مفاجآت غير متوقعة في وفاة بطل السباحة يوسف محمد| ما الجديد؟
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
أدت وفاة السباح الناشئ يوسف محمد أثناء مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة إلى فضح إخفاقات متعددة في المنظومة الرياضية، شملت غياب التدابير الوقائية، نقص تجهيزات الطوارئ والإسعاف، وتباطؤ الاستجابة الطبية، وهو ما أشار إليه والد الفقيد، ومسؤولون، وخبراء رياضيون في تصريحاتهم.
روى والده، محمد أحمد، أن يوسف كان منذ سن الرابعة يحلم بالبطولات، وكان محبوبًا ومتفوقًا، وحقق العديد من الميداليات في سباحة الفراشة وسباقات الظهر على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن وفاته جاءت نتيجة غياب تجهيزات السلامة والإهمال الصارخ أثناء البطولة.
وقع الحادث في نادي القاهرة الدولي، حيث لم يُكتشف غرق يوسف إلا بعد انتهاء السباق حين أبلغ سباح من نادي النصر الحكم بوجود جسده تحت الماء.
أُخرج يوسف بعد 7 إلى 10 دقائق فاقدًا للوعي، وسط غياب كامل لتجهيزات الإنقاذ والإسعاف، ومنع المدربون ووالديه من التدخل رغم معرفتهم بأساليب الإنعاش.
تأخر الإسعاف والمستشفى.. وصدمة الإعلان عن الوفاةاستغرقت سيارة الإسعاف أكثر من ربع ساعة للوصول، وكانت غير مجهزة، وتجاوزت الفترة بين إخراج يوسف من الماء ووصوله للمستشفى نصف ساعة، وهو وقت حاسم يمكن أن ينقذ أي غريق.
حاول الأطباء طمأنة الأسرة بأن النبض عاد، إلا أن الأمر كان مجرد استجابة من الأجهزة الطبية، ليُعلن بعد ساعتين وفاة الطفل.
جدل حول تطبيق اللوائح والإجراءاتأثارت الواقعة جدلًا حادًا على الهواء، بين الإعلامية لميس الحديدي ومحمد الشاذلي، المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، حول فعالية اللائحة الطبية الجديدة، حيث قالت الحديدي بغضب: "الوزارة عملت إيه؟ اللائحة مفعلة ولا هنعملها قراطيس ومراكب؟".
ورد الشاذلي أن اللجنة المشكلة للتحقيق في الواقعة أنهت عملها خلال 24 ساعة، وتم إيداع النتائج لدى النيابة العامة، مع التأكيد أن اللائحة الطبية الجديدة الصادرة نوفمبر 2024 تلزم الهيئات الرياضية بإجراء فحوصات دقيقة قبل البطولات، وأي مخالفة تُعرض المسؤولين للمساءلة الجنائية، مشيرًا إلى أن التحقيقات الجنائية تتولى التأكد من صحة المستندات الطبية لنادي الزهور واللاعب الراحل.
إهمال جسيم ومتكرر حسب خبراء الطب الرياضيعلقت الدكتورة رانيا علوان، السباحة المصرية وعضو اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية الدولية سابقًا، قائلة:
"لا يجوز أن يقع أي لاعب ولا يتم إسعافه على الأرض واستعادة نبض قلبه قبل نقله إلى سيارة الإسعاف، كما يجب أن تكون أطقم الإسعاف مدربة على أعلى مستوى على الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)".
وأكدت أن الإهمال بدأ من منظمي البطولة واتحاد السباحة، حيث لم يتوفر أطباء ومسعفون مؤهلون بشكل كامل، مشددة على أن دور المسعف ليس مجرد حمل اللاعب إلى سيارة الإسعاف، بل يجب أن يتم إنعاشه على الأرض أولًا.
وأضافت: "العناية يجب أن تشمل اللاعبين والجمهور على حد سواء، ولا يمكن التساهل مع صحة أي طفل مشارك في البطولات".
اختتم والد يوسف حديثه بنداء مؤثر: "ربنا يجعل يوسف سببًا لإنقاذ أطفال آخرين.. لن يحدث ذلك إلا بوجود معايير صارمة وضمير حي من القائمين على الرياضة".
