«شهادتي وذكرياتي زمن مبارك».. كتاب جديد لمصطفى بكري عن دار كنوز للنشر
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
صدر حديثا عن دار كنوز للنشر والتوزيع، كتاب «شهادتي وذكرياتي.. زمن مبارك»، للكاتب الصحفي مصطفى بكري.
كتاب «شهاداتي وذكرياتي زمن مبارك»ويتضمن الكتاب المؤلف من 26 فصلا رؤية «بكري» وشهادته عن عصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وهي شهادة تجمع بين التجربة الشخصية والتاريخ السياسي لمصر خلال ثلاثة عقود من الحكم، حيث يروي أحداثًا وتشابكات عاشها عن قرب، امتزجت فيها السياسة بالحياة اليومية وبمشاعره الإنسانية.
ويعرض «بكري»، بين دفتي الكتاب التحولات الكبرى التي مرت بها البلاد وتأثيراتها على المجتمع والدولة، إلى جانب ما تعرض له هو نفسه من اعتقالات وإقصاء سياسي.
ونجح «بكري»، من خلال الكتاب في تقديم شهادة موضوعية تستند إلى معايشة مباشرة للأحداث، تربط بين العام والخاص، وبين التحليل السياسي والانطباع الإنساني، وتمتد هذه الشهادة لما بعد عصر مبارك لتعكس رؤية أشمل لمسار الوطن، بانتصاراته وإخفاقاته وآماله المتجددة.
مقدمة كتاب «شهاداتي وذكرياتي زمن مبارك»يقول «بكري» في مقدمة الجزء الأول من كتاب شهاداتي وذكرياتي فترة حكم مبارك المكون من جزأين: «شهادتي وذكرياتي، ليست فقط مجرد سرد سیاسي و تاريخي للأحداث شهدتها مصر في زمن الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي حكم مصر على مدى ثلاثين عاما، بل هي أيضا رحلة شخصية تتقاطع مع الوطن وأحداثه».
ويضيف «بكري»: «لم يكن عصر مبارك هو مجرد عنوان للأحداث سياسية واقتصادية عابرة، بل كان زمنا تشابكت فيه الأحداث مع تفاصيل الحياة اليومية التي عشتها خلال هذه الحقبة، وامتزجت فيها السياسة بالوجدان، فكنت شاهدا على تفاصيل كثيرة، كنت طرفا في بعضها، تفاعلت معها وعايشتها عن قرب، وتابعت صداها وتأثيراتها في الشارع، وفي كافة الأماكن الأخرى».
ويستطرد بكري: «لقد كانت فترة حكم الرئيس الراحل حسني مبارك هي من أطول فترات التاريخ المصري المعاصر بعد ثورة 1952، شهدت فيها البلاد تطورات وتحولات كبرى، أحدثت تأثيراتها في بنية المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وكان لها تأثيراتها على مسار المجتمع والدولة على السواء».
ويتابع «بكري»: «حين أعود بالذاكرة إلى الخلف وأتذكر هذه الأحداث، حلوها ومرها، أدرك تماما أن سنوات هذا الحكم لم تكن مجرد عناوين تاريخية وأحداث مفصلية وفقط، بل كانت زمنا حيا عشته بكل مشاعري وجوارحي، تفاعلت مع انتصاراته وانكساراته، عشت الأمال والإحباطات، السجن، والحرية، فتشكلت ملامح حياتي، ورسمت خلالها طريقي نحو المستقبل».
ويضيف «بكري»: «لقد ظلت هذه الحقبة الثرية بأحداثها وتقلباتها حاضرة في الذاكرة، تداخلت فيها عناصر الاستقرار مع مظاهر الأزمات، وسعيت من خلال معايشتها إلى رصد بعض وقائعها وتقديم شهادة تاريخية موضوعية، تنطلق من معايشة شخصية لهذه الحقبة شهادة يختلط فيها البعد الإنساني بخطابات السياسة وقرارات الدولة، وتأثيرها على مواقفي وتوجهاتي».
ويواصل «بكري»: «من هنا تأتي شهادتي وبعضا من ذكرياتي حول هذه الأحداث التي كنت شاهدا عليها، وكانت لها انعكاساتها على تفاصيل حياتي الخاصة، حيث جرى اعتقالى وسجنى لعدة مرات، وتدخلت الحكومة تدخلا سافرًا وأسقطتني في الانتخابات البرلمانية أكثر من مرة، ولذلك سعيت في هذا الكتاب إلى الجمع بين الذاكرة الشخصية والقراءة الموضوعية للأحداث، وهكذا جاءت شهادتي وذكرياتي محاولة للمزج بين العام والخاص، بين ما شهدته مصر من أحداث، وما عشته أنا من تفاصيل، في محاولة لتقديم صورة حية تتعدى الوقائع إلى المشاعر الإنسانية المرتبطة بها».
