استشاري علاقات أسرية تكشف لـ "الوفد" تاثير السوشيال ميديا على المخطوبين والمتزوجين
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
بعد الجدل الواسع الذي أثاره تريند “الطبيب الوسيم” على مواقع التواصل الاجتماعي، وما تبعه من واقعة فسخ خطوبة بسبب تعليق على صورته، كشفت استشاري علاقات أسرية في تصريحات خاصة لـ “الوفد” عن التأثير المتزايد والسريع للسوشيال ميديا على العلاقات العاطفية بين المخطوبين والمتزوجين، محذرة من خطورة الانسياق وراء ردود أفعال لحظية قد تهدد استقرار البيوت.
وأوضحت خبيرة العلاقات الأسرية نادية جمال عن التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات العاطفية بين المخطوبين والمتزوجين، مؤكدة أن السوشيال ميديا أصبحت أحد أبرز أسباب التوتر والمقارنات والجفاء العاطفي داخل كثير من البيوت.
وقالت إن السوشيال ميديا لم تعد تؤثر فقط على تفاصيل الحياة اليومية، لكنها أصبحت تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية والعلاقات العاطفية، موضحة أن مرحلة الخطوبة تحديدًا تشهد ارتفاعًا كبيرًا في سقف التوقعات بين الطرفين، نتيجة المقارنات المستمرة بما يتم عرضه على المنصات المختلفة.
وأوضحت أن كثيرًا من المخطوبين يقعون في فخ مقارنة علاقتهم بعلاقات أخرى تظهر بصورة مثالية على السوشيال ميديا، مثل الهدايا المفاجئة، والخروجات المتكررة، والصور الرومانسية، وهو ما يفتح باب التساؤلات والمشاعر السلبية: “هي أحسن مني في ايه؟، ليه هو مش زيها؟ وليه هي مش بتعمل زي اللي على الفيسبوك؟”، لتبدأ بعدها حالة من عدم الرضا والمقارنات المؤذية.
أما على صعيد العلاقات الزوجية، فأكدت الخبيرة أن المشاكل تكون أعمق وأكثر تعقيدًا، حيث تتكرر شكاوى مثل: “أنت مقصر في حقي”، و”أنا مش رقم واحد في حياتك”، و”أنت ما بقيتش تحبني”، في مقابل شكاوى الطرف الآخر من عدم التقدير والشعور بأنه غير مرئي داخل العلاقة.
وأضافت أن السوشيال ميديا تستحوذ على وقت طويل من الأزواج، وهو الوقت الذي من المفترض أن يُستغل في الحوار والتقارب، إلا أنه يهدر في تصفح التطبيقات والتواصل مع أشخاص غرباء أو الدخول في عوالم افتراضية، ما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الزوجين.
وأشارت إلى أن كل شخص أصبح يصنع لنفسه عالمًا افتراضيًا خاصًا به، يختار فيه من يتعامل معهم وما يراه وما يتابعه، وهو ما يخلق حالة من العزلة العاطفية، ويؤدي إلى تراجع الحوار وظهور الأنانية، حيث يبدأ كل طرف في التفكير في احتياجاته الشخصية بدلًا من التزاماته تجاه شريكه.
وأكدت على أن السوشيال ميديا، رغم إيجابياتها، أصبحت في كثير من الحالات سببًا رئيسيًا في خلق الجفاء، وانعدام التواصل، وفتح الباب أمام التفكير في بدائل خارج إطار العلاقة الحقيقية.
هل التعليقات التي تبدو “عادية” أو على سبيل المزاح على السوشيال ميديا قد تعد خيانة أو عدم احترام للطرف الآخر؟
أوضحت خبيرة العلاقات الأسرية أن الأمر يتوقف بشكل أساسي على طبيعة وشكل هذه التعليقات ومضمونها، وأكدت أن التعليقات العادية التي تأتي في إطار الاحترام، مثل إبداء الرأي في محتوى منشور أو التفاعل الطبيعي دون تجاوز، لا تعد خيانة ولا تحمل إساءة للطرف الآخر، قائلة: "طالما التعليق عادي ومفيهوش مغازلة أو إيحاء أو تجاوز، يبقى مفيش فيه مشكلة ولا عدم احترام."
