مطعم بكوريا الجنوبية يمنع تناول الطعام بدون الزوجات!

 

 

 

الرؤية- كريم الدسوقي

 

لم يكن أحد يتوقع أن لافتة صغيرة معلقة على باب مطعم للنودلز في مدينة يئوسو الكورية الجنوبية ستشعل هذا القدر من الجدل، لكنها فعلت ذلك تمامًا؛ فالمكان الذي اعتاد عليه الزبائن كوجهة سريعة وشهية لتناول المعكرونة الساخنة، قرر أن يضع حدا نهائيا لدخول الزبائن الذين يأتون بمفردهم، وبطريقة صادمة أثارت ردود فعل واسعة داخل البلاد وخارجها.

بدأت القصة عندما لاحظ رواد المكان ورقة كبيرة بجانب الباب تحمل 4 خيارات هي: "1- ادفع ثمن طبقين، 2- كُل طبقين، 3- اتصل بصديق، 4- تعال مع زوجتك في المرة المقبلة"، وإلى جانبها شعار: "نحن لا نبيع الوحدة.. رجاء لا تأتِ وحدك".

هذه العبارة انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الكورية، لتتحول سريعا إلى موضوع نقاش وطني حول ظاهرة "الأكل منفردا" التي تزداد حدتها في البلاد منذ سنوات.

ورغم أن ثقافة تناول الطعام انفراديا أصبحت شائعة عالميا، إلا أن الكثير من المطاعم في كوريا الجنوبية لا تزال تعتبرها عبئا اقتصاديا، فمع ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة والعمالة، ترى هذه المطاعم أن مقعدا فارغا على طاولة تتسع لأربعة يعني خسارة محتملة، لذلك بات بعض أصحاب المطاعم يفضلون رفض الزبائن المنفردين حتى لو كانت الطاولات خالية.

هذا ما أكده مستخدمون اشتكوا عبر منصاتهم الرقمية من تجارب مشابهة؛ إذ قال أحدهم إنه انتظر ساعة كاملة في الطابور قبل أن يُبلّغ بأن المطعم "لا يستقبل من يتناولون الطعام وحدهم"، رغم وجود طاولات شاغرة.

من جهتهم، يدافع أصحاب المطاعم عن موقفهم بالقول إن لهم الحق في اختيار زبائنهم، وأن القوانين الكورية تعتبر ذلك قرارا مشروعا لا يخالف قواعد التجارة العادلة.

وتُظهر بيانات حديثة في مارس الماضي أن من بين 170 ألف مطعم في كوريا الجنوبية، لا يقدّم سوى 10.4% منها وجبات مخصصة لشخص واحد.

الأغرب أن القضية تتكرر بطرق أكثر حدة؛ ففي يوليو الماضي، حاولت يوتيوبر تناول الطعام وحدها وطلبت طبقين لتفادي الرفض، لكن طاقم المطعم وبخها وطلب منها الإسراع، فيما تساءل بعض العاملين بصوت مسموع عن المدة التي ستستغرقها لإنهاء الطعام، ما كشف حجم حساسية هذه الظاهرة في المجتمع الكوري.

ورغم الجدل المتواصل، يبدو أن النقاش حول "حق الفرد في تناول طعامه بمفرده" سيظل مفتوحا، وسط مجتمع يتغير بسرعة لكنه لا يزال يواجه صراعا بين التقاليد والواقع الجديد للحياة الحديثة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية