ما مشروع بروميثيوس الذي أجبر جيف بيزوس على ترك التقاعد؟
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
عاد جيف بيزوس من جديد إلى ساحة الشركات التقنية عبر مشروعه الأحدث والذي أطلق عليه "بروميثيوس" (Prometheus) وذلك بعد غياب دام 4 سنوات منذ استقالته من منصبه كمدير تنفيذي لمنصة "أمازون".
وتشير التقارير الأولية إلى أن الشركة التي تدعى "بروجيكت بروميثيوس" ستعمل في عدة قطاعات متنوعة، في مقدمتها بالطبع الذكاء الاصطناعي إلى جانب هندسة وتصنيع الحواسيب والسيارات والصواريخ الفضائية، وذلك وفق تقرير نشرته "نيويورك تايمز".
ويضع بيزوس وقته وجهده وماله في الشركة الجديدة، إذ يعد المستثمر الأكبر بما قيمته 6.2 مليارات دولار، وبهذا تكون "بروجيكت بروميثيوس" إحدى أغنى الشركات لحظة تأسيسها.
العودة الرسمية لقيادة المؤسساتترك بيزوس إدارة "أمازون" ومنصبه فيها كمدير تنفيذي عام 2021، وذلك بعد أن تحولت إلى إحدى أكبر الشركات في العالم، ولم يتخذ بيزوس منذ تلك اللحظة أي منصب رسمي في أي من شركاته.
ورغم انخراطه الدائم والمباشر في "بلو أوريجين" (Blue Origin) التي تنافس "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك بشكل مباشر، فإنه لا يتمتع بأي منصب داخل الشركة سوى أنه المؤسس فقط.
وبسبب غيابه عن ساحة الشركات والتقنية بشكل عام، فإن حياة بيزوس الشخصية كانت تحت المجهر، بما فيها زفافه المبهر والذي حضره العديد من المشاهير.
لذلك فإن اتخاذ بيزوس منصبا رسميا جديدا في شركة ناشئة جديدة يعني نيته الواضحة بذل جهد إضافي في الشركة وإيمانه بما تحاول تقديمه.
كما أن القطاعات التي تعمل بها "بروميثيوس " تضع بيزوس في مواجهة مباشرة مع غريمه ماسك، فشركات كليهما تعمل في بناء المركبات والذكاء الاصطناعي والحواسيب، فضلا عن المنافسة الموجودة بالفعل بين "بلو أوريجين" و"سبيس إكس".
ماذا تعمل "بروميثيوس"؟الوصف الذي وضعه بيزوس للشركة يبدو عاما للغاية ولا يوضح نيّة الشركة التركيز في قطاع بعينه، وتوارت الشركة عن الأضواء طوال الفترة الماضية مما زادها غموضا لدرجة أن مقرها مازال مجهولا حتى الآن.
إعلانولكن يمكن القول إن مجالات عمل "بروميثيوس" تتفق بشكل مباشر مع نوايا بيزوس بغزو الفضاء، ففي النهاية تسخر الشركة الذكاء الاصطناعي لهندسة وبناء العديد من المنتجات سواء كانت حواسيب أو مركبات جوية أو فضائية وسيارات.
وقد اختار بيزوس فيك باجاج عالم الفيزياء والكيمياء البارع الذي عمل على العديد من مشاريع "غوغل" الثورية، وكان مقربا من مؤسس الشركة سيرغي برين.
وترك باجاج منصبه السابق كمؤسس مساهم لمعمل " فوريسايت" (Foresite) الذي كان يعمل في قطاعات الذكاء الاصطناع ليركز على مشروع "بروميثيوس".
وتضم الشركة حاليا ما يقرب من 100 موظف، يأتي أغلبهم من "أوبن إيه آي" و"ديب مايند" و"ميتا" وذلك وفق ما جاء في التقرير.
"بروميثيوس" ليست الوحيدةتمثل "بروميثيوس" أحدث القادمين إلى قطاع مزدحم بالفعل بالشركات، إذ بدأت العديد من الشركات بالبحث عن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات العملية المختلفة مثل تصميم الأدوية والروبوتات وغيرها.
وربما كان تأسيس معامل "بيريوديك" (Periodic) من قبل مجموعة مهندسين سابقين عملوا في "غوغل" و"أوبن إيه آي" و"ميتا" خير مثال على هذا الأمر.
كما أن بيزوس العام الماضي استثمر في شركة تدعى "فيزيكال إنتيليجنس" التي تسعى لتطبيق الذكاء الاصطناعي واستخدامه مع الروبوتات.
وهناك أيضا "ثينكينغ لاب" التي أسستها ميرا موراتي بعد تركها شركة "أوبن إيه آي" وقد جمعت ملياري دولار قبل أن تعلن عن أي تفاصيل عن مشاريعها المستقبلية.
