الهيئة الإسلامية المسيحية: محاكمة الشيخ صبري استهداف خطير لمرجعيات القدس
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
أدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم الثلاثاء، محاكمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي لخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ووصفتها بأنها "اعتداء مباشر على العلماء والرموز الدينية في القدس".
وقالت الهيئة في بيان صحفي، اليوم الإثنين، إن المحاكمة تأتي في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى "إسكات القيادات الدينية ومحاصرتها والتضييق عليها، بما يشكل مساسا خطيرا بحرية العبادة والرأي".
ويأتي بيان الهيئة عقب قرار صدر أمس الإثنين عن محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، بتحديد جلسة محاكمة جديدة للشيخ عكرمة صبري، وذلك ضمن لائحة اتهام قدمتها النيابة العامة الإسرائيلية منذ يوليو/تموز 2024، تتهمه فيها بـ"التحريض".
وتنص لائحة الاتهام على 3 وقائع، بينها إلقاء الشيخ كلمتي تعزية عام 2022 في مخيمي شعفاط وجنين عقب استشهاد الشابين عدي التميمي ورائد خازم، بالإضافة إلى خطبة في المسجد الأقصى نعى فيها القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية.
هيمنة استيطانية على الأقصى
وأشارت الهيئة في بيانها إلى أن القضية تستهدف "تقويض الدور الإسلامي والعربي والوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، وفتح المجال أمام الهيمنة الاستيطانية داخل الحرم القدسي الشريف".
وأشادت الهيئة بـ"المواقف الوطنية الشجاعة التي يمثلها الشيخ صبري"، وأكدت أنه لطالما رفض محاولات "احتواء وتدجين الخطاب الديني وتحويله إلى أداة في يد الاحتلال".
ودعت الهيئة المؤسسات الدينية والحقوقية العربية والإسلامية إلى "التحرك الفوري لوقف هذه المحاكمة الجائرة وحماية المرجعيات الدينية في القدس، وفضح الانتهاكات المتصاعدة بحق الحريات الدينية باعتبارها جرائم حرب تستوجب المساءلة الدولية".
وتعرض الشيخ صبري خلال السنوات الأخيرة لسلسلة من الإجراءات العقابية، شملت إبعاده عن المسجد الأقصى، ومنعه من السفر، إلى جانب حملات تحريض وتهديد من قبل أحزاب إسرائيلية يمينية.
خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري يحذر من انهيار المسجد الأقصى#فيديو #الجزيرة_فيديو pic.twitter.com/QykB2wWa6V
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 23, 2025
تحرّك جماعيوفي سياق متصل، أعلنت مؤسستا "عدالة" و"الميزان" لحقوق الإنسان في الداخل الفلسطيني انضمامهما إلى طاقم الدفاع عن الشيخ عكرمة صبري، قبيل انعقاد الجلسة المحددة الثلاثاء المقبل.
إعلانوأوضح طاقم الدفاع أن انضمام المؤسستين يأتي "تأكيدا على البعد الوطني والديني للقضية، التي تحاول سلطات الاحتلال من خلالها استهداف أحد أبرز رموز القدس الدينية والوطنية".
كما أشار طاقم الدفاع إلى أن القضية "تعكس صلة راسخة تربط أهل الداخل الفلسطيني بالقدس والمقدسات"، وأن "ما يتعرض له الشيخ يمسّ مكانة المسجد الأقصى، ويستدعي تحركا جماعيا للدفاع عن المرجعيات الدينية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات المسجد الأقصى عکرمة صبری فی القدس
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط بن غفير للمسجد الأقصى في رمضان؟
اعتاد المقدسيون على استعدادات تجريها سلطات الاحتلال عادة قبل حلول شهر رمضان المبارك كل عام، إذ تعلن شرطة الاحتلال عن ترتيبات تتعلق بالطرقات وأخرى بدخول ووصول المصلين، كما تستعد لهذا الشهر بحملات إبعاد احترازية عن المسجد، لكنها تخطط هذا العام لإعادة تدوير المناصب في جهازها لتمرير مخططات المستوطنين بسلاسة إضافية في أولى القبلتين.
ويبدو أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يعتزم قبل حلول شهر رمضان المبارك تعيين أفشالوم بيليد قائدا لمنطقة القدس بدلا من أمير أرزاني الذي يُنظر إليه باعتباره شخصا "يعرقل الإجراءات" في المسجد الأقصى المبارك حسب ما ورد في موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي.
ويُعد أرزاني -الذي لم يدرج في جولة الترقية- أحد ضباط الشرطة "غير المخلصين" لإيتمار بن غفير، ولم يكن ينوي إكمال فترة ولايته، بل التقاعد بعد شهر رمضان المقبل.
وأورد موقع "واي نت" أنه وفقا لمصدر شرطي رفيع المستوى فإن المفتش العام للشرطة داني ليفي روّج في الأيام الأخيرة لخطوة الاستعاضة عن أرزاني قبل حلول رمضان بقائد الشرطة أفشالوم بيليد، وهو مساعد مقرب من بن غفير، والذي حاول الأخير تعيينه مفوضا للشرطة سابقا.
وتكمن حساسية هذا المنصب في كون المسؤول عنه يُعد مسؤولا عن المسجد الأقصى المبارك، ولديه صلاحيات في إصدار أوامر الإبعاد عنه، وفي عمل وسلوك الشرطة الإسرائيلية داخله.
