خلق الفوضى..من يقف خلف هجوم المزة بدمشق؟
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
لا زال الغموض يكتنف هوية الجهات التي نفذت الهجوم الصاروخي على حي المزة بدمشق قبل يومين، باستثناء بعض المعلومات التي كشفتها الحكومة السورية التي أوضحت فيها أن الصواريخ "كاتيوشا" أطلقت من أطراف المدينة.
وكان الهجوم الذي يعد الأول من نوعه، منذ سقوط النظام البائد أواخر العام 2024، خلف إصابات في صفوف المدنيين وأضراراً مادية، وأثار في الآن ذاته المخاوف من حوادث مماثلة.
وفي حين لم توجه الدولة السورية أصابع الاتهام بعد لأي جهة، نفى الاحتلال الإسرائيلي وقوفه خلف الهجوم، ما فتح باب التكهنات واسعاً حول الجهات التي تقف خلفه.
خرق أمني
من جهته، يصف الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية نوار شعبان الهجوم بـ"الخرق الأمني"، موضحاً أن "مجموعة استطاعت استهداف حي المزة من الريف الجنوبي الغربي بمنصات محلية الصنع (بدائية)".
وأضاف: أن "المفترض أن تكون المنطقة التي جرى إطلاق الصواريخ منها من ضمن الطوق الأمني للعاصمة، والأهم هنا من كان المستهدف بالهجوم، لكن للأسف لا توجد معلومات حتى الآن".
وبالتالي، يرى شعبان أن ما جرى يفترض بالضرورة على الحكومة السورية تأمين الطوق الأمني للعاصمة، منعاً لهجمات مماثلة.
وحي "المزة 86" غرب دمشق، انتقل إليه المئات من الموالين للنظام السوري من أبناء الطائفة العلوية خلال العقود الأخيرة، ما يُعطي استهدافه حساسية كبيرة.
من الجهات المُحتملة؟
وسبق الهجوم أنباء عن استنفار الجيش السوري تحسبا لهجمات من تنظيم الدولة، انتقاما لإعلان انضمام سوريا إلى "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، وذلك أثناء الزيارة التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن، والتي التقى فيها بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وتأسيسا على ذلك، وجه العدد من المراقبين الاتهامات للتنظيم بالوقوف خلف الهجوم، الذي يقوض جهود الدولة السورية نحو فرض الاستقرار.
ويصف الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عبد الله الأسعد الهجوم بـ"الإرهابي"، ويقول لـ"عربي21": "يمكن اعتبار أن الهجوم جاء نتيجة زيادة عمل الخلايا الإرهابية، بعد النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الدولة السورية".
ويضيف: "النجاحات الأخيرة التي حققتها دمشق، ودخول سوريا في التحالف الدولي، لم ترق للجهات الإرهابية، ولذلك قامت باستهداف هذه المنطقة الهامة في دمشق".
وعن الأطراف المحتمل ضلوعها، يشير الأسعد إلى تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك، الذي أكد فيه أن "سوريا بعد انضمامها إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، سوف تسهم في مواجهة وتفكيك الشبكات الإرهابية من بقايا التنظيم والحرس الثوري الإيراني وحماس وحزب الله".
ويقول: "بذلك يمكن أن توجه أصابع الاتهام لتنظيم الدولة وحزب الله، وخاصة أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم يمتلكها الحزب بكثرة".
وبحسب الأسعد، فإن الهجوم يعطي رسائل بأن سوريا لا زالت غير آمنة، وأن العودة إليها لا زالت غير آمنة، والأهم هو بث الفوضى بين السوريين.
خلايا إيران
أما الباحث مصطفى النعيمي، يربط الهجوم بانضمام سوريا إلى "التحالف الدولي"، ويقول لـ"عربي21": "إن محور إيران هو الأكثر تضررا من انضمام سوريا للتحالف الدولي، ما دفع بطهران إلى تفعيل خلاياها في سوريا".
وأضاف: "أن أدوات الهجوم تشير إلى أصابع ميليشيات إيرانية، حيث جرى الهجوم من منصات متحركة محلية الصنع، وهو ما دأبت عليه مجموعات إيران في ضرباتها السابقة للقواعد الأمريكية في دير الزور".
يذكر أن دمشق أعلنت أن التحقيقات لا زالت مستمرة بخصوص الهجوم، في حين شددت وزارة الدفاع على أنها "لن تتوانى عن ملاحقة المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي، وستتخذ الإجراءات الرادعة بحق كل من يعبث بأمن العاصمة، ويستهدف حياة السوريين واستقرارهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المزة دمشق سوريا الشرع سوريا دمشق الشرع المزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التحالف الدولی
إقرأ أيضاً:
دولة الاحتلال تنفي علاقتها بإنفجار حي المزة بدمشق
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي القول بأنه لا علاقة لتل أبيب بالانفجار الذي وقع بحي المزة في العاصمة السورية دمشق في ساعات منأخرة من مساء الأمس .
ومنذ قليل ؛ أعلنت وزارة الدفاع السورية العثور على أجهزة عسكرية استُخدمت في اعتداء المزة بحسب ماذكرت صحيفة الوطن السورية .
ومن جانبها ؛ قالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن فريق عسكري مختص تمكن من خلال دراسة زوايا السقوط وتجمع الصواريخ من اكتشاف مكان الإطلاق.
وأضافت في بيان لها : تمكنا من العثور على موقع إطلاق الصواريخ نحو حي المزة والذي أدى لعدد من الإصابات بصفوف الأهالي، ويجري تأمين الموقع لاستكمال التحقيقات.
وتابعت : عثرت وزارة الدفاع على أجهزة عسكرية بدائية الصنع استُخدمت في عملية إطلاق الصواريخ التي استهدفت حي المزة 86 في العاصمة دمشق، وتبيّن أن مصدر هذا الإطلاق يعود إلى محيط حي كفرسوسة.
وبدورها ؛ اشارت محافظة دمشق إلى أنها تتابع مع قوى الأمن الداخلي ملابسات التفجيرات التي وقعت في منطقة المزة 86 وتؤكد بأنها ستلقي القبض على من يعبثون بأمن وسلامة المدنيين.
كما بعث برسالة طمأنينة إلى المواطنين السوريين قائلة : نُطمئن أهالي العاصمة بأن قوى الأمن الداخلي تتابع الفاعلين من الخلية الآثمة. ونسأل الله الشفاء العاجل للسيدة المصابة.