دار الأوبرا السلطانية مسقط تثري جمهورها بـ إيقاع الحياة
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
جولة فنية مع صوت الموسيقى التقليدية العمانية كانت من نصيب زوار دار الأوبرا السلطانية مسقط، مرورا عبر "النفق المضيء"، وصولا لمدخل معرض "إيقاع الحياة: ثراء وتنوع الفنون العُمانيّة" الذي افتتح صباح اليوم، ليشكل صورة بصرية وسمعية وتجربة فنية جاذبة للجمهور.
الرحلة التي بدأت بالنفق المضيء والذي هو عبارة عن مدخل بصري يقدم توثيقا مرئياً للتاريخ الفني العُماني المتجذر، وفي المحطّة الأولى من الرحلة كانت بعنوان "الأنماط الموسيقية عبر المحافظات"، لتتضح من خلالها روائع الآلات الموسيقية التقليدية العمانية، واستكشف الزوار التقاليد الموسيقية في البيئات الساحلية والصحراوية والجبلية والريفية العُمانية، وشاهدوا كيف تؤثر الجغرافيا على الإيقاع وأسلوب الغناء والحركة، مما يبرز تنوّع الموسيقى العُمانية ووحدتها في آنٍ واحد، وتعّرفوا على براعة الحرفي والفنان العُماني، وشملت الرحلة تفاصيل الأنماط الموسيقية بحسب المحافظات، في قسم حيوي يستعرض التنوع الإيقاعي والجغرافي للفنون العُمانية، ففيه عرض الإيقاعات والحركات والأزياء المصاحبة لكل فن، مشكّلة بذلك تجربة سمعية وبصرية غامرة تعبر عن البعد الثقافي والفني لعُمان.
وفي المحطّة الثانية "قسم الآلات الموسيقية" كان صوت الطبول العُمانية والآلات الوترية والنفخية يأخذ الزوار لاكتشاف كيف ترتبط المواد المستخدمة في صناعتها: كالخشب والجلد والأصداف بالبيئة المحلية، وكيف تسهم كل آلة في الاحتفالات والمناسبات.
وكانت المحطّة الثالثة "قسم الفنون الموسيقية العُمانية وعصر النهضة"، ليطلع الزوار على التطورات الثقافية منذ سبعينيات القرن الماضي، واكتشفوا الفرق الموسيقية، ومراكز الأبحاث، وتأسيس دار الأوبرا السلطانية مسقط، حيث يلتقي التراث بالحداثة، وتميز بتصميمه الفريد على شكل منحنى سيمفوني متناغم، ويروي قصة التحول المؤسسي للمشهد الموسيقي في السلطنة، بما في ذلك تأسيس الفرق الموسيقية العسكرية والأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية.
وفي مساحة لاختبار الأصوات والمرئيات تحت قبة صوتية، كان الزوار يستمتع بالمحطة الرابعة "قسم الغرفة التفاعلية" التي يمكن فيها الاستماع لتسجيلات ميدانية، والتفاعل مع الآلات الرقمية، هذه المساحة التفاعلية تُعيد إحياء التقاليد الموسيقية العُمانية بأسلوب عصري.
وفي ختام الجولة كانت المحطّة الخامسة "قسم الكتب والطوابع"، لمشاهدة الإصدارات والدراسات الموسيقية والطوابع التذكارية.، والتعرف على جهود البحث والحفظ، ودور الذاكرة الجماعية في صون التراث الموسيقي العُماني.
وقال أومبرتو فاني، المدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط: "يمثل هذا المعرض تقديراً صادقاً وعميقاً للقيم الحضارية المتأصلة في سلطنة عُمان وللإنتاج الإبداعي المتميز لمواطنيها"
تجدر الإشارة إلى أن معرض "إيقاع الحياة" المقام في قاعة المعارض، بالأوبرا السلطانيّة: دار الفنون الموسيقية، يستمر في فتح أبوابه لعموم الزوار حتى 7 فبراير 2026م، ويعد تجربة من تجارب الثراء الثقافي والفني في سلطنة عمان، مؤكدا على دور دار الأوبرا السلطانية كمنصة رائدة للحفاظ على التراث الموسيقي وتجديده وتقديمه بأحدث الوسائل التكنولوجية.
