تسارعاً ملحوظاً في مسار فصل الصراع الجديد الذي يمكن وصفه بفصل السعي إلى فرض وصاية واشنطن إلى جانب وصاية أبو ظبي والرياض اللتين أوكلت إليهما الأولى على ما يبدو مهمة البدء في خوض غمار صولة الجمر والرصاص الثانية على مسرح المحافظة ، واتسم مسار تطور أحداث الصراع الجديد بطابع ارتفاع حدة التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري بين طرفي العدوان والاحتلال السعودي والإماراتي في إطار سعي كل طرف منهما إلى إحكام قبضة بسط سيطرته ونفوذه على المحافظة النفطية والتفرد في الاستحواذ على ثرواتها .

.

بلغت حدة التصعيد والتوتر حد الوصول إلى اندلاع المواجهات العسكرية بين مليشيات وأدوات وكيانات العمالة والتبعية والحكم والسلطة الشكلية التي تتناهب أجزاء المحافظة ويتهاوى حكم كل فصيل أو مكون منها بين الحين والآخر هنا أو هناك تحت وطأة أجندات وتوجيهات وإملاءات طرفي ومحركي الصراع في أبو ظبي والرياض .

وفي حين لا يزال الهدوء الحذر يسيطر على المحافظة في ظل استمرار التحشيدات العسكرية بالتزامن مع تصاعد الحرب السياسية والإعلامية بين أطراف وأدوات الصراع ، نحاول من خلال هذا التقرير التحليلي استشراف مصير المحافظة وما ستؤول إليه الأحداث فيها خلال الأيام القادمة .. تفاصيل :

بالتزامن مع إعلان مايسمى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، عيدروس الزبيدي، الاستعداد لبدء ما أسماه “مرحلة جديدة من النضال”، وذلك خلال ترؤسه اجتماع هيئة رئاسة المجلس الذي عقد في عدن تصاعدت حدت التوتر في محافظة حضرموت، بين المليشيات الموالية للإمارات وأخرى موالية للسعودية، في صراع على النفوذ والسيطرة.

---تصعيد وتوتر مستمر:

ولم يقتصر تصعيد الانتقالي على التصريحات فقط، بل وصل حد إرسال تعزيزات عسكرية تتضمن جنوداً وآليات عسكرية إلى مناطق في ساحل حضرموت في حين أطلق قائد مليشيات الدعم الأمني التابعة للانتقالي، أبو علي الحضرمي، تهديدات علنية ضد عمرو بن حبريش، رئيس ما يسمى حلف قبائل حضرموت المدعوم سعودياً، ما دفع بالأخير إلى تنظيم اجتماع قبلي حاشد للحلف في هضبة حضرموت أصدر خلاله بياناً أعلن فيه تفويض ما يسمى” قوات حماية حضرموت” بالتحرك الفوري لردع ما وصفها بالقوة الغازية، في إشارة واضحة لمليشيا الانتقالي.

وفي محاولة لامتصاص التوتر والتصعيد الحاصل بين الطرفين ، أصدر ما يسمى رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، بإيعاز من الرياض قراراً بتعيين سالم الخنبشي محافظاً جديداً لمحافظة حضرموت، خلفا لمبخوت بن ماضي بعد مغادرة الأخير للمكلا الخميس متوجها إلى أبو ظبي الأمر الذي أغضب الرياض بحسب مصادر مطلعة.

لم ينجح قرار تعيين الخنبشي في الإسهام باحتواء التوتر حيث أعلن ما يسمى حلف قبائل حضرموت بقيادة عمرو بن حبريش، الموالي للسعودية السبت ، سيطرته الكاملة على الهضبة النفطية، في ساحل حضرموت .

---عملية عسكرية ناجحة:

وبحسب مصادر مطلعة فقد أسفرت العملية التي تمت بدقة وسرعة دون تسجيل إصابات عن سقوط قطاعي 14 و53 في شركة بترومسيلة بشكل كامل بيد قوات حماية حضرموت وسط انسحاب للعناصر المتواجدة داخل الموقع دون مقاومة تُذكر.

وفي حين أكدت المصادر أن قوات الحلف واصلت انتشارها بهدف تأمين الحقول والمنشآت النفطية وضمان عدم تعرّضها لأي تخريب أو عبث.

