المبادرات المجتمعية في محافظة ذمار… تعاون محلي من أجل التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
يمانيون | تقرير
تبرز المبادرات المجتمعية كأداة قوية للتنمية المحلية، حيث تساهم هذه المبادرات في تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية، وذلك بفضل التعاون المستمر بين المجتمع المحلي والسلطات المعنية.
ومن تحسين الطرق الريفية إلى دعم قطاع التعليم وتعزيز الأمن المائي، تترابط هذه المبادرات لتشكل نموذجًا حيًا للتنمية المستدامة التي تحققها المجتمعات المحلية في ظل الظروف الصعبة.
في هذا السياق تم تدشين العديد من المبادرات المجتمعية في محافظة ذمار خلال هذا الأسبوع في عدد من المجالات نستعرضها في التقرير التالي:
إصلاح عقبة السريح بوصاب العالي
ففي قلب مديرية وصاب العالي، نفذ المجتمع المحلي مبادرة لإصلاح عقبة السريح، واحدة من أهم الطرق في المنطقة التي كانت تمثل عقبة حقيقية أمام حركة المواطنين.
المبادرة التي جاءت بتنسيق بين الجمعية التعاونية الزراعية ومتعاونين محليين، بتوجيهات من الشيخ إبراهيم العفيف ومسؤولين آخرين، تمثل تجسيدًا حيًا للتكافل الاجتماعي، حيث شارك العديد من أفراد المجتمع في أعمال الإصلاح.
وأكد عبدالرزاق الظهبري، الذي قاد المبادرة بمساعدة من الدكتور هلال الأهدل وعدد من فاعلي الخير”هذه المبادرة هي جزء من سلسلة من الجهود المجتمعية التي تهدف إلى تحسين حياة الناس، وذلك بتعاون كل الفئات المجتمعية”،
كما تجسد التعاون بين جميع الأطراف بهدف تسهيل حركة المواطنين وربط القرى بعضها ببعض.
ومن هنا، يتبين كيف أن إصلاح الطريق لا يقتصر على كونه مجرد عمل خدمي، بل هو خطوة نحو تعزيز الاتصال الاجتماعي والتنموي في المنطقة.
إعادة تأهيل طريق الدعيرة الزراعي في ميفعة عنس
واستمرارًا في تعزيز البنية التحتية، انطلقت مبادرة مجتمعية أخرى في مديرية ميفعة عنس، حيث تم تدشين العمل في إعادة تأهيل الطريق الزراعي الرابط بين قريتي الدعيرة السفلى والعليا.
هذا الطريق يعد شريانًا حيويًا للقطاع الزراعي، فهو يربط المزارعين بأسواقهم ويسهل حركة المواد الزراعية.
في هذا السياق، أشاد الشيخ عبدالله الجراشي، مدير عام المديرية، بالجهود المبذولة، مشيرًا إلى أن المبادرة تتماشى مع التوجهات العامة لدعم الاقتصاد الوطني من خلال تحسين البنية التحتية الزراعية.
هذه المبادرة، التي شارك فيها المجتمع المحلي مع الدعم الفني من السلطات المحلية ووحدة التدخلات الطارئة، تكمل ما بدأته مبادرة إصلاح عقبة السريح في وصاب العالي، حيث تركزت الجهود على تحسين طرق التواصل بين المناطق الزراعية وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي.
التوسع التعليمي في ضوران
وفي نفس السياق، تأتي المبادرات التعليمية لتكمل جهد تحسين البنية التحتية في المحافظة، حيث نفذت مديرية ضوران مبادرة لبناء ثلاثة فصول دراسية لتوسعة مدرسة العر الأسفل.
المبادرة تهدف إلى تخفيف التكدس في الفصول الدراسية وتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب، في وقت يشهد فيه قطاع التعليم ضغوطًا متزايدة بسبب تزايد أعداد الطلاب.
وفي هذا الإطار، أكد العميد أحمد الصيح، مدير عام المديرية، خلال زيارة ميدانية للاطلاع على سير العمل في المبادرة، أن التعليم يمثل الأساس لبناء الأجيال القادمة وتحقيق التنمية المستدامة.
هذه المبادرة، التي شاركت فيها المجتمعات المحلية جنبًا إلى جنب مع السلطات المحلية، تمثل خطوة هامة نحو تحقيق التنمية التعليمية وتوسيع نطاق الفرص التعليمية للطلاب، مما يعكس ربطًا وثيقًا بين المبادرات المجتمعية والاحتياجات الأساسية للمواطنين.
مشروع “غيل حلحل” في الجنبين العالي
وتكمل مبادرة “غيل حلحل” في عزلة الجنبين العالي بمديرية مغرب عنس الجهود السابقة بتقديم حل طويل الأمد لمشكلة المياه في المنطقة.
المشروع الذي يُعد المصدر الوحيد لمياه الشرب في قرى الجرين والصلبة، يعكس أهمية توفير مياه الشرب النظيفة في مناطق نائية، إضافة إلى دوره الحيوي في دعم القطاع الزراعي من خلال توفير المياه اللازمة للري.
وبينما تتواصل الجهود لتحسين البنية التحتية الزراعية، يأتي هذا المشروع كجزء مكمل لمبادرة تحسين الطرق الريفية في المنطقة، حيث يعزز من قدرة المزارعين على الاستفادة من المياه في ري أراضيهم الزراعية.
وأكد رئيس مغرب عنس التعاونية أحمد علي الفلاحي”مشروع غيل حلحل هو أكثر من مجرد تأمين مياه الشرب، بل هو خطوة أساسية نحو تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة”.