وستصاحب المعرض خلال فترة إقامته عدد من الجلسات الحوارية، حيث ستقام في العاشر من ديسمبر المقبل جلسة بعنوان "أنماط الغناء في محافظة مسقط وظفار مع مسلم الكثيري"، وفي السابع عشر من ديسمبر المقبل جلسة "أنماط الغناء في محافظة ظفار مع علي بن سهيل المعشني"، وفي يناير المقبل ستقام جلسة "الجمعية العُمانية لهواة العود مع فتحي البلوشي"، وفي تاريخ 21 يناير أيضا تقام جلسة "مركز عُمان للموسيقى التقليدية مع أمير عوض"، وجلسة في 4 فبراير المقبل بعنوان "الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية مع المايسترو حمدان الشعيلي".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دار الأوبرا السلطانیة مسقط الع مانیة الع مانی المحط ة
إقرأ أيضاً:
"مهرجان الدرعية للرواية" ينطلق بتجارب تفاعلية تثري الإبداع الأدبي
انطلق اليوم، "مهرجان الدرعية للرواية" في نسخته الثانية، الذي يُعد أحد أبرز برامج موسم الدرعية (2025 - 2026)، ويُقام في حيّ "البجيري التاريخي" الذي يتمتع بأهمية ثقافية كبيرة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، إذ مثّل الحيّ مركزًا ثقافيًا ومنارةً للعلم، واستقطب العُلماء والطّلاب من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وخارجها.
ويُعدّ المهرجان، الذي يستمر أسبوعين، ويستقبل زوّاره يوميًا من الخامسة مساءً، منصّةً تجمع أبرز الكتّاب والمؤلفين المحليين والعالميين، في تظاهرة تحتفي بالرواية والفنون السّردية بمختلف أشكالها، لتلتقي الرّواية بالموسيقى والفنون البصرية في أمسيات تفاعلية، تتناول فن السّرد بوصفه أحد أهم أشكال التعبير الإنساني، وتربط بين الإرث الرّوائي الشفهي العريق وأدوات السرد الحديثة، بما يعكس مكانة "حيّ البجيري" التاريخية كمركز يلتقي فيه المثقفون والشعراء والمفكرون.
وإثراءً لتجربة الزّوار، يقدم "مهرجان الدّرعية للرّواية" أكثر من 40 ورشة عمل وجلسة حوارية باللغتين العربية والإنجليزية، وما يزيد على 20 محاضرة، وأمسيات مُلهمة، يشارك فيها أكثر من 30 متحدثًا من الأدباء والمتخصصين في القصة والسّرد.
كما يضم المهرجان "مجلس الرّاوي" الذي يستضيف يوميًا قصة مختلفة، وتجربة "قصّ لنا قصة" التي تتيح تسجيل الذكريات الشخصية والتأملات في أجواء هادئة، إضافةً إلى "من الراوي؟" حيث يمكن للزُّوار تجربة آلة بيع الكتب التي تخفي الأغلفة والعناوين؛ لتشجع على الاكتشاف والتفاعل مع قصص غير متوقعة.
علاوةً على ذلك، يقدم المهرجان تجربة "الدرعية بين السُّطور" التفاعلية، من خلال اختيار كبسولات صغيرة، يضم كل منها نصًّا مخفيًا يحوي مقتطفًا قصصيًا مُلهمًا، أما "رفّ العطاء" فهو عبارة عن عربة مخصّصة للتّبرع بالكتب.
وصمم "ملتقى الرُّواة" كزاوية أدبية سهلة الوصول، تضم 6 أجنحة توفّر فرصًا للاكتشاف والتصفّح والتّفاعل المُباشر مع عالم الأدب في أجواء ثقافية مُثرية.
ويُسهم "مهرجان الدرعية للرّواية" في تعزيز الهوية الثقافية الأصيلة لحيّ (البجيري التاريخي)، من خلال الاحتفاء بالقصص التي تعكس التجارب الإنسانية المحلية والعالمية، مع جذور متأصّلة في التُّراث السعودي، ضمن تجربة أدبية تربط بين الماضي والحاضر، وتبرز الدرعية كمركز ثقافي عالمي تتقاطع فيه التجارب الإنسانية، وتلتقي فيه القصص السعودية بروحها الأصيلة مع الأساليب السّردية الحديثة.
يُذكر أن (موسم الدرعية 2025 - 2026) يأتي استمرارًا لرؤية هيئة تطوير بوّابة الدّرعية في تعزيز مكانة الدرعية؛ كمهد للدولة السعودية ومنصة دائمة للتفاعل الثقافي، حيث يتضمن الموسم برامج تعكس القيم السعودية الأصيلة بأسلوب معاصر، بما يتماشى مع المُستهدفات الثقافية والسّياحية اللتين تعدّان من ركائز التنمية المُستدامة في رؤية السعودية 2030.
الإبداعالأدبمهرجان الدرعية للروايةقد يعجبك أيضاًNo stories found.