لكنها شددت على أن المشكلة الحقيقية تبدأ حين تتحول التعليقات إلى معاكسة صريحة أو مغازلة مباشرة، أو عندما يخرج التعليق عن إطار الموضوع ليصبح موجهًا لصاحبة أو صاحب المنشور بشكل شخصي، وهنا بحسب وصفها ننتقل من مجرد تفاعل عادي إلى عدم احترام واضح للطرف الآخر، قد يصل في بعض الحالات إلى حدود الخيانة المعنوية.
وأضافت أن الدخول في تفاصيل حياة أشخاص آخرين، والمتابعة المستمرة لهم، والتعليق المتكرر على أفكارهم، ومشاركتهم الحوار بشكل دائم، كلها مؤشرات خطيرة، لأن هذا النوع من التفاعل يعكس انشغالًا عاطفيًا بشخص خارج إطار العلاقة الأساسية.
وأكدت على أن الاحترام يبدأ من الشخص نفسه، قائلة: “الشخص المحترم بيعرف يحترم نفسه إزاي في أي تفاصيل”، لكن اللي عنده خلل في طريقة تفكيره أو سلوكه، طبيعي إنه لا يحترم شريكه ولا حدود العلاقة."
هل فسخ الخطوبة بسبب تعليق على صورة يعد رد فعل طبيعي أم مبالغًا فيه؟
أكدت خبيرة العلاقات الأسرية أن فسخ الخطوبة بسبب تعليق فقط يعد رد فعلًا مبالغًا فيه للغاية، ولا يتناسب مع حجم الموقف في أغلب الأحيان.
وأوضحت أن رد الفعل الطبيعي يكون في حدود الغيرة أو العتاب أو الشعور بالزعل المؤقت، قائلة إن من الطبيعي أن يغضب الخطيب أو يشعر بالانزعاج يومين أو ثلاثة، أو يعبر عن غيرته بكلمات توضح مدى تضايقه من التعليقات أو من شكل الصورة نفسها، وهو أمر وطبيعي داخل أي علاقة.
وأضافت أن الأمور تختلف تمامًا في حال وجود اتفاق مسبق بين الطرفين بعدم نشر صور على السوشيال ميديا، وفي هذه الحالة يكون الخلاف هنا ليس بسبب التعليق، ولكن بسبب كسر اتفاق واضح بين الطرفين، وهو ما يعد أمرًا جوهريًا في العلاقة.
وأشارت إلى أن كسر الاتفاق يستوجب في البداية التحذير والعتاب ومحاولة تصحيح الخطأ، لكن في حال تكرار الأمر وعدم احترام حدود العلاقة، قد يكون من حق الطرف المتضرر اتخاذ موقف حاسم يصل إلى فسخ الخطوبة، ليس بسبب التعليق نفسه، ولكن بسبب الإخلال بالاتفاق وعدم الالتزام.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن كثيرًا من الأزمات العاطفية على السوشيال ميديا لا تكون بسبب الفعل نفسه، بل بسبب سوء إدارة الخلافات، وغياب الحوار، وعدم وضوح الحدود بين الطرفين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نادية جمال وسائل التواصل الاجتماعي الطبيب الوسيم فسخ خطوبة استشاري علاقات أسرية على السوشیال میدیا بین الطرفین عدم احترام على أن
إقرأ أيضاً:
صورة وغزل وأكاذيب.. كيف تحوّل منشور الدكتور محمد المغربي إلى جدل على السوشيال ميديا؟
شهدت منصّات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة واسعة من الجدل بعد انتشار صورة نشرها طبيب المخ والأعصاب الشاب الدكتور محمد المغربي عبر صفحته الشخصية، لتتحول خلال وقت قصير إلى حديث السوشيال ميديا. فبين موجة من التعليقات التي امتلأت بالغزل والمبالغة، وبين اتهامات بالتجاوز والتسويق غير المهني، بدأت القصة في أخذ منحنى جديد تمامًا، بعد ظهور معلومات تكشف كواليس ما اعتبره البعض “فبركة مُحكمة” لاستغلال الترند.
