يترقب الإسرائيليون إلى ماذا ستُفضي زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض، خاصة إمكانية إبرام اتفاقية دفاع أمريكية سعودية، وبيع طائرات إف-35، وبدء مفاوضات حول التطبيع مع دولة الاحتلال التي تقتصر مرحلياً على اتفاقيات اقتصادية وتجارية فقط، نظرًا لمعارضة السعودية لبعض أطراف حكومة نتنياهو.



وذكر داني زاكين، خبير الشئون الدولية، أن "جهودا حثيثة تجري حالياً بين واشنطن والرياض، بهدف التوصل لاتفاق تاريخي يشمل اتفاقية دفاع مشتركة، وبدء مفاوضات التطبيع الجزئي مع إسرائيل، مع العلم أن الهدف المباشر لزيارة ابن سلمان للبيت الأبيض بعد غد الثلاثاء، وهي زيارة ذات تداعيات إقليمية واسعة النطاق، ومع ذلك، يُتوقع أنه حتى في حال الإعلان عن بدء المفاوضات الثلاثية، فإنها ستؤدي في البداية إلى اتفاقيات اقتصادية وتجارية، وليس سياسية، ويعود ذلك أساسًا إلى نفور السعودية من بعض أطراف ائتلاف نتنياهو".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "هناك تقدما ملحوظا في نقاط الخلاف بين الرياض وواشنطن، أما القضية المحورية محلّ الخلاف فهي رغبة السعودية بإنشاء منشأة نووية على أراضيها ذات قدرةٍ مستقلةٍ على تخصيب اليورانيوم، وتبرر مطلبها بتصريحات إيران حول عزمها على استئناف برنامجها النووي".

وأوضح أن "هناك حلٌّ محتملٌ يتمثل بمنشأةٍ نوويةٍ أمريكيةٍ على أراضيها، مع عمالٍ وحراسةٍ أمريكية، وليس واضحا ما إذا كانت إسرائيل مستعدا لمثل هذا الحل، لكن في المحادثات حول هذه القضية، هناك تقدمٌ يُتيح المجالَ لإنشاء منشأةٍ نوويةٍ مدنيةٍ في السعودية، ولكن ليس في المدى القريب".

وأشار زاكين إلى أن "سببُ زيارة بن سلمان لواشنطن هو التوقيع المتوقع على اتفاقيةٍ دفاعيةٍ موازيةٍ لتلك المُوقّعة مع قطر، وهنا يوجد اتفاقٌ شبه كاملٍ مع الأمريكيين، ويرى السعوديون أن إسرائيل قد تكون شريكة في هذه الاتفاقية، في إطار القيادة الإقليمية المشتركة التي تقودها القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، بزعم أنهم يثقون في قدراتها التي ظهرت في مهاجمة إيران وقطر، مع أن مروحيات عسكرية سعودية اعترضت طائرات إيرانية بدون طيار كانت في طريقها للاحتلال خلال حرب يونيو".

وأوضح الكاتب أنه "يتوقع الإعلان عن اتفاقيات مشتريات دفاعية واسعة النطاق، لاسيما طائرات إف35، حيث وافق البنتاغون بالفعل على بيعها للمملكة، وهي صفقة لا تزال تتطلب موافقة مجلس الوزراء الأمريكي وتوقيع ترامب، مع أنه تم بيعها حتى الآن لـ19 دولة، معظمها دول غربية، ولكن في الشرق الأوسط، تمتلك إسرائيل فقط هذه الطائرة المتقدمة الشبح، التي تعتبر جزءًا من ميزتها العسكرية النوعية على جيوش المنطقة، مع أن لديها النموذج المُحسّن والمتقدم بأنظمة فريدة من نوعها".

