خلصت دراسة واسعة نشرت في مجلة "بي إم جاي" الطبية البريطانية إلى أنه "لا إثبات على وجود صلة بين تناول الباراسيتامول خلال الحمل وتطور اضطرابات طيف التوحد لدى الطفل".

وأشارت الدراسة إلى أن "المعطيات المتاحة حاليا غير كافية لإثبات وجود صلة بين تعرض الجنين للباراسيتامول في الرحم واضطراب التوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) في مرحلة الطفولة".

كما أكدت الأوساط العلمية أن الباراسيتامول الذي يباع تحت اسم تايلينول في الولايات المتحدة هو مسكن الألم الموصى به للحوامل، بعكس الأسبيرين أو الإيبوبروفين اللذين يشكلان مخاطر مثبتة على الجنين.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت عدم وجود دليل قاطع على أن الباراسيتامول يزيد من خطر إصابة الجنين بالتوحد.

وتعزز الدراسة التي نشرتها مجلة "بي إم جاي" هذا الإجماع الطبي، وتجمع أيضا نتائج أبحاث سابقة حاولت تقديم تقييم شامل لما هو معروف حتى الآن في هذا الخصوص.

وسبق أن أشارت دراسات كثيرة إلى وجود علاقة محتملة بين الباراسيتامول أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتوحد. ونقل مركز "ساينس ميديا سنتر" البريطاني الذي يجمع آراء الخبراء بعد نشر دراسات علمية، عن ديميتريوس سياساكوس الأستاذ في طب التوليد بكلية لندن الجامعية، قوله إن هذه الدراسة "تستند إلى منهجية عالية المستوى تؤكد ما يقوله الخبراء في مختلف أنحاء العالم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

التحويلات النقدية تنعش صحة الفقراء.. دراسة تكشف السر

كشفت دراسة علمية جديدة نشرتها مجلة "The Lancet"، وأجراها باحثون من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا، عن تأثيرات مذهلة لبرامج التحويلات النقدية الحكومية واسعة النطاق، إذ أظهرت أنها ساهمت في تحسينات صحية كبيرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، خاصة في صحة الأمهات والأطفال.

فبحسب الدراسة، فإن النساء اللواتي حصلن على دعم نقدي حكومي كن أكثر إقبالا على طلب الرعاية الصحية في مراحل مبكرة من الحمل، كما ازدادت نسب الولادات التي جرت داخل المرافق الصحية وتحت إشراف عاملين صحيين مؤهلين.

تحليل ضخم شمل ملايين الولادات

اعتمد الباحثون على تحليل بيانات لأكثر من مليوني ولادة حية ونحو مليون طفل دون سن الخامسة في 37 دولة، من بينها هايتي ومالاوي وكمبوديا، خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2019.

ووجدوا أن التحويلات النقدية الحكومية لم تحسن فقط صحة الأمهات، بل منحت النساء قدرة أكبر على تخطيط الحمل واستخدام وسائل تنظيم الأسرة وقت الحاجة، في حين أظهرت الدول التي شملت برامجها شرائح سكانية أوسع نتائج أكثر فاعلية.

وقال الدكتور آرون ريخترمان، أستاذ مساعد في الأمراض المعدية وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "بينما تفكر العديد من الدول في مستقبل برامج التحويلات النقدية – بما في ذلك الدخل الأساسي أو المضمون – تبرز هذه الأبحاث الفوائد الصحية الواسعة التي يمكن أن تحققها هذه البرامج".

فوائد تمتد إلى الأطفال

لم تقتصر النتائج الإيجابية على الأمهات، بل شملت الأطفال أيضا. فقد أظهرت الدراسة أن الأطفال في الدول التي تطبق برامج التحويلات النقدية كانوا أكثر احتمالية للاعتماد على الرضاعة الطبيعية الحصرية، وأكثر حصولا على غذاء صحي كاف، كما ارتفعت معدلات التطعيم ضد الحصبة بينهم.

وساعدت هذه البرامج كذلك على خفض معدلات الإسهال وسوء التغذية، وهو ما يعد تحولا كبيرا في المؤشرات الصحية العامة.

ورغم أن الدراسات السابقة كانت تربط بين التحويلات النقدية والتعليم أو التغذية، إلا أن هذه الدراسة – وفقا للباحثين – تعد من أوائل الدراسات التي أثبتت تحسنا صحيا شاملا على مستوى السكان، بما في ذلك غير المستفيدين مباشرة من الدعم النقدي.

في مواجهة الفقر العالمي

تأتي هذه النتائج في وقت يعيش فيه أكثر من 20% من سكان العالم على أقل من 3.65 دولار يوميا، بينما يعيش 700 مليون شخص على أقل من 2.15 دولار يوميا، وهي أرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19.

وأضاف الدكتور ريخترمان: "من المرجح أن هذه الفجوة قد اتسعت منذ ذلك الحين".

وأشار إلى أن هذه النتائج لا تقتصر أهميتها على الدول الفقيرة فقط، بل تمتد أيضا إلى النقاشات الدائرة في الولايات المتحدة حول برامج الدعم الاقتصادي. فقد تزامن نشر الدراسة مع تخفيضات فيدرالية في برنامج المساعدات الغذائية (SNAP)، ما أدى – وفقا لأبحاث الفريق ذاته – إلى زيادة معدلات نقص الغذاء بين الأميركيين.

نموذج ملهم.. من فلينت إلى العالم

استشهدت الدراسة بتجارب محلية في مدن أميركية مثل فلينت، ميشيغان، التي أطلقت مبادرة Rx Kids، حيث تحصل كل أم حامل على 1500 دولار أثناء الحمل و500 دولار شهريا خلال السنة الأولى من حياة الطفل، بغض النظر عن مستوى الدخل، وهي مبادرة تهدف إلى الحد من الفقر وتحسين صحة الأطفال.

واختتمت الدكتورة هارشا ثيرومورثي، أستاذة ورئيسة قسم سياسات الصحة والمؤلفة المشاركة، بالقول: "تعزز الأدلة من هذه الدراسة الحجة لتوسيع نطاق برامج التحويلات النقدية. فقد أثرت هذه البرامج ليس فقط على الأمهات، بل على أطفالهن أيضا، وأدت إلى مجموعة واسعة من التحسينات الصحية".

وأكد الباحثون أن هذه النتائج تُقدم أداة علمية قوية لصانعي القرار في سعيهم لتطوير سياسات اقتصادية وصحية أكثر عدلا وفاعلية في الدول الفقيرة – وربما في الدول الغنية أيضا.

مقالات مشابهة

  • التحويلات النقدية تنعش صحة الفقراء.. دراسة تكشف السر
  • «نيويورك أبوظبي» تُنجز دراسة بحثية حول وجود المياه تحت سطح المريخ
  • لا رابط مثبتا بين التوحد وتناول الباراسيتامول خلال الحمل
  • تناول الباراسيتامول أثناء الحمل.. دراسة تنسف الاعتقاد السائد
  • مراجعة كبرى: لا رابط واضح بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل والتوحد لدى الأطفال
  • دراسة تحسم الجدل حول الصلة بين التوحد وتناول الباراسيتامول
  • دراسة أوروبية: هذه أسباب نجاح سوريين في تركيا
  • دراسة تكشف عن تأثير الملح على الصحة وهذه هي البدائل
  • طبيب ينصح بـ "الإسبريسو" بعد الوجبات لتخفيف الانتفاخ وتحفيزالهضم