معاريف: تل أبيب تخشى تمدد النفوذ التركي عبر واشنطن ودمشق
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
سلطت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير للكاتبة آنا بارسكيالضوء على التحركات التركية المتسارعة في ملفات غزة وسوريا، مشيرة إلى أن أنقرة تسعى إلى إعادة تموضعها كلاعب إقليمي رئيسي في الشرق الأوسط، في ظل ما وصفته بانفتاح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تشكيل نظام إقليمي جديد.
وذكرت "معاريف" أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أجرى زيارة خاطفة إلى واشنطن الاثنين، وسط اتصالات حساسة بين تل أبيب والبيت الأبيض حول تشكيل القوة الدولية في غزة.
وأوضحت الصحيفة أن فيدان التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وعدداً من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، كما حضر جزءاً من اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تنظر إلى هذه التحركات بقلق بالغ، معتبرة أن "مثلثا سياسيا جديدا" يتشكل بين واشنطن وأنقرة ودمشق قد يعيد رسم موازين القوى في المنطقة، سواء في سوريا أو في غزة، ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن "تركيا لا مكان لها في القوة التي ستعمل على حدود إسرائيل"، مؤكدا أن تل أبيب "مصممة على حماية مصالحها الأمنية في سوريا".
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن فيدان، فإن محادثاته في واشنطن ركزت على موقف أنقرة من "المناطق الإشكالية في جنوب سوريا"، ذات الحساسية الخاصة بالنسبة لإسرائيل والأقلية الدرزية، إضافة إلى مناطق الشمال الشرقي حيث تنتشر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا.
كما تناولت المباحثات قضايا إعادة إعمار سوريا وتوحيد مؤسساتها والترتيبات الأمنية الإقليمية.
وقال فيدان عقب الاجتماعات: "ناقشنا كيفية إدارة المناطق المتأثرة بفعالية أكبر، وكيفية التعامل مع عواقب قانون قيصر"، مضيفاً أن "موقف الرئيس ترامب بشأن سوريا بنّاء للغاية".
والتقى فيدان أيضا المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وتوم باراك ونائب الرئيس جيه. دي. فانس، حيث جرى بحث مسألة دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، وهي خطوة تراها أنقرة أساسية لأمنها القومي ولتفكيك بنية حزب العمال الكردستاني.
وأكد الوزير التركي، أن ملف غزة شكل محورا رئيسيا في المحادثات مع الإدارة الأمريكية، حيث ناقش الطرفان سبل تطبيق وقف إطلاق النار في القطاع، وإمكانات التسوية السياسية، ومشروع إنشاء قوة دولية لحفظ الاستقرار.
وذكرت أن واشنطن تروج لمشروع قرار في مجلس الأمن يمنح تلك القوة تفويضاً لعامين لتأسيس هيئة حكم مؤقتة في غزة تعمل على نزع السلاح وضمان الأمن، مع تخويلها "باستخدام جميع الوسائل اللازمة"، وهو بند أثار خلافاً بين الولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل وتركيا من جهة أخرى.
وأوضحت "معاريف" أن تركيا تطالب بأن تعرف المشاركة في القوة بأنها "مهمة سلام"، فيما تعارض إسرائيل بشدة أي وجود تركي في هذه القوة، خشية من أن يؤدي ذلك إلى تعزيز نفوذ أنقرة في المنطقة والإضرار بالتنسيق الأمني القائم مع واشنطن.
وجاءت زيارة فيدان بعد أيام من إصدار محكمة في إسطنبول أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الأركان إيال زامير ووزير الحرب إسرائيل كاتس ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير وقائد البحرية ديفيد سلامة، بتهم تتعلق بارتكاب "جرائم حرب في غزة".
واعتبرت إسرائيل هذه الخطوة "محاولة سياسية تركية لتقويض مكانتها الدولية وتعزيز نفوذ أنقرة في القضية الفلسطينية".
ونقلت "معاريف" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن تركيا تسعى إلى "العودة إلى مركز الساحة الإقليمية" عبر تدخل مزدوج في كل من سوريا وغزة.
