أطلق مهرجان الدوحة السينمائي عن القائمة الكاملة لمسابقة الأفلام الطويلة الدولية التي تضم ثلاثة عشر عملاً من خمس قارات، تتناول الأزمات البيئية والنزوح الإنساني وتغيّر المناخ والذاكرة والهوية، في لوحة تعكس التزام المهرجان باحتضان أصوات جديدة من العالم، وتقديمها برؤية جمالية تعبّر عن إنسان العصر وهمومه.

تقول فاطمة حسن الرميحي، مديرة المهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، إن البرنامج "يحتفي بأفلام تجسّد قدرة السينما على الصمود والإلهام، وتفتح نوافذ على قصص تحفّز قيم التعاطف والتأمل والتواصل"، مؤكدة أن المهرجان يسعى إلى خلق مساحات للحوار حول السرديات المعاصرة عبر لغة الصورة.

وتتنوّع الأعمال المشاركة بين الوثائقي والروائي، من بينها الفيلم السوداني الخرطوم الذي يقدّم شهادات خمسة من النازحين في العاصمة، بينما تتناول المخرجة سوزانا ميرغني في فيلمها ملكة القطن حكاية مراهقة سودانية تصبح محور صراع على البذور المعدّلة وراثياً في قرية تقف بين العلم والتقليد. ومن فلسطين، يعود طرزان وعرب نصّار بفيلم كان يا ما كان في غزة، حيث تتقاطع مصائر ثلاثة رجال في مدينة منهكة بالعنف والحصار، فيما يعيد كمال الجعفري في مع حسن في غزة بناء الذاكرة البصرية لمدينته عبر شريط تأملي يجمع الماضي بالحاضر.

ومن العراق يقدّم حسن هادي فيلم مملكة القصب، حيث تعيش الطفلة لاميا ذات التسعة أعوام تجربة قاسية حين تُجبر على إعداد كعكة عيد ميلاد صدام حسين، في رمزية تختصر عبث السلطة والخوف. أما المخرجة الليبية جيهان فتستعيد في بابا والقذافي رحلة ابنة تبحث عن والدها المعارض المختفي منذ تسعة عشر عاماً، في سرد يجمع السياسي بالإنساني.

وتأتي المشاركة الآسيوية من اليابان مع فيلم رينوار للمخرجة تشي هاياكاوا، الذي يلتقط هشاشة العلاقات العائلية في طوكيو الثمانينية من خلال طفلة تواجه مرض والدها ووحدة أمها، فيما يصوّر الإسباني غييرمو غارسيا لوبيز في مدينة بلا نوم تحولات مراهق في ضواحي مدريد يحاول الإمساك بمعنى الصداقة والوطن وسط عالم متغيّر. ومن أوروبا أيضًا، يعيد البلجيكي جان فرانسوا رافانيان في فيلم الشاطئ الأخير إحياء مأساة الشاب الغامبي الذي غرق في القناة الكبرى بالبندقية، في عمل يتأمل أثر الغياب في الذاكرة الجماعية.

أما في المحمية للمكسيكي بابلو بيريز لومبارديني، فتتجلى الطبيعة كقوة مهددة ومهدَّدة في آن، حين تجد حارسة الغابات نفسها أمام مواجهة أكبر من قدرتها على السيطرة، بينما يقدّم الإيراني علي أصغري في كوميديا إلهية رحلة مخرج يسعى لعرض فيلمه متحدياً رقابة بلاده وبيروقراطيتها العبثية. ومن فيتنام يأتي الفيلم الوثائقي شَعر، ورق، ماء للمخرجين ترونغ مينه كوي ونيكولا غرو، الذي يرصد بحسّ شعري حياة امرأة مسنّة تناضل لحماية لغتها وذكرياتها من الاندثار. ويختتم البرنامج بالفيلم الكندي مالك الحزين الأزرق للمخرجة سوفي رومفاري، الذي يقدّم دراما عائلية عن عائلة هنغارية مهاجرة تعيش اضطراباً داخلياً في جزيرة فانكوفر أواخر التسعينيات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

13 عملا عالميا ضمن قائمة المسابقة الدولية للأفلام الطويلة بمهرجان الدوحة السينمائي

أعلن القائمون على مهرجان الدوحة السينمائي، المقرر تنظيمه خلال الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر الجاري، القائمة الكاملة للمسابقة الدولية للأفلام الطويلة، والتي تضم 13 عملاً سينمائياً من خمس قارات، تستكشف موضوعات معاصرة منها الأزمات البيئية وقضايا النزوح الناجمة عن الحروب.

وتعكس هذه الفئة التزام المهرجان بدعم الأصوات المتنوعة في السينما العالمية، والتركيز على القصص القادمة من مناطق تفتقر إلى التمثيل الكافي في المشهد السينمائي الدولي.

وقالت السيدة فاطمة حسن الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة المهرجان، إن برنامج المسابقة الدولية للأفلام الطويلة يسلط الضوء على مجموعة متنوعة من الأصوات الملهمة التي تهدف إلى إحداث التغيير حول العالم، خاصة وأن هذه الأعمال تجسد إبداع الإنسان وقدرته على الصمود.

وأضافت أن هذه الأفلام تظهر قوة السينما في تشكيل مستقبل المجتمعات، ومن خلال ما تضمه من قصص تحفّز على قيم التعاطف والتأمل والتواصل.. وتابعت:" إننا نعمل على توفير مساحات آمنة للحوار البناء والهادف ومواجهة السّرديات السائدة".

