10 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: يفيد تحليل المراقبين العسكريين أن إعلان الولايات المتحدة عن منح القوات الجوية العراقية صلاحيات أوسع لتنفيذ الضربات الجوية المستقلة يمثل تحولاً رمزياً أكثر من كونه تحولاً عملياً في ميزان القوة، إذ يبدو أن قدرات سلاح الجو العراقي ما تزال مقيدة بتحديات فنية ولوجستية معقدة، رغم الخطاب الأمريكي الذي يصف الخطوة بأنها “شهادة كفاءة كاملة”.

ويبدو أن هذا التطور يأتي في سياق إعادة صياغة العلاقة بين بغداد وواشنطن مع اقتراب مواعيد الانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية من العراق، في حين تشير قراءات فنية إلى أن التجهيزات التقنية لطائرات F-16 العراقية لا تزال دون المستوى المطلوب مقارنة بنسخ الطائرات المماثلة في دول الجوار، وهو ما يطرح علامات استفهام حول مدى الاستقلال الحقيقي في إدارة العمليات الجوية.

وتتحدث مصادر عسكرية عن أن الطيارين العراقيين ما زالوا يعتمدون على إشراف أمريكي في تشغيل أنظمة الرادار والتحكم بالأجواء، وأن “الاستقلال” الذي تم الإعلان عنه يظل جزئياً ومشروطاً بحدود فنية وتشغيلية، بينما تؤكد الأحداث أن برامج الصيانة والدعم الفني لا تزال تواجه انقطاعات متكررة بعد انسحاب الشركات المتعاقدة من قاعدة بلد الجوية.

ولا يمكن نسيان أن العراق حاول خلال السنوات الماضية تنويع مصادر التسليح عبر صفقات مع فرنسا وكوريا الجنوبية، غير أن نتائج هذه الخطوات بقيت محدودة بسبب بطء التنفيذ والعقبات المالية، فيما تشير المراصد الأمنية إلى أن بعض مناطق العمليات لا تزال تُدار بتنسيق أمريكي مباشر، ما يقلل من هامش المناورة الوطنية في اتخاذ القرار الجوي.

ومن وجهة نظر محايدة، فإن الاستقلال العملياتي للعراق في المجال الجوي لا يتحقق بمجرد تدريب أو منح شهادة، بل بتأسيس بنية تقنية مكتملة تسمح بإدارة السماء دون وصاية، وبإرادة سياسية تعيد رسم حدود السيادة في زمن تتشابك فيه الأجواء والمصالح. وخلاصة آراء عدة ترى أن مستقبل القوة الجوية العراقية سيُختبر فعلياً عند أول أزمة أمنية كبرى، لا في بيانات المجاملة ولا في العروض الاحتفالية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

انتهاء عمليات التصويت الخاص في الانتخابات العراقية

أغلقت المراكز الانتخابية في العراق أبوابها، مساء الأحد، معلنة انتهاء عملية التصويت الخاص التي شملت القوات الأمنية والعسكرية، وقوات البيشمركة، والحشد الشعبي، وذلك ضمن الانتخابات البرلمانية العراقية.

وشهدت 18 محافظة عراقية، منذ الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، عملية اقتراع إلكتروني خاصة بنحو مليون و313 ألفا و859 ناخباً من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، وجهاز مكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي، والمنافذ الحدودية، إضافة إلى وزارتي البيشمركة والداخلية في إقليم كردستان، لاختيار برلمان جديد مكون من 329 نائباً.

وأفادت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، في تقرير منتصف النهار، بأن نسبة التصويت تجاوزت 67%، وأشارت إلى أن العملية سارت بشكل طبيعي، وسط حضور مكثف للمراقبين الدوليين، دون تسجيل أي خروقات أو توقفات تذكر.

 وأكدت المفوضية أن التصويت الخاص جرى بانسيابية عالية، وسط اندفاع لافت من قبل القوات الأمنية والعسكرية، استعداداً لمرحلة التصويت العام.

ومن المقرر أن يتوجه الناخبون العراقيون، يوم الثلاثاء المقبل، إلى صناديق الاقتراع في التصويت العام، لاختيار أعضاء الدورة البرلمانية السادسة منذ عام 2003.

 وذكرت المفوضية أن عدد المرشحين الذين تمت المصادقة عليهم بلغ 7768 مرشحا، بينهم 2248 امرأة و5520 رجلاً، يتنافسون على 329 مقعدا برلمانيا. كما يبلغ عدد الناخبين الكلي أكثر من 21.4 مليون ناخب، موزعين بين التصويت العام والخاص، إضافة إلى تصويت النازحين.

وبلغ عدد مراكز التصويت العام 8703 مراكز، تتضمن 39 ألفا و285 محطة اقتراع موزعة في عموم البلاد.

مقالات مشابهة

  • الانتخابات العراقية.. وعود متكررة وتراجع في نسب المشاركة
  • المرأة العراقية تختبر حدود السلطة الذكورية في سباق الديمقراطية
  • انتهاء عمليات التصويت الخاص في الانتخابات العراقية
  • إبراهيم حسن: خروج أي لاعب عن النص مصيره الاستبعاد.. واختيارات المنتخب وجهة نظر فنية فقط
  • صناديق نوفمبر تحسم مصير العراق في ظل تجاذب أمريكي إيراني
  • إقبال واسع من القوات الأمنية على التصويت الخاص في الانتخابات العراقية
  • نائب:مطار بغداد الدولي خارج السيادة العراقية بأمر السوداني
  • بغداد عشية الاقتراع الخاص.. الأعلام العراقية تزيّن الشوارع والأنفاق (صور)
  • النفط يمول المياه.. معادلة جديدة بين بغداد وأنقرة تثير الجدل