بدأ الجيش الإسرائيلي خطوات عملية لإزالة الأنقاض في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تمهيداً لإقامة منطقة توصف بأنها “إنسانية” وتحمل اسم “غزة الجديدة”، وفق ما أفادت به مصادر إسرائيلية مطلعة.

وتأتي هذه التحركات في سياق ضغوط أمريكية متزايدة على تل أبيب لدفعها نحو المرحلة التالية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى وضع إطار لإنهاء الحرب في القطاع، بحسب المصادر ذاتها.

ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 69785 شهيدا و170965 مصاباجيش الإحتلال يواصل بحثه عن مقاومي رفح.. والتعرف على جثة إسرائيلي في غزة

ووفق ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، يستعد الجيش لإدخال معدات هندسية ثقيلة إلى رفح خلال الأيام المقبلة لتجهيز المساحات المخصصة للمنطقة الجديدة، التي يفترض أن تستوعب آلاف الفلسطينيين، على أن تقام في منطقة خالية من نفوذ حركة حماس.

كما أشارت المصادر إلى أن جهات أمنية إسرائيلية أطلعت مليشيات مسلحة عميلة متعاونة مع إسرائيل على تفاصيل الخطة، في ظل ترتيبات أمريكية تقضي بأن تشرف قوة عسكرية أجنبية لاحقاً على المنطقة، مع بقائها تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة، نظراً لرفض الدول المشاركة نشر قواتها في مناطق ما زالت حماس تسيطر عليها.

وفي موازاة ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية بإزالة مخلفات المتفجرات وضخ الإسمنت داخل الأنفاق في رفح، ضمن سلسلة تحضيرات تعتبرها إسرائيل جزءاً من جهودها لتدمير البنية التحتية العسكرية لحركة حماس، سواء تم التوصل إلى اتفاق نهائي أم لا.

وتندرج خطة إنشاء “غزة الجديدة” ضمن رؤية إسرائيلية أوسع لإقامة منطقة إنسانية جنوب القطاع، تهدف – وفق الرواية الإسرائيلية – إلى إعادة تنظيم الوضع الإنساني عبر نقل آلاف المدنيين إليها، بعيداً عن مناطق النفوذ العسكري للحركة.

طباعة شارك الجيش الإسرائيلي مدينة رفح قطاع غزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي مدينة رفح قطاع غزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس

إقرأ أيضاً:

لا حديث عن المرحلة الثانية.. ماذا تريد واشنطن وتل أبيب؟

يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل بدأتا العمل على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية دون الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل، وذلك بسبب عجز الأميركيين عن تشكيل قوة حفظ الاستقرار الدولية، كما يقول خبراء.

فبعد 6 أسابيع من دخول الاتفاق حيز التنفيذ لا تزال قوات الاحتلال تنفذ عمليات عسكرية يومية في مناطق مختلفة بالقطاع، في حين يتواصل إغلاق كافة المعابر البرية وتقييد دخول المساعدات بشكل كبير جدا.

وفي الوقت نفسه، لم يعد الحديث عن بدء المرحلة الثانية قائما، حيث تصر إسرائيل على جعل نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عنوانا رئيسيا لها، وهو أمر لم تقبل به المقاومة رسميا، حسب أستاذ النزعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات.

ووفق ما قاله فريحات في تحليل للجزيرة، فقد قبلت المقاومة بالمرحلة الأولى فقط من الاتفاق والتي شملت وقف الحرب وتسليم الأسرى، لكنها لم تقبل رسميا بمرحلة نزع سلاحها الذي يتطلب مفاوضات بشأن طبيعة طريقة تنفيذه والطرف الذي سيتسلم هذا السلاح والنتائج التي ستترتب على هذا الأمر.

بدء نزع السلاح

والواضح حاليا -برأي فريحات- أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا ترغبان في التفاوض بشأن هذه المسألة، وأنهما بدأتا بالفعل العمل على نزع السلاح دون موافقة الطرف الفلسطيني.

فنزع سلاح حماس كان ولا يزال أحد أهم أهداف الحرب التي يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن بنيامين نتنياهو يريد القول للإسرائيليين إنه نجح في تحقيقه من خلال خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا سيما أنه دخل موسم الانتخابات.

