"عمان": في إنجاز دولي يعزز حضور سلطنة عُمان على خريطة التخطيط الحضري العالمي، توج مساء أمس في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى بجائزة المدن الذكية التي مُنحت ضمن جوائز (WAFX) المصاحبة لمهرجان العمارة العالمي 2025، أحد أبرز التجمعات الدولية في مجالات التخطيط والتصميم العمراني.

وجاء هذا الفوز تقديرا للرؤية المتقدمة التي يقدمها المخطط في صياغة مستقبل مسقط كمدينة ذكية ومستدامة، قادرة على الاستجابة لتحديات النمو الحضري، واحتضان اقتصاد المعرفة، وتطوير أنظمة تنقل متقدمة ومتكاملة.

كما أعلن المهرجان اختيار المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى ضمن أفضل 10 مشاريع مستقبلية على مستوى العالم في فئة التخطيط الشامل، وذلك بعد منافسة شاركت فيها 19 مشروعا عالميا تمثل نخبة من أبرز الشركات والمكاتب الدولية المتخصصة في التخطيط والتصميم العمراني، ما يعكس المكانة المتقدمة للمشروع على الساحة العالمية.

وقال ناصر بن عبداللطيف الصائغ، المدير الفني للمخطط الهيكلي لمسقط الكبرى: تشكل مشاركتنا في مهرجان العمارة العالمي في ميامي فرصة استثنائية لعرض المشاريع العمرانية القائمة والمستقبلية في منصة دولية تجمع نخبة من المتخصصين في مجالات العمارة والتخطيط الحضري، وقد أتاحت لنا هذه المشاركة الاطلاع على تجارب متميزة من مختلف دول العالم، والتواصل مع فرق عمل رائدة، وعرض المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى أمام نخبة من المحكمين الدوليين.

وأضاف الصائغ: إن تتويج المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى يمثل شهادة دولية على جودة هذا المخطط، الذي جاء ثمرة عمل تشاركي واسع مع شركائنا في القطاعين العام والخاص. ويبقى التتويج الحقيقي حين نرى ملامح هذا المخطط تتحقق على أرض الواقع، وتنعكس أثرا إيجابيا في مستقبل مدينة مسقط.

يذكر أن المخطط الهيكلي يرتكز على رؤية حضرية متكاملة تهدف إلى رفع كفاءة النمو العمراني وتحسين جودة الحياة عبر مجموعة من المبادئ التي تشكل الأساس لمستقبل المدينة. فهو يعيد تنظيم المجال الحضري من خلال إنشاء مراكز تنموية متخصصة تحدّ من التوسع غير المنضبط وتعزز التنوع الاقتصادي، ويعمل في الوقت نفسه على تطوير شبكات تنقل مستدامة متعددة الخيارات تشمل وسائل النقل العام ومسارات المشي والدراجات بما يسهم في خفض الانبعاثات وتحسين سهولة الحركة وانسيابيتها. كما يدمج المخطط الأودية والمناطق الطبيعية ضمن النسيج الحضري باعتبارها مكوّنا أساسيا للهوية البيئية والجغرافية لمسقط، ويوفر بنية حضرية محفزة للابتكار ترتبط بمراكز المعرفة وتدعم الوظائف النوعية والاقتصاد المستقبلي، بما يضع العاصمة على مسار مديني متوازن ومستدام.

ويمثل هذا التكريم المزدوج تأكيدًا على التطور الذي يشهده قطاع التخطيط العمراني في سلطنة عمان، وعلى قدرة المشاريع الوطنية على المنافسة في محافل دولية مرموقة، كما يعزز هذا الإنجاز ثقة المستثمرين العالميين في البيئة الحضرية العُمانية، ويبرز قدرة سلطنة عُمان على تبني حلول حضرية متقدمة تجمع بين الابتكار والاستدامة والمحافظة على الهوية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري ينظّم ملتقى “التسامح” بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمفكرين

الجزيرة – عوض مانع القحطاني

نظّم مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري اليوم، في مقره بالرياض، ملتقى التسامح السنوي تزامنًا مع اليوم الدولي للتسامح 2025، تحت عنوان “التسامح لغة الحضارات وجسر التواصل”، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمفكرين وقادة الرأي من داخل المملكة وخارجها.
وافتُتح اللقاء بكلمةٍ لرئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالعزيز السبيل، أكد فيها أن تنظيم ملتقى التسامح يأتي انسجامًا مع عناية القيادة الرشيدة بقيمة التسامح بوصفها قيمة إسلامية وإنسانية كبرى، مشيرًا إلى أن المملكة تؤدي دورًا فاعلًا في تعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب وبناء السلام العالمي.
وأوضح أن مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يعمل منذ تأسيسه على ترسيخ هذه الفضيلة عبر برامجه ومبادراته ومعرضه التفاعلي الذي يبرز قيمة التسامح بأساليب حديثة وجاذبة. ورغم ما تحقق من تقدم محلي في تعزيز هذه القيمة، أكد السبيّل أن العالم لا يزال بحاجة إلى جهود مضاعفة لترسيخها بمعناها الشمولي والعميق.
واختتم بالتأكيد على أن هذا الملتقى، بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، يمثل لبنة جديدة في صرح نشر التسامح كجسر حضاري يجمع الأمم والشعوب.