ذكر ناشطون إعلاميون أن الانتقالي الموالي للإمارات دفع بتعزيزات كبيرة من مطار الريان في ساحل حضرموت، وأخرى من محافظة شبوة المجاورة، باتجاه الهضبة النفطية في محاولة لاستعادة السيطرة عليها .

وأفاد الصحفي في حزب الإصلاح عبدالرقيب الهدياني أن تعزيزات “الانتقالي” خرجت من عتق وسلكت الطريق الصحراوي المؤدي مباشرة لوادي حضرموت، بالتزامن مع توجه تعزيزات الريان صوب الهضبة.

الخنبشي يفشل

ورغم توجيهات المحافظ الجديد الخنبشي بضرورة التهدئة بعد وصوله إلى المكلا قادما من عدن ، وعقده لقاء بما يسمى اللجنة الأمنية العليا في حضرموت .

شهدت هضبة حضرموت النفطية اندلاع مواجهات عسكرية عنيفة الأحد بين قوات تابعة للانتقالي حاولت التوغل في عددٍ من مديريات الهضبة من جهة وما يسمى قوات حماية حضرموت ومسلحي حلف القبائل والمنطقة العسكرية الأولى من جهة أخرى .

محاولة تفكيك

وفي محاولة سعي منه إلى تفكيك التحالف القائم بين حلف القبائل وما يسمى المنطقة ”العسكرية الأولى” التابعة لحزب الإصلاح التي وقفت سدًّا منيعًا أمام تقدم قواته باتجاه الهضبة النفطية .. أعلن الانتقالي عن مبادرة تداولتها وسائل إعلام تابعة له نصت على إخراج “العسكرية الأولى” من وادي وصحراء حضرموت وعودة قوات “العسكرية الثانية” لمواقعها في حماية حقول النفط، إضافة إلى إعادة بن حبريش لمنصب “الوكيل الأول” مع كامل امتيازاته.

---مستقبل صفيح ساخن:

ويبدو أن صفيح المواجهات الساخن سيظل هو المسيطر على واقع المحافظة خلال الأيام القادمة فمنذ أيام، تحشد الإمارات وبشكل علني مليشيات مسلحة من خارج حضرموت تتبع مجلسها الانتقالي، إضافة إلى استنفار قوة أخرى تتبعها من داخل المحافظة ذاتها تسمى "النخبة الحضرمية"، وإن بدا من لهجة بعض قادتها ومنتسبيها أنهم لا ينتسبون إلى هذه المحافظة بأي صلة.

وفي مقطع فيديو متداول، يتحدث مقاتل بين مرحلة الشباب والشيخوخة، يبدو أنه قادم من يافع ضمن حشد مسلح نحو حضرموت، كما لو كان فاتحاً إسلامياً على أبواب مستعمرة رومانية في زمن الفتوحات الإسلامية.

بن حبريش، رئيس ما يسمى حلف قبائل حضرموت، القوة القبلية والاجتماعية الأبرز في هذه المحافظة، هو الآخر يحشد ويتحدث أنصاره عن استعدادات لهبة قبلية وشعبية تدافع عن حضرموت، وتدفع باتجاه السيطرة على مناطق تتواجد فيها مليشيات مسلحة تدين بالولاء للإمارات.

---السؤال الأبرز:

لكن يبقى السؤال الأبرز هنا: هل ما زالت الرياض على اتصال بابن حبريش وتدعمه، أم إنها قد تخلت عنه لصالح الإمارات وأدواتها في الجنوب، كما فعلت مع حلفاء سبقوا بن حبريش في شبوة؟ المحافظة التي كانت تحكم بسلطة محلية لا تقبل بتواجد الانتقالي أو أي قوة تتبع الإمارات، عدا في أحد الموانئ كما يبدو. إلا أن الغلبة كانت فيها في الأخير للمدعومين منها في ظل تخاذل سعودي كان صادماً لفئات واسعة داخل المجتمع الشبواني والقوى الشبوانية التي كانت تحظى بالنفوذ الأبرز هناك، قبل استقدام الحشود الغازية والسيطرة على المحافظة وإخضاعها للنفوذ الإماراتي.

