مجمع إعلام القليوبية يُطلق حملة "معًا ضد التحرش": حماية براءة الأطفال صونًا لمستقبلهم
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
نظّم مجمع إعلام القليوبية، التابع للهيئة العامة للاستعلامات، ندوة توعوية موسعة بعنوان "معًا ضد التحرش: نحمي براءتهم.. لنصون مستقبلهم"، في خطوة لتعزيز الوعي بالطفولة الآمنة ومواجهة ظاهرة التحرش، جاءت الندوة بمدرسة الشهيد العقيد أ. ح/ مدحت طلعت الرسمية لغات، وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بالقليوبية والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
يأتي هذا النشاط ضمن إطار الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار "حمايتهم واجبنا"، بهدف توعية النشء بطرق حماية أنفسهم من الاستغلال والتحرش ونشر ثقافة الحدود الآمنة في المدارس والمجتمع، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيي مجلي، رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
شارك في الندوة كلا من: بليغ بدوي - مدير عام إدارة التجريبيات والتعليم الخاص والتعليم الدولي بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية، وعبير حسن - مدير مدرسة مدحت طلعت الرسمية لغات ببنها، والدكتورة هند فؤاد - أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمشرف على مقر فرع المركز بالقليوبية، والدكتور محمد المنشاوي - مدرس مساعد القانون الجنائي والمشرف المساعد على فرع مقر المركز بالقليوبية، وأعد وأدار اللقاء زينب قاسم السيد - أخصائي إعلام بمجمع إعلام القليوبية.
افتتحت اللقاء ريم حسين عبد الخالق، مدير مجمع إعلام القليوبية، بكلمة أكدت فيها أن التحرش بالأطفال هو "أخطر أشكال العنف التي تهدد أمن المجتمع"، مشيرة إلى أن آثاره تمتد لتنال من براءة الطفل وتترك ندوبًا نفسية طويلة الأمد، وشددت على أن حماية الطفل ليست مسؤولية فردية، بل واجب جماعي تشترك فيه الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأن "حماية براءتهم وصون مستقبلهم تبدأ بخطوة وعي ومسؤولية مشتركة".
من جانبه، أكد بليغ بدوي أن رسالة التربية والتعليم تتجاوز تقديم المناهج الأكاديمية لتشمل "بناء شخصية سوية، واعية، وقادرة على التمييز بين السلوك الصحيح والخطأ، ومتمتعة بالثقة التي تمكنها من حماية نفسها"، مضيفاً أن توفير بيئة مدرسية آمنة هو "الركيزة الأساسية لنجاح العملية التعليمية"، مُشددًا على أن قضايا التحرش تتطلب عملًا مشتركًا ومستمرًا بين المدرسين والأهالي والمؤسسات.
فنحن نؤمن بأن توفير بيئة آمنة للطلاب هو الركيزة الأساسية لنجاح العملية التعليمية، مشيراً أننا نسعى دائمًا أن تكون مدرستنا مساحة آمنة ومضيئة، ينمو فيها الطفل بثقة وكرامة، ويجد فيها كل رعاية تستحقها براءته… فمستقبلهم أمانة، وحمايتهم مسؤولية مشتركة.
وفي سياق متصل، قدمت الدكتورة هند فؤاد، شرحًا علميًا موسعًا حول مفهوم التحرش وأنواعه وتأثيراته النفسية والاجتماعية على الطفل، فالتحرش—بكل أشكاله—ليس مجرد فعل خاطئ، بل هو اعتداء يُخلّف آثارًا نفسية وسلوكية طويلة المدى، قد تمتد لتؤثر على تكوين شخصية الطفل وثقته بنفسه ومستقبله، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الوعي المبكر، وفتح قنوات الحوار مع الأطفال، وتدريبهم على التمييز بين الحدود الآمنة وغير الآمنة في التعامل مع الآخرين، هي عناصر أساسية للوقاية من هذا الخطر، كما أن على الأسرة والمدرسة دورًا محوريًا في كشف العلامات المبكرة التي قد تدل على تعرض الطفل لأي شكل من أشكال الإساءة، بدءًا من التغييرات السلوكية المفاجئة، مرورًا بالانطواء أو الخوف غير المبرر، وصولًا إلى التراجع الدراسي أو فقدان الشغف.