ويشير «بكري» إلى أن ما تضمنه هذا الكتاب من نظرة يختلط فيها السياسي مع الإنساني، والانطباع الفردى مع التحليل الموضوعي، لا يهدف إلى تقديم وقائع شخصية مجردة، بل هي محاولة لتقديم شهادة تحليلية تستند إلى تجربة عايشت أحداثها وتفاعلت معها، ورصدت تفاصيلها ووضعتها في سياقها التاريخي.
ويلفت «بكري»، إلى أنه عايش هذه الأحداث بصبر وإيمان وعناد يفوق الوصف، شاركه فيها شقيقه محمود، الذي رحل فجأة في العاشر من مايو 2024، بعد رحلة كفاح طويلة، كان فيها نموذجا ورمزا للوطنية والإنحياز لمصالح الجماهير والتضحية بلا حدود.
ويؤكد «بكري»، أن هذه الشهادة لن تتوقف عن حدود عصر مبارك، بل ستمتد إلى عصرنا الحالي، يرصد فيها نقاط الضعف والقوة والانتصارات والانكسارات، الأحداث الجسام وخلفياتها، وكيف كنا نعيش، وكيف كنا نتعامل معها، ووقع هذه الأحداث على القلوب والعقول، وعلى مصالح الناس وآمالها وطموحاتها.
ويختتم «بكري»، قائلا: «خلال هذه الشهادة أتمنى أن أكون قد أضفت إلى نسيج الذاكرة الوطنية رؤية جديدة تربط بين الخاص والعام، وتحول تجربة الفرد إلى جزء من السرد الجمعي للوطن الذي لم يفقد الحلم في ذروة الألم والمواجهة».
اقرأ أيضاًكتاب «الصندوق الأسود» لـ مصطفى بكري.. يكشف حقيقة عرض «الإخوان» على اللواء عمر سليمان الترشح للرئاسة
«طوفان الأقصى.. من غيّر قواعد اللعبة؟».. الحقيقة من منظور فلسطيني في كتاب جديد لـ حسين عبد الغني
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى بكري الكاتب الصحفي مصطفى بكري عصر مبارك الراحل حسني مبارك هذه الأحداث زمن مبارک
إقرأ أيضاً:
كتاب المسيحية في عُمان والمسكوت عنه
صدر مؤخرا عن دار الفلق العمانية للنشر كتاب: «المسيحية في عُمان: الإباضية والحرية الدينية والكنيسة»، لمؤلفه أندرو ديفيد تومسون، والكتاب كتب بالإنجليزية وترجمته إلى العربية رشا جميل صويلح، والمؤلف رئيس مجلس إدارة الأمانة في مطرح القديمة بولاية مطرح، ومركز الأمانة يعود إلى الطبيب ويلز توماس ابن الطبيب شارون توماس (ت: 1971م)، وهو مؤسس أول مستشفى في عُمان «مستشفى الرحمة»، واشتهر عند العمانيين باسم «الطبيب طومس»، والطبيب ويلز توماس خلف أباه شارون توماس (ت: 1913م) في التطبيب والتبشير في الإرسالية الأمريكية التي تأسست في نهاية القرن التاسع عشر، ومن أبرز مؤسسيها صموئيل زويمر (ت: 1952م)، وقد وصل زويمر الملقب عند البروتستانت «برسول العرب» إلى البحرين سنة 1892م، وأسس المستشفى الأمريكي في المنامة 1903م، ولا يزال فاعلا حتى اليوم، ثم بنى الكنيسة المشيخية نسبة إلى المذهب البروتستانتي الكالفيني سنة 1906م، وقد زرت الكنيسة في أبريل 2019م، والتقيت بالقائم فيها القس هاني عزيز، وعملت معه حوارًا مطولًا نشر في كتابي «التعارف».
والقس صموئيل زويمر أتى إلى عُمان أيضا في فترة مبكرة، ويقال أسس أول عيادة للنساء في مطرح عن طريق طبيبة اسمها «ثيدورا» سنة 1904م، لكن الإرسالية لاحقا أنشأت عيادة ثم مستشفى الرحمة، كما أنشات أيضا كنيسة مشيخية صغيرة في مطرح، ولا زالت موجودة حتى اليوم مقابل مركز الأمانة، ولما حكم السلطان قابوس بن سعيد (ت: 2020م) عام 1970م توقف عمل الإرساليات التبشيرية في عُمان، وتحول إلى مركز «الأمانة»، ويعنى بالتعايش والتعريف بالسياحة الدينية في عُمان، ويشرف عليه حاليا وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ويقوم بعمل نبيل في استقبال طلبة من خارج عُمان، خصوصا من أوروبا وأمريكا، وتعريفهم بعمان وتعايشها وتسامحها ومعالمها الدينية والحضارية والثقافية.
