الأوقاف: الرشوة مرض خطير يعصف بجسد المجتمع وتؤثر على مسيرة الإصلاح
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
حذرت وزارة الأوقاف من ظاهرة الرشوة، مؤكدة أنها إحدى أخطر الظواهر التي تُهدّدُ مسيرةَ الإصلاح، فهي تدمر القيم وتهدد النزاهة وتخلق حالة من الإحباط والانكسار بين المواطنين.
ونشرت وزارة الأوقاف، عبر موقعها، بيانا بيّنت فيه ماهية الرشوة وأضرارها ورأي الشرع فيها وبيان ما يعود على المجتمع من فائدة بعد علاجها.
الرشوة ليست مجرد سلوك فردي معزول، بل هي تعبير عن مرضٍ خطيرٍ يعصف بجسد المجتمع في هدوء، ويهدم أعمدة العدالة والنزاهة من الداخل، وإذا أردنا أن نصف هذه الظاهرة بشكل منضبط يمكن القول إنها ذلك المقابل غير المشروع، المالي أو المعنوي، الذي يُقدَّم بقصد التأثير على سلطةٍ ما أو وظيفةٍ لتحقيق منفعة خاصة لا تُمنح لصاحبها استحقاقًا، بل تُنتزع اغتصابًا، وقد عرَّفها الجرجاني بأنها "ما يُعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل" [التعريفات، لعلي بن محمد الجرجاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٣هـ، ص ١١]، وتتنوع أشكال الرشوة بين المال المباشر والهدايا والعطايا أو حتى الخدمات الخاصة، وكلها تدخل تحت ما يعرف بأخذ المال بغير حقه.
وتبدأ الرشوة - غالبًا - بنية الحصول على منفعة صغيرة، وربما تُبرَّر بأنها تيسيرٌ لبعض الإجراءات أو تعويضٌ عن سوء الخدمة، لكنها سرعان ما تتحول إلى أسلوب حياة تتغلغل في خلايا المؤسسات، فتُفسد الإدارات، وتُخرِّب قرارات التعيين والترقية، وتصبح الوسيلة الأسرع لتجاوز القوانين أو فرض المصلحة الخاصة على العامة، وإن أخطر ما في الرشوة أنها تُشرعن الفساد على مستوى السلوك الفردي، وتجعل الالتزام بالحق يبدو وكأنه بطءٌ إداري في حين يُصبح الفساد طريقًا أسرع وأكثر فعالية، وهو قلبٌ لمنطق الأخلاق والمؤسسات.
أئمة الأوقاف في مقدمة المشاركين بـ انتخابات مجلس النواب 2025
فى ذكرى وفاة الأحمدي أبو النور.. تعرف على سيرة وزير الأوقاف الأسبق
وزير الأوقاف يشارك في ندوة فكرية بجامعة حلوان ضمن مباردة صحح مفاهيمك
ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك".. الأوقاف والثقافة تطلقان سلسلة ندوات توعوية بمكتبة مصر العامة
تتفاوت مضار الرشوة بتفاوت موضوعها واختلاف درجات طرفيها، فهي وإن كانت داءً واحدًا إلا أن الداء تختلف أضراره باختلاف محل الإصابة به.
فالداء يصيب القلب وغيره إذا أصاب اليد أو الرجل، كالجرح مثلًا؛ فجرح القلب أو الدماغ قد يميت، وجرح اليد أو الرجل غالبًا ما يسلم صاحبه ويبرأ جرحه، وإن ترك ألمًا أو أثرًا في محله.
الرشوة من المنظور الشرعيأما من الناحية الشرعية، فإنه مما لا شك فيه أن الشريعة الإسلامية جاءت آمرة بالمحافظة على الضروريات الخمس – الدين والنفس والعقل والعرض والمال – وعلى ذلك دارت أحكامها؛ ليقوم المجتمع الإسلامي الذي ينال فيه كل امرئ حقوقه؛ لذا كانت الرشوة محرّمة بكل أشكالها ومسمياتها التي استحدثت – الإكرامية، الهدية للموظف وقت مسئوليته، الدخان، بلا خلاف بين أهل العلم [الإقناع، لمحمد الخطيب الشربيني، دار الفكر، بيروت، ٤/٢٣٢]، وقد ورد التحذير منها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، في نصوصٍ صريحة واضحة لا تحتمل التأويل، قال تعالى: {وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} [البقرة: ١٨٨]، وهذا نصٌّ شديد يُشير إلى تقديم المال للقضاة والحكام كوسيلة للاستيلاء على حقوق الآخرين، وهو عين الرشوة، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ الرّاشِيَ والمُرتَشيَ والرّائِشَ الَّذي يَمْشي بيْنهُما»؛ أي أن اللعنة تشمل من يدفع ومن يأخذ ومن يتوسط بينهم [المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت ط: ١، ١٤١١هـ - ١٩٩٠م، ٤ /١١٥، حديث رقم ٧٠٦٨ ].
