شرطة عُمان السلطانية.. حُماة الحق وركيزة استراتيجية في مسيرة النهضة المتجددة
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
◄ التطورات المتلاحقة تترجم قدرة الشرطة على مواكبة التحولات الوطنية الكبرى
◄ منظومة أمنية وخدمية متكاملة في مختلف المحافظات
◄ تطوير 650 نظامًا وخدمة إلكترونية متكاملة لتحقيق الإدارة الذكية
◄ جهود متواصلة لتعزيز منظومة التحري والبحث الجنائي
◄ مواصلة تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية
مسقط- الرؤية
على امتداد مسيرة النهضة العُمانية المتجددة، تواصل شرطة عُمان السلطانية أداء رسالتها النبيلة في حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار، مستلهمةً من الرؤية السديدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه، وقد شكّلت إنجازاتها خلال الأعوام الماضية شاهدًا على تطورها المؤسسي والتقني والإنساني؛ بما يعكس قدرتها على مواكبة التحولات الوطنية الكبرى في مسيرة البناء والتقدم.
وانطلاقًا من هذا النهج، أضحت شرطة عُمان السلطانية نموذجًا وطنيًا رائدًا في الأداء الأمني والخدمي، تستند إلى تخطيطٍ استراتيجي ورؤيةٍ علمية تمكّنها من أداء واجبها بكفاءة، وتطوير منظومة خدماتها بما ينسجم مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040". ومن خلال حضورها في جميع محافظات سلطنة عُمان، تكرّس الشرطة مفهوم الأمن الشامل القائم على الوقاية والاستجابة السريعة، لتظلّ دائمًا الدرع الواقي للوطن، والسند الأمين لمسيرته الحضارية المتجددة.
منظومة أمنية متكاملة
ترتكز قيادات شرطة عُمان السلطانية ووحداتها ومراكزها في جميع محافظات سلطنة عُمان، لتؤدي أدوارها الأمنية والخدمية وفق منظومة متكاملة تستند إلى الانضباط والدقة الميدانية. وتعمل هذه القيادات على تعزيز الأمن والطمأنينة من خلال الانتشار اليومي للدوريات، ومتابعة حركة السير، والاستجابة السريعة للحوادث والبلاغات، بالتكامل مع وحدات شرطة المهام الخاصة التي تضطلع بمهام التدخل والإسناد في المواقف الطارئة.
كما تُعد مراكز خدمات الشرطة المنتشرة في الولايات واجهة حضارية تعكس قرب الشرطة من المجتمع، إذ تقدّم خدمات الأحوال المدنية والجوازات والمرور وفق معايير الجودة والسرعة والسهولة، بما يجسد مفهوم الشرطة العصرية القائمة على خدمة الإنسان وتعزيز الثقة المجتمعية.
تُعدّ شرطة عُمان السلطانية من ركائز التحول الرقمي في العمل الحكومي، إذ طوّرت أكثر من 650 نظامًا وخدمة إلكترونية متكاملة تُجسّد نموذجًا وطنيًا في الإدارة الذكية وجودة الخدمات. وقد توسّعت الشرطة في تقديم خدماتها عبر الهواتف الذكية وأجهزة الخدمة الذاتية، مثل الهوية الرقمية البديلة لجواز السفر، وإظهار الوثائق الرسمية إلكترونيًا.
تواصل شرطة عُمان السلطانية تعزيز منظومة التحري والبحث الجنائي عبر تحديث الإمكانات التقنية وتأهيل الكوادر المتخصصة؛ إذ حصلت إدارة المختبر الجنائي وقسم البصمات على شهادة الاعتماد الدولية (ISO/IEC 17025) تأكيدًا لكفاءتها ودقة أدائها. كما تم تطوير المختبر الرقمي بأحدث الأنظمة لتحليل الأدلة الإلكترونية ومكافحة الجرائم السيبرانية، إلى جانب توسيع قاعدة البيانات الحيوية (Biometric) وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل أنماط الجريمة.
وتعزّز الشرطة تعاونها مع الأجهزة الإقليمية والدولية لتبادل الخبرات، ما أثمر عن تطور نوعي في قدرات الرصد والتحقيق، كما عزّز مركز الأمن الإلكتروني قدراته في حماية البيانات ومواجهة التهديدات السيبرانية، ما مكّن الشرطة من نيل جائزة التميز في الأمن السيبراني لعام 2025، تأكيدًا لريادتها التقنية ودورها في بناء حكومة إلكترونية متكاملة تواكب متطلبات العصر، وريادة سلطنة عُمان في حماية البنية الرقمية والأمن الوطني.
مكافحة المخدرات وغسل الأموال
تولي شرطة عُمان السلطانية قضية مكافحة المخدرات وغسل الأموال أهمية قصوى لما تمثله من تهديد للأمن المجتمعي والاقتصادي. وانطلاقًا من التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- تعمل الجهات المعنية على تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية (2023- 2028)؛ لتوحيد الجهود في الوقاية والعلاج والتأهيل والتوعية.
