صراحة نيوز:
2025-12-03@11:11:10 GMT

مدينة “عمرة” التحدي الحقيقي للتحديث الاقتصادي

تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT

مدينة “عمرة” التحدي الحقيقي للتحديث الاقتصادي

صراحة نيوز- بقلم / زيدون الحديد

نعيش اليوم مرحلة حساسة في مسار التحديث الاقتصادي، حيث تقف الحكومة وفريقها الاقتصادي أمام سباق مفتوح مع الوقت، سباق لا يحتمل التباطؤ أو التأجيل، فالمرحلة الحالية تتطلب الانتقال من إدارة الأزمات إلى صناعة الحلول الحقيقية، وتطبيق السياسات على الأرض بطريقة ملموسة، لا الاقتصار على الرؤى والتصريحات، وفي قلب هذا الاختبار تأتي مدينة عمرة الجديدة، التي لا تمثل مجرد مشروع عمرانيا، بل مرآة حقيقية لقدرة الدولة على تحويل التحديث الاقتصادي إلى واقع ملموس.

   القلق الشعبي حول المدينة مفهوم، إذ يتساءل الأردنيون عما إذا كانت عمرة ستصبح مدينة شاملة للجميع أم ستتجه نحو التمييز الطبقي، فتتحول إلى فضاء للأغنياء فقط، ام نسج للخيال هذا الخوف ليس افتراضيا، بل ناتج عن تجارب إقليمية حيث انتهت مدن جديدة إلى عزلة اجتماعية بسبب غياب سياسات واضحة للتوزيع العادل للفرص، وتركز التطوير في أيدي رأس المال الكبير، لذلك فإن نجاح المدينة لا يقاس فقط بعدد الأبنية أو حجم الاستثمارات، بل بقدرتها على استيعاب كافة شرائح المجتمع، ومنح المواطن العادي فرصة المشاركة في عملية البناء، ليس كمتفرج، بل كشريك حقيقي في التنمية.
لتحقيق ذلك، يحتاج المشروع إلى أدوات تمويلية تسمح للمواطن بالمساهمة بشكل مباشر، مثل الصناديق الاستثمارية الوطنية المفتوحة للاكتتاب العام، والسندات التنموية بأسعار معقولة، والمشاركة في شركات التطوير، بحيث يشعر المواطن أن المدينة له ولأبنائه، وليس فقط للمستثمر الكبير، وكما لا يمكن للمدينة أن تنجح إذا لم تتوافر فيها خيارات سكن متنوعة تلائم مختلف الطبقات، وترافق بخدمات أساسية متوازنة، ونظام نقل عام فعال يربط جميع مناطق المدينة، ما يمنع تحولها إلى بيئة طبقية مغلقة.
الاختبار الأكبر للفريق الاقتصادي يتمثل أيضا في قدرته على التحرك بسرعة وتحويل الخطط إلى واقع ملموس، فالمواطن اليوم لا يحتاج إلى وعود، بل إلى نتائج ملموسة على الأرض، تتجسد في جداول تنفيذية واضحة وشفافية في كل مراحل المشروع، قدرة الفريق على ضمان التنفيذ العملي للسياسات والاستثمارات هي ما سيحدد نجاح التحديث الاقتصادي في الأردن، ليس فقط على صعيد مدينة عمرة، بل على مستوى الاقتصاد الوطني ككل.
في النهاية، عمرة ليست مجرد مشروع عمراني، بل مشروع وطن، إذا تمكن الأردن من ضمان مشاركة المواطن، وتنويع فرص السكن، وخلق بيئة استثمارية عادلة، عندها ستصبح المدينة نموذجا حقيقيا للتحديث الاقتصادي، وغير ذلك فإن عمرة، رغم جمال تصميمها وحجم استثماراتها، ستولد مدينة باردة من الداخل، جميلة من الخارج، لكنها عاجزة عن أن تكون المدينة التي تحمل طموحات الجميع وتفتح أبوابها لكل الأردنيين دون استثناء

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

الطرابلسي: الهجرة تستنزف 7.2 مليارات دولار سنويا.. ونسعى لتنفيذ “مشروع وطني للترحيل”

قال وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي، إن الهجرة غير الشرعية ألحقت أضرارا جسيمة بليبيا ودول الجوار وأوروبا، كاشفا أن بحثا استقصائياً أجراه جهاز الأمن الداخلي والمباحث الجنائية بالتنسيق مع جهات اقتصادية، أظهر استنزاف ما يقدر بـ 7.2 مليار دولار سنوياً من أموال المصرف المركزي، وذلك لتغطية تكاليف وجود نحو 3 ملايين مهاجر وجهود مكافحة الظاهرة.