ونقل زاكين عن "مصادر دبلوماسية أن هناك ضمانات أمريكية للاحتلال بالمحافظة على تفوقه النوعي بعيد المدى، بما يتوافق مع النية الإسرائيلية والأمريكية لإبرام اتفاقية أمنية جديدة طويلة الأجل تشمل تعاونًا أوسع بكثير، حيث سيحصل الجيش على ميزة نوعية بالفعل في مراحل تطوير أكثر الأنظمة العسكرية تقدمًا في العالم، بجانب الجيش الأمريكي، وقبل الدول الأخرى التي تشتري الأسلحة الأمريكية بكثير".

وكشف أن "قضية أخرى تم حلها فعليًا هي المطالبة بالتقدم نحو دولة فلسطينية، وتم النص عليها بالفعل في خطة ترامب، ويتم تنفيذه الآن في مشروع قرار مجلس الأمن المتوقع التصويت عليه قبيل لقاء ترامب مع ابن سلمان، وبناءً على طلب سعودي، تم إجراء بعض التغييرات على مشروع قرار مجلس الأمن مقارنةً بنص خطة ترامب".

تشير هذه القراءة الإسرائيلية لزيارة ابن سلمان الى واشنطن، ولقائه مع ترامب، أنه فور تحديد موعد الاجتماع بين الاثنين، فإنه من الواضح بالفعل أن قضية إسرائيل ستكون جزءًا من جدول الأعمال، وبالتالي فإن السؤال هو التفاصيل فقط، والآن يبدو أنهم قريبون من النهاية، كما تسعى واشنطن وتل أبيب وصولا للتطبيع النهائي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية بن سلمان التطبيع الاحتلال السعودية ترامب السعودية الاحتلال التطبيع ترامب بن سلمان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

البرهان يتلقى وعدا من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بشأن الإمارات .. تفاصيل مكالمة هاتفية

متابعات تاق برس- كشفت مصادر مطلعة أن الأسبوع الماضي شهد مكالمة هاتفية بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تناولت تطورات الحرب في السودان والدور الإقليمي فيها.

وبحسب المصادر، أبلغ البرهان ولي العهد السعودي أن إنهاء الحرب في السودان لن يتحقق دون ضغط أمريكي مباشر على الإمارات، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع تحولت إلى “آلة قتل”. وأكد أن الصراع القائم ليس مجرد مواجهة بين “جنرالين”، بل حرب ضد فظائع تُرتكب بحق المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.

 

وكشف موقع “ميدل إيست آي” في تقرير أعده شون ماثيوز وأوسكار ريكيت، عن وعد من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بأنه سيفتح موضوع دور الإمارات في السودان خلال زيارته الأسبوع المقبل إلى واشنطن، ولقائه مع الرئيس دونالد ترامب.

 

 

ونقل الموقع عن عدد من المصادر العربية والغربية قولها إن التحرك جاء بعد مكالمة هاتفية بين بن سلمان والبرهان الأسبوع الماضي. وستكون خطوة نادرة من ولي العهد السعودي للانخراط مع ترامب في موضوع السودان.

وظل النزاع السوداني الذي اندلع قبل عامين في خلفية الاهتمام الأمريكي بسبب الحرب في غزة وضرب إيران والوضع في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، العام الماضي. وعاد الاهتمام بالسودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث ارتكب مقاتلوها مذابح جماعية وعمليات اغتصاب وضعت الحرب في السودان بمركز الاهتمام. ودعمت الإمارات قوات الدعم السريع طوال الحرب، وأمدّتها بالمساعدات العسكرية من خلال خطوط إمدادات عبر جنوب- شرق ليبيا وتشاد وميناء بوساسو في الصومال.

وذكرت مصادر متعددة تراقب الحرب لموقع “ميدل إيست آي” أن بياناتها الداخلية كشفت عن حرب إعلامية كانت دائرة بالفعل بين حسابات التواصل الاجتماعي المدعومة من الإمارات، وحسابات التواصل الاجتماعي المدعومة من السعودية. وتسعى الحسابات المرتبطة بالإمارات إلى تشويه سمعة الصحافيين والمنظمات التي تنشر تقارير عن فظائع قوات الدعم السريع، بينما تعمل الحسابات المرتبطة بالسعودية على ترويج المحتوى نفسه.