وأكد أنه استُدعي للإدلاء بأقواله أمام النيابة ويترقب تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفاجعة.
تحقيقات النيابة العامةتحقيقات النيابة تكشف إخفاقات جسيمة في وفاة السباح الناشئ يوسف محمد
أظهرت تحقيقات النيابة العامة مفاجآت مدوية في واقعة وفاة اللاعب يوسف محمد أحمد عبد الملك، البالغ من العمر 12 عامًا، خلال مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة بمجمع حمامات استاد القاهرة الدولي، بعد سلسلة من الإهمالات والتقصير من المسؤولين عن البطولة والمنقذين والحكام.
معاينة مكان الواقعة وضبط المستنداتباشرت النيابة تحقيقاتها بزيارة موقع الحدث، حيث تبين غياب آلات المراقبة، ما أعاق تتبع مجريات السباق. كما انتقلت إلى مقر الاتحاد المصري للسباحة وضبطت الملف الطبي للطفل، ومقطعًا مرئيًا يوثق الواقعة، بالإضافة إلى أجهزة التسجيل والمستندات المنظمة للبطولة والإشراف الطبي عليها.
الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاةتمت مناظرة جثمان المجني عليه بمستشفى دار الفؤاد، وندب مصلحة الطب الشرعي لتشريحه لتحديد سبب الوفاة والتأكد من عدم وجود أمراض تحول دون مشاركته في البطولة، كما تم تقييم الإجراءات الطبية المتبعة منذ انتشاله من المسبح وحتى وفاته.
شهادات الشهود تكشف الإهمالاستمعت النيابة لأقوال والد المجني عليه، ومدربه، ووالد إحدى المتسابقات، وأكدوا أن الإهمال والتقصير من الاتحاد والمنقذين والحكام كان السبب المباشر للوفاة. كما تم استجواب أكثر من 20 شاهدًا من مسؤولي وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد المصري للسباحة والغوص والإنقاذ، والأطباء المشاركين، جميعهم أشاروا إلى التقصير الواضح.
تفاصيل المقطع المرئيأظهرت مقاطع الفيديو أن يوسف تهاوى إلى قاع المسبح عند نهاية السباق، ولم يلاحظه المسؤولون إلا بعد مرور 3 دقائق و34 ثانية، أثناء السباق التالي.
كما ثبت وجود طاقم طبي وسيارة إسعاف في موقع الحدث، إلا أن التدخل الفوري كان ناقصًا.
إخفاق الاتحاد ونادي الزهورأوضحت التحقيقات أن الاتحاد المصري للسباحة ونادي الزهور لم يلتزموا بالكود الطبي للاعبين الصادر بقرار وزير الشباب والرياضة رقم 1642 لسنة 2024، حيث خلا الملف الطبي للطفل من الإجراءات المطلوبة قبل المشاركة، وهو ما ساهم في وقوع الحادثة.
إجراءات قانونية ضد المسؤولينأمرت النيابة بحبس الحكم العام وثلاثة من طاقم الإنقاذ احتياطياً لثبوت مسؤوليتهم المباشرة عن وفاة الطفل نتيجة الإهمال. وتواصل النيابة استدعاء رئيس الاتحاد المصري للسباحة والمسؤولين بنادي الزهور، واستكمال تقرير الطب الشرعي، ومراجعة كافة الإجراءات المتعلقة بالبطولة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوسف محمد وفاة بطل السباحة وفاة يوسف محمد حادث يوسف محمد الاتحاد المصری للسباحة النیابة العامة یوسف محمد
إقرأ أيضاً:
النيابة تستدعي رئيس اتحاد السباحة بواقعة غرق السباح يوسف بطل الجمهورية
أمرت النيابة العامة باستدعاء رئيس الاتحاد المصري للسباحة والمختصين به وكذا المختصين بنادي الزهور الرياضي فيفي واقعة وفاة لاعب خلال بطولة الجمهورية للسباحة
حيث تلقت النيابة العامة مساء يوم الثاني من شهر ديسمبر الجاري بلاغًا بوفاة اللاعب/ يوسف محمد أحمد عبد الملك، البالغ من العمر اثني عشر عامًا، أثناء مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة، المقامة بمجمع حمامات السباحة باستاد القاهرة الدولي.
