صراحة نيوز:
2025-11-18@18:25:05 GMT

المصعد الأخضر

تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT

المصعد الأخضر

صراحة نيوز- عاطف أبو حجر

أتذكّر أوّل مرة استخدمتُ فيها “المصعد”؛ ذلك الاختراع العجيب كان شعوري آنذاك أشبه بالهبوط بمظلّة فوق قمّة شجرة معمّرة، وكنت أرافق عمّتي رحمها الله في مراجعة طبيّة. اجتمع في داخلي الفضول والخوف، بينما عمّتي كانت تخشى المصعد أكثر مني. كنت أرتجف وأتعرّق، وأضغط على الأزرار كأنها تتحكّم بإطلاق مركبة فضائية.

اقترب الحارس وفتح الباب وكأنه يفتح صندوقًا مليئًا بالمخاطر. دخلنا نتلمّس أعماقنا قبل جدران الصندوق الحديدي، وكل خطوة كانت مصحوبة بخفقان قلبي المتسارع.

خرجنا أخيرًا سالمين، وكأننا خرجنا من فيلم رعب كوميدي، وبقي السؤال في ذهني: هل المصعد وسيلة نقل… أم آلة لاختبار الشجاعة والصبر؟

الحادثة الثانية كانت يومًا رافقتُ صديقي إلى طبيب الأسنان، فإذا بالمصعد من النوع الأخضر نفسه، ضيّقًا لا يتّسع إلا لشخصين. وفجأة دخل شخص ثالث. قلت له:
“يا أخي، الحمولة زادت، ولن يتحرك المصعد.”
فأجاب ببرود:
“لا عليك! شايفني وزني 200 كيلو؟ أنا مثل عود القصب. توكّل على الله.”

أشعل سيجارة وحشر نفسه بيني وبين صديقي. وما إن أُغلق الباب حتى علِق المصعد وتوقّف. بدأ الرجل يشدّ الباب بعنف ويضغط الأزرار عشوائيًا، وتحوّل هدوؤه إلى فوضى. تحرّك المصعد قليلًا ثم توقّف بين الطابقين، وظهر الحاجز الإسمنتي، ثم انقطعت الكهرباء.

حلّ الظلام، وارتفع صوته:
“يا جماعة! حد معه لوكس؟!”

ازدحمت أنفاسنا وارتبكنا، وكانت تلك الدقائق كافية لتجعل المصعد جزءًا من قائمة المخاوف التي لا أعود إليها إلا اضطرارًا.

منذ تلك اللحظة، لم يعد “المصعد” عندي مجرّد وسيلة نقل عمودية، بل مسرحًا صغيرًا للرعب والضحك والذكريات. كل مصعد أركبه يذكّرني بأن الحياة، مثل المصاعد، ترفعنا أحيانًا وتحبس أنفاسنا أحيانًا أخرى… لكننا في النهاية نصل إلى حيث يجب، بابتسامة خفيفة وارتجاف لطيف.

مصاعد بلادنا ليست وسيلة انتقال فحسب؛ إنها مغامرة وجودية. تدخلها وكأنك تُقدم على امتحان سريع في الصبر والإيمان. أول العلامات أن يتوقف المصعد بين الطابقين، مطلقًا ذاك الأنين الطويل الذي يبدو كأنه يقول: “آآه… سأحاول المتابعة!”

أما الباب فليس بابًا بقدر ما هو تمرين بدني؛ عليك سحبة بقوة، ثم إسناده بلمسة حازمة، وربما يحتاج باسور.

ولوحة الأزرار تحفة أثرية؛ زرّ مضيء منذ الأزل، لا أحد يعلم هل يعمل أم أُحيل إلى التقاعد منذ عام 1953 حين رُكِّب أول مصعد في الأردن، لكنه ما يزال متشبّثًا بمكانه.

ثم تأتي “الطرقة” المفاجئة التي يهتزّ لها قلبك قبل المصعد، فتشعر وكأن الآلة قررت أن تعيد تشغيل العالم من جديد.

وتبلغ التجربة ذروتها حين تكون في أبهى هيئة متّجهًا إلى موعد مصيري، فيختار المصعد إعلان الإضراب فجأة، فتقف بداخله هامسًا لنفسك:
“اللهم سلّم… لعلّها تمرّ هذه المرّة.”