وتنظّم الشرطة حملات ميدانية وتوعوية تستهدف فئة الشباب، وتدعم برامج إعادة تأهيل المتعافين ودمجهم في المجتمع، ترجمةً لدورها الإنساني والوقائي. كما حققت السلطنة إنجازًا دوليًا بانضمام المركز الوطني للمعلومات المالية إلى مجموعة إيجمونت العالمية عام 2024، بما يعزز التعاون الدولي في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وحماية الاقتصاد الوطني.
التدريب والتأهيل
ويحظى التدريب والتأهيل في شرطة عُمان السلطانية بأهمية كبرى بوصفهما أساس التطوير المهني ورفع كفاءة الأداء الشرطي. وجاء المرسوم السلطاني رقم (72/2023) ليُعيد تنظيم كلية الشرطة ويمنحها صلاحيات أكاديمية أوسع لتمكين الضباط المرشحين من الحصول على درجة البكالوريوس في العلوم الشرطية والقانونية. ونتيجة لجهود أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة في تطوير المناهج ورفع كفاءة الكادر الأكاديمي، وتعزيز البحث العلمي وتوفير الموارد اللازمة، فقد حصلت الأكاديمية على الاعتماد المؤسسي من الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم بعد استيفائها لجميع المعايير المؤسسية المطلوبة.
وتضم أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة مجموعة من المعاهد المتخصصة للضباط والرتب الأخرى والمستجدين والشرطة النسائية، إضافة إلى مجمع التطبيقات العملية الذي يوفّر بيئة تدريبية واقعية متكاملة. كما عقدت الأكاديمية شراكات علمية مع جامعات عُمانية وأكاديميات عسكرية لتعزيز البحث والتأهيل، وترسيخ نموذج الشرطي المُجيد المتمكن علميًا ومهنيًا.
ويؤدي مركز البحوث والدراسات بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة دورًا رائدًا في تطوير الأداء الأمني عبر توظيف البحث العلمي لخدمة العمل الشرطي ودعم اتخاذ القرار. كما تُعد مجلة «الأمانة» المحكمة إحدى أهم إصداراته، إذ تُسهم في نشر الدراسات الأمنية والقانونية وتعزيز المعرفة المؤسسية. ويعمل المركز على تمويل البحوث التطبيقية واستثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في التحليل والرصد والتدريب، لترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع في بيئة العمل الشرطي. وتواصل شرطة عُمان السلطانية من خلال هذا التوجه ترسيخ نهج التطوير القائم على المعرفة والبحث العلمي الهادف.
وتُعدّ الإدارة العامة للجمارك ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني وتيسير حركة التجارة، إذ طوّرت نظامها الإلكتروني المتكامل «بيان» الذي يضم أكثر من 495 خدمة ويرتبط بـ74 جهة حكومية وخاصة، ما جعل منه منصة وطنية متقدمة للتخليص الجمركي وتبادل البيانات بدقة وسرعة.
وأسهم النظام في تسهيل الإجراءات وتقليل زمن المعاملات ورفع كفاءة الرقابة الجمركية، بما يعزز الشفافية ويحفّز الاستثمار. وتتويجًا لهذه الجهود، نالت شرطة عُمان السلطانية جائزة الابتكار الحكومي لعام 2025 عن نظام «بيان»، تأكيدًا لريادتها في دمج التقنية الحديثة بالعمل الأمني والخدمي.
وتضطلع الإدارة العامة للمرور بدور محوري في تنظيم الحركة المرورية وتعزيز سلامة مستخدمي الطريق، من خلال أكثر من 53 موقعًا خدميًا ومعاهد متخصصة للتدريب والتوعية في مختلف المحافظات. وتعمل الإدارة على غرس الثقافة المرورية في النشء عبر مدارس مرورية مصغّرة للأطفال، ضمن نهج وقائي مستدام. كما حققت المنظومة المرورية نقلة نوعية في الربط الإلكتروني مع أنظمة الجمارك والأحوال المدنية والتأمين ووكالات المركبات، مما سهّل إجراءات التسجيل والفحص الفني. وقد تُوّجت هذه الجهود بحصولها على جائزة الاتحاد الدولي للطرق (IRF) في فئة السلامة على الطريق، وجائزة أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي لعام 2025 عن مشروع نظام متابعة حركة المرور الذكي.
وتؤدي قيادة شرطة خفر السواحل دورًا حيويًا في حماية السواحل العُمانية ومكافحة التسلل والتهريب، وقد تم تزويدها بزوارق حديثة مجهزة بأحدث أنظمة الملاحة والاتصال، مما عزّز قدرتها على الاستجابة السريعة للحوادث البحرية. كما حصلت القيادة عام 2024 على الاعتماد الدولي لتشغيل النظام العالمي للاستغاثة والسلامة البحرية (GMDSS)، لتقديم برامج تدريبية متخصصة بمعايير عالمية.