مؤلف الكتاب أيضا أي أندرو تومسون يعتبر القس الأكبر في كنيسة القديس أندرو في أبوظبي، وعضو في وسام الامبراطورية البريطانية MBE، وكتب أيضا عن المسيحية في الإمارات والكويت، وعن يسوع في جزيرة العرب، والكتاب أكاديمي يوثق عن الحالة المسيحية في عُمان في الواقع المعاصر عن قرب، وبلسان وقلم مسيحي، ولست هنا في بيان القراءة الوصفية أو النقدية عن الكتاب، لكنه ثري وغني بالمعرفة، مع تفاعل المسيحية مع الدولة الوطنية العمانية عموما، ومع الإباضية خصوصا، وعلم تأريخ الأديان (History of Religions) أو المكونات الدينية، خصوصا فيما يتعلق بالأقليات الدينية يدخل في المسكوت عنه، ويكاد غائبا بالكلية عن الدرس العلمي والأكاديمي.
نُشرت مؤخرا بعض الكتابات التي لها علاقة غير مباشرة بالتحولات الدينية، وأقرب إلى تمظهراتها التبشيرية والحوارية والتجارية، مثل: «الحملات التنصيرية إلى عُمان» للدكتور سليمان الحسيني، «والنصارى في عُمان: حوار بين المسلمين والنصارى في عُمان خلال قرن من الزمان (1891- 1990م)» من تأليف القس الإنجليزي ريموند فريدريك سكنر، وترجمه الدكتور المعتصم المعولي، «وتجارة الهنود البانيان في عُمان: منذ قيام دولة البوسعيد عام 1744م وحتى بداية نهضة عُمان الحديثة عام 1970م» للدكتور إسماعيل الزدجالي، ومع أهمية هذه الدراسات؛ إلا أنها لا تدرس التحول الديني في عُمان قديما وحديثا، وتأثير ذلك على الجوانب المعرفية والثقافية، واليوم مع نهضة عُمان الحديثة عندنا ما يقارب ثلاثة ملايين ينتمون إلى انتماءات ثقافية ودينية ومذهبية مختلفة، فضلا عن السائحين، فهؤلاء يتدافعون معنا بثقافاتهم المختلفة، حيث لا زالت النظرة إلى هذا التشارك والتدافع المجتمعي من المسكوت عنه معرفيا وبحثيا، على مستوى الدراسات الدينية أو التأريخية أو الاجتماعية، وحتى على المستوى الثقافي العام، مما يولد في المستقبل حالة انغلاقية في معرفة الآخر والتعايش معه، خصوصا إذا نظر إليه من زاوية دينية مغلقة، كما حدث في حديقة العامرات قبل فترة بسيطة، نتيجة رؤية دينية واجتماعية أحادية في جملتها قاصرة حتى على مستوى فهم المختلف، وتحمل مضامين خاطئة لأسباب تأريخية ومعرفية مسبقة، أو نتيجة ثقافة إعلامية سطحية.
في عُمان الحالة الدينية المختلفة لا تتوقف عند الإرساليات المسيحية، وإن كانت الأبرز كاثوليكيا نتيجة الوجود البرتغالي، والوجود الهندي القريب من عُمان، المتدافع مع عُمان تجاريا وقربا جغرافيا، ثم البروتستانت مع الوجود الإنجليزي، بيد أنه حاليا فيه تنوع أكبر مع العرب الأقباط والسريان، أرثدوكس وكاثوليك، ومع الموارنة، ومع الكاثوليك والبروتستانت من شرق آسيا وسيرلانكا وغيرها، إلا أن عُمان - خصوصا الشمال - لا يمكن فصلها تأريخيا عن كنيسة المشرق الآشورية، والمعروفة سابقا بالنساطرة، وأشار المؤلف في كتابه إلى أبرشية «بيت مازوناي» الآشورية وأسقفها كان مقره صُحار.
الحالة الدينية في عُمان قديما امتدت ضمن حضارات بلاد ما بين النهرين والسند وفارس القديمة، ومن الباحثين من يرى العلاقات امتدت مع الجانب الديني عند الفراعنة بين جنوب عُمان ومصر القديمة عن طريق اللبان، وحضوره في المعابد المصرية القديمة، تجسد ذلك في الزرادشتية والمانوية والغنوصية الهندوسية قديما، وفي البوذية والسيخية في الوقت الحاضر، كما أن فارس والعراق واليمن لها تدافع من خلال الوجود اليهودي والمسيحي قديما، والبهائي حديثا، فضلا عن التدافعات الغنوصية والمذهبية والكلامية والفقهية داخل الإسلام نفسه.
فهناك العديد من المسكوت عنه بحثا وقراءة وتوثيقا ليس على مستوى عُمان، بل على مستوى الخليج العربي. ومع بروز الأقليات الدينية والعرفانية بشكل أكبر في العالم العربي الأوسع كالعراق والشام، إلا أن الانفتاح عليها، ودراستها عن قرب لا زالت ضئيلة، ووفق اجتهادات في غالبها شخصية، وكثيرا ما يُعتمد على دراسات بعيدة جغرافيا وثقافيا، مع قرب هذه المكونات من الدارس والباحث ذاته، مما يخلق عزلة معرفية في العقل الجمعي، يؤثر سلبا في المشاركة الوطنية، والمساواة بين أفرادها على المدى البعيد.