الجزيرة نت سألت الكاتب والباحث الأكاديمي ساهر غزاوي: ما الذي يخطط له بن غفير في الأقصى خلال رمضان المقبل ولا يجاريه فيه قائد منطقة القدس؟
أجاب غزاوي أنه في ظل الحكومة الحالية -التي تُعد الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل- يسعى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى إحكام سيطرته على أجهزة الأمن عبر إعادة تشكيل قياداتها على أساس الولاء الشخصي والانسجام الأيديولوجي وليس المهنية.
إعلانومن هذا المنطلق يُعد مسعاه لاستبدال قائد منطقة القدس خطوة سياسية تهدف إلى ضمان قيادة ميدانية تجاري رؤيته المتشددة تجاه القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف غزاوي أن مخطط بن غفير يتمحور حول فرض واقع أمني سياسي أكثر صرامة في شهر رمضان المقبل من خلال تشديد القيود على المصلين الفلسطينيين وتعزيز حضور المستوطنين داخل المسجد، في محاولة لتكريس تغيير تدريجي في السيطرة عليه.
"ويبدو أن القائد الحالي أمير أرزاني لم يتجاوب مع هذه التوجهات، مما دفع الوزير إلى الدفع باتجاه تعيين أفشالوم بيليد المقرب منه لتأمين تنفيذ سياساته خلال الشهر المبارك".
حالة من الجدل بين أروقة شرطة الاحتلال بعد ترشيح الوزير المتطرف (بن غفير) صديقه (بيليد)؛ ليُصبح مسؤولا مباشرا عن الشرطة في المسجد الأقصى.
⬅️فمن هو المرشح المحتمل؟
وماذا يعني ذلك؟!https://t.co/RkZVF06aOU#القدس_البوصلة pic.twitter.com/2G3Cbojv9u
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) November 12, 2025
وفي إجابته عن السؤال ذاته قال الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف إن بن غفير ومنذ استلامه حقيبة هذه الوزارة مطلع عام 2023 حرص على تعيين المقربين منه في مناصب حساسة.
وبالنظر إلى تحضيرات الاحتلال التي سبقت شهر رمضان في العامين الماضيين يتبين أن الملف الأبرز كان بالنسبة له هو تقليص أعداد الواصلين إلى المسجد من المصلين إلى الحد الأدنى خوفا من حدوث أي احتكاكات، وتغيير الإجراء المتبع منذ سنوات بمنع اقتحام المستوطنين للأقصى خلال العشر الأواخر، بالإضافة إلى منع الاعتكاف في المسجد ليلتي الجمعة والسبت، وهو ما طُبق في رمضان الماضي، ومحاولة حتى منعه في العشر الأواخر، وفقا لمعروف.
نظرة استشرافية
وعند سؤال الباحث الأكاديمي غزاوي عن ملامح شهر رمضان القادم في القدس والأقصى على ضوء ما يجري فيه يوميا والتضييق غير المسبوق على المصلين خلال رمضان منذ اندلاع الحرب، قال "في الواقع يبدو أننا أمام سيناريو متكرر من التصعيد والانتهاكات، لكن بوتيرة أعلى خلال العام المقبل، إذ يُتوقع أن يكون رمضان القادم في القدس من أكثر المواسم توترا مقارنة بالسنوات الأخيرة في ظل استمرار التصعيد في غزة والضفة الغربية، حتى وإن أُعلن عن وقف لإطلاق النار أو نهاية رسمية للحرب".
ووفقا لغزاوي، فإن الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة في المدينة المقدسة والبلدة القديمة تنذر بمرحلة جديدة من التضييق الممنهج على المصلين عبر تشديد القيود العمرية وتقليص أعداد المسموح لهم بدخول المسجد، إلى جانب تكثيف الحواجز ونقاط التفتيش في مداخله ومحيطه.
وأضاف أنه من المرجح أن تُفرض قيود إضافية على الصلوات الجماعية في ليالي رمضان والعشر الأواخر بذريعة "الأمن"، في حين يزداد الوجود الشرطي والعسكري داخل الباحات ليحول العبادة إلى تجربة تخضع للمراقبة والهيمنة.
في المقابل، عبر غزاوي عن خشيته من أن يُستغل الشهر الفضيل لتوسيع الوجود اليهودي داخل الأقصى عبر اقتحامات منظمة للمستوطنين بما يكرس التغيير التدريجي في "الوضع القائم"، بحيث يُحول المكان من فضاء روحي إلى ساحة سيطرة أمنية تكشف عن مسار متعمد لإعادة تشكيل المشهد الديني في القدس بما ينسجم مع رؤية بن غفير الرامية إلى تقليص الحضور الإسلامي وتعزيز رمزية السيادة الإسرائيلية.
إعلانوليس بعيدا عن ذلك، قال الأكاديمي عبد الله معروف إننا أمام شهر رمضان صعب على المدينة المقدسة، خاصة إذا استمر وقف إطلاق النار في غزة حتى ذلك الحين، لأن الاحتلال ادعى أنه كثف إجراءاته في العامين الماضيين بسبب الحرب، وبالتالي لن تكون لديه ذرائع في شهر رمضان المقبل، ومع ذلك سيستمر في نزع القدسية عنه من خلال إجراءات تعسفية.
وأضاف معروف "يريد الاحتلال نزع كل ما يتعلق بالوجود الإسلامي من حيث الكم والنوع، وتكريس واقع جديد يُعتبر فيه الأقصى مقدسا مشتركا ويعلو فيه الوجود اليهودي على الإسلامي ويُقدم عليه، تماما كما فعل في الوجود الإسلامي بالحرم الإبراهيمي في الخليل".