قفزة بصادرات الصين إلى جنوب شرق آسيا إثر رسوم ترامب
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
تنمو الصادرات الصينية إلى جنوب شرق آسيا بمعدل يكاد يكون ضعف معدل السنوات الأربع الماضية، في وقت تدفع الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب بكين إلى تعزيز روابطها التجارية مع جيرانها.
وارتفعت الصادرات الصينية إلى أكبر 6 اقتصادات في جنوب شرق آسيا (إندونيسيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين وفيتنام وماليزيا) بنسبة 23.
وتضاعفت الصادرات الصينية إلى تلك الدول خلال السنوات الخمس الماضية، في حين بلغ الفائض التجاري للصين مع المنطقة أعلى مستوى له على الإطلاق هذا العام، وتُعد الزيادة المتوقعة في عام 2025 ضعف معدل النمو السنوي المركب البالغ 13% في السنوات الأربع السابقة.
تأثير الرسوم الجمركيةنقلت الصحيفة البريطانية عن كبير الاقتصاديين في معهد لوي للأبحاث، رولاند راجا، قوله: لطالما تعرضت الصين لانتقادات بسبب "إغراقها" أسواقا مثل جنوب شرق آسيا بالسلع الرخيصة، مما يهدد المنتجين المحليين بأسعار منخفضة بشكل غير عادل، لكن "صدمة الصين العامة التي استمرت لبضع سنوات تضخمت من خلال انحراف التعريفات الجمركية الأميركية (الصعود الكبير لها) هذا العام".
يقول اقتصاديون إن الموجة الأخيرة من الصادرات قد تكون مرتبطة بمحاولات التحايل على التعريفات الجمركية الأميركية على المنتجات الصينية الصنع، والتي تأثرت برسوم تبلغ حوالي 47%، ويقارن هذا مع رسوم تبلغ حوالي 19% في العديد من دول جنوب شرق آسيا.
وحذرت الولايات المتحدة من الشركات التي تحاول إخفاء منشأ المنتجات الصينية الصنع عن طريق إعادة توجيهها عبر دول أخرى لتجنب الرسوم الجمركية الأعلى، قائلة إن هذه السلع قد تتأثر برسوم "إعادة الشحن" التي تصل إلى 40%، ومن غير الواضح كيف تم تطبيق ذلك عمليا.
إعلانوفي ورقة بحثية، يُقدّر راجا ارتفاع الصادرات الصينية إلى جنوب شرق آسيا بنسبة تصل إلى 30% في سبتمبر/أيلول الماضي مقارنة بالعام السابق، مُشيرا إلى أن الموجة الأخيرة تختلف عن الطفرات السابقة.
وقال "في حين أنهم يُزاحمون المُصدّرين الآخرين إلى المنطقة، فإن الكثير مما يُصدّرونه يُساهم في النمو"، مُضيفا أن بحثه يُشير إلى أن ما يصل إلى 60% من الصادرات الصينية هذا العام كانت مُكوّنات لمنتجات مُصنّعة في المنطقة صُدّرت إلى أسواق أخرى.
وبالنسبة للسلع الاستهلاكية، أصبحت الصين بشكل متزايد المُورّد المُهيمن إلى جنوب شرق آسيا، مُستحوذة على حصة سوقية من دول أخرى.
وقالت الخبيرة الاقتصادية التي عملت سابقا في معهد ماليزيا للديمقراطية والشؤون الاقتصادية، دوريس ليو "فائض المعروض الصيني، وخاصة في السلع الاستهلاكية الرخيصة، يتطلّب منافذ بيع جديدة، وجنوب شرق آسيا هو السوق الأكثر طبيعية للتأثيرات الخارجية نظرا لقربه ولوجستياته ونطاقه".
