سبعة عوامل سياسية تهدد نفوذ ترامب داخل الحزب الجمهوري
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
أفادت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير موسع بأن نفوذ الرئيس دونالد ترامب داخل الحزب الجمهوري يمر بتراجع ملحوظ، مشيرة إلى أن قيادة ترامب تواجه أكبر اهتزاز لها منذ سنوات مع سبعة مؤشرات تؤكد هذا التراجع.
وذكرت المجلة أن ترامب، الذي احتفظ سابقا بسيطرة قوية منذ أحداث اقتحام الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، قد يستعيد زمام القيادة مجدداً، إلا أن التطورات الأخيرة توحي بأن الحزب بات يتعامل فعلياً مع احتمال مرحلة "ما بعد ترامب".
وأولى هذه الإشارات، وفق التقرير، جاءت من تقدم مرشحي الحزب الديمقراطي في الانتخابات المحلية بولايات نيوجيرسي وفيرجينيا وجورجيا وبنسلفانيا، وفي المقابل، قالت المتحدثة أبيغيل جاكسون إن ترامب "نفذ عددا كبيرا من وعوده الانتخابية"، مؤكدة أنه مستمر في العمل كرائد لحركة "ماغا" من أجل "أمريكا أولا".
صدام إبستين داخل الكونغرس
سجلت واشنطن إحدى أهم الضربات السياسية لترامب، بعدما عجز عن منع الكونغرس الجمهوري من المضي في التصويت على مشروع قانون يفرض على وزارة العدل الكشف عن ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاصة بجيفري إبستين.
وكان ترامب يعدّ هذه الملفات بمثابة "الكأس المقدسة" التي قد تكشف شبكة اتجار جنسي عالمية، وظل طوال الصيف يضغط لمنع نشرها مع نفيه أي صلة بنشاطات إبستين السابقة.
لكن الضغط داخل الحزب الجمهوري بلغ مستوى غير مسبوق، إذ واجه ترامب رفضا من مشرعين بارزين، كما انهارت علاقته بالنائبة مارجوري تايلور غرين بعد امتناعها عن تنفيذ ما طلبه، ما دفعه لوصفها بـ"الخائنة"، وردّت هي باتهامه بتعريض حياتها للخطر.
ومع اقتراب التصويت الذي كان سيظهر هزيمته بوضوح، تراجع ترامب بشكل مفاجئ وطلب من الجمهوريين دعم المشروع لتفادي إحراج أكبر، فيما تؤكد الإدارة الأمريكية الآن أنه "كان صاحب دور" في دفع المشروع باتجاه الشفافية.
انتكاسة في إنديانا
وبالتوازي مع معركة ملفات إبستين، تكبد ترامب انتكاسة جديدة في ولاية إنديانا، بعد أشهر من محاولاته الضغط لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية بهدف تأمين مقعد إضافي للجمهوريين في انتخابات 2026.
وأكدت قيادات الحزب في الولاية أن الأصوات اللازمة غير متوفرة، بالرغم من تهديده بعض المشرعين بدعم خصومهم في الانتخابات التمهيدية، فيما تواجه جهود مشابهة في ولايات أخرى، مثل فيرجينيا وكاليفورنيا، تحديات معاكسة تحدّ من قدرة ترامب على تحقيق مكاسب سياسية.
شكوك المحكمة العليا
اصطدمت رؤية ترامب للرسوم الجمركية التي يعتبرها مفتاحا للعلاقات التجارية بتساؤلات حادة من قضاة المحكمة العليا، بينهم قضاة عينهم هو بنفسه، خلال جلسة تتعلق باستخدام صلاحيات الطوارئ لفرض الرسوم.
وكتب ترامب لاحقا منشورا غاضباً عبر "تروث سوشيال"، وسط قلق داخل الإدارة من أن يشكل أي حكم سلبي ضربة لسياساته الاقتصادية.
إخفاقات مجلس الشيوخ
كشفت المستجدات الأخيرة أن ترامب لم يتمكن من فرض توجهاته على مجلس الشيوخ، بعد أن رفض زعيم الأغلبية جون ثيون الرضوخ لضغوطه لإلغاء التعطيل التشريعي (الفيلبستر) خلال أزمة الحكومة.
كما تمسك السيناتور الجمهوري المخضرم تشاك غراسلي بـ"قاعدة البلو سليب"، التي تتيح لأعضاء مجلس الشيوخ من كل ولاية الاعتراض على تعيين القضاة والمدعين، رافضاً التخلّي عنها رغم كونه من أبرز الداعمين لترامب في ملف "تسليح وزارة العدل".
العفو لا يوقف الملاحقات
وفي تطور آخر، نقلت المجلة أن العفو الواسع الذي أصدره ترامب عن عشرات حلفائه المتورطين في محاولات قلب نتائج انتخابات 2020 لم يكن كافياً لوقف القضايا. فقد أعادت المحكمة العليا في نيفادا إحياء قضية ضد ستة منهم.
وفي جورجيا، فُعّلت القضية الجنائية ضد ترامب نفسه بشأن محاولات تغيير النتائج، ما يشير إلى أن نفوذه لا يحميه من الملاحقات على مستوى الولايات.
خلافات داخل معسكر "ماغا"
وأثار مقترح ترامب بتقديم قروض رهن عقاري تمتد لخمسين عاماً استياءً لدى شخصيات بارزة في حركة ماجا، إذ رأوا أن هذه الخطوة ستزيد الأعباء على الأمريكيين، ما تسبب بتوتر واضح بين البيت الأبيض ومسؤول الإسكان بيل بولتي.