---حشد انتقالي:

بالمقابل وبشكل غير مسبوق، يحشد الانتقالي إعلامياً، ويحرض، ويحوثن، ويؤوخن المناوئين للإمارات ومجلس "المثلث" هناك، ويعتمدون على ترويج الشائعات عن هروب بن حبريش، وسط غياب للإسناد الواضح للرجل من قبل أي وسائل إعلام بارزة تتبع أي جهة كانت، عدا ما تبثه وسائل إعلام لا تربطها به أي صلة مباشرة، وتشن الحروب النفسية على طريقة قناة (عدن المستقلة) التي لا استقلالية بالمطلق في نهجها الإعلامي المناطقي المقرف.

---سؤال آخر:

وسط هذا الغليان، يبرز سؤال آخر عن دور القوات التي تنتمي إلى ما يسمى المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية، المتواجدة في المحافظة منذ ما قبل الأحداث التي شهدتها اليمن خلال العقدين الأخيرين، وما مصيرها خلال الأيام القادمة فيما لو تمكنت الإمارات من إحكام السيطرة على حضرموت وتمكين النخب والأحزمة الانفصالية الطارئة التابعة لها من بسط النفوذ هناك؟ كون تلك القوات، وكما هو معروف، تضم جنوداً وقادة من محافظات يمنية مختلفة، بما في ذلك صنعاء وعمران وذمار وغيرها. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه القوات قد تعرضت لضغوط وحملات إعلامية عدة خلال السنوات الماضية، إذ دعت قوى عديدة، خصوصاً تلك المرتبطة بأبوظبي، إلى إخراج تلك القوات من حضرموت والدفع بها إلى جبهات القتال في مأرب وتعز وغيرها للقتال ضد صنعاء.

---اهتمام كبير وواسع:

يهتم الشارع اليمني ككل بالأحداث التي تشهدها، أو بالأحرى تنتظرها، محافظة حضرموت، وما مدى احتمالية أن تسيطر القوات التي استقدمها الانتقالي بإيعاز من أبوظبي للقتال أو السيطرة على المحافظة، الأمر الذي لربما تم تحاشيه كثيراً خلال السنوات الماضية من قبل الإمارات ووكلائها في "جمهورية المثلث" الجعربي، ليضعوا المحافظة على صفيح ساخن بانتظار من سيسقط ومن سيدعم مَن؟!

وما موقع مجلس الثمانية برئاسة العليمي، الذي تُناط به أدوار لا تنم عن أنه الحاكم المعني بكل تلك المحافظات ومصيرها، كما يدعي أو كما تدعي السلطة التي يمثلها، والتي يقال عنها المعترف بها دولياً؟!

--تخَلٍّ سعودي واضح:

يبدو أن الأمور تتجه نحو تخَلٍّ سعودي واضح عمن يقال إنهم قوى مدعومة منها في حضرموت، كحزب الإصلاح وحلف القبائل الذي يرأسه بن حبريش، لأن بيع الحلفاء لهم عادة، والمشاكل من بعدهم في زيادة.

وبعد أن ظلت قيادات الحزب تسوق لقواعده الشعبية وهم التمسك بقيم ومبادئ الشريعة الإسلامية والانتصار للقضايا الوطنية والعربية وتتاجر بشعاراته الرنانة طيلة ما يقارب ال 12 عاما في أروقة الرياض واسطنبول مقابل مكاسب وامتيازات شخصية ومصالح أنانية ضيقة .. ورغم إعلان تلك القيادات من أمثال آل الأحمر واليدومي وغيرهم التبرؤ من جماعة الإخوان قبيل تصنيف ترامب لها كجماعة إرهابية.

الكثير من مؤشرات ومعطيات الواقع اليوم تؤكد حقيقة أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي يتجه بالفعل إلى التخلي عن والتخلص من قيادات وقواعد حزب الإصلاح الذي لم تشفع له بالبقاء تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها لصالح نظامي آل سعود وآل نهيان وداعميهما من الغرب والأمريكان.

بات صدى القرار الذي تم اتخاذه للتخلص من الحزب في عواصم أولياء نعمته على مستوى المنطقة والإقليم يدوّي في دهاليز وأروقة السياسة ومدن وميادين الوجود الفعلي على الأرض على مستوى الداخل والخارج اليمني ، مخلّفاً وراءه سحابةً سوداء من الأسئلة والتكهنات التي تحاول سبر أغوار السياسة والوصول إلى حقيقة بواطن الأمور .