صورة عادية تتحول إلى جدل كبيربدأت القصة حين نشر الدكتور محمد المغربي صورة شخصية على حسابه في فيسبوك، ليتفاجأ بكم هائل من التعليقات، أغلبها من متابعات أشدن بمظهره ووصفنه بكلمات غزل مبالغ فيها. هذا المشهد أثار استياء عدد من المستخدمين الذين رأوا في التعليقات تجاوزًا لأدب الحوار وحدود اللياقة، خاصة أن المنشور نُشر من حساب طبيب يفترض أنه شخصية مهنية.
ومع توسع الجدل، بدأ البعض يوجه اللوم للطبيب نفسه، معتبرين أن الصورة جاءت ضمن إطار إعلان ترويجي لعيادته، مما دفع البعض لاتهامه بالاعتماد على “التسويق عبر الجاذبية” أكثر من إبراز خبراته الطبية.
ظهور ادعاءات عن خطوبة مفبركة.. لكن الحقيقة مختلفةمع ارتفاع موجة الاهتمام بالمنشور، ظهرت حسابات تدّعي أن الطبيب تسبب في “انفصال” شاب يُدعى عمرو موسى عن خطيبته، بعد أن شاهد تعليقات الغزل على منشوره. هذه الرواية انتشرت بسرعة، وبدأ كثيرون يتعاملون معها كحقيقة.
لكن المفاجأة كانت في نفي الشاب عمرو موسى نفسه، الذي نشر توضيحًا مقتضبًا قال فيه:
“فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانْ عَلَى مَا تَصِفُونَ… للتوضيح فقط: الإيميل اللي في الصورة قديم ومسروق بقالي أكتر من 5 سنين، وماعرفش مين بيفتحه. مليش علاقة بيه، ومعنديش غير الحساب ده فقط.”
بهذا التصريح، نفى عمرو تمامًا أي علاقة له بالقصة المتداولة أو بما يُنشر عبر الحسابات القديمة المنسوبة إليه.
شهادة مقرب تكشف خيوط قصة محبوكة بهدف جذب التفاعلالمفاجأة الأكبر جاءت على لسان شخص قال إنه صديق لشقيق عمرو، وروى تفاصيل ما وصفه بأنه “مخطط مدروس” قام به مجهول لاستغلال حساب قديم ومسروق من أجل خلق قصة كاملة من لا شيء.
وأوضح أن شقيق عمرو تواصل معه مؤكدًا أن الحساب القديم تم اختراقه، وأن الشخص المجهول صنع حسابًا آخر باسم فتاة وربط بين الحسابين ليبدو الأمر وكأن هناك علاقة حقيقية بينهما.
وأضاف أن المجهول دخل من الحساب المزيف ليترك تعليقًا غزليًا على منشور الطبيب، في محاولة لجذب الأنظار ثم دفع المتابعين للبحث عن هوية أصحاب الحسابات. وبعد ذلك نشر منشورًا آخر يوحي بانفصال مزعوم لجذب مزيد من التفاعل.
ورجّح المقرب أن القصة برمتها قد تكون جزءًا من حملة دعائية من إحدى الشركات، خاصة مع تكرار ظهور مواقف مشابهة حول الطبيب نفسه وفقًا لمصادر يقول إنها مطلعة.
أجمع كثيرون بعد انكشاف تفاصيل القصة على ضرورة عدم تصديق كل ما يُنشر عبر شبكات التواصل، خصوصًا في ظل بحث البعض عن الترند والانتشار بأي طريقة، حتى لو كان ذلك على حساب سمعة الآخرين أو مشاعر الجمهور.
وحذّر المصدر ذاته من الانجرار وراء عبارات مثل “أنت راجل قدوة.. أنت كينج”، مؤكدًا أن مثل هذه الحملات تستغل تفاعل الجمهور كسلعة لتحقيق انتشار مجاني عبر “بوستات مفبركة ودعاية رخيصة”.
تعيد هذه الواقعة التأكيد على هشاشة المعلومات عبر السوشيال ميديا، وكيف يمكن لصورة واحدة أن تتحول إلى حملة جدل واسعة، وأن تُنسج حولها قصص كاملة لا تمتّ للحقيقة بصلة.
وبين التأثير السريع للمنصات وتلهّف البعض للانتشار، يبقى على المستخدمين دور مهم في التحقق قبل التصديق، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تُبنى على حسابات مسروقة ونيات غير واضحة.