وجاء في (المغني): "الرشوة: ما يُبذَل لإبطال حق أو إحقاق باطل فهي محرمة، ولا يجوز إعطاؤها ولا أخذها، وعليه إجماع المسلمين" [المغني، لابن قدامة، تحقيق: طه الزيني، وآخرين، ط: ١، مكتبة القاهرة، ١٠/١٩٠]، وأكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز دفع الرشوة إلا في حالة الضرورة كدفع ظلم أو استرداد حق بشرط أن يكون الإثم على الآخذ لا الدافع [دار الإفتاء المصرية، فتوى رقم ٤٨٧، موقع دار الإفتاء الرسمي].
علاج الرشوة وما ينتج عنه أو تجنبهاومن المعروف أن طريق علاج أي داءٍ إنما تبدأ من تشخيصه ثم بمنع مسبباته ثم علاج أعراضه ومضاعفاته، ومن المعلوم أن المرض الشخصي يتحمل مسئوليته الشخص المختص به، وإذا كان جماعيًّا تتحمل الجماعة مسئولية التعاون على علاجه، والرشوة جمعت بين الأمرين الشخصي والجماعي؛ فعلى الجميع أفرادًا ومسؤولين واجب التعاون على علاجها، وقد رسم لنا القرآن والحديث النبوي الشريف منهج العلاج.
أولًا: تقوية الوازع الديني، فيعالج بتقويته وتوعية المجتمع توعية دينية، والتحذير من مضارها العاجلة والآجلة من مغبة الأكل الحرام وأثر السحت في النفوس والقلوب مما تقدم.
ثانيًا: الرقابة على الأجهزة التي تكون مظنة تفشيها في أوساطها حتى يحسبوا لذلك حسابًا، وهذا إن لم يمنعها كلية سيخفف من وطئها.
ثالثًا: مصادرة كل ما ثبت أنه أُخذ رشوة، سواء كان هذا المأخوذ مالًا أو عرَضًا أو أي عين مادية؛ حتى تقلل طمع المرتشين وتسد الطريق على من تُسول له نفسه به.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرشوة وزارة الأوقاف الأوقاف ظاهرة الرشوة
إقرأ أيضاً:
روسيا تُسقط 10 طائرات مسيرة أوكرانية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، منذ قليل، بإن تم اسقاط 10 طائرات مسيرة أوكرانية في أجواء شبه جزيرة القرم خلال الساعات الماضية، وفقا للقاهرة الإخبارية.
وعلى صعيد آخر، وافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، على قرار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني بفرض عقوبات على مسئولين روس رفيعي المستوى ، وخمس دور نشر روسية ، والرئيس السابق للمحكمة الدستورية في أوكرانيا أوليكساندر توبيتسكي.
وذكرت وكالة أنباء (يوكرينفورم) الأوكرانية أن العقوبات ستفرض على ثمانية مسئولين روس بينهم رئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر كيريل دميترييف.
وصدرت تعليمات إلى وزارة الخارجية الأوكرانية بإبلاغ السلطات المختصة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول الأخرى بتطبيق العقوبات وإثارة مسألة فرض تدابير تقييدية مماثلة.
ويذكر أن زيلينسكي يفرض بانتظام عقوبات على الشركات والأفراد الروس، وكذلك على الشركات والمواطنين من دول أخرى تتهمهم أوكرانيا بالتعاون مع روسيا والانخراط في دعاية معادية لأوكرانيا، كما تواصل كييف فرض مقترحاتها المتعلقة بالعقوبات على الدول الغربية.