وبعد كل هذه الأحداث، قررتُ ألّا أستقلّ إلّا مصعدًا تتوافر فيه جميع وسائل الأمان، وأهمّ شرط أن تكون قطع غيار المصعد متوفرة بالأردن.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

هيدي كرم تتعاقد على فيلم عيلة دياب ع الباب مع محمد سعد: هنعمل حاجة حلوة جدا

تعيش الفنانة هيدي كرم حالة من النجاح الفني، وذلك بعد إشادة الجميع بشخصية رغدة التي لعبتها في مسلسل وتر حساس 2، إذ تعاقدت على فيلم "عيلة دياب ع الباب"، وهو من إنتاج محمد رشيدي وإخراج وائل إحسان والذي يقوم ببطولته الفنان محمد سعد.

وأعربت النجمة هيدي كرم عن بالغ سعادتها بالتعاون مع الفنان محمد سعد في فيلمه الجديد، مؤكدة أن العمل لا يزال في مرحلة التحضيرات، وأنهما ستجمعها عدة مشاهد سوياً خلال الأحداث ومع النجمة غادة عادل.

وتابعت هيدي كرم أنها تقدّم شخصية كوميدية ضمن أحداث العمل، مؤكدة أن الشخصية بها تفاصيل جديدة ومختلفة عما قدمت من قبل: "الشغل محمد مع محمد سعد مفرحني جدا وهو فنان موهوب وجميل وباقي الأبطال وإن شاء الله هنعمل حاجة حلوة مع بعض والدور مختلف وحلو وده اللي خلاني أقبل على طول".

أعمال هيدي كرم

يذكر أن هيدي كرم حققت نجاحاً كبيراً في مسلسل وتر حساس 2 حيث لعبت شخصية "رغدة" في الحلقات وهى تخرج من السجن عقب قضائها عقوبة فى قضية قتل "ليلى"، لتبدأ رحلة جديدة من الصراع، إذ سعت لاستعادة مكانتها وقوتها مستخدمة علاقاتها القديمة والجديدة، فى محاولة للعودة إلى دائرة النفوذ والسيطرة حيث أشاد الكثيرون بدورها بعد عرض العمل مؤكدين قدرتها على تقديم الشخصية بكل براعة.

مسلسل وتر حساس 2 

مسلسل وتر حساس 2 من إنتاج المتحدة استوديوز ومن تأليف أمين جمال وإخراج وائل فرج وحسن بلاسى، وشارك في بطولته غادة عادل، محمد علاء، انجى المقدم، هيدى كرم، كمال أبو رية، محمد محمود عبد العزيز، هاجر عفيفى، رانيا منصور، الهام وجدى، محمد العمروسى، نورا عبد الرحمن، شريف الشعشاعى، عزوز عادل، تميم عبده، لطيفة فهمى.

ودارت أحداث مسلسل "وتر حساس" حول ثلاث صديقات: سلمى، وكاميليا، ورغدة، وتتشابك حياتهن وتتعرض صداقتهن للاختبار بسبب الخيانة الزوجية والغيرة النسائية. المسلسل يسلط الضوء على قضايا الخيانة الزوجية، وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية والشخصية، من خلال قصص هؤلاء السيدات الثلاثة، مع التركيز على الأحداث المثيرة والتشويق بسبب انكشاف الخبايا والأسرار المدفونة بينهن.

طباعة شارك مسلسل وتر حساس هيدي كرم أعمال هيدي كرم الفنانة هيدي كرم

مقالات مشابهة

  • لسلامتك.. 5 تعليمات من "الدفاع المدني" عند استخدام المصعد
  • الدفاع المدني يدعو إلى اتباع تعليمات السلامة عند استخدام المصعد في المنازل والمباني
  • القاء القبض على حدث ظهر بفيديو سرقة تنكة زيت من حاج اردني
  • العراق وعقوبات لوك أويل.. هل تفتح الباب لمغادرة الروس ودخول الأميركيين؟
  • هيدي كرم تتعاقد على فيلم عيلة دياب ع الباب مع محمد سعد: هنعمل حاجة حلوة جدا
  • ابتداءً من ديسمبر.. التذاكر الإلكترونية وسيلة دخول المتحف الكبير
  • على طريقة «بين السما والأرض».. إنقاذ أب وطفله تعطل بهما المصعد بالفيوم
  • أمن الفيوم ينقذ أبا وطفله بعد احتجازهما داخل مصعد في عقار سكني
  • أمن القاهرة ينقذ طفلتين بعد احتجازهما داخل شقة ويفتح الباب خلال دقائق