وتضم قائمة الأفلام الدولية الطويلة، فيلم "الخرطوم"، ويجمع المخرجين أنس سعيد وراوية الحاج، وإبراهيم سنوبي أحمد، وتيماء محمد أحمد، وفيليب كوكس، ويوثّق صراع البقاء والسعي نحو الحرية، وذلك من خلال أحلام خمسة من سكان العاصمة السودانية النازحين بسبب الحرب، بالإضافة إلى فيلم "ملكة القطن"، للمخرجة السودانية المقيمة في قطر سوزانا ميرغني، ويجمع بين النقد البيئي والدراما المفعمة بالتحولات خلال فترات النضوج وتقدم العمر.

كما تضم القائمة فيلم "كان يا ما كان في غزة" لطرزان وعرب نصّار، وتدور أحداثه في غزة في عام 2007، إلى جانب فيلم "مع حسن في غزة"، لكمال الجعفري، وهو تأمل سينمائي في الذاكرة والفقدان ومرور الزمن، حيث يصوّر غزة في الماضي وحياة أناس قد لا يُعثر عليهم مجدداً، وفيلم "مملكة القصب"، للمخرج حسن هادي، وفيلم "بابا والقذافي"، للمخرجة جيهان، ويتتبع رحلة ابنة تسعى لاكتشاف حقيقة اختفاء والدها، عبر رحلة بحث والدتها المستمرة طوال 19 عاماً عنه.

وتشمل المسابقة أيضا فيلم "رينوار"، للمخرجة تشي هاياكاوا، ويروي قصة فتاة غريبة الأطوار، تتعامل مع والدها المريض ووالدتها المجهدة من العمل في طوكيو في عام 1987، وفيلم "مدينة بلا نوم"، للمخرج غييرمو غارسيا لوبيز، وتدور أحداثه في ضواحي مدريد، حيث تتزعزع حياة /تونينو/، مع استعداد صديقه المقرّب للرحيل، ما يضعه أمام تساؤلات حول معنى الوطن والصداقة.

وفيلم "الشاطئ الأخير"، للمخرج جان فرانسوا رافانيان، ويتناول القصة المأساوية للشاب الغامبي باتيه سابالي، الذي أثارت وفاته غرقاً في القناة الكبرى بمدينة البندقية عام 2017 ضجة عالمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفيلم "المحمية"، للمخرج بابلو بيريز لومبارديني، ويحكي قصة حارسة محمية طبيعية عنيدة، تقنع مجتمعها بطرد مجموعة من المتسللين من المحمية، لتجد نفسها أمام تهديد أكبر.

كما تضم القائمة فيلم "كوميديا إلهية"، للمخرج علي أصغري، ويروي قصة صانع أفلام يدخل في مهمة سرية لعرض فيلمه على الجمهور الإيراني، وفيلم "شَعر، ورق، ماء"، وهو عمل وثائقي، يتتبع حياة امرأة مسنّة، تعتني بعائلتها، وتحافظ على ذكرياتها عن موطنها الأصلي في الكهوف، و فيلم "مالك الحزين الأزرق"، إخراج صوفي رومفاري، ويتناول قصة عائلة مهاجرة هنغارية انتقلت إلى جزيرة فانكوفر في أواخر تسعينيات القرن الماضي، ويروي الأحداث من منظور الابنة الصغرى عندما تتأثر حياتها بالتصرفات المتهورة لشقيقها الأكبر والتي تهدد استقرار العائلة في موطنها الجديد.

ويشكل المهرجان فصلاً جديداً في مسيرة مؤسسة الدوحة للأفلام نحو رعاية المواهب الإقليمية ودعم القصص السينمائية الأصيلة والآنية والمهمة، ويحظى بدعم من الشركاء الرئيسيين من ضمنهم المؤسسة العامة للحي الثقافيكتارا، والمدينة الإعلامية- قطر / لجنة الأفلام، وزوروا قطر.

وستتحوّل أبرز معالم الدوحة، من خلال المهرجان، بما فيها كتارا، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي، إلى مراكز نابضة بالتبادل الثقافي، حيث تجمع صناع الأفلام ورواة القصص والجمهور من مختلف أنحاء العالم لتجديد التأكيد على قوة الفنّ في الإلهام وتقريب المجتمعات، وتسليط الضوء على الأصوات التي تعمّق فهمنا المشترك.

ويعكس مهرجان الدوحة السينمائي الطموح والتنوع الثري الذي تتمتع به المنطقة، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الأفلام والحوارات الملهمة والأنشطة التفاعلية، الأمر الذي يوفر للجميع في الدوحة تجربة ثقافية مشتركة وهادفة.

مقالات مشابهة

  • مهرجان الدن الدولي يستقبل العالم في سلطنة عمان
  • 13 عملا عالميا ضمن قائمة المسابقة الدولية للأفلام الطويلة بمهرجان الدوحة السينمائي
  • «القاهرة السينمائي» يطلق دورته الـ46 غدا.. سجادة حمراء تمشي عليها آلاف الأسئلة
  • القاهرة السينمائي يحتفي بسحر السينما في تغطية حصرية على dmc
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • مهرجان القاهرة السينمائي يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في دورته الـ46
  • اختتام مثير لفعاليات النسخة الثانية من "مهرجان الدوحة للتصوير"
  • مهرجان القاهرة السينمائي|الأوبرا تتجهز لاستقبال نجوم العالم (خاص)
  • مؤتمر النقد السينمائي يناقش فلسفة المكان و الذاكرة في تشكيل المعنى السينمائي