إبراهيم النجار يكتب: هل ثمة نظام دولي بديل يتشكل فعلا؟ّ!
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
هل انتهي عصر الهيمنة الأمريكية؟ وما مساهمة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الدفع بهذا الاتجاه؟ وما خيارات منطقة الشرق الأوسط، إزاء ما يجري من تغييرات؟. في كتابه المهم "النظام العالمي"، يري هنري كسنجر، أن النظام العالمي، يتغير بشكل كبير. وأن الولايات المتحدة، تواجه تحديات كبيرة، في الحفاظ علي مكانتها كقوة عظمي.
يبدو أن خريطة جديدة ترسم. لا بالحبر، بل بالبيانات والأنابيب والتحالفات. الصين تبني. وروسيا تتسلح. والغرب يرتبك. بكين تسميها الترابط والاتصال، أما الغرب، فيراها السيطرة. تتحدث موسكو وبكين بلسان واحد. الاستراتيجية، الطاقة، الأمن، البقاء. وربما صوت العقل، في عالم يجن. معا تكتبان عودة أوراسيا إلي المسرح. حيث السيلكون واليورانيوم. أبجديتان جديدتان للقوة. وبعيدا عن قلب أوراسيا، تغلي الإمبراطورية. فإن لم تستطع السيطرة علي القلب، فستشعل الأطراف انقلابات، عقوبات، ثورات ملونة. أدوات استعمارية قديمة بثوب رقمي جديد. أفريقيا، أمريكا اللاتينية، غرب أسيا. مسارح انتقام ومقاومة. كل من يتجرأ علي أن ينظر شرقا، دفع الثمن. اليوم الوهم الأحادي يخبو. الاحتكار انتهي. لكن الغرب، لما يقرأ. فماذا بعد؟ نظام متوازن متعدد الأقطاب، أم متاهة تكنولوجية استبدادية؟.
النظام القديم يتداعي. المخاطر تتزايد، والصراع والحروب متعددة المجالات، وفي كل اتجاه. لكن الميدان الحقيقي، هو خريطة القوة نفسها. روسيا تختبر صلابة الحديد والعزيمة. وغواصات وصواريخ وتوربيدات متطورة. وتصد تحرشات. الصين تعيد رسم شرايين التجارة والتكنولوجيا، بإحكام قبضتها وشروطها علي سلاسل التوريد في العالم. إيران تحول الصمود إلي عقيدة. وأمريكا تصرخ في الفراغ. فهل فقدت إمبراطورية الفوضي السيطرة علي عاصفتها؟ هل بات غرب أسيا مقصلة الهيمنة الغربية؟ هل تكتب أوراسيا فصلا جديدا من التاريخ، أم أننا نبدل فقط إمبراطورية بأخري، وهيمنة بتوسع من نوع آخر؟.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيمنة الأمريكية دونالد ترامب منطقة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
باحث يُطوّر نظامًا ذكيًا لخدمة ذوي الإعاقة البصرية والسمعية في عُمان
مسقط- الرؤية
نجح الباحث محمد حمدي عبد الله عيسى، خريج من الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عُمان، في تطوير نظام ذكي مبتكر يساعد ذوي الإعاقة البصرية والسمعية على التواصل والتنقل بسهولة وأمان، وذلك بدعم من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وأتى المشروع البحثي الذي يحمل عنوان «العين الذكية لذوي الإعاقة البصرية ومترجم لغة الإشارة في الوقت الحقيقي» ليقدّم حلًّا تقنيًا متكاملًا يجمع بين النظارات الذكية للمكفوفين وقفازات ذكية للصم، اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، ويتكوّن النظام من نظارات مزودة بكاميرا ورقاقة معالجة تساعد المستخدم الكفيف على اكتشاف العوائق والتعرف على الوجوه وقراءة النصوص المحيطة، إضافةً إلى قفازات ذكية مزوّدة بحساسات تقوم بترجمة إشارات لغة الإشارة العربية إلى نص مكتوب في ذات الوقت.
حلول مبتكرة وتكلفة ميسورة
سعى المشروع البحثي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف في تقديم حلول تقنية تساعد ذوي الإعاقة وتمكّنهم من التفاعل مع محيطهم بسهولة، ومن أبرزها: مساعدة المكفوفين على التنقل والتعرف على محيطهم باستخدام نظارات ذكية قادرة على تحليل البيئة المحيطة، وتسهيل تواصل الصم من خلال ترجمة لغة الإشارة العربية إلى نص مكتوب باستخدام قفازات ذكية متصلة بالنظام، وتطوير نظام للتعرف على لغة الإشارة العربية باستخدام تقنيات التعلم العميق، و تقديم حل مبتكر وميسور التكلفة وقابل للنقل يلبي احتياجات ذوي الإعاقة في سلطنة عُمان والعالم العربي.
أداء متميز ونتائج فعالة
بيّنت نتائج المشروع البحثي أن النظام تمكن من تحقيق أداء متميز في التعرف على(32) حرفًا من حروف لغة الإشارة العربية، إذ سجل حرف "غ " (ghain) أعلى نسبة دقة بلغت (0.948)، في حين كانت أقل نسبة لحرف "ق" (gaaf) بواقع(0.535)، وهو ما يشير إلى الحاجة لتحسين البيانات أو الضبط لبعض الفئات، كما أثبتت تقنية "النقل المعرفي" فعاليتها في التغلب على محدودية حجم البيانات، مما جعل النظام قابلًا للتطبيق العملي، والجدير ذكره أن نتائج المشروع نُشرت في ورقة بحثية بعنوان: "التعرف على حروف لغة الإشارة العربية باستخدام شبكة MobileNet-v2 العميقة" ضمن مجلة International Journal of Scientific Development and Research (IJSDR)، المجلد7، العدد10، أكتوبر2022، حيث عرضت الورقة المنهجية العلمية والنتائج التجريبية للمشروع التي أثبتت كفاءته العالية في دعم ذوي الإعاقة وتعزيز دمجهم المجتمعي من خلال التكنولوجيا.
توصيات التطوير والتحسين
وأوصى الباحث في ختام دراسته البحثية بضرورة توسيع نطاق النظام ليشمل التعرف على الكلمات والجمل الكاملة، ودمج خاصية النطق الصوتي (text-to-speech) لمساعدة المكفوفين في التفاعل مع النظام، كما أوصى كذلك بتحسين تصميم القفازات الذكية لتكون أكثر راحة ودقة أثناء الاستخدام الطويل، ودعا الباحث في توصياته البحثية إلى التعاون مع جمعيات ذوي الإعاقة في سلطنة عُمان لتجربة النظام وتطويره بناءً على الملاحظات الميدانية، واستكشاف دعم متعدد للغات الإشارة في المراحل المستقبلية لتوسيع الأثر على المستوى الوطني.