ونقل الموقع عن مصدر سوداني مطلع على المكالمة بين محمد بن سلمان والبرهان، قوله إن الجنرال أبلغ ولي العهد باستحالة انتهاء الحرب في السودان دون ضغط أمريكي على الإمارات.

وأضاف المصدر لموقع “ميدل إيست آي” أن بن سلمان وعد البرهان بمناقشة الأمر مع ترامب.

وقال دبلوماسي عربي في المنطقة للموقع أيضا، بأن أبوظبي تتوقع أن تسفر زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن عن مثل هذا الضغط.

وقال مسؤول غربي مطلع على خطط مناقشة الوضع في السودان لموقع “ميدل إيست آي” إن ولي العهد السعودي يرى أن هناك فرصة لتغيير موقف ترامب من الحرب ودور الإمارات فيها. وتعاون البلدان في ملفات عدة مثل الحرب في اليمن ومقاطعة قطر قبل عدة سنوات، ولكنهما يبدوان الآن متنافسين في اليمن، حيث تدعم الإمارات حكومة انفصالية في الجنوب على خلاف مع الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية.

من جانبها، كثفت مصر، الشريك القريب للإمارات، دعمها العسكري للجيش السوداني، إلى جانب تركيا. وقال حسين إبيش، الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، لموقع “ميدل إيست آي”: “عندما تتفق مصر والسعودية بشأن قضية ما، يكون هناك إجماع عربي”. وأضاف: “فيما يتعلق بالسودان، وغيره من الملفات، تخالف الإمارات هذا الإجماع”.

وأضاف إبيش أن السعودية والإمارات تشعران براحة أكبر في التعبير عن خلافاتهما نظرا لتراجع القلق بشأن إيران في عاصمتيهما. “إذا لم يشعرا بالتهديد من إيران، فلن يشعرا بالحاجة إلى التوافق في كل قضية. لذلك، يشعران بحرية التنافس”.

وفي الوقت الذي زادت فيه الإمارات من دعمها للجنرال محمد حمدان دقلو، قائد الدعم السريع، إلا أن السعودية قدمت نفسها كوسيط. وأفادت مصادر سودانية وغربية متعددة لموقع “ميدل إيست آي” أن الرياض كانت تفضل طوال الحرب الاستقرار المفترض الذي توفره القوات المسلحة السودانية.

ومع ذلك، لا يتوقع سوى عدد قليل من الدبلوماسيين الأمريكيين أو العرب أن يكون السودان الموضوع الرئيسي للنقاش خلال زيارة ولي العهد، وسيكون التركيز على صفقات الأسلحة والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية.

الإماراتالبرهانمحمد بن سلمان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اليوم: تقدم في مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل برعاية أمريكية
  • الرئيس السيسي: الإنجازات التي تحققت لم تكن نتيجة جهد فردي بل تعاون الجميع
  • الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها السادس وتُحيل عددًا من الموضوعات إلى جلسات المجلس
  • هذه هي المنتجات التي ترفض إسرائيل السماح بدخولها إلى غزة
  • واشنطن بوست: البيت الأبيض يكافئ ابن سلمان بـ عشاء دولة على أمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل
  • رسالة مباشرة من ترامب لولي العهد السعودي: آن أوان التطبيع مع إسرائيل
  • ملك السعودية وولي عهده يعزيان الرئيس أردوغان بضحايا الطائرة المنكوبة
  • البرهان يتلقى وعدا من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بشأن الإمارات .. تفاصيل مكالمة هاتفية
  • تهمها مصلحة لبنان والشعب.. كرامي: لا يسعنا إلا أن نشكر السعودية