لبنان - شهيدان باستهداف مسيّرة إسرائيلية مركبتين تركيا تستعد لإرسال منازل مسبقة الصنع إلى غزة الأكثر قراءة غزة- استلام 15 جثمانا لشهداء سلمهم الاحتلال ونقلهم إلى مستشفى ناصر سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 طقس فلسطين: أجواء حارة في معظم المناطق تحديات الأبعاد الإنسانية والآثار النفسية للإبادة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بالصور: ترامب والشرع يجتمعان بالبيت الأبيض وتعليق عقوبات قيصر
  • أول زيارة لرئيس سوري.. ترامب والشرع يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية
  • في أول زيارة رسمية لواشنطن .. الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض
  • لقاء مرتقب مع ترامب.. الرئيس السوري يعقد محادثات تاريخية في أمريكا
  • الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة
  • وزير الخارجية التركي يزور واشنطن تزامنًا مع لقاء الشرع وترامب
  • الشرع يستعرض لياقته قبل لقاء ترامب.. الرئيس السوري يلعب كرة السلة مع قائد المنطقة المركزية الوسطى
  • من المقرر الالتقاء بترامب في البيت الأبيض غدًا.. الرئيس السوري يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية
  • أول زيارة من نوعها.. الرئيس السوري يصل إلى واشنطن بعد رفع اسمه من قوائم العقوبات