وأكد الطرابلسي، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، أن أزمة الهجرة تسببت في فقدان الشباب الليبي لأكثر من مليون وظيفة، فضلا عن تشكيل ضغوط كبيرة على الوقود وشبكة الكهرباء، لافتا إلى أن الوزارة تجهز منذ يوليو الماضي لـلـ”المشروع الوطني لترحيل المهاجرين غير النظاميين”، حيث جرى بالفعل ترحيل آلاف المهاجرين خلال شهر أكتوبر عبر رحلات جوية بالتنسيق مع دولهم.

وفيما يخص الإحصائيات الميدانية، أوضح الطرابلسي أن الوزارة تلقت 90 بلاغا خلال عام 2025، تمكنت على إثرها من إنقاذ 3626 مهاجرًا وانتشال 32 جثمانا، مستعرضا أرقام الإنقاذ الشهرية التي تفاوتت بين مئات المهاجرين شهريا، معربا عن أسفه لعدم تمكن الفرق من إنقاذ عدد من المهاجرين بسبب “نقص الإمكانيات”.

وشدد الوزير على أن 70% من المهاجرين الموجودين في ليبيا هم “عائلات”، مما يرفع بشكل كبير من خطر التوطين، مؤكدا رفض الشعب الليبي القاطع لقبض الدول الأوروبية على المهاجرين في البحر وإعادتهم لتكديسهم في ليبيا، وأضاف: “إذا أرادت أوروبا حماية سواحلها فحكومة الوحدة جاهزة للتنسيق معها في دعم البرنامج الوطني للترحيل، ونريد خطة رسمية لإعادة المهاجرين لبلدانهم”.

وأشار الطرابلسي إلى أن الانقسامات السياسية وانهيار المنظومة الأمنية منذ عام 2010 تسببا في دخول مئات الآلاف من المهاجرين، موضحا أن ملف الإرهاب يرتبط مباشرة بأزمة الهجرة لتنقل الأفراد عبر الأراضي الليبية.

وفي سياق تنظيم العمالة، ذكر الطرابلسي أن ليبيا تحتاج لعمالة أجنبية لكن يجب أن تكون منظمة، معربا عن استعداد الوزارة لإصدار إقامات لكافة العمالة الموجودة بالتنسيق مع وزارات الاقتصاد والعمل والصحة.

ودعا الطرابلسي الاتحادين الأوروبي والإفريقي والدول العربية لدعم ليبيا، واصفا الدعم الحالي بأنه “لا يرقى إطلاقًا لحجم أعداد المهاجرين الكبيرة”، مؤكدا استحالة أن تتمكن ليبيا بمفردها من مكافحة هذا الملف.

المصدر: مؤتمر صحفي.

الطرابلسيالهجرةرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • صندوق استثمار أموال الضمان: نعتزم الاستثمار في “مدينة عمرة”
  • الطرابلسي: الهجرة تستنزف 7.2 مليارات دولار سنويا.. ونسعى لتنفيذ “مشروع وطني للترحيل”
  • “بالصدفة”.. حل لغز قبر فرعوني غامض قرب مدينة تانيس بمصر حيّر العلماء أكثر من 100 سنة
  • بدعم من نائب القائد العام.. إطلاق مشروع “الوفاء” لدعم 1000 شاب وإنعاش اقتصاد فزان
  • أبو هنية يقترح 100 مركز تدريب رقمي في مدينة عمرة لتأهيل الشباب للمستقبل
  • المهيدات: مدينة عمرة نموذج ذكي وحضاري للتنمية والاستثمار في الأردن
  • إيران: ندعو دول المنطقة لوقف توسع “إسرائيل” ومستعدون لتعزيز التعاون الاقتصادي مع تركيا
  • الأردن يعلن عن المشروع الضخم مدينة عمرة.. هل تكون عاصمة جديدة؟
  • العقارية توقّع عقد ترسية مشروع “النرجس بزنس بارك” في حي النرجس بالرياض