بواطن خفية تتكشف

بواطن خفية بدأت تتكشف بالفعل وتتبين بوضوح في حضرموت على خشبة مسرح عرض الفصل الأخير للسقوط السياسي والعسكري وحتمية أوان جني قواعد حزب الإصلاح الثمار المُرّة لسياسات العمالة والتبعية التي مارستها قيادته من خلال الزج بها في أتون مصير الإهلاك والاستنزاف في معارك حضرموت الجديدة المفتعلة من قيادة أنظمة تحالف العدوان والاحتلال الإماراتي السعودي الأمريكي .

مجرد وهم انتصار

ورغم وهم الانتصار الذي تعيشه بعض قياداته وقواعده الشعبية تبقى الحقيقة أن الحزب كما سبق ودفع الثمن غالياً في عدن عندما أعلن الجهاد لصالح السعودية والإمارات فكان في ذلك الضربة القاضية له ولداعته وقادته، وحتى أئمة المساجد المحسوبين عليه سيتكرر الأمر نفسه في حضرموت ، وسيلقى الإصلاح ضربته القاضية بيد تحالف العدوان والاحتلال المشؤوم.

هامش مناورة ضيق

ما يعزز مسار هذا التلاشي والمصير المحتوم للحزب في حضرموت جملة من المؤشرات، أبرزها إعادة تحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي هندسة المشهد في المحافظة النفطية الغنية بالثروات ، عبر تمكين قوى محلية بديلة، وإضعاف البنى التنظيمية والعسكرية المرتبطة بحزب الإصلاح، إلى جانب تهميشه في ترتيبات السلطة وتقليص حضوره في المؤسسات الرسمية.

ويتقاطع هذا التوجّه مع السياسات الإقليمية المعادية لجماعة الإخوان، ما يضيّق هامش المناورة أمام الحزب ويجعل خياراته محدودة بين التكيّف القسري أو الانكماش التدريجي خارج معادلة التأثير.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العدوان والاحتلال تحالف العدوان على المحافظة السیطرة على فی حضرموت بن حبریش ما یسمى

إقرأ أيضاً:

كيف قرأ اليمنيون سقوط حضرموت بيد الانتقالي؟ (تقرير)

تُعد أحداث السيطرة على محافظة حضرموت من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً اليوم الأربعاء نقطة تحول هامة في خضم الأزمة اليمنية، مما يثير المقارنات مع سيناريو سقوط العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين عام 2014.

 

في كلتا الحالتين، يبدو أن سرعة الأحداث وغموضها، إضافة إلى عوامل سياسية ولوجستية معقدة، أدت إلى تحقيق سيطرة سريعة من قبل طرف مسلح على منطقة ذات أهمية استراتيجية، في إطار أجندات مشبوهة لدول إقليمية.

 

وفي وقت سابق اليوم سيطرت عناصر المجلس الانتقالي، على مدينة سيئون ومطارها الدولي في وادي حضرموت، عقب انسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة الشرعية، في ظل صمت رسمي من المجلس الرئاسي والحكومة والسعودية والإمارات أيضا.

 

وقال المجلس الانتقالي، إن إطلاق عملية عسكرية ضد مواقع القوات الحكومية في المحافظة تحت اسم "المستقبل الواعد"، جاءت بعد ما سماه "استنفاد كافة الخيارات المطروحة مسبقاً لإعادة الاستقرار" في المحافظة.

 

وزعم المجلس في بيان أن الهدف من العملية ضد قوات الجيش هو "استتباب الأمن وإعادة السيطرة على المناطق الحيوية"، كما زعم أن "قوات الجيش اليمني التي تمت إزاحتها اليوم كانت – الرئة التي يتنفس منها الحوثي والإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وتستغل مواقعها للنفوذ والتربح بعيداً عن مصالح الوطن والمواطن.

 

وكانت مدينة سيئون ومديريات أخرى في الوادي تخضع لسيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، قبل أن يشهد وادي حضرموت تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية عقب الدفع بقوات الانتقالي إلى المحافظة، وتوسع قوات حلف قبائل حضرموت في مناطق النفط ضمن صراع النفوذ في أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالثروات.