وإلى جانب هذه الشركات الناشئة، فإن كبار التكنولوجيا يعملون أيضا في القطاع ذاته محاولين تقديم منتجات عملية تستخدم الذكاء الاصطناعي، وربما كانت معامل "ديب مايند" من "غوغل" خير مثال.
أكثر تعقيدا من الذكاء الاصطناعيأثبتت نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية قدرتها على إبهار المستخدمين وتقديم نتائج مذهلة في كافة القطاعات، ولكن ما تحاول هذه الشركات الجديدة إنتاجه هو نوع أكثر تعقيدا من الذكاء الاصطناعي.
إذ تسعى هذه الشركات لبناء ذكاء اصطناعي يتعلم مع العالم الفيزيائي حتى تصبح الروبوتات قادرة على إجراء التجارب العلمية المختلفة، وتعديلها بناء على النتائج التي تظهر من أجل الوصول إلى النتيجة المرجوة.
وبينما يبدو هذا الوصف مشابها لوصف الذكاء الاصطناعي العام، فإنه أكثر تعقيدا من ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الذکاء الاصطناعی العدید من
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: متى يختار الذكاء الاصطناعي الرؤساء والمسؤولين؟
يرى الكاتب آندي كيسلر أن التحول في أدوات التواصل السياسي يتسارع بشكل غير مسبوق، بحيث لم تعد القنوات التقليدية من تلفزيون وصحف قادرة على التأثير كما في الماضي.
ويقول كيسلر إن المنصات الرقمية -خاصة تيك توك– باتت محورا رئيسيا في تشكيل سلوك الناخبين، ويستشهد بانتخابات بلدية نيويورك الأخيرة، حيث لعب تيك توك دورا حاسما في صعود المرشح الاشتراكي زهران ممداني بعد أن حصد دعم أكثر من 3 أرباع الناخبين تحت سن الـ30.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلاعب بالأدمغة والمناخ والذكاء الاصطناعي.. أهلا بكم في حروب الغدlist 2 of 2تايمز: إزالة الألغام من أجل تعليم أطفال سورياend of list
من الجولات بالقطار إلى تيك توك
ويستعرض الكاتب تطور وسائل التأثير في الحملات الانتخابية، من جولات الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت بالقطار إلى مناظرة نيكسون وكينيدي التلفزيونية عام 1960، ثم وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في فوز باراك أوباما عام 2012 وصعود دونالد ترامب عام 2016.
ويشير كيسلر إلى أن مقاطع الفيديو القصيرة والجمل الخاطفة التي تنتشر عبر يوتيوب وتيك توك أصبحت الآن أكثر تأثيرا من المناظرات الكاملة.
ويؤكد أن الحملات الانتخابية لا تزال تستخدم الوسائل التقليدية كطرق الأبواب والإعلانات، لكنها باتت تعتمد بشكل أساسي على المنصات الجديدة.
ففي كاليفورنيا، لم يكتف الحاكم غافن نيوسوم بالترويج لمقترحه بإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بالولاية على التلفزيون، بل توجه إلى كتّاب التطبيق الإعلامي الجديد "سابستاك" ومشاهير يوتيوب وتيك توك، مما ساهم في فوز مقترحه بنسبة 64%.
آندي كيسلر: المستقبل القريب يتجه نحو إعلام شخصي بالكامل مع خدمات مثل "شات جي بي تي بلس" التي تقدم محتوى يوميا مصمما وفق تفضيلات كل مستخدم
غرف الصدىلكن التحدي الأكبر يبرز في طريقة استهلاك الأخبار، فبحسب استطلاع لمركز بيو يتلقى نصف الشباب تقريبا أخبارهم من تيك توك، في بيئة تعزز التحيزات السياسية وتحوّل المنصات إلى "غرف صدى"، وهي الغرف التي تروج لوجهة نظر واحدة.
إعلانويزداد القلق مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال صناعة الأخبار، إذ وجدت دراسة أوروبية أن 45% من إجابات أنظمة الذكاء الاصطناعي تحتوي على أخطاء كبيرة، إضافة إلى ضعف الدقة في 20% منها.
الإعلام الشخصيويرى الكاتب أن المستقبل القريب يتجه نحو إعلام شخصي بالكامل، مع خدمات مثل "شات جي بي تي بلس" التي تقدم محتوى يوميا مصمما وفق تفضيلات كل مستخدم، مستندة إلى بيانات البريد الإلكتروني والتقويم وسجلات الدردشة.
ويعتبر أن هذا النموذج سيسهل على الحملات السياسية التأثير على الأفراد عبر رسائل موجهة بدقة غير مسبوقة.
ويختتم بالتساؤل: إذا كان كل شيء قابلا للبيع فهل ستتمكن الحملات مستقبلا من اجتذاب انتباه الناخبين وتوجيه خياراتهم بسهولة أكبر؟ الجواب -بحسب رأيه- واضح: نعم، وبشكل متزايد.