لذلك، يواصل نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية الضغط بالطرق العسكرية والإنسانية، لإجبار كافة الأطراف على جعل نزع السلاح عنوانا للمرحلة الثانية التي لن يقبل بدخولها دون تحقيق هذا الهدف، برأي مصطفى.

إعلان

وفي حال لم تبدأ المرحلة الثانية بنزع سلاح المقاومة فإن نتنياهو سيزيد العمليات العسكرية، لأنه لا يريد بقاء الوضع في القطاع كما هو عليه الآن، لأن سيطرة حماس على نصف غزة تمثل فشلا إستراتيجيا له، كما يقول مصطفى.

والأهم من ذلك -حسب المتحدث نفسه- أن نتنياهو يخطط حاليا للإبقاء على الاتفاق، لكنه لن يسحب قواته وربما يقبل بإعادة إعمار الجزء الخاضع لسيطرتها من القطاع، في حين يواصل تنفيذ عمليات يومية في الجزء الخاضع للمقاومة.

ولا يختلف الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كيتزمان كثيرا مع الرأيين السابقين، ويعتقد أن أيام حماس في غزة "أصبحت معدودة بغض النظر عن الطريقة التي سيتم إنهاؤها بها".

فحتى لو لم تعمل إسرائيل على نزع هذا السلاح بالقوة فإن إعادة إعمار الجزء الخاضع لإسرائيل من غزة وتوفير كافة سبل الحياة لسكانه -برأي كيتزمان- سيدفعان الفلسطينيين الموجودين في مناطق سيطرة حماس إلى الضغط عليها من أجل مغادرة القطاع لكي يحظوا بسبل الحياة.

وبناء على هذه المقدمات فإن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق يبدو أمرا صعبا، ويجري بطريقة غير سلمية، ويتجه نحو تقسيم القطاع، بنظر كيتزمان.

تقسيم غزة

وتكمن المشكلة حاليا -برأي فريحات- في أن الولايات المتحدة دفعت مجلس الأمن الدولي إلى توسيع صلاحيات قوة السلام الدولية المزمع إدخالها للقطاع، بما في ذلك استخدام السلاح، أي مواجهة حماس، وهو ما دفع الكثير من الدول إلى الابتعاد عن المشاركة فيها.

وفي ظل الوضع الراهن لا تملك المقاومة قبول أو رفض تقسيم غزة، لأنها والسلطة الفلسطينية لا تجيبان عن الأسئلة المعقدة المتعلقة باستمرار الشقاق الفلسطيني، كما يقول فريحات.

ولن يكون أمام الجانب الفلسطيني حاليا إلا التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن ضمان حقوق الفلسطينيين ومواجهة المشروع الاستعماري، لأن خطة ترامب -برأي فريحات- تحمل كثيرا من المخاطر لأنها تستخدم الإغاثة لتحقيق أهداف أمنية.

وكان وفد رفيع من حماس زار القاهرة الأحد الماضي، والتقى رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير حسن رشاد، وبحث معه الانتقال إلى المرحلة الثانية والوضع الراهن في القطاع.

وقالت الحركة في بيان إن الوفد أبلغ مصر بصفتها وسيطا أنه من غير الممكن القبول بمواصلة الخروقات الإسرائيلية التي قد تقوض الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • تجديد عقد ديانج في الأهلي | إعلامي يعلن خبرا مثيرا
  • مصادر إسرائيلية تتحدث عن موعد وصول القوات الدولية لغزة
  • قناة عبرية تزعم استعداد إسرائيل لإدخال معدات ثقيلة لإزالة أنقاض برفح
  • قناة عبرية: الجيش الإسرائيلي يبدأ مشروع "رفح الخضراء"
  • مصر تطلق مشروعا صناعيا لإنتاج المضخات والمحركات الكهربائية بالتكنولوجيا الإيطالية.. فوائد اقتصادية كبيرة
  • شهيدان بنيران الجيش الإسرائيلي وسط وجنوب قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يواصل مطاردة مقاتلي حماس في رفح
  • لا حديث عن المرحلة الثانية.. ماذا تريد واشنطن وتل أبيب؟
  • الجيش الإسرائيلي: الصليب الأحمر تسلم رفات أسير تمهيدا لنقله إلى قواتنا في قطاع غزة