 

ووصل وفد عسكري أمني سعودي رفيع إلى مدينة المكلا عاصمة المحافظة، برئاسة رئيس اللجنة الخاصة بالمملكة العربية السعودية اللواء الدكتور محمد عبيد القحطاني، والتقى بالمحافظ سالم الخنبشي، وقائد المنطقة العسكرية الثانية، وذلك لمناقشة مستجدات وتطورات الأوضاع في حضرموت.

 

وقال القحطاني إن زيارة الوفد السعودي جاءت بتوجيهات من قيادة المملكة للوقوف على أوضاع حضرموت، مشددًا على حرص المملكة والتحالف العربي على منع انزلاق الأوضاع إلى أي مسار لا يخدم أمن حضرموت واستقرارها، لافتًا إلى المكانة الخاصة التي تحظى بها حضرموت لدى قيادة وشعب المملكة، وإلى ما يجمع الطرفين من علاقات اخوية واجتماعية وروابط ممتدة وحدود مشتركة.

 

وأكد القحطاني أن التحالف العربي جاء من أجل دعم الشرعية في اليمن وتحقيق تطلعات الشعب اليمني، مجددًا التأكيد على دعم المملكة الكامل لأمن واستقرار حضرموت في كل شبر من أراضيها، ودعم جهود التنمية والبناء.

 

وأضاف "جئنا لنؤكد وقوفنا مع السلطة المحلية في حضرموت ونجدد دعمنا للشرعية في اليمن، ونساند كل من يسعى إلى تعزيز استقرار اليمن وحضرموت على وجه الخصوص" ونؤكد رفض ما حدث مطالبا بخروج اي قوات عسكرية او عناصر امنية وصلت من خارج حضرموت.

 

ويرى مراقبون أن ما يجري اليوم ليس أحداثاً عشوائية، بل نتيجة تفاهمات سعودية–إماراتية سابقة، بينما أصبح اليمنيون مجرد أدوات في صراع الآخرين، يدفعون الثمن ويُزجّ بهم كوقود لحروب ليست حروبهم، بعد أن فُقد القرار السيادي والوطني بشكل كامل.

 

في تقرير رصده "الموقع بوست" يستشرف فيه قراءات اليمنيين لعملية إسقاط حضرموت بيد مليشيا الانتقالي، وفيما ويعكس قرارًا إقليميًا حُسم منذ أيام.

 

وفي السياق اعتبر السياسي هاني البيض نجل الرئيس الأسبق علي سالم البيض إن "سقوط المنطقة العسكرية الأولى اليوم يمثل نهاية مرحلة كاملة في وادي حضرموت، ويعكس قرارًا إقليميًا حُسم منذ أيام".

 

 

وقال "كانت هناك لحظة توافق صامتة تلاقت فيها عوامل عديدة، فغياب الممانعة الإقليمية وتراجع تحفظ الشرعية، إضافة إلى تراكم مطالب أبناء المحافظة وضغطهم المشروع مهد لواقع جديد، وفي هذا السياق استطاعت ما سماها "القوات الجنوبية" أن تُثبت حضورها بثبات ضمن المعادلة المتشكلة".

 

وأضاف البيض "أعتقد المطلوب الآن إدارة هادئة تُعلي مصلحة حضرموت وتمنع أي فراغ أو انزلاق، وتضمن انتقالًا منضبطًا نحو ترتيبات أكثر عدلًا وتمثيلًا لإرادة أهلها".

 

وأكد أن حضرموت يجب أن تكون أكبر من صراعات النفوذ، وإرادة أبنائها يجب أن تكون الكلمة الفاصلة في واديها وساحلها وصحرائها".

 


 

من جانبها اختصرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، التطورات في حضرموت بالقو "الذين يستغربون من إسقاط السعودية لسيئون مجرد أغبياء، والمتغطي بالسعودية مجرد أهبل، من البلية أن يخوض بالشأن العام".
 

من جهته قال الكاتب الصحافي عامر الدميني "كان ثمن حضرموت مليار دولار من الإمارات، وهو ما أعلن عنه رئيس الحكومة بعدن، وسفير الإمارات قبل أيام من اجتياح حضرموت".

 

 

وأضاف "سقطت المحافظة أو جرى تسليمها، ثم جاءت السعودية لتطبع الأوضاع. يعني باختصار تبادل أدوار: الإمارات تشعل النار، السعودية تهدئ لاحقا، والانتقالي ينفذ والعليمي يبتلع لسانه، وكلهم حققوا مكاسبهم، ماعدا اليمن فإنه يخسر".

