السيسي الديكتاتور يوزع دروس العدالة على اللجنة العليا للانتخابات
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
مقدمة: الكوميديا السوداء في القاهرة
في آخر حلقات السلسلة العبثية التي يديرها السيسي، خرج علينا الرجل ليعظ اللجنة العليا للانتخابات بأن تراعي "الله" أثناء الانتخابات البرلمانية القادمة. نعم، ديكتاتور معتاد على سحق كل صوت حر، على اعتقال الصحفيين والمعارضين، أصبح فجأة واعظا أخلاقيا، يتحدث عن العدالة وكأن مصر بلد لم يعرف القمع والرشوة والسرقة على مر سنوات.
السيسي، الذي حوّل الديمقراطية إلى مهرجان من الفشل المزيف، يرفع شعار العدالة ويرجو أن "تراعي اللجنة الله". يا للهول! الرجل الذي اختطف إرادة الشعب بقبضة حديدية يطلب الآن من موظفين حكوميين أن يصبحوا مثالا للنزاهة. هل العالم كله أصبح مسرحية؟ أم نحن في حلقة جديدة من مسلسل عبثي طويل لا نهاية له؟
العدالة حسب دستور السيسي
في مصر السيسية، العدالة لا تعني شيئا سوى الطاعة المطلقة للنظام. كل انتخابات كانت مجرد مزاد مزيف على الأصوات، كل تقرير رسمي كان نسخة طبق الأصل من بيانات السلطة، وكل لجنة انتخابات كانت مجرد صوريّة لتغطية عملية القمع. فجأة، وكأن سحرا سياسيا وقع، يقرر السيسي أن العدالة يجب أن تسود وأن "تراعي اللجنة إرادة الشعب".
هل يتخيل أحد أن المواطنين سيذهبون للصناديق ويجدون العدالة هناك؟ بالطبع لا؛ الصناديق أقرب إلى مقابر للأصوات، واللجان مجرد واجهات لإخفاء كل فساد مركّب. الدعوة للعدالة ليست سوى ضحك على الذقون، محاولة من النظام لمنح نفسه هالة أخلاقية وهمية بينما الواقع يصرخ بأن كل شيء مزيف.
"تراعي الله" أم "تراعي السيسي"؟
دعوة "تراعي الله" ليست مجرد سخرية، بل فخ عميق. ديكتاتور يطلب من موظفين رسميين الالتزام بالقيم والأخلاق بينما هو نفسه تجسد كل معاني الانتهاك، والقمع، والتزوير. أي عدالة يمكن أن توجد في بلد تُسجن فيه المعارضة، وتعتقل فيه الصحافة الحرة، وتزور فيه النتائج حسب رغبة قائد الدولة؟
الرسالة واضحة: الله والسيسي في آن واحد! وهذا التلاعب الأخلاقي هو كل ما يمتلكه النظام لتزيين صورة انتخابات فارغة. السيسي يعظ، الشعب يصرخ، واللجنة تبتسم، بينما الكوميديا السوداء تتجسد في كل زاوية من زواياه.
الشيطان يعظ، والسيسي يكتب السيناريو
من يتابع التصريحات يجد نفسه في عرض هزلي مكتمل الأركان: الشيطان يعظ، والسيسي يوزع الدروس، واللجنة مجرد دمى خشبية تتحرك حسب الرغبة. كل حديث عن العدالة، كل كلمة عن مراعاة الله، مجرد ستار دخاني يخفي القمع والرشوة والتزوير. الشعب المصري يراقب هذا العرض المأساوي وكأنه يشاهد مسرحية عبثية لا يعرف أين الضحك وأين الدموع.
المثير للسخرية أن هذا العرض يحدث في الوقت الذي تُمنع فيه الصحافة من تغطية الأحداث، ويُسجن فيه أي صوت مخالف، ويُرقب كل المصريين في لحظة لم يعرف فيها التاريخ أكثر من هذا العبث السياسي. الديكتاتور يختلق العدالة، يلبسها عباءة أخلاقية، ويطلب من الآخرين أن يحترموها، بينما الواقع يقول إن كل شيء مجرد مسرحية هزلية طويلة.
خاتمة: مأساة السخرية
السيسي يطلب العدالة، يعظ اللجنة، ويريد أن "تراعي الله"، بينما الشعب يراقب بدهشة وسخرية ودموع. إنها صورة قاتمة: ديكتاتور يتقمص دور القديس، والشعب متفرج على مهزلة عبثية لا تنتهي. كل كلمة عن العدالة مجرد صدى بعيد في صحراء من الفساد والقمع.
السؤال الذي يبقى: هل يستطيع أي مصري بعد كل هذه السنوات أن يصدق أن العدالة ممكنة في ظل نظام يخلقها ويزيحها حسب رغبة الحاكم؟ أم أن الشعب سيظل يتابع الكوميديا السوداء حتى آخر يوم؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات السيسي الانتخابات مصر مصر السيسي انتخابات تزوير مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اللجنة العليا للدمج تقر انشاء 3 مصالح وهيئة حكومية - اسماء
كما أقرت اللجنة، مشاريع قرارات إنشاء وإعادة تنظيم مصلحة أراضي وعقارات الدولة ومصلحة التوثيق والسجل العقاري ومصلحة التأهيل والإصلاح والهيئة العامة لتقديم الخدمات الصحية والطبية الحكومية.
ووافقت اللجنة على خطة عمل اللجنة الفنية لحصر وأرشفة أراضي وعقارات الدولة.
وأثنى القائم بأعمال رئيس الوزراء، على الجهود المبذولة من قبل أعضاء اللجنة العليا واللجان القطاعية والفنية في إعداد مشاريع اللوائح التنظيمية.
وأكد أهمية تلك المشاريع التنظيمية في تطوير الأداء المؤسسي للجهات المشمولة بالدمج وخدمة مسار التغيير والبناء.
وكانت اللجنة العليا للدمج، استمعت من وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري - نائب رئيس اللجنة العليا الدكتور خالد الحوالي، إلى شرح مفصل عن مراحل إعداد الهياكل واللوائح التنظيمية ابتداءً من تحليل الوضع الراهن للهياكل واللوائح السابقة، مروراً بإعداد مشاريع الخرائط التنظيمية ومناقشتها مع الوزارات المختصة ومن ثم إعداد المهام والاختصاصات التفصيلية للقطاعات والإدارات العامة والإدارات الإشرافية الفرعية، ومهام الإدارات العامة النمطية الفنية الداعمة والمساندة وصولاً الى المراجعة الفنية والموضوعية النهائية وعرضها على اللجنة العليا لمناقشتها وإقرارها تمهيدا لرفعها الى مجلس الوزراء للمصادقة عليها.