خلال مشاركته في ورشة عمل بتونس.. عميد كلية الآداب بعدن يؤكد على أهمية تظافر الجهود لحماية مواقع التراث العالمي في اليمن
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
شارك الأستاذ الدكتور/ جمال محمد ناصر الحسني عميد كلية الآداب بجامعة عدن ممثلاً عن اليمن في الورشة العلمية التأطيرية حول "الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر" والتي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في العاصمة التونسية تونس خلال المدة (31 أغسطس – 1 سبتمبر الجاري) بمشاركة واسعة لعددٍ من الخبراء والأكاديميين والمهتمين في هذا المجال من مختلف الأقطار العربية.
وكان للأستاذ الدكتور/ جمال الحسني خلال هذه الورشة ورقة علمية بعنوان" واقع التراث اليمني المهدد بالخطر :"مواقع التراث العالمي المقيدة في اليمن، شبام حضرموت، صنعاء، زبيد" استعرض خلالها واقع حال الآثار في مواقع النزاعات والصراع في اليمن وغيرها الكثير من المخاطر التي تحدق بالمواقع الأثرية كعوامل التعرية المختلفة كالأمطار الموسمية والزحف العمراني العشوائي، وتهريب القطع الأثرية، وإدخال الإسمنت في عملية البناء، وانتهاكات أخرى جسيمة تطال الآثار، وتداعيات ذلك على هذه المواقع التي تزخر بها بلادنا.
وأشار في كلمته إلى أهمية تظافر جهود الجهات والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن لحماية مواقع التراث العالمي في اليمن لمنع الأيادي العابثة من انتهاكها وطمس هويتها وتأريخها العريق، والعمل المشترك مع القطاعات والجهات الحكومية ذات الاختصاص في اليمن لإنقاذ ما تبقى منها، ولتوضيح أهمية هذه الآثار للسكان، وتطوير مستوى الوعي المحلي، منوهاً بأن هناك الكثير من مواقع التراث في العديد من المحافظات اليمنية والتي يجب أن تضاف إلى مواقع التراث العالمي، لما تحتويه من أهمية تاريخية وحضارية، وأن يتم العمل عليها من عدة جهات في الدولة.
وأكد الأستاذ الدكتور/ جمال محمد ناصر الحسني عميد كلية الآداب بجامعة عدن ممثل اليمن في هذه الورشة على ضرورة توجيه الدعم إلى الجهات الحكومية المختصة، وتأهيل الكادر المحلي المختص في الهيئات الحكومية المتخصصة بهذا الشأن كالهيئة العامة للآثار والمتاحف من خلال إشراكهم في الدورات التأهيلية المتخصصة والاستفادة من خبراتهم، للقيام بأعمال الترميم والصيانة في جميع مواقع التراث اليمني، مشيراً بأن كلية الآداب بجامعة عدن بصدد إنشاء وحدة التراث غير المادي والتي ستهتم بهذا الشأن.
هذا وناقشت الورشة العلمية التي استمرت على مدى يومين متتاليين العديد من المحاور وقُدمت خلالها الكثير من الأوراق العلمية التي سلطت الضوء على الممتلكات الثقافية المهددة بالاندثار في المنطقة العربية، وتطرق خبراء منظمة الألكسو المشاركين في هذه الورشة إلى جانب الأكاديميين والمهتمين إلى أهمية هذه المرحلة التي تفرض على المنطقة العربية التدخل العاجل والفوري والفعال لحماية التراث المعرض للتدمير والتخريب، لما لهذا التراث من دور مهم في حفظ الذاكرة البشرية باعتباره الثروة الحقيقية الإنسانية.
مضيفين أن هذه الورشة ستكون داعمة ومساندة ومناصرة للمشاريع القائمة حالياً من خلال تشكيل تعاون دولي وعربي بإشراك الحكومات وغيرها من الجهات والمؤسسات الحكومية المتخصصة بما يهدف إلى اتخاذ خطوات عملية للتوصل لنتائج ملموسة، مؤكدين على أهمية اتفاقية 1972م التي تهتم بحماية التراث والحفاظ على السلام، وما تلاها من اتفاقيات وبروتوكولات تهتم بالمواقع الأثرية المنقولة والتي تعرضت للنهب.
وخرجت الورشة العلمية بالكثير من المقترحات والتوصيات التي أكدت جميعها على المضي قدماً في مسار حفظ التراث، وأن منظمة الألكسو وجهات أخرى تدرس استعادة القطع الأثرية المنهوبة من عدد من الأقطار العربية التي تم شراؤها بطريقة غير قانونية في مزادات عالمية وإرجاعها إلى مواطنها الأصلية، وإلى أهمية إضافة العديد من مواقع التراث في الدول العربية إلى مواقع التراث العالمي، مشيدين بالجهود الكبيرة والأوراق العلمية القيمة التي قدمت من قبل المشاركين في الورشة وحرصهم الشديد على إنجاز الأهداف المطروحة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: مواقع التراث العالمی کلیة الآداب هذه الورشة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
تسارع عمليات ترميم قلعة اربيل المدرجة على قائمة التراث العالمي
يونيو 23, 2025آخر تحديث: يونيو 23, 2025
المستقلة/-دلير إبراهيم/..