وشهدت الجلسة الأولى، التي حملت عنوان “التسامح لغة الحضارات وجسر التواصل”، مشاركة كلٍّ من معالي المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية، ومعالي السيد ميغيل أنخيل الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ( UNAOC )، ومعالي الأستاذ فيصل بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومعالي المهندس عبدالله المعلمي المندوب الدائم للملكة لدى الأمم المتحدة في نيويورك سابقًا، وسعادة الدكتور عبدالإله بنعرفة نائب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وأدارها الدكتور عبدالله الفوزان الأمين العام للمركز.
وتناول المتحدثون أثر التسامح والحوار بين الحضارات في تسوية النزاعات، والتسامح بوصفة لغة الحضارات وجسرًا للتواصل، ودور مؤسسات المجتمع المدني في نشر قيم التعايش والتسامح، ودور رؤية المملكة 2030 في ترسيخ قيم التسامح عالميًا، إضافةً إلى دور المنظمات الدولية في تعزيز منظومة القيم الإنسانية المشتركة.
وخُصصت الجلسة الثانية لاستعراض التجارب المحلية والدولية المعززة لقيم التسامح والتعايش. وشارك في الجلسة كلٌّ من السيد ماثيو نولز مدير المجلس الثقافي البريطاني في الشرق الأوسط، والدكتور عبدالرحمن العريفي مدير عام الإدارة العامة للوعي الفكري بوزارة التعليم، والمستشار الدولي السيد جون كيغين، والأستاذ سهيل القصيبي رئيس مجلس أمناء المؤسسة البحرينية للحوار، وأدارتها المستشارة الدولية الأستاذة طفول العقبي، وناقش المشاركون سبل تعزيز قنوات الحوار بين الثقافات المختلفة لبناء مجتمعات متعايشة، واستعرضوا التجارب المحلية في دمج قيم التسامح والتعايش ضمن مؤسسات التعليم العالي، بما يعزز احترام التنوع وقبول التعددية ودعم مفهوم المواطنة المشتركة.
واختُتم الملتقى بجلسة حملت عنوان “تعزيز الوعي بأهمية التسامح كقيمة أساسية لبناء مجتمعات مسالمة ومستدامة”، شارك فيها الدكتور هادي اليامي المدير التنفيذي للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور عبدالله بن حميد من الأمانة العامة لمجلس شؤون الجامعات، والدكتور عبدالرحمن العمري المشرف على وكالة العلاقات الإعلامية الخارجية بوزارة الإعلام، والدكتورة سارة الفيصل عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، وأدارها الدكتور محمد الحارثي الأكاديمي والمختص بالتواصل الحضاري.
وتناولت الجلسة دور المملكة محليًا ودوليًا في تعزيز قيم التسامح والاعتدال والوسطية، ودور التعليم في غرس منظومة القيم الإنسانية المشتركة، إلى جانب دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة التسامح ونبذ الكراهية، وإسهام التسامح في تمكين المرأة ودعم التنمية الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • 100 ألف دولار.. منصة مصرية تفوز بجائزة ميتا الكبرى للابتكار في الذكاء الاصطناعي
  • شبوة على موعد مع نخبة الشطرنج العربي في بطولة قنا الدولية
  • عصام الحضري يكشف عن حقيقه خلافه مع حسام حسن.. ماذا قال؟
  • مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري ينظّم ملتقى “التسامح” بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمفكرين
  • تعاون ليبي–تركي في التخطيط الحضري وتشغيل المرافق
  • بحضور نخبة من رجال المجتمع.. حديث الذكريات والوفاء في ديوانية الحمدان
  • الحضري: الأداء أولًا قبل النتائج.. وودية الجزائر خطوة لبناء منتخب قوي لكأس العرب 2025
  • البروفيسور محمد خرفان يفوز بجائزة "إنجاز العُمر- المسار الدولي".. و"إنجاز العُمر- المسار الإقليمي" من نصيب البروفيسور محمد أبو هلال
  • بعد اختيار هدفه في شباك الأهلي.. كيف يفوز عمرو ناصر بجائزة بوشكاش؟