 

رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية عبدالكريم السعدي قال "من يظنون أن كل ما حدث في حضرموت كان لإسقاط المنطقة العسكرية الأولى فهم واهمون وغارقون في جهالتهم. فإن كان هناك حقيقة سقوط، فالتي سقطت هي حضرموت التي سقطت وإلى الأبد عن الجسد الجنوبي بسبب رعونة البعض الجنوبي واستسلامهم للدفع الإقليمي دون تمييز أو دراسة أو اعتراض"!!

 

وأكد أن إسقاط المنطقة العسكرية الأولى أو إبعادها عن حضرموت لم يكن يحتاج لكل هذه الحشود وكل هذه الخسائر وكل هذا التمزيق الذي لحق بالجسد الجنوبي المثخن بالجراح أصلاً، بل كان يحتاج فقط إلى قرار من التحالف يُملى على القائم بدور وزير الدفاع في سياق فصول المسرحية الهزلية التي يعيشها جنوب وشرق اليمن، يقضي بإعادة تموضع القوات، خصوصاً أن تلك القوات تخضع للتحالف وتأتمر بأمره.

 

 

وأضاف "الحقيقة أن التحركات جاءت على خلفية تنافس طرفي التدخل في اليمن، الرياض وأبوظبي، وجاءت لتنفيذ مخطط دولي يقضي باستكمال السيطرة على منابع الثروة والشريط الساحلي والممرات المائية في تلك المناطق، وحضرموت كانت حلقة من حلقات هذا المخطط بعد أخواتها اللاتي سبقنها".

 

وأردف القيادي الجنوبي "سيستمر مسلسل العبث السعودي الإماراتي في هذه المناطق المعلولة بعمالة بعض أبنائها، وستستمر معركة رفض الدولة ومؤسساتها، وتفريخ المليشيات وتوابعها. وغدًا سيكون موعدنا مع هدف جديد للمتنافسين الإقليميين، وطُعم جديد يُرمى للمتسكعين حول موائد أولئك المتنافسين. وستستمر عملية حشر الشعب في زاوية الخيارات الضيقة، بحيث لا يجد أمامه سوى الخيارات المُرة التي سيدفع ثمنها طرفا التدخل الرياض وأبو ظبي قبل أي طرف آخر".

 

بدوره قال المحلل السياسي ياسين التميمي "لا يجب أن ننخدع بما يدور في حضرموت، لا توجد معارك ولا مواجهات، ولم يتواجه الشمال مع الجنوب مطلقاً. المنطقة العسكرية الأولى أفرغت على المستوى القيادي وقوامها البشري من الغلبة الشمالية، منذ زمن مبكر، لم تكن حارسا للنفوذ الشمالي، ولم يكن الجنوب يخضع للهيمنة الشمالية منذ 2012 ".

 

وزاد "الذي يجري في حضرموت هو خلق واقع جديد يسمح بتسهيل التفكيك المبرمج لليمن وفق منطق الخديعة التي تدفع الآخرين إلى التفكير فقط بسوء تقدير قادة المشروع الوطني وعجزهم وربما فسادهم، بدلا من التفكير بالمخطط الذي جاء لتنفيذه التحالف العربي، الذي سمى نفسه "تحالف دعم الشرعية".

 

 

واستدرك "دع الانتقالي يحتفل بإنجازه في حضرموت وتكريس وهم تفوقه العسكري الخارق، لكن الحقيقة أن الأنظار ينبغي أن تتجه نحو الرياض وابوظبي، اللتين نفذتا عسكريا الجزء الأساسي من مخطط التفكيك وأنشأتا بناه المادية العسكرية، وأشرفتا على استكمال تنفيذه عبر التغطية السياسية والدستورية التي وفرها عبد ربه منصور هادي ومن بعده مجلس القيادة الرئاسي".

 

في حين قال الخبير في مجال الاتصالات محمد المحيميد "بودي أشتم الذين اهتموا بأخبار حضرموت، لأن ذلك دليل على أنهم لم يتعظوا من أحداث شبوة".

 

 

وأضاف "لكني أجلت الشتيمة لهم لساعة سيطرة الحوثي على كل البلاد في حال قرأت لأحدهم كلمة تعجب أو استنكار".

