اكتشاف كائنات جديدة لافتة في موقع تعدين بالمحيط الهادي
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
في ظلام دامس على عمق يقارب 4 كيلومترات تحت سطح المحيط الهادي، حيث لا يصل أي ضوء وتتحرك الحياة على فتات قليل من الغذاء يسقط من الأعلى، بدأت قصة تشبه اقتحام "أرشيف حيوي" لم يُفهرَس بعد.
هناك، في المنطقة الواقعة بين هاواي والمكسيك والمعروفة بمنطقة كلاريون كليبرتون، أجرى باحثون مسحا واسعا للحياة القاعية بالتوازي مع اختبار شبه صناعي لماكينة جمع "العُقَد متعددة المعادن"، تلك الحصى المعدنية الغنية بعناصر كيميائية مهمة، مطلوبة للبطاريات وتقنيات التحوّل الأخضر.
لكن المفارقة أن التجربة لم تُخرج معادن فقط، ولكن على مدار 5 سنوات من العمل وقرابة 160 يوما في البحر، جمع فريق من العلماء عينات من رواسب القاع ورصد كائنات يزيد حجمها عن 0.3 مليمتر، أي أكبر قليلا من فتات الغبار البحري الذي تلتقطه المصافي العلمية.
والنتيجة كانت لافتة، حسب دراسة نشرها الفريق في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن"، حيث تعرف العلماء على 4350 فردا، من 788 نوعا، كثير منها غير معروف أو مسجّل علميا.
أحد تلك الكائنات اللافتة كان "العنكبوت البحري"، وهو كائن ينتمي إلى مجموعة قريبة من عناكب اليابسة، لكنه ليس واحدا منها بالمعنى التصنيفي الدقيق.
بعض أنواع العناكب البحرية يمكن أن تبلغ حجم كف اليد في أعماق البحر المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، بينما هذا النوع المعروض في الدراسة لا يتجاوز بضعة مليمترات فقط، وهو تذكير بأن عالم الأعماق يمكن أن يجمع بين الكائنات العملاقة والمتناهية الصغر في المشهد نفسه.
هذه الأرقام وحدها تبدد فكرة أن سهول الأعماق صحراء مائية خاملة، بل إن الباحثين وجدوا أن الكائنات الأكثر حضورا هي الديدان عديدة الأشواك، ثم قشريات دقيقة، ثم رخويات مثل القواقع وبلح البحر، وهو مجتمع متنوع.
إعلانالقلب الصلب للدراسة كان اختبارا ميدانيا عام 2022 لماكينة تجميع كبيرة في السهل السحيق على عمق 4280 مترا، تمكنت من استرجاع أكثر من 3 آلاف طن من العُقَد الصخرية المتعددة المعادن.
بالتزامن مع ذلك، اهتم فريق من العلماء بدراسة تأثير الماكينة على البيئة، ووجد بالفعل أن نسبة كثافة الكائنات في تلك المنطقة بنحو 37%، وتراجع عدد الأنواع بنحو 32%.
اللافت أن الدراسة رصدت أيضا أن المجتمع القاعي لم يكن ثابتا أصلا، هناك تغيرات طبيعية معتبرة عبر فترة الرصد، يرجّح الباحثون أنها مرتبطة بتقلب كمية الغذاء الهابط إلى القاع.
هذا مهم لأن التعدين لا يحدث في مختبر معزول، بل فوق نظام يتنفس ببطء ويتقلب دون أن نراه، وأحد أكبر مخاوف العلماء من تعدين الأعماق هو الغبار الطيني الذي قد تثيره الماكينات، ثم يترسّب بعيدا عن موقع التعدين.
في هذا السياق، فإن الدراسة الجديدة تقول إن تعدين الأعماق يمثل مشكلة يجب الالتفات إليها، فنحن نستخرج معادن من مكان لا نعرف حدوده الحيوية، ولا نمتلك فكرة عما يعيش هناك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
نولتي الإمارات: رؤية جديدة لصناعة المطابخ الراقية وتوسّع استراتيجي يعيد رسم ملامح السوق المحلي
في ظل النمو المتسارع لسوق المطابخ الراقية في الإمارات، تكشف شركة “نولتي الإمارات” عن رؤيتها التوسعية عبر إطلاق صالتها الجديدة على شارع الشيخ زايد، التي تمثل مرحلة مفصلية في تعزيز حضور العلامة الألمانية في المنطقة. و يسلّط سيلفا كومار راجولو، المدير العام للشركة، الضوء على التجربة المتكاملة التي توفرها نولتي لعملائها، واستراتيجياتها للاستحواذ على حصة مؤثرة من السوق، إضافةً إلى أبرز التحديات التي تواجهها وخططها التعاونية مع نخبة شركات التطوير العقاري.
1.تُعتبر صالة العرض الجديدة لمطابخ نولتي على شارع الشيخ زايد علامة فارقة، وخطوة مهمة لتوسع نولتي في المنطقة. ما الذي سيحظى به العملاء هناك من تجربة فريدة مقارنةً بالآخرين في نفس المجال؟
كان اختيار شارع الشيخ زايد قرارًا استراتيجيًا؛ فهو واحد من أكثر المواقع تميزًا في دبي. سيكون معرضنا الرئيسي في مبنى “إيفل وان” الأيقوني، مما يعكس اهتمامنا الكبير بالسوق الإماراتي . سيحصل الزوار على تجربة سلسة ومتكاملة دون أي عناء، بدءًا من الاستشارات التصميمية الشخصية، مرورًا بالتركيب الاحترافي، وصولًا إلى خدمة ما بعد البيع المتميزة.