تعد قلعة أربيل من المواقع الأثرية الموغلة في القدم التي شهدت حضارات متعاقبة على مدى الآف السنين. وهو أول موقع في إقليم كوردستان أدرج عام 2014 في قائمة التراث العالمي لمنظمة يونسكو، ولا يزال ترميمه مستمراً والذي بدأ منذ عام 2010 ، وكان إدراج قلعة أربيل في قائمة التراث العالمي هو إقرار بالقيمة الاستثنائية التي يتسم بها هذا الموقع الاثري الفريد، وفي عام 2007 تم تشكيل المفوضية العليا للاشراف على إعمار القلعة أربيل، تعاونت يونسكو ومنظمات دولية لحماية القلعة وترميمها.
وبعد تولي المهندس فلاح حسن منصب رئيس المفوضية العليا للاشراف على إعمار القلعة (HCECR) قبل ستة شهور، بدأ بالإسراع في سير أعمال الترميم والصيانة وكان آخرها قبل فترة سطوع اضواء قلعة أربيل الزاهية، بعد تنفيذ مشروع إنارة المنازل الأثرية البالغ عددها 91 منزل اثري حوالي قلعة اربيل، وذلك بعد عشرون عاماً من الظلام الدامس في منازل وأطراف قلعة أربيل الاثرية، حيث تم الإعلان عن إتمام مشروع الإنارة للاستمتاع برونق وبهاء القلعة. سطوع الاضواء في قلعة اربيل تعكس الإضاءة الحديثة وتاريخها العريق. وتسلط الضوء على تفاصيله المعمارية الراقية.
وفي هذا الصدد يقول حسن: في إطار خطة تطوير وإنارة قلعة أربيل، تم إنجاز هذه المرحلة من المشروع، حيث أن تنفيذ المرحلة الثانية جاء بتوجيه من رئيس حكومة إقليم كوردستان، السيد مسرور بارزاني، وذلك ضمن أعمال إعادة تأهيل شوارع وأزقة القلعة التي دخلت مراحلها النهائية. كما تضمنت المشروع إنارة الشوارع والأزقة الداخلية، والفروع الجانبية، بالإضافة إلى باحات المنازل داخل القلعة، بهدف إبراز هذا المعلم التاريخي العريق بحلّة أكثر جمالاً وتألقاً.
واضاف: تمت إحالة ملاك القلعة إلى مجلس الوزراء بشكل مباشر، بعد أن كانت تتبع سابقاً لمحافظة أربيل، وهذه خطوة إيجابية تتيح توجيه الطلبات مباشرة إلى مجلس الوزراء.
وتابع بالقول: خلال الأشهر الستة الماضية، تم الانتهاء من تعبيد 1200م³، من أرضية القلعة، فضلاً عن استكمال إعادة تأهيل الشارع الرئيسي داخلها، انطلاقاً من بوابة الأحمدية ووصولاً إلى بوابة السوق الكبير(البوابة الجنوبية)، أما بشأن جامع القلعة الأثري، فأوضح فلاح حسن: أنه سيتم الانتهاء منه قريباً، حيث يتم فتحه امام المصلين.
تُعد قلعة أربيل من أبرز الرموز الحضارية في إقليم كوردستان والمنطقة بشكل عام، حيث تتميز بطراز معماري فريد تم تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. وتشير الوثائق التاريخية إلى أن القلعة تعود إلى عصور متعددة شملت الحكم الميتاني، السومري، الأكدي، البابلي، الآشوري، الفارسي، اليوناني، الإسلامي، والعثماني. وتتكوّن القلعة من ثلاثة أحياء رئيسية كما تحتوي على دواوين وتكايا، ومنازل ومساجد وحمامات تقليدية. أما سور القلعة الخارجي، فهو دائري الشكل ويُعد من أبرز عناصرها المعمارية، لما يتميز به من متانة وتصميم هندسي فريد. وتسعى المفوضية العليا لاعمار القلعة برئاسة السيد فلاح حسن إلى تحويلها لمركز نابض بالثقافة والسياحة، يعكس عمق هوية أربيل التاريخية، ويستقطب الزوار من كل مكان، قلعة أربيل هي قلعة أثرية تقع في مركز مدينة أربيل، أُدرجت القلعة على قائمة التراث العالمي منذ 21 يونيو 2014.