مع نهاية شهر ديسمبر، وقبل نهاية السنة، يعتزم الرئيس الأمريكي أن يترأس “لجنة السلام” في غزة، بعد انقضاء المرحلة الأولى من خطته، الرامية إلى وقف إطلاق النار، المتمثل في عدوان الكيان المدعوم أمريكيًّا قلبا وقالبا.
غير أنه رغم هذا العمل وهذا الأمل المخضب بالتشدد في الضغط على حماس لنزع سلاحها، وترك يد الكيان ممدودة للعصف بكل تفاهمات وقف إطلاق النار ولكل الخروق التي لم تتوقف يوما سواء داخل ما يسمى “الخط الأصفر” أم خارجه، ضد ما تبقى من البنى التحتية وتفجيرها وتفخيخ الأنفاق واستهداف كل من يتحرك بالقرب من الخط الوهمي…
رغم كل هذا، تتمكَّن المقاومة من الالتزام بالتعهُّدات، حفاظا على أرواح من تبقى من شعب مقطوع الأعناق والأرزاق ومدمَّر البنى التحتية والمرافق الإنسانية، من دون أن يتنازل عن حقه في المقاومة ما دام الاحتلال قائما، آخر ذلك، تصفية العميل أبو شباب من داخل الحلقة الضيقة له وللمجوعة المموَّلة من طرف الاحتلال والمعوَّل عليها حكم رفح وجزء من غزة كبديل عن حماس.
الرئيس الأمريكي، الذي يبدو متفائلا دوما، ومتسرِّعا في الحكم على الأمور وهي لا تزال في خضمِّ المعاناة مع الفشل، يعمل على التسابق مع الرياح، رياح النجاحات ولو المنقوصة أو حتى تلك الواهية، سواء في الشرق الأوسط أم أوكرانيا أم الكاريبي، بإشعال فتيل لإطفاء آخر بفتيل آخر، يبدو أنه سيلتقي مع رئيس وزراء الكيان، قريبا لإقناعه بضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية والتنسيق الأمني العسكري في غزة لضمان نحاج مخطط “بلير” على أرض غزة، كما في إعادة إعمارها على طريقته القديمة الجديدة، بعدما خاب الأمل وظن من راهنوا على التهجير وحتى الضم.
نتنياهو المأزوم، الذي قدم طلب العفو إلى رئيس الكيان، والمدعوم في هذا الصدد سابقا من طرف الرئيس الأمريكي نفسه، وعلانية وأمام الملأ، يفعل ذلك دفعا له لقبول خطة غزة ذات الـ21 بندا، حفاظا على أمن الكيان ودفعا للاستقطاب الحادّ داخل دويلة الكيان الغاصب. استقطاب ينذر بتفجيره من الداخل إذا ما استمر نتنياهو وزمرتُه في التمادي في حرب تقود المنطقة برمَّتها والعالم إلى الانفجار.
الرئيس ترمب، يريد أن يقول لبنيامين نتنياهو إنه، وقد دعمه بما لم يدعمه أحدٌ في العالمين، وأمدَّه بالمال والسلاح وبالفيتو أكثر من أي رئيس آخر، يريد أن يرى خطته تطبَّق، حفاظا على الكيان من نفسه وعلى مصالح أمريكا، وعلى رئيس وزراء الكيان أن يفهم أن الدعم غير المشروط وغير المحدود، لم يعد بلا حدود، بل بشروط وهي دعم خطة ترمب بالكامل وتنفيذها. محاكمة نتنياهو وإعطاؤه صك أمان بعد العفو، مشروط هو الآخر، لاسيما من طرف المعارضة، بالانسحاب من الحياة السياسية، وإلَّا لا جدوى من عفو وتبرئة كما يطالب نتنياهو.
الرئيس ترمب، سيلعب بالتأكيد على هذا المتغير، وسيحاول إقناع رئيس الكيان بأن يعلن العفو عن رئيس الوزراء حتى وهو متَّهم جنائيا ومطلوب للعدالة الدولية.
ترمب عبّر مرارا عن رفضه قرار المحكمة الجنائية بل وهدد رفقة الكونغرس عدة قضاة بالعقوبات، وسيستغل كل هذه الأوراق في محاولة إقناع نتنياهو بقبول المقترح وعدم عرقلته في المرحلة الثانية التي هي أهمُّ مرحلة بالنسبة له، وإلا فدونه الفشل الذريع، وهو ما لا يريده ولا ينبغي له أن يكون، فهو الطامح والطامح في “سلام” يقود إلى نوبل، ولو بالتهديد والوعيد والمزيد من العقوبات والقصف سواء في لبنان أم غزة أم… حتى كاراكاس.
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة نتنياهو غزة نتنياهو ترامب خطة السلام مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يؤكد عزمه زيارة نيويورك رغم تهديدات رئيس البلدية
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، أنه لا يزال يعتزم زيارة نيويورك رغم تهديدات رئيس بلديتها الجديد، زهران ممداني، بالتحفظ عليه استنادًا إلى مذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقال نتنياهو خلال مقابلة عبر الفيديو مع منتدى ديلبوك الذي تنظمه صحيفة نيويورك تايمز: "نعم، سآتي إلى نيويورك".
وعند سؤاله عما إذا كان سيسعى للتحدث مع ممداني، أجاب: "إذا غيّر رأيه وقال إن لدينا الحق في الوجود، فإن ذلك سيكون بداية جيدة لمحادثة".
وكان ممداني، الاشتراكي الديمقراطي الذي سيكون أول رئيس بلدية مسلم ومن جنوب آسيا لنيويورك، قد صرح سابقًا مرارًا بدعمه لحق إسرائيل في الوجود.