ويسهم طيران الشرطة بدور محوري في العمليات المتقدمة لاسيما أثناء الأزمات؛ إذ يعد مساهمًا رئيسًا في عمليات البحث والإنقاذ ونقل المؤن إلى المناطق التي يتعسر الوصول إليها، كما تعد الإدارة العامة لطيران الشرطة مساندًا كبيرًا للتشكيلات المختلفة وتعمل على تسيير طلعات متنوعة وفق المقتضى، كما تؤدي مهام الاجلاء الطبي في دور يعكس مهامها الإنسانية والوطنية من خلال كوادر بشرية متخصصة نالت قدرًا وافرًا من التأهيل لبلوغ هذه الغاية السامية.
وتبرز قيادة شرطة الخيالة بدورها في تسيير الدوريات في المواقع التي يصعب الوصول إليها والبحث عن المفقودين والمخدرات والمتفجرات والمشاركة في الفعاليات الوطنية والبطولات الدولية، وقد حققت إنجازًا علميًا عام 2025 بدراسة حول تأثير المكمل الغذائي (EBN) على الخيول العربية، ما يعكس تكامل العلم والميدان في العمل الشرطي بالإضافة إلى حصولها على جوائز متقدمة في المسابقات الإقليمية والمحلية.
ويُعد اتحاد الشرطة الرياضي أحد ركائز تنمية النشاط البدني والمهارات بين منتسبي شرطة عُمان السلطانية، إذ يجمع بين التدريب البدني وتعزيز روح الفريق والمنافسة الشريفة. وقد أثبتت الفرق الشرطية حضورًا متميزًا في البطولات الإقليمية والدولية، محققة مراكز متقدمة أبرزها فوز الفريق النسائي بالمركز الثاني في بطولة الشرطة العربية للرماية بالمسدس 2025م في تونس، وحصول فريق الرجال على المركز الرابع.
كما نالت فرق شرطة عُمان السلطانية مراكز متقدمة في مسابقات السرعة والقناصة والتخلص من المتفجرات، ما يعكس كفاءة التدريب وجاهزية المنتسبين، ويؤكد حرص شرطة عُمان السلطانية على الجمع بين القوة البدنية والانضباط المهني في مختلف ميادين الأداء.
ويُعد الإعلام الأمني في شرطة عُمان السلطانية جسرًا فاعلًا بين الشرطة والمجتمع، يهدف إلى تعزيز الوعي العام ونشر ثقافة الأمن الوقائي. ويواكب الإعلام الشرطي التقنيات الحديثة في النشر والبث عبر المنصات الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي، إلى جانب القناة الرسمية للشرطة على "يوتيوب".
كما تنفّذ إدارة العلاقات والإعلام الأمني حملات توعوية مستمرة بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة، أبرزها حملات مكافحة الابتزاز والاحتيال الإلكتروني، والتوعية بمخاطر إيواء وتشغيل المتسللين، تأكيدًا لنهج الشرطة في بناء مجتمع واعٍ متعاون يسهم في حفظ الأمن والنظام.
وتُجدِّد شرطة عُمان السلطانية في يوم الوطن المجيد عهدها بالولاء والوفاء للمقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتؤكد استمرارها في أداء رسالتها النبيلة لحفظ الأمن وصون المكتسبات الوطنية. وتواصل الشرطة، بعزم رجالها ونسائها، مسيرة التحديث والتطوير في مختلف المجالات الأمنية والخدمية، مستلهمة رؤى القيادة الحكيمة في بناء جهاز عصري يُجسّد قيم الإخلاص والانضباط والكفاءة، ويظلّ دائمًا درعًا للوطن ورمزًا لأمنه وازدهاره.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خطف 25 تلميذة على يد مسلحين في نيجيريا
أعلنت الشرطة النيجيرية أنّ مسلحين من عصابة إجرامية اختطفوا 25 فتاة في هجوم على مدرسة ثانوية للبنات في شمال غرب البلاد فجر اليوم الاثنين.
وقالت الشرطة إن أفراد العصابة، الذين كانوا يحملون "أسلحة متطورة ويُطلقون النار عشوائيا، اقتحموا مدرسة البنات الحكومية" في ولاية كيبي قرابة الساعة الرابعة فجرا (03,00 ت غ).
وأضافت أن عناصر الشرطة انتشروا في الموقع، لكن "للأسف، كان قطّاع الطرق المشتبه بهم قد تسلّقوا جدار المدرسة وخطفوا 25 تلميذة من سكنهن إلى جهة مجهولة".
وقتل أفراد العصابة أحد أعضاء هيئة التدريس هو حسن ماكوكو، بينما أصيب مدرّس يدعى علي شيخو في يده.
وأفادت شرطة كيبي بنشر فريق يضم عناصر شرطة وجنودا وعناصر من قوات محلية، لـ"تمشيط الطرق التي سلكها قطاع الطرق والغابة المجاورة" بهدف "إنقاذ التلميذات المختطفات ومحاولة القبض على مرتكبي هذا العمل الشنيع".
تنتشر في الشمال الغربي في نيجيريا عصابات تعرف باسم "قطاع الطرق" تهاجم القرى.