كتب ـ يوسف الحبسي / "تصوير: هدى البحرية"

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اليوم الاثنين عن نتائج مشروع "مسح أرباب العمل 2025"، الذي نفذته دائرة الإحصاء والمعلومات بالوزارة لدراسة مدى مواءمة مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل الوطني، وتحديد المهارات والكفاءات المطلوبة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وقالت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن هذا المسح ليس مجرد أرقام تُعلَن، بل هو بوصلة مهمة تساعدنا في مواءمة مخرجات مؤسساتنا التعليمية مع احتياجات سوق العمل، وتفتح الآفاق لشبابنا للتعرّف على ما يطلبه السوق من تخصصات ومهارات، كما توسّع الفرص أمامهم بتعريفهم بالفرص المتاحة للعمل المنتج ولريادة الأعمال، وخاصة فيما يتعلق بالعمل الحر وبفتح شركاتهم الخاصة سواء أكانت صغيرة أو متوسطة أو شركات ناشئة قائمة على الابتكار.

وأضافت: حرصنا في تنفيذ هذا المسح على اتباع منهجية علمية تراعي التمثيل القطاعي والطبقي للشركات، كما أولينا عناية خاصة بشركات ريادة، واستخدمنا أدوات قياس موحّدة تسمح بالمقارنة عبر الزمن، وقد امتدت فترة جمع البيانات قرابة شهرين متتاليين، وبلغ مجتمع الدراسة (4430) منشأة، استجاب منها (1083) شركة، محققين نسبة استجابة بلغت (24.4%)، وهي نسبة توضح مستوى جيدًا للتعاون والمسؤولية من قبل القطاع الخاص.

وأشارت إلى أن النتائج أخرجت صورة واضحة ومشجعة على أكثر من صعيد، فعلى مستوى طبيعة التوظيف، إذ صرّح 68% من أرباب العمل أنهم وظّفوا العمانيين من مخرجات التعليم العالي في مؤسساتهم، وهو ما يدلل على الثقة المتنامية في استدامة توظيف الكفاءات الوطنية، كما أفاد 47% آخرون أن هذه الفئة من المخرجات قد التحقت بالعمل دون خبرة عملية سابقة، وهو مؤشر على استعداد الشركات للاستثمار في تدريب الخريجين داخليًا وتكوين الخبرة في موقع العمل.

ولفتت معاليها إلى محور جودة الأداء والمهارات، موضّحةً أن نتائج المسح أظهرت بلوغ الرضا العام لأرباب العمل عن مخرجات التعليم العالي من العمانيين 76%. كما بيّنت أن متوسط رضا أرباب العمل جاء أعلى من (3) على مقياس يتراوح من 1 إلى 5 في جميع محاور المهارات الرئيسة، وهو ما يعكس مستويات مرتفعة في تقييم المهارات والأداء لدى المخرجات، كما إن هذه المؤشرات تؤكد اتساع مساحة المواءمة بين مقاصد مؤسساتنا الأكاديمية وإيقاع السوق، وتُظهر أن الاستثمار في رأس المال البشري يسير بحمد الله في الاتجاه الصحيح.

وأشارت معالي الوزيرة إلى أنه، وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية التي كشف عنها المسح، فإن جملة من التحديات ما زالت ماثلة؛ إذ أفادت 38% من الشركات المستجيبة بأنها واجهت صعوبات في توظيف الخريجين العمانيين من مؤسسات التعليم العالي، ويرتبط ذلك بعدد من العوامل، يأتي في مقدمتها نقص الخبرة العملية.

وفي هذا السياق، بيّنت معاليها أن الشركات قد انتهجت ثلاثة مسارات رئيسة لمعالجة هذه التحديات، تمثّلت في: توظيف غير العمانيين عند الضرورة، وتعزيز جهود الاستقطاب والتوظيف، والاستعانة بمصادر خارجية أو التعاقد مع شركات متخصصة.

وذكرت المحروقية، أن نتائج المسح بيّنت أن 23% من مؤسسات القطاع الخاص تتعاون مع مؤسسات التعليم العالي، ولا سيما في مجالات التدريب والتوظيف والخدمات المجتمعية.

أما فيما يتعلق بالطلب المستقبلي للمؤهلات، فقد أوضح أرباب العمل تفضيلا واضحا لتوظيف الخريجين الحاصلين على مؤهل البكالوريوس في المرتبة الأولى، تليه مؤهلات الدبلوم بجميع أنواعه.

وعلى مستوى التخصصات والمجالات المعرفية، يفضل أرباب العمل مستقبلا توظيف خريجي الإدارة والتجارة، تليها الهندسة والتقنيات ذات الصلة، ثم تكنولوجيا المعلومات، وهذه الاتجاهات تتواءم مع ما تركز عليه مؤسسات التعليم العالي من تخصصات، كما تتواءم مع خطط الوزارة الحالية للابتعاث.

بعدها قدمت ميثاء بنت داود اللواتية، المديرة المساعدة لدائرة الإحصاء والمعلومات بالوزارة، عرضا مرئيا تطرّقت فيه إلى نتائج مسح أرباب العمل لعام 2025، موضحةً منهجية العمل والمجتمع والعينة، وأهم المؤشرات المتعلقة بتوظيف مخرجات التعليم العالي في القطاع الخاص.