 

محمد عثمان، هو أيضا قال "هذه مرحلة تاريخية لقيطة في عمر اليمن. جيوش من المرتزقة، ونخب على استعداد لبيع كل شيء، وصولا إلى العِرض بجرة قلم خليجي وحفنة دراهم".

 

 

وقال "لم تمر على اليمن لحظة تاريخية دنيئة كهذه، ارتهان مطلق للخارج دون أن يكون للبلد رجل واحد يقول لا، ويقود وراءه ثائرين دونهم الوطن والعلم". مضيفا "سيلعن التاريخ هذه اللحظة، سيدرجها في قاع صفحاته، وكل شيء موثق بالصوت والصورة".

 

الكاتب والحقوقي توفيق الحميدي علق بالقول "ما حدث في صنعاء يُعاد في سيئون، نسخة طبق الأصل. الجيش يُهان، والعلم الوطني يُعامل كأنه تهمة. المشاريع الغريبة تُفتح لها الأبواب، أما كل ما هو يمني، فيُنظر إليه كخطر يجب التخلص منه.
 

وأضاف "تستمر لعبة الأشقاء في تفتيت ما تبقى من تركة الجمهورية والوحدة، لعبةٌ تُدار بتصفية مراكز القوة أكثر مما تُدار بمنطق بناء الدولة. وما كان لهذه اللعبة أن تمضي بهذا السهولة لولا أننا لم نعد أمةً ولا رجال مرحلة؛ لم نعد نليق باليمن الذي نحمله في خطاباتنا. صار الكرسي والمال والنفوذ وطنًا جديدًا، وصار من يملك منحها هو السيد، فيما تراجع اليمن نفسه إلى الهامش".

 

ويرى أن التخلص من المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت لم يكن “إخضاعًا” للمنطقة بقدر ما كان خطوة محسوبة لإعادة رسم خطوط السيطرة قبل أي اتفاق نهائي مع الحوثي".

 

 

وأضاف "بدا المشهد أقرب إلى هندسة نفوذ ممنهجة لا إلى معركة لاستعادة دولة، وإلى تصفية مراكز مقاومة قد تُربك التسويات المقبلة. عشر سنوات كاملة لم ننتج فيها صوتا حرا قادرا على قلب المعادلة، فصارت الجغرافيا تُعاد صياغتها بينما نقف على الأطراف كمتفرجين".

 

وتابع الحميدي بالقول "اليوم لم يبقَ على الخارطة سوى بقعتين غير مرغوب فيهما: مأرب وتعز. مدينتان يمثل بقاؤهما الحالي خللا في معادلة ما بعد الصفقة وعبئا على الترتيبات القادمة".

 

وقال السؤال الملحّ: هل حان دورهما للدخول في مرحلة “إعادة الترتيب” تحت مبررات محلية وإقليمية ودولية جاهزة، بحيث يُستكمل مشهد إعادة رسم اليمن بلا يمنيين، خطوة بعد أخرى، قبل الوصول إلى الاتفاق النهائي؟

 

 


مقالات مشابهة

  • المهرة على خطى حضرموت.. الانتقالي يتسلم محور الغيضة ويصل عاصمة المحافظة بلا قتال
  • الانتقالي الجنوبي: تأمين وادي حضرموت قطعت شريان الإمداد الحوثي وكسرت نفوذ الإرهاب
  • كيف قرأ اليمنيون سقوط حضرموت بيد الانتقالي؟ (تقرير)
  • عاجل: السعودية تعلن رفضها لتحركات الانتقالي في حضرموت وتلوّح بالتصعيد عبر القنوات الدولية
  • ما الذي يجري في محافظة حضرموت؟ وكيف تطور الأمر من فعالية استعراضية إلى الصدام المسلح؟
  • توكل كرمان تؤكد وقوفها مع حضرموت ضد مليشيا الانتقالي
  • سلطة حضرموت تتحرك لاحتواء أزمة بن حبريش.. والرئاسي يعلن دعمه الكامل
  • مستشار رئيس مجلس القيادة يحذّر من أي تدخل عسكري خارجي في حضرموت ويرفض تحشيد قوات الانتقالي
  • حضرموت على صفيح ساخن.. ما الذي يحدث حول حقول النفط؟