ورغم أن العديد من المنافسين يقدمون منتجات مطابخ راقية، فإن تميزنا الحقيقي يكمن في التجربة الشاملة التي نقدّمها للعملاء. كل خطوة في الرحلة مصممة لجعل العميل يشعر بالدعم والاطمئنان والثقة، حيث يُرشدهم أعضاء فريقنا في كل قرار من البداية إلى النهاية. بدلاً من الاعتماد على موزع معتمد، قررت نولتي ان تكون هذه أول صالة عرض مملوكة مباشرة للعلامة التجارية في المنطقة، مما يسمح للعملاء بالتفاعل والتواصل مباشرة مع “نولتي”. يتولى فريقنا الداخلي إدارة جميع جوانب العمل، بدءً من تقديم الاستشارات حول التصاميم إلى الخدمة المتميزة، مما يضمن تجربة سلسلة هدفها تحقيق راحة البال للعملاء، خاصةً وأنهم يستثمرون ما بين 80,000 و 150,000 درهم إماراتي أو أكثر في مطبخ جديد. هدفنا هو تسهيل كل خطوة، وضمان تتوافق معايير الخدمة مع جودة منتجاتنا.
2.مع التوقعات بوصول حجم السوق إلى 200 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، ما هي الحصة السوقية التي تستهدفونها؟ وهل سيأتي النمو بشكل أكبر من شركات التطوير العقاري أم من نموذج البيع المباشر؟
ننحن نمتلك بالفعل حصة قوية في السوق الإماراتي، ونسعى إلى ترسيخ مكانة “نولتي” كعلامة تجارية أوروبية رائدة في مجال المطابخ في قطاعي التجزئة والبيع المباشر للمستهلكين والمشاريع.
كما نتوقع ألا تقل حصتنا السوقية عن 25% بين المنافسين الأوروبيين، على أن تنال شركات التطوير العقاري ما يقارب من 70% من أعمالنا، بينما يبلغ نصيب عملاء التجزئة 30%. يتيح لنا هذا النهج المتوازن خدمة المشاريع الكبيرة والأفراد بفعالية كبيرة.
3.مع نضج وتطور سوق العقارات الفاخرة، كيف تحافظون على تميزكم وقدرتكم على جذب فئة المشترين الذين يهتمون بمعرفة أسعار المنتجات قبل اتخاذ قرار شرائها؟
تُعتبر قدرتنا على تلبية احتياجات قطاعات السوق المتنوعة دون المساس بالجودة من أبرز نقاط قوة “نولتي”، فنحن نقدم ضمن محفظتنا ثلاث فئات منتجات مميزة. تُمثل “نولتي نيو” المجموعة الأكثر رقياً، وهي معروفة بميزاتها وملحقاتها الحصرية. أما “نولتي”، علامتنا الرئيسية، والتي توفر مجموعة واسعة من المنتجات بتصميمات فريدة ونطاق واسع من الأسعار. وهناك “مطابخ إكسبريس” والتي صممت خصيصاً للعملاء الباحثين عن قيمة ممتازة بجودة ألمانية عالية وبأسعار مناسبة.
يتيح لنا هذا النهج خدمة عملائنا بمختلف الميزانيات مع الحفاظ على معايير الحرفية والجودة الألمانية الفاخرة التي تُميز “نولتي”.
4.ما هي أكبر التحدّيات التي تواجهونها في سوق الإمارات اليوم؟ وكيف تتعاملون معها؟
يكمن التحدي الأكبر في مستوى وعي العملاء، فقد يُخدع بعض المشترين بالحملات التسويقية أو المنتجات البديلة الأرخص سعراً والتي لا تطابق أبداً معاييرنا في الجودة أو التصنيع.
تتميز منتجاتنا بتقنيات إنتاج متطورة، ومواد فائقة الجودة، ومعايير تصنيع ألمانية معتمدة. من خلال خبراتنا الواسعة ونهجنا المستمر في تعزيز وعي الجمهور بتميز علامتنا التجارية، نهدف إلى مساعدة عملائنا على فهم الفرق، وتمكينهم من اتخاذ قرارات ذكية ومدروسة.
5.هل تتعاونون مع شركات تطوير عقاري جديدة وعلامات تجارية مرموقة؟
نعم، نتعاون مع العديد من شركات التطوير العقاري الرائدة والمتخصصة في مشاريع مشتركة ضمن أطر اتفاقيات محددة. لقد أعلنّا مؤخراً عن شراكتنا مع شركة التطوير العقاري المرموقة “ميريد”. في إطار هذه الشراكة، تم اختيار “نولتي” بصفتها المورد الحصري لمطابخ مشروع “آيكونيك ريزيدنسيز” من تصميم “بينينفارينا”، الواقع بالقرب من نخلة جميرا. كما نتعاون مع العديد من الشركات الأخرى، والتي سنعلن عنها قريباً، فهذه الشراكات تعكس حضورنا المتنامي في قطاع العقارات الفاخرة في المنطقة.
تكشف إجابات السيد سيلفا كومار راجولو عن طموح واضح ورؤية مدروسة تهدف إلى ترسيخ مكانة نولتي كإحدى أبرز العلامات الأوروبية في قطاع المطابخ داخل الإمارات. فبين التجربة الشاملة التي تمنح العملاء قيمة مضافة، والاستراتيجيات المتوازنة بين قطاعي المشاريع والتجزئة، إضافةً إلى الشراكات المتنامية مع شركات التطوير العقاري، يبدو أن نولتي تمضي بثبات نحو مرحلة جديدة من النمو والتأثير في السوق. وفي ظل استمرار الطلب على الجودة والابتكار، تواصل الشركة تعزيز حضورها بمنهجية ترتكز على الحرفية الألمانية والثقة التي يبحث عنها العملاء.