وأكدت "فؤاد " ضرورة احتواء ودعم الأطفال الذين تظهر عليهم هذه العلامات، بعيدًا عن اللوم أو العقاب. كما استعرضت آليات التدخل الصحيحة والتشريعات القانونية التي تكفل حقوق الطفل وحمايته. واختتمت حديثها بالتأكيد على أن "المعرفة هي خط الدفاع الأول، والوعي هو الأساس الذي نبني عليه مستقبلًا آمنًا لأبنائنا"، داعية لتعزيز التعاون مع مؤسسات التعليم والإعلام والمجتمع المدني لتوسيع دائرة الوعي والدعم المتخصص.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اخبار القليوبية إعلام القليوبية مجمع إعلام القليوبية إعلام القلیوبیة
إقرأ أيضاً:
أستاذ طب نفسي: الصراخ والمبالغة بعد التحرش تضاعف صدمة الطفل بدل حمايته
أكد الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن تعامل الأهل مع الطفل بعد التعرض لموقف تحرش يجب أن يكون محسوبًا بدقة، مشيرًا إلى أن المبالغة في رد الفعل أو التوتر الشديد قد يضر الطفل نفسيًا أكثر مما يفيده، لأن الطفل يلتقط خوف الوالدين ويُحوِّله إلى خوف مضاعف قد يتطور لاحقًا إلى اضطرابات قلق أو عزلة أو حتى أعراض صدمة ممتدة.
وأوضح خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت" المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن كثيرًا من الأمهات يقعن في خطأ شائع وهو التعامل مع الموقف بانفعال شديد، وصوت عالٍ، وحالة ذعر، وهو ما يُشعر الطفل بأن ما حدث كارثة كبرى، فيزداد خوفه ويستقر داخله شعور خطير بالتهديد.
وأكد أن الخطوة الصحيحة هي الهدوء التام، والتحدث مع الطفل بصوت منخفض، وكأن الأمر تحت السيطرة، لأن هذا يمنحه رسالة بأن الأهل قادرون على حمايته وأنه في أمان.
وأشار حمودة إلى أن دور الأب لا يقل عن دور الأم، فكلاهما يجب أن يشاركا في تهدئة الطفل، وتأكيد دعمهما له، وعدم الضغط عليه لسرد التفاصيل فورًا. ولفت إلى أن بعض الأمهات يُجبِرن أطفالهن على الذهاب للعلاج النفسي فورًا رغم رفضهم، وهو ما يزيد «التروما» لأن الطفل يشعر بأنه يُعاد إلى التجربة مرة أخرى ويُجبَر على الحديث عنها قبل أن يكون جاهزًا.
وبيّن أن من أكبر الأخطاء إجبار الطفل على الإدلاء بشهادته خلال التحقيقات في مكاتب الشرطة أو أمام جهات رسمية بشكل مباشر؛ لأنه قد يشعر بالرعب وتتضاعف الصدمة.
وشدد على أن الطريق الصحيح يتضمن أن تتم التحقيقات على مراحل، وبوجود متخصص نفسي مدرَّب يجلس مع الطفل أولاً بطريقة لعب، ثم يبني معه علاقة، ثم يسمح له بالحكي تدريجيًا عندما يشعر بالأمان، وليس بإلحاح أو استجواب مباشر.
وأكد حمودة أن الطفل الذي يصل إلى العيادة وهو خائف أو رافض الدخول لا يجب إجباره أبدًا، فالطبيب يبدأ باللعب معه والتحدث في أمور أخرى غير الحادث، وإعطائه شعورًا بأن المكان آمن ومريح، ثم في الزيارات التالية تبدأ الثقة في التكوين، وقد يحكي الطفل من نفسه عندما يكون مستعدًا. وأوضح أن المكافآت الرمزية والجو الهادئ تساعد على تكوين هذا الإحساس بالأمان.
وأكد على أن حماية الطفل لا تكون بالصراخ أو المبالغة أو الضغط، وإنما بالاحتواء، والهدوء، وإدارة الوضع النفسي والقانوني بطريقة لا تعيد الصدمة مرارًا.
وأشار إلى أن بناء الثقة حول الطفل هو حجر الأساس، وأن الهدف الأهم هو مساعدة الطفل على عبور التجربة دون أن تتحول إلى ندبة نفسية طويلة الأمد.