OpenAI توسع ميزة المحادثات الجماعية في ChatGPT عالميًا
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
في خطوة جديدة تعزز فيها OpenAI حضور ChatGPT كمنصة تواصل تفاعلية وليس مجرد أداة للكتابة أو المساعدة، أعلنت الشركة عن الإطلاق العالمي لميزة المحادثات الجماعية لجميع المستخدمين المسجلين في باقات ChatGPT المجانية وGo وPlus وPro.
قرار التوسع يأتي بعد فترة اختبار قصيرة ولكن ناجحة في أربع دول آسيوية — اليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وتايوان — حيث بدت التجربة واعدة بما يكفي لتصبح متاحة للجميع خلال الأيام المقبلة.
الميزة الجديدة تشكل تحولًا مهمًا في طريقة استخدام ChatGPT. فبدلًا من الحوار الفردي مع المساعد الذكي، يمكن الآن بدء غرفة نقاش جماعية تضم ما يصل إلى 20 مشاركًا في محادثة واحدة، مع إمكانية إشراك ChatGPT نفسه في النقاش والرد على الرسائل مثل أي مشارك آخر.
وبمجرد إنشاء الغرفة، يمكن دعوة الآخرين عبر رابط مباشر، سواء كانوا يملكون حسابًا مسبقًا أو يقومون بإنشاء حساب جديد عند دخولهم.
ورغم أن الإضافة تبدو بسيطة مقارنة بتطبيقات المراسلة التقليدية، إلا أن OpenAI خفّفت عمدًا من قدرات المحادثات الجماعية، حرصًا على الخصوصية وسلاسة الاستخدام.
فالشركة تؤكد أن المحتوى المتداول داخل الغرفة لا يتم تخزينه في ذاكرة ChatGPT، ويمكن لأي مشارك حذف رسائله كما يشاء — باستثناء الرسائل التي كتبها منشئ المحادثة، فهو الوحيد القادر على التحكم الكامل في التسجيلات وحذفها.
هذا التوجه يعكس حرص OpenAI على تقديم تجربة تواصل جماعية تدمج بين الذكاء الاصطناعي والتفاعل البشري، دون أن تتحول إلى منصة اجتماعية كاملة أو منافس مباشر لخدمات المراسلة. ورغم ذلك، فإن التوسع العالمي للميزة يأتي في وقت تزداد فيه التكهنات حول طموحات الشركة في دخول عالم التواصل الاجتماعي بشكل أوسع.
ففي أبريل الماضي، ظهرت تقارير تشير إلى أن OpenAI تعمل على موجز نصي يشبه وسائل التواصل الاجتماعي، لكن المشروع لم يظهر للنور بعد. وبينما لم تكشف الشركة عن خطط واضحة لمنافسة منصة X، إلا أنها قدمت منافسات غير مباشرة لتطبيقات أخرى.
فمثلاً، تطبيق Sora — الذي أطلقته OpenAI في سبتمبر — أثار ضجة كبيرة نظرًا لتشابهه مع نموذج تيك توك وطريقة تقديمه لمحتوى ترفيهي قائم على الذكاء الاصطناعي.
بالمقارنة، تأتي ميزة المحادثات الجماعية لتمنح المستخدمين نوعًا مختلفًا من التواصل، إذ تتيح إجراء نقاشات جماعية، أو تعاونًا فرقياً، أو دروسًا تعليمية، أو حتى جلسات عصف ذهني، مع وجود ChatGPT كمشارك ذكي قادر على تلخيص الأفكار، أو طرح مقترحات، أو إدارة الحوار.
ورغم أن الخدمة ليست مصممة لتحل محل تطبيقات مثل Messenger أو WhatsApp، إلا أنها تقدم نموذجًا جديدًا يعتمد على المراسلة المعززة بالذكاء الاصطناعي، وهو توجه تتبعه أيضًا شركات مثل Meta التي دمجت روبوتات دردشة بالذكاء الاصطناعي داخل Instagram.
الميزة قد تغيّر كثيرًا من شكل التفاعل مع ChatGPT، خاصة في البيئات التعليمية والعملية. فالمعلمون يمكنهم الآن دعوة طلابهم إلى محادثة جماعية يقودها المساعد الذكي، كما يمكن لرواد الأعمال عقد اجتماع سريع دون الحاجة إلى أدوات خارجية. وحتى المستخدمين العاديين قد يجدون في الميزة طريقة جديدة لتنظيم الأفكار ومناقشة مواضيع متنوعة مع الأصدقاء مع وجود مساعد محايد يقدم معلومات لحظية موثوقة.
إطلاق المحادثات الجماعية عالميًا يعكس ثقة OpenAI في قدرتها على تقديم بيئة تفاعلية آمنة، خصوصًا مع التركيز على عدم تخزين الرسائل في الذاكرة الافتراضية للمساعد. كما يأتي هذا التطور في سياق توسع الشركة المستمر لإضافة مزايا تعزز حضور ChatGPT في الحياة اليومية — من المراسلة التعاونية إلى أدوات إنشاء الفيديو مثل Sora.
وبينما تنتظر السوق التقنية الخطوة التالية من OpenAI، يبدو أن الشركة ترسل رسالة واضحة: مستقبل التواصل لن يكون بشريًا فقط، ولا يعتمد على الروبوتات وحدها، بل هو مزيج بين الاثنين. ومع هذا المزيج، قد نشهد تحولات كبيرة في طريقة تفاعل المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي، ليس كأداة مساعدة فقط، بل كشريك مباشر في الحوار الجماعي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المحادثات الجماعیة
إقرأ أيضاً: