إعادة التفكيك!!
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول:
لتلك البقاع التي جهلت وجودها، والأصوات المزدحمة على متن الحنجرة، ولكل حبر أنبّه الحرف على الانسكاب.
وعداء الإخوان للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ليس مجرد خلاف سياسي، بل هو عداء بسبب الصراع على بقاء شبكات النفوذ والفساد التي تمثل أساس قوة التنظيم؛ فاللجنة كانت بمثابة الأداة التي تهدد هذه البنية، لذلك ظل “الكيزان” يواجهونها بكل الوسائل الممكنة.
وبالأمس قال الأمين العام للجنة تفكيك نظام الإخوان، الطيب عثمان يوسف، إن عناصر التنظيم لا تزال متغلغلة في مختلف مؤسسات الدولة، وكشف عن احتفاظ اللجنة بقاعدة معلومات تحتوي على بيانات متكاملة عن عضوية المؤتمر الوطني التي تسيطر على كافة مفاصل الدولة، على عكس التصريحات التي أنكر فيها قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان هيمنة عناصر التنظيم على السلطة.
وأكد الطيب في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” أن “الدولة العميقة” لا تزال قائمة، وأن الجيش أعاد 98% من الموظفين المفصولين سابقاً؛ بسبب انتمائهم لتنظيم الإخوان، مما يعكس أن السيطرة الفعلية للتنظيم على الجهاز الحكومي والخدمة المدنية تفوق ما يتم تداوله رسمياً.
وأشار إلى أن سيطرة التنظيم تمتد إلى مؤسسات أمنية وعسكرية، إضافة إلى شبكة مصالح اقتصادية تضم تجاراً ومستوردين، وتدير شركات تعمل في الخليج وأوروبا والولايات المتحدة وعدة دول آسيوية وأفريقية.
وتصريحات يوسف تؤكد أن الفريق عبد الفتاح البرهان لا يرى عنصراً دخيلاً في الجيش، لأن وجود الإخوان في المؤسسة ومفاصل الدولة أمر طبيعي بالنسبة له. فنسبة 98% تعني أنه ربما يرى البرهان أن 2% من غير المنتمين للتنظيم هم الدخلاء على المؤسسة العسكرية باعتبارهم لا ينتمون إلى التنظيم.
وبعد الانقلاب تحولت ساحة القضاء إلى مناصرة الظلم لا إلى تحقيق العدالة، عقب انقلاب القائد العام للجيش السوداني البرهان على الحكومة المدنية في البلاد في 25 أكتوبر، حيث أصدر قراراً بتجميد عمل اللجنة، وأعاد تشكيلها بواسطة القاضي محمد علي محمد بابكر، الشهير باسم «أبو سبيحة»، المحسوب على الإسلاميين..
وقام القاضي الشهير أبو سبيحة بإعادة كل المفصولين من قبل لجنة التفكيك إلى مواقعهم في الدولة، في الوقت الذي خصص فيه البرهان مكتباً سياسياً لعلي كرتي الناجي من السجن، بعدما مازج البرهان عدداً من الإسلاميين في السجون تلبية لأوامر الثورة، لكن ظل علي كرتي خارج السجن ليلعب دور ما بعد الانقلاب.
ولم يعترض البرهان على تشكيل محاكم صورية، ليقوم فيها القضاء بإعادة نظام المخلوع إلى مكانه الطبيعي. وفتح القاضي محمد أبو سبيحة محكمته التي أعادت للكيزان حقوقهم من مال الشعب، وكانت هذه أكبر فضيحة قضائية يشهدها تاريخ القضاء. فكل من يحمل قرار فصل من لجنة التفكيك أو سحب أراضٍ أو حجز أموال، كان أبو سبيحة يختم له بإعادتها، دون أن يتحرى أو يتأكد من صحة ومشروعية ملكيتها. وكانت أشهرها عندما أعاد لعبد الباسط حمزة كل أموال المؤتمر الوطني المسجلة باسمه، ومن بينها القطعة الشهيرة بملايين الأمتار شرق وغرب شارع دنقلا حلفا.
وأبو سبيحة الذي عيّنه البرهان لم يُعرف بجرأته في إصدار قرارات مثيرة للجدل حول إلغاء قرارات لجنة إزالة التمكين، لكنه صاحب قلم للأعمال الحبر الذي كتب الرأي المخالف، حيث رأى أن قتل الشهيد المعلم أحمد الخير لم يكن قتلاً عمداً، فهو من كتب الرأي الأول في القرار، واجتهد في إقناع بقية أعضاء الدائرة بتأييد رأيه في إلغاء قرار محكمة الموضوع لتعديل الإدانة من القتل العمد إلى القتل شبه العمد.
فالبرهان الذي أتاح الفرصة للإسلاميين بعد الثورة وخدم “التمكين”، أشعل لهم الحرب حتى تكون فرصة لإعادة النفوذ واستمرار الصراع الذي طالما حمى سلطتهم.
لذلك فإن تصريحات الطيب عثمان يوسف تحمل في طياتها أن صوت التفكيك لم يمت مع الحرب التي أراد بها فلول النظام البائد طمس الحقيقة، وأن لجنة التفكيك ما زال لها صوت مرعب؛ فمتى ما حاول البرهان تغبيش الحقائق وتثبيتها خرج صوت الثورة ليحاصره من جديد. إذ لطالما أن لجنة التفكيك تحتفظ بقاعدة معلومات تحتوي على بيانات متكاملة عن عضوية المؤتمر الوطني، فهي ما زالت تحتفظ بمعلوماتها التي تمكنها من إعادة قانون التفكيك من جديد، إن كان بعودتها أو بعودة القرار لحكومة مدنية من جديد!!.
طيف أخير:
أوضح السفير الروسي في السودان، أندريه تشيرنوفول، أنه لا توجد تطورات جديدة بشأن نشر قاعدة بحرية روسية في السودان، وأن آخر اتفاق لإنشاء القاعدة الروسية يعود إلى عام 2020. الخبر يؤكد عدم انخراط روسيا في إبرام اتفاقيات جديدة بعد هذا التاريخ مع حكومة الانقلاب، وأن كل ما صدر من تصريحات حكومية بعد الحرب ما هو إلا ابتزاز سياسي للمجتمع الدولي.
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن
إقرأ أيضاً:
دولة التلاوة.. موعد عرض الحلقة التاسعة وتفاصيل المنافسة
يواصل برنامج دولة التلاوة تحقيق النجاح الباهر منذ انطلاقته، حيث بتصدر محركات البحث على جوجل خاصة حول مواعيد وقنوات العرض، حيث يهتم به الكثير من المواطنين لعشقه للتلاوة والتجويد ولتقديمه الجوائز المالية المميزة للمتسابقين، ويهدف البرنامج إلى تنمية قدرات الأطفال والشباب على التلاوة الصحيحة وتحفيظ القرآن الكريم بأسلوب علمي وعملي.
موعد عرض الحلقات والقنوات الناقلة
يعرض برنامج دولة التلاوة مرتين أسبوعيًا، كل يوم جمعة وسبت في الساعة التاسعة مساءً، على قنوات الحياة وCBC والناس، بالإضافة إلى منصة WATCH IT، مما يتيح متابعة منتظمة للمشاهدين في جميع أنحاء الجمهورية.
وقد شهدت الحلقة الثامنة منافسة قوية بين ستة متسابقين، حيث سعى كل منهم للفوز بأعلى الدرجات، وجاءت النتائج كالآتي:
عمر ناصر أحمد: 258 درجة
محمد محمد كامل: 266 درجة
محمد مصطفى: 272 درجة
مهنا ربيع عبد المنعم مهنا: 267 درجة
أحمد جمال عبد الوهاب: 255 درجة
عطية الله رمضان أحمد: 261 درجة
وتألق المتسابق الصغير محمد القلاجي خلال الحلقة السابقة بأدائه المتميز لآيات من سورة لقمان، ما نال إعجاب لجنة التحكيم والجمهور، وأشاد به وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري.
شارك في اختبارات البرنامج ما يزيد عن 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، وتم اختيار أفضل 32 موهبة للتنافس في الحلقات النهائية، بعد تصفيات دقيقة بإشراف لجنة علمية متخصصة من وزارة الأوقاف المصرية.
تضم لجنة التحكيم نخبة من أبرز القامات الدينية والعلمية في مصر والعالم الإسلامي، منهم:
الشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر
الدكتور طه عبد الوهاب، خبير الأصوات والمقامات
الداعية الإسلامي مصطفى حسني
القارئ طه النعماني
ويشارك البرنامج أيضًا عدد من ضيوف الشرف البارزين، منهم:
الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف
الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية
فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
القارئون: أحمد نعينع، عبد الفتاح الطاروطي، جابر البغدادي
القارئ البريطاني محمد أيوب عاصف
القارئ المغربي عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني
جوائز ضخمة وتكريم الفائزين
تبلغ القيمة الإجمالية لجوائز البرنامج 3.5 مليون جنيه، يحصل الفائز بالمركز الأول في كل من فرعي الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما، إضافة إلى تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما وإذاعته على قناة مصر قرآن كريم، كما سيُشرفان بإمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان المقبل.
رسالة البرنامج ودوره الريادي
يقدم البرنامج الإعلامية آية عبدالرحمن، ويُعد “دولة التلاوة” خطوة رائدة في دعم المواهب القرآنية، وتعزيز مكانة مصر كمنارة للقرآن الكريم، وإحياء فنون التلاوة المصرية الأصيلة، مع الحرص على تقديم العلم الديني الوسطي المستنير.