عقب ذلك كرّمت معالي الوزيرة راعية الحفل المؤسسات الراعية، وممثلي المؤسسات التي تجاوزت نسبة استجابتهم للمسح 30%.

هدف المسح إلى تعزيز فرص توظيف مخرجات التعليم العالي من العمانيين من خلال توفير بيانات دقيقة حول احتياجات سوق العمل، إلى جانب تقييم مستوى مواءمة البرامج الأكاديمية مع متطلبات الجهات المشغّلة. كما سعى إلى استقصاء آراء أرباب العمل حول متطلباتهم الحالية والمستقبلية، ورصد مؤشرات نوعية وكمية متعلقة بالتوظيف والتدريب والرضا المهني ومستوى امتلاك المهارات والأداء في بيئات العمل، بما يمكّن صُنّاع القرار من تطوير سياسات أكثر استجابة وفاعلية.

ويُعدّ المسح من المسوحات الدورية المهمة، حيث استهدف جمع البيانات من مختلف المؤسسات التي قامت بتوظيف خريجي مؤسسات التعليم العالي خلال الفترة من عام 2018 حتى الوقت الراهن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مخرجات التعلیم العالی مؤسسات التعلیم العالی أرباب العمل

إقرأ أيضاً:

وزير الري يتابع تنفيذ مشروع إنشاء قاعدة معرفية للمنشآت الهيدروليكية فى مصر باستخدام المسح الليزرى

تلقى الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى تقريرا من المهندس ياسر الشبراخيتى رئيس قطاع الخزانات والقناطر الكبرى يستعرض موقف تنفيذ "مشروع إنشاء قاعدة معرفية للمنشآت الهيدروليكية فى مصر باستخدام تقنية المسح الليزرى ثلاثي الأبعاد 3D Scanning" ، وهو أحد المشروعات الممولة من برنامج التعاون المشترك للبحوث التطبيقية بين مصر وهولندا Water-JCAR .

وأشار التقرير إلى أنه تم نهو الرفع الماسحى الليزرى لقناطر نجع حمادى على نهر النيل، وقنطرة فم الرياح المنوفى، وقنطرتى جمجمرة والمنصورية على الرياح التوفيقى، بالتنسيق بين قطاع الخزانات والقناطر الكبرى ومعهد بحوث المساحة، كما يجرى تنفيذ أعمال النمذجة وتحليل البيانات عن طريق معهد بحوث الإنشاءات التابع للمركز القومى لبحوث المياه، وذلك كنواة لعمل تقييم مماثل لباقى القناطر الكبرى على مستوى الجمهورية، بهدف إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للمنشآت المائية الكبرى فى مصر .

وصرح الدكتور سويلم أن تقنية المعاينة عن بعد باستخدام المسح الليزرى ثلاثى الأبعاد هى مفهوم جديد يتيح إجراء مسح عام وسريع للمنشآت المائية التى يصعب تفقد جميع أجزائها بالطرق التقليدية، كما تحقق هذه التقنية دقة عالية فى المعاينة وتوفير الوقت والجهد، كما تعتبر مؤشر مبكر لوجود أى تراجع فى حالة البنية الإنشائية بما يمكن مسئولى الوزارة من إتخاذ إجراءات سريعة ودقيقة للتعامل معها قبل تفاقمها، كما توفر هذه التقنية نماذج رقمية دقيقة تسمح بإعداد قاعدة بيانات تدعم تطوير استراتيجيات صيانة استباقية تسهم فى إطالة عمر المنشآت المائية .

وأضاف أن التحول للإدارة الذكية للمياه من خلال تعزيز الإعتماد على التكنولوجيا الحديثة - مثل استخدام المسح ثلاثى الأبعاد لتقييم المنشآت المائية - يعتبر أحد محاور الجيل الثانى لمنظومة الرى المصرية 2.0 .

جدير بالذكر انه يجرى تدريب السادة المهندسين والفنيين بقطاع الخزانات والقناطر الكبرى على هذه التقنية الحديثة بالتعاون مع معهد بحوث المساحة التابع للمركز القومى لبحوث المياه، والتدريب أيضا على عمل نمذجة للمنشآت المائية بالتعاون مع معهد بحوث الإنشاءات التابع للمركز .

طباعة شارك الري وزير الرى هانى سويلم الدكتور هانى سويلم

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم العالي تعلن عودة خدمات التقديم والتوثيق إلى مقرها الرئيس بشارع الجمهورية
  • شيخ الأزهر يبحث مع وزير التعليم العالي التشادي تعزيز التعاون الدعوي والعلمي
  • شيخ الأزهر يستقبل وزير التعليم العالي التشادي ويناقشان تعزيز التعاون الدعوي والعلمي
  • وزير الري يتابع تنفيذ مشروع إنشاء قاعدة معرفية للمنشآت الهيدروليكية فى مصر باستخدام المسح الليزرى
  • نتائج الانتقاء الأولي لمباراة التعليم 2025
  • مكي: العمل جار على إعادة تكوين مؤسسات الدولة
  • لحظة إنسانية بالأقصر.. وزير التعليم العالي يلتقي أطفال الأورام ويوجه رسالة دعم مؤثرة
  • وزير التعليم العالي والمجلس الثقافي البريطاني يبحثان التحضير للمؤتمر الدولي
  • وزير التعليم العالي يثمن جهود جامعة النيل الأبيض في الحفاظ على استمرار العملية التعليمية