وتتكامل هنا المبادرات المجتمعية من خلال توفير الموارد الأساسية التي تساعد في تحسين جودة الحياة وتدعم استدامة التنمية الزراعية.
رصف طريق ربيب جعيرة
وأخيرًا، تأتي مبادرة رصف طريق ربيب جعيرة بموسطة بني قشيب في جبل الشرق كحلقة إضافية في سلسلة المشاريع التنموية التي تسعى إلى تحسين حياة المواطنين في المناطق الجبلية.
المبادرة، التي نفذتها جمعية جبل الشرق التعاونية الزراعية، هي جزء من جهود متواصلة لتحسين البنية التحتية وربط المناطق الزراعية بمراكز الخدمات الأساسية.
وأكد فهد المثنى، رئيس الجمعية “مبادرة رصف الطريق هي انعكاس لروح التكافل الاجتماعي في المديريةط.
وبينما تعمل الجمعية على توفير مادة الإسمنت، تساهم السلطات المحلية في توفير الدعم اللوجستي لضمان استمرار العمل في المشروع.
هذه المبادرة تؤكد على أن التعاون بين المجتمع المحلي والسلطات ليس فقط يعزز من استدامة المشاريع ولكن أيضًا يعكس إرادة جماعية قوية لتحقيق التنمية المحلية.
ختاماً
من إصلاح الطرق إلى توفير المياه والتعليم، تواصل محافظة ذمار تعزيز التنمية المستدامة من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية التي تتكامل مع الجهود الحكومية لتوفير الخدمات الأساسية وتحسين جودة الحياة.
ولاتقتصر هذه المبادرات على البنية التحتية فقط، بل تمثل أيضًا تجسيدًا حقيقيًا للروح المجتمعية والعمل الجماعي في مواجهة التحديات.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تحسین البنیة التحتیة المبادرات المجتمعیة المجتمع المحلی هذه المبادرة فی المنطقة من خلال
إقرأ أيضاً:
في إطار تعزيز الشراكة المجتمعية ودعم مبادرات القطاع الخاص لخدمة بيوت الله ... وكيل وزارة الأوقاف يكرّم مجموعة شاطئ البحر تقديراً لمبادرتها في صيانة المساجد وتجديد سجادها
كرّم سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مجموعة شاطئ البحر؛ تقديراً لمبادرتها الرائدة في صيانة عدد من المساجد وتجديد سجادها، في خطوة تعكس حسًّا وطنيًا رفيعًا ومسؤولية مجتمعية واعية، وإسهامًا فعّالًا في خدمة بيوت الله وتطوير بيئة العبادة وتوفير الراحة للمصلين.
وجرى التكريم خلال حفل نظمته الوزارة ممثلةً في إدارة الشؤون الهندسية، بحضور عدد من المسؤولين ومديري الإدارات، في احتفاء يؤكد أهمية التعاون والشراكة الهادفة بين القطاعين الحكومي والخاص في دعم رسالة المساجد وتعزيز دورها الروحي والمجتمعي.
وأشارت الوزارة إلى أن المبادرة تمثل نموذجًا يُحتذى للشراكات البنّاءة التي تعود بالنفع على المجتمع وترسّخ قيم العطاء والمسؤولية الوطنية.
وخلال الحفل، ألقى السيد محمد يوسف آل إبراهيم، مدير إدارة الشؤون الهندسية، كلمة رحّب فيها بالحضور، مؤكدًا اعتزاز الوزارة بهذه الشراكة المميزة التي تعزّز رسالة المساجد ومكانتها في المجتمع، موضحًا إن مبادرة مجموعة شاطئ البحر تركت أثرًا ملموسًا في عدد من المساجد، إذ اكتست بحلّة جديدة تليق بقدسيتها ومكانتها، مؤكدًا إن نجاح هذه المبادرات يأتي ثمرة تعاون مثمر بين القطاعين الحكومي والخاص، وتجسيدًا للإيمان المشترك بأن خدمة بيوت الله شرف عظيم ومسؤولية كبيرة، كما دعا مؤسسات وشركات القطاع الخاص إلى مواصلة تقديم المبادرات التي تخدم بيوت الله وتعزز قيم التكافل والعطاء في المجتمع القطري.
من جانبه، أكد السيد سالم سعيد المهندي، الرئيس التنفيذي لمجموعة شاطئ البحر، فخر المجموعة بالمشاركة في هذه المبادرة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، معتبرًا أن صيانة وتهيئة المساجد واجب وطني وشرف عظيم، وأشار إلى أن دعم جهود الوزارة في تطوير مرافق المساجد ورفع جودة خدماتها يمثل استثمارًا حقيقيًا في تعزيز الهوية الإسلامية وترسيخ القيم الأخلاقية التي يقوم عليها المجتمع القطري، مؤكدًا إن المجموعة سخّرت خبراتها وإمكاناتها لتنفيذ أعمال الصيانة وفق أعلى المعايير لضمان استدامة المرافق وتحسين بيئة العبادة للمصلين، متمنيًا أن تكون هذه المبادرة في ميزان حسنات القائمين عليها، وأن يديم الله على قطر الأمن والخير والرخاء.
واختتم الحفل بإشادة وزارة الأوقاف بدور القطاع الخاص في دعم المشاريع المجتمعية والتنموية، مؤكدة أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التي تسهم في الارتقاء ببيوت الله وخدمة روادها، وتعزّز الانسجام بين قيم المجتمع القطري ورسالته الحضارية.