كما أثارت تصريحاته الداعمة لتوسيع برنامج تأشيرات العمالة الأجنبية H1B غضبا بين جزء من قاعدته، رغم تأكيد الإدارة أن سياساته الاقتصادية خدمت المولودين في الولايات المتحدة وأن إصلاح نظام التأشيرات جارٍ لمنع إساءة استخدامه.
وبمجمل هذه المؤشرات، يواجه ترامب مرحلة سياسية مضطربة داخل حزبه، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول قدرته على استعادة نفوذه الكامل في الحزب الجمهوري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب سياسة أخبار ترامب ابستين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الجمهوری
إقرأ أيضاً:
النواب الأميركي يصوت اليوم على الإفراج عن ملفات إبستين وترامب يؤيد
يجري مجلس النواب الأميركي ذو الأغلبية الجمهورية تصويتا اليوم الثلاثاء على الإفراج عن ملفات التحقيق المتعلقة بقضية جيفري إبستين المدان بارتكاب جرائم جنسية.
ويبدو أن إقرار التشريع شبه مضمون بعد أن تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن معارضته طويلة الأمد لهذه الخطوة.
وجاء تراجع ترامب في وقت متأخر من مساء الأحد، بعدما نجحت عريضة قبل أيام في مجلس النواب في حشد الدعم الكافي لفرض إجراء التصويت، في خطوة نادرة من الجمهوريين لتحدي رغبات الرئيس.
وحتى مطلع الأسبوع، سعى ترامب ومساعدوه سعيا حثيثا لوقف إصدار مزيد من الملفات المتعلقة بالتحقيق الجنائي الذي تجريه وزارة العدل ضد إبستين، وهو ممول ثري من نيويورك كان صديقا لترامب لفترة من الوقت.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يهاجم صحفية وجهت له سؤالًا حول التحقيق في ملفات رجل الأعمال الراحل والمدان بارتكاب جرائم جيفري إبستين#فيديو pic.twitter.com/9Ix49p04R6
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 17, 2025
ترامب: خدعة ديمقراطيةوكتب ترامب مساء الأحد في رسالة على منصات التواصل الاجتماعي "يجب على الجمهوريين في مجلس النواب التصويت لصالح الإفراج عن ملفات إبستين، لأنه ليس لدينا ما نخفيه"، واصفا الجدل المثار بشأن هذا الأمر بأنه "خدعة" من الديمقراطيين، في حين يقول الديمقراطيون، وحتى بعض مؤيدي ترامب، إنه لا يوجد ما يوحي بالخداع في نشر سجلات أصلية لوزارة العدل.
في حين قال روبرت غارسيا، النائب عن ولاية كاليفورنيا وكبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، إن ترامب "حاول بكل ما أوتي من قوة إسقاط تحقيق جيفري إبستين". وأضاف -في بيان- "لقد فشل. والآن هو مذعور".
ومن جهته، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ترامب أعلن عن تغيير موقفه لأنه ضاق ذرعا بتركيز الجمهوريين على ملفات إبستين، وأراد منهم التركيز على تكاليف المعيشة وغيرها من القضايا التي تهم الناخبين أكثر.
هويات الضحاياوبدوره، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إنه يعتقد أن التصويت على الإفراج عن الملفات يجب أن يساعد في وضع حد للمزاعم بأن ترامب له أي صلة بانتهاكات إبستين.
إعلانوأضاف جونسون أمس الاثنين أن ترامب "لم يكن لديه أي شيء يخفيه". وأردف "أنا وهو كان لدينا الاهتمام نفسه، وهو أننا أردنا ضمان حماية ضحايا هذه الجرائم الشنيعة من الكشف عنها بشكل كامل".
ويقول مؤيدو الإفراج عن الملفات إنهم يشاركونه هذا القلق أيضا، وينص القرار الذي سيصوت عليه المشرعون في مجلس النواب على أنه يجوز لوزارة العدل حجب أو تنقيح المعلومات التي تحدد هوية الضحايا.
وإذا أقر مجلس النواب هذا الإجراء، فسيحال إلى مجلس الشيوخ، الذي سيتعين عليه بدوره إجراء تصويت عليه قبل إرساله إلى ترامب للتوقيع عليه.
بالتزامن مع تراجع الرئيس الأميركي عن موقفه بعدم نشر الوثائق.. النائب الجمهوري توماس ماسي يتهم ترامب بالسعي إلى حماية أصدقائه الأثرياء من خلال منع نشر وثائق ضمن قضية جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية
للمزيد: https://t.co/sOiSJwLPPO pic.twitter.com/9Nih4IZGtb
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) November 17, 2025
وأمر ترامب الأسبوع الماضي وزارة العدل بالتحقيق في علاقات الديمقراطيين البارزين بإبستين، وهو ما قالت وزيرة العدل بام بوندي إنها ستعمل عليه فورا.
ويعتقد عديد من مؤيدي ترامب الأكثر ولاء له أن الحكومة تحجب وثائق حساسة من شأنها أن تكشف عن علاقات إبستين بشخصيات عامة نافذة تمكنت من الإفلات من التدقيق.
وكان إبستين قد أُدين بعدد من التهم على مستوى ولاية فلوريدا وعلى المستوى الفدرالي تتعلق بالاعتداء الجنسي على مراهقات والاتجار بهن.
وتوفي إبستين في زنزانة بسجن فدرالي في مانهاتن عام 2019 في واقعة صُنّفت انتحارا، وذلك بعد أسابيع قليلة من اعتقاله بتهم فدرالية أخرى تتعلق بالاعتداء الجنسي على أطفال والاتجار بهم.