وأضاف أحد المصادر أن "فيدان يمثل الذراع السياسي المباشر للرئيس رجب طيب أردوغان، وزيارته إلى واشنطن تؤكد مساعي تركيا لترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى ترامب إلى تشكيله".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتابع هذه التحركات عن كثب، إذ نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن "انخراط تركيا في القوة الدولية أو في الوساطة الإقليمية قد يقيّد حرية إسرائيل في التحرك، سواء ضد حزب الله أو ضد الوجود الإيراني في سوريا"، وأضاف المسؤول أن تل أبيب ستواصل توضيح موقفها للإدارة الأمريكية بشأن رفضها القاطع لأي وجود تركي عسكري أو دبلوماسي على حدودها.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن الأوساط السياسية في إسرائيل تبدي قلقا من احتمال أن ترى إدارة ترامب، في إطار مساعيها لخفض التوترات الإقليمية، في تركيا وسيطاً فاعلاً، حتى وإن جاء ذلك على حساب المصالح الإسرائيلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية غزة تركيا نتنياهو إسرائيل تركيا حماس غزة نتنياهو صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
معاريف: ترامب سيستضيف ابن سلمان وسط توقعات بتوقيع اتفاقية كبرى
سلطت صحيفة "معاريف" العبرية الضوء على استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض، بتاريخ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقية دفاعية كبرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أعرب عن أمله في انضمام السعودية قريبا إلى اتفاقيات التطبيع مع تل أبيب، لكن الرياض أوضحت أن هذه الخطوة تعتمد على خارطة طريق واضحة لإقامة دولة فلسطينية.
وتابعت: "لطالما تحدث ترامب عن احتمالات انضمام السعودية إلى الاتفاقيات الموقعة عام 2020، وأعرب الشهر الماضي عن أمله في أن يحدث ذلك قريبًا جدًا، ومع ذلك، ووفقًا لمصدرين خليجيين فقد أشارت الرياض إلى واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية إلى أن موقفها لم يتغير".
وذكرت "معاريف" أن السعوديين يعتزمون تجنب أي سوء فهم دبلوماسي خلال المحادثات، وضمان التنسيق الكامل للمواقف قبل الإدلاء بتصريحات علنية، مشيرة إلى أن مراقبين في واشنطن يؤكدون أنه من غير المرجح أن يدعم ابن سلمان التطبيع في المستقبل القريب دون مسار موثوق نحو دولة فلسطينية.
وأكدت أن السعودية تعتبر مسألة الاعتراف بإسرائيل قضية أمن قومي بالغة الحساسية، وازداد الوضع تعقيدا بعد حرب غزة، وما تخللها من انعدام الثقة العام بإسرائيل في العالم العربي، ما جعل هذه الخطوة صعبة.
ولفتت إلى أن السعودية ستركز خلال اجتماعاتها في واشنطن على التعاون الأمني والاستثمار، ومن المتوقع أن يوقع الجانبان اتفاقية دفاعية، لكنها نسخة مُصغّرة من التحالف الكامل على غرار حلف شمال الأطلسي، الذي سعت إليه الرياض سابقا مقابل التطبيع.
ونوهت إلى أن الاتفاقية المحتملة بين واشنطن والرياض لا تتطلب موافقة الكونغرس، وهي مبنية بشكل فضفاض على الاتفاق مع قطر، وستوسع التعاون في مجالل التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، وتسرع مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة، وتتضمن قيودا على علاقات الرياض العسكرية-الصناعية مع الصين.
وشددت "معاريف" على أن الارتباط المعقد بين التحالف الدفاعي والتطبيع وقيام دولة فلسطينية إلى قبول واشنطن والرياض باتفاق محدود، منوهة إلى أنه "يُنظر إى التهديد الإيراني الذي كان الدافع الرئيسي وراء سعي السعودية للحصول على ضمانات أمريكية، على أنه يتضاءل بعد الضربات التي تلقتها طهران ووكلائها".