قرار قضائي مؤقت يمنح Cameo انتصارًا ضد OpenAI في نزاع اسم ميزة Sora
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
في تطور جديد يعكس سخونة المنافسة في عالم تطبيقات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حصلت شركة Cameo على انتصار قانوني مهم ضد OpenAI، عقب صدور أمر تقييدي مؤقت يمنع الأخيرة من استخدام كلمة "cameo" أو أي صيغة مشابهة ضمن ميزات تطبيقها الجديد Sora، الذي يوصف بأنه منافس مباشر لتطبيقات صناعة الفيديو القصيرة مثل TikTok.
جاء القرار الذي أصدره قاضٍ فيدرالي يوم الاثنين، وفقًا لتقرير شبكة CNBC، ليقضي بمنع OpenAI حتى 22 ديسمبر من استخدام مصطلحات مثل "cameo" أو "Kameo" أو "CameoVideo" داخل تطبيق Sora أو في أي ميزات مرتبطة به، وذلك وسط مخاوف أثارتها Cameo بشأن تضليل المستخدمين وخلطهم بين العلامتين التجاريتين.
Cameo: حماية المستهلك على رأس الأولوياتلم يتأخر رد رئيس شركة Cameo التنفيذي، ستيفن جالانيس، الذي أعرب عن ارتياحه لقرار المحكمة، مؤكدًا أن الحكم يعكس إدراك القضاء لخطورة الالتباس الذي قد ينتج عن استخدام OpenAI لاسم علامتهم التجارية. وأوضح جالانيس في تصريحاته لشبكة CNBC: "نحن ممتنون لقرار المحكمة، الذي يُقرّ بضرورة حماية المستهلكين من الالتباس الذي أحدثته OpenAI باستخدام علامة Cameo التجارية". وأضاف أن الشركة تأمل أن توقف OpenAI هذا الاستخدام نهائيًا، تجنبًا لأي ضرر قد يطال الجمهور أو العلامة التجارية نفسها، رغم أن القرار الحالي لا يزال مؤقتًا.
ويأتي هذا الرد بعد أشهر من تصاعد النزاع بين الشركتين. ففي أكتوبر، رفعت Cameo دعوى قضائية تتهم فيها OpenAI باستخدام مصطلح "Cameo" في تطبيق Sora بطريقة قد تؤدي إلى إرباك المستخدمين وتشويه العلامة التجارية، وهو ما وصفته الشركة بأنه تهديد مباشر لهويتها التجارية التي بنتها خلال سنوات من العمل في مجال مقاطع الفيديو الخاصة بالمشاهير.
OpenAI ترفض الاتهامات وتستعد للدفاععلى الجانب الآخر، ترفض OpenAI الاتهامات رفضًا قاطعًا. ففي بيان لموقع Engadget، قال متحدث باسم الشركة: "لا نتفق مع تأكيد الشكوى على أنه يحق لأي شخص الادعاء بالملكية الحصرية لكلمة cameo، ونتطلع إلى مواصلة رفع قضيتنا أمام المحكمة".
وتشير تصريحات الشركة إلى أنها ترى أن الكلمة مُستخدمة بشكل واسع في اللغة العامة، ولا يمكن احتكارها تجاريًا بهذا الشكل. كما تعتزم OpenAI تقديم حججها خلال جلسة المحكمة المقبلة المقرر عقدها في 19 ديسمبر، حيث ستنظر القاضية يومي ك. لي في إمكانية تحويل الأمر التقييدي المؤقت إلى أمر دائم.
كيف بدأ النزاع؟تعود جذور القضية إلى ميزة داخل تطبيق Sora تتيح للمستخدمين تحميل صورهم ليستخدمها الآخرون في إنشاء مقاطع فيديو مبتكرة بالذكاء الاصطناعي. وكانت OpenAI قد أطلقت هذه الميزة تحت مسمى "Cameo"، وهو ما أثار اعتراض الشركة الأصلية التي تحمل الاسم نفسه، والتي تقدم خدمة شراء فيديوهات مخصصة من المشاهير عبر منصتها.
وأكد جالانيس سابقًا أن Cameo حاولت حل النزاع بشكل ودي قبل اللجوء إلى القضاء، لكن محاولاتهم لم تُثمر نتيجة، ما دفعهم لتقديم الدعوى رسميًا. وتعتقد الشركة أن استخدام OpenAI للاسم ذاته قد يسبب ارتباكًا للمستخدمين الذين قد يظنون أن هناك تعاونًا أو ارتباطًا بين الخدمتين، وهو ما تنفيه Cameo تمامًا.
مع اقتراب جلسة 19 ديسمبر، تتجه الأنظار إلى المحكمة لمعرفة ما إذا كان الأمر التقييدي سيتحول إلى قرار دائم قد يجبر OpenAI على تغيير مسمى الميزات بشكل كامل. وحتى ذلك الحين، لن تتمكن الشركة من استخدام أي صيغة قريبة من اسم Cameo ضمن تطبيق Sora.