وعلى الفور باشرت النيابة العامة التحقيقات، واستهلتها بالانتقال إلى محل الواقعة ومعاينته، حيث تبين عدم وجود آلات مراقبة تفيد في مجريات التحقيق، فانتقلت إلى مقر الاتحاد المصري للسباحة، وضبطت الملف الطبي الخاص بالمتوفى، وكذا مقطعًا مرئيًا مصورًا يتضمن كامل تفاصيل الواقعة. كما تحفظت على أجهزة تسجيل آلات المراقبة لتفريغها، وضبطت كافة المستندات المنظمة لإجراءات إقامة البطولة بجميع مراحلها، وما يتعلق بالإشراف الطبي عليها.
وكذا الانتقال إلى مستشفى دار الفؤاد وأجراء مناظرة لجثمان المجني عليه، وندب مصلحة الطب الشرعي لتشريحه لبيان سبب الوفاة، وعما إذا كان يعاني من أية أمراض تحول دون اشتراكه في مثل تلك المسابقات من عدمه وكذا بيان عما إذا كان قد تم اتباع كافة الإجراءات الطبية الصحيحة واللازمة في التعامل مع حالته عقب انتشاله من المسبح وحتى وفاته وفقا للأصول الطبية والمهنية المتعارف عليها.
واستمعت النيابة العامة إلى شهادة كل من والد المجني عليه، ووالد إحدى المتسابقات، والمدرب الخاص بالمجني عليه، والذين شهدوا بأن إهمالًا وتقصيرًا من جانب منظمي البطولة بالاتحاد المصري للسباحة، والمنقذين، والحكام – لعدم مراعاتهم اللوائح والقوانين الواجبة الاتباع – كان سببًا في وفاة المجني عليه.
كما استمعت النيابة العامة إلى أقوال ما يربو على عشرين شاهدًا، من بينهم مدير عام الدعم ومتابعة الهيئات الرياضية، وعضو اللجنة الطبية لسلامة وصحة اللاعبين بوزارة الشباب والرياضة، والمدير التنفيذي للاتحاد المصري للسباحة، ومدير البطولة، والحكام المشاركون بها، والمدير التنفيذي للاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، والأطباء الذين تعاملوا مع حالة المجني عليه وقت الواقعة، وقد أكدوا جميعًا وقوع إهمال وتقصير من الحكم العام والمنقذين، مما أسفر عن وفاة المجني عليه.
وقد تبين من تفريغ محتوى المقاطع المرئية التي ضبطتها النيابة العامة – غير المجتزأة – أنه عقب وصول المجني عليه إلى نقطة نهاية السباق، تهاوى إلى قاع المسبح، دون أن يلحظه المسؤولون عن الإنقاذ أو الحكام، حتى تم اكتشاف غرقه أثناء فعاليات السباق التالي، وذلك عقب مرور ثلاث دقائق وأربع وثلاثين ثانية.
كما ثبت بالتحقيقات وجود طاقم طبي يتضمن طبيب رعاية مركزة و طبيبة اتحاد السباحة وسيارة اسعاف بمحل الواقعة.
كما استمعت النيابة العامة إلى شهادة أعضاء اللجنة المشكلة بقرار وزير الشباب والرياضة بشأن الواقعة محل التحقيقات، والذين شهدوا بعدم التزام كل من الاتحاد المصري للسباحة ونادي الزهور الرياضي بأحكام قانون الرياضة، فيما يتعلق بضوابط الحفاظ على صحة وسلامة اللاعبين المشاركين في البطولة، وبما نص عليه الكود الطبي للاعبين الصادر بقرار وزير الشباب والرياضة رقم ١٦٤٢ لسنة ٢٠٢٤، بشأن التقارير الطبية الواجب الحصول عليها قبل الاشتراك في البطولات، وهو ما تأيد بما ثبت للنيابة العامة من فحص الملف الطبي للاعب المجني عليه، إذ خلا من الإجراءات الطبية التي أوجبها القانون المشار إليه لتمكينه من الاشتراك في البطولة.
كما استجوبت النيابة العامة المتهمين، وأمرت بحبس كل من الحكم العام وثلاثة من طاقم الإنقاذ احتياطيا على ذمة التحقيقات، لثبوت مسؤوليتهم المباشرة عن وفاة المجني عليه نتيجة إهمالهم.