هذا النزاع لا يعكس فقط معركة قانونية على العلامات التجارية، بل يكشف أيضًا عن حدة التنافس في سوق تطبيقات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات إلى بناء هويتها الخاصة وسط سباق محموم للهيمنة على مستقبل المحتوى المرئي.
ومن المتوقع أن تستمر التوترات بين الشركتين خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع اقتراب موعد الجلسة الحاسمة، التي قد تحدد مصير الاسم المتنازع عليه وأثره على سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي سريع النمو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تطبیق Sora
إقرأ أيضاً:
شرق آسيا على صفيح ساخن.. تحركات يابانية تستفز الصين وتثير مخاوف من نزاع عالمي واسع
عواصم - الوكالات
مع ارتفاع محدة التوتر في آسيا وتراجع الثقة بالنظام الدولي القائم، تبرز التحركات العسكرية اليابانية الأخيرة بوصفها عاملًا قد يدفع المنطقة نحو صدام يتجاوز حدود التوتر التقليدي، وسط تحذيرات من احتمال انزلاق الوضع إلى مواجهة واسعة مع الصين.
وفي هذا السياق، نشرت مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية مقالًا للخبير الأمني وكبير محرريها في شؤون الأمن القومي براندون جيه ويكرت، حذّر فيه من أن خطوات طوكيو الأخيرة قد تشعل مواجهة كبرى مع الصين، في وقت تبدو فيه القوى الغربية أقل قدرة على خوض نزاعات جديدة.
خطوة يابانية تصفها بكين بالاستفزاز
وأشار الكاتب إلى أن اليابان نشرت وحدة صواريخ أرض–جو متوسطة المدى في جزيرة يوناغوني القريبة من تايوان، في إطار خطة لتعزيز دفاعات الجبهة الجنوبية الغربية، مع تصاعد النشاط العسكري الصيني في المنطقة. ورغم أن طوكيو ترى الخطوة دفاعية، فإن بكين تنظر إليها –بحسب المقال– كـ"استفزاز مباشر" وجزء من تحرك تقوده الولايات المتحدة لتطويق الصين في ظل ما تعانيه من ضغوط اقتصادية وسياسية.
ويعتقد الجانب الصيني أن أي تهديد لتايوان يمسّ أمنه في نطاق "سلسلة الجزر الأولى"، وهي منطقة تعتبرها بكين حيوية لردع خصومها. في المقابل، ترى اليابان أن الهدف الاستراتيجي للصين يتمثل في تعزيز قبضتها على تايوان بما يتيح لها خنق طوكيو والهيمنة على الجزر المحيطة.
تصعيد متبادل وتحذيرات شديدة اللهجة
وتفاقم التوتر قبل أسبوعين عقب احتجاج اليابان على دعوة الصين مواطنيها لتجنب السفر إليها، في ظل خلاف متصاعد بشأن تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي حول تايوان.
وكانت بكين قد توعدت طوكيو بهزيمة "نكراء" إذا تدخلت عسكريًا في ملف تايوان، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية جيانغ بين تصريحات تاكايتشي بأنها "غير مسؤولة وخطيرة للغاية". وقال في بيان:
"إذا لم يتعلم الجانب الياباني دروس التاريخ وجرؤ على التدخل بالقوة، فسيواجه هزيمة ساحقة أمام جيش التحرير الشعبي الصيني، وسيدفع ثمنًا باهظًا".
دور الولايات المتحدة.. مواجهة بالوكالة؟
ويرى ويكرت أن الولايات المتحدة –بعد إخفاقات إستراتيجية في حربها على الإرهاب وفي أوكرانيا– قد تدفع حلفاءها نحو مواجهة جديدة بالوكالة مع الصين، رغم أن واشنطن لا تبدو في وضع يسمح لها بخوض صراع مباشر أو غير مباشر مع بكين.
وأوضح الكاتب أن الاعتقاد الياباني بأن واشنطن ستقف تلقائيًا إلى جانبها "رهان غير مضمون"، خصوصًا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
مخاوف داخل تايوان واليابان
ويشير المقال إلى أن الشعب التايواني نفسه منقسم حول الخطوات اليابانية، فهم يدركون أن أي تحرك "استفزازي" قد يدفع الصين لشن حرب مدمرة ستطال تايوان واليابان معًا.
الأمر ذاته ينعكس داخليًا في اليابان، حيث تتباين الآراء بشأن التصعيد مع الصين والاعتماد على الحماية الأمريكية.
خاتمة: لعبة خطرة في لحظة عالمية هشة
ويخلص الكاتب إلى أن الغرب تخلى عن القدرة على إدارة اقتصاده ودوله عبر أدوات القوة الناعمة، واتجه –كما فعل الاتحاد السوفياتي سابقًا– إلى القوة الصلبة، محذرًا من أن الولايات المتحدة "ستوْلى أي مواجهة مع الصين"، سواء كانت مواجهة مباشرة أو حربًا بالوكالة، تمامًا كما حدث في أوكرانيا أمام روسيا.