سيطرة قطاع السيارات الصينيأحد المجالات التي تجلى فيها هذا الأمر بشكل أوضح هو قطاع السيارات، حيث تحول سائقو جنوب شرق آسيا بأعداد كبيرة من الطرازات اليابانية، بما في ذلك أمثال تويوتا وهوندا ونيسان، إلى السيارات الكهربائية بأسعار معقولة التي تصنعها شركة "بي واي دي" (BYD) الصينية.
انخفضت حصة المنتجين اليابانيين في السوق إلى 62% من مبيعات السيارات في أكبر 6 أسواق في جنوب شرق آسيا في النصف الأول من عام 2025، بانخفاض عن متوسط 77% في العقد الأول من القرن الـ21، وفقا لشركة برايس ووتر هاوز كوبرز.
وزادت الصين حصتها من أحجام ضئيلة إلى أكثر من 5% من مبيعات السيارات السنوية البالغة 3.3 ملايين سيارة في تلك الأسواق.
في محاولات لحماية المصنعين المحليين من التضرر من الواردات الصينية الأرخص، شددت بعض دول جنوب شرق آسيا قواعد الاستيراد ودرست فرض رسوم جمركية على سلع معينة.
لكن ليو قالت إن مثل هذه الإجراءات كانت "جزئية" و"تدابير مؤقتة"، وقالت "الدرس الأساسي لا مفر منه: يجب على مصنعي جنوب شرق آسيا الارتقاء أو سيتم استبعادهم.. النظام البيئي الصناعي في الصين أكثر ابتكارا بكثير".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الصادرات الصینیة إلى إلى جنوب شرق آسیا هذا العام
إقرأ أيضاً:
ماكرون يُروج لـصنع في أوروبا لمواجهة المنافسة الصينية في صناعة السيارات الكهربائية
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه لـ"أفضلية أوروبية" في سوق السيارات الكهربائية داخل الاتحاد الأوروبي، في وقت تستعد فيه بروكسل لطرح مقترحات جديدة لصناعة السيارات، ووفقا لوكالة بلومبيرغ، فإن ماكرون أكد من تشنغدو الصينية يوم الجمعة أن حماية قاعدة الإنتاج الأوروبية باتت ضرورة اقتصادية وإستراتيجية.
وقال ماكرون "ندعم مزيدا من المرونة التكنولوجية للوصول إلى قدر أكبر من الحياد التكنولوجي بحلول 2035″، مشيرا إلى وجود توافق مع ألمانيا حول هذا التوجه.
حماية الإنتاج الأوروبيوبحسب بلومبيرغ، شدد ماكرون على أن فرنسا تريد "أفضلية أوروبية" لأن على التكتل أن يحمي صناعته المحلية من المنافسة المتصاعدة، وخصوصا من السيارات الكهربائية القادمة من الصين.
هذا الموقف يأتي بينما تراجع المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- إستراتيجية إزالة الكربون في قطاع السيارات. وتقول بلومبيرغ إن شركات صناعة السيارات تضغط لتخفيف قواعد الانبعاثات، وسط مخاوف من فقدان الوظائف وازدياد اختلال المنافسة لصالح الصين.
ويرى مصنعو السيارات أن التشدد في تقييد بيع سيارات محركات الاحتراق اعتبارا من 2035 سيجعل السوق أكثر انفتاحا على المنتجات الصينية، بينما تحتاج الشركات الأوروبية إلى فترة انتقالية أوسع لتجنب خسائر توظيف كبيرة.
كما ذكرت بلومبيرغ نقلا عن تقرير لصحيفة لوفيغارو الفرنسية أن قطاع السيارات في فرنسا يدفع نحو علامة "صنع في أوروبا" لقطع السيارات المركبة وتلك المصنعة داخل القارة، على أن يشترط أن تكون نسبة 80% من المكونات محلية لمنح هذه العلامة وهي خطوة يُنظر إليها كحاجز دفاعي أمام التوسع الصيني في السوق الأوروبية.
ووفق تقييم بلومبيرغ، فإن مبادرة ماكرون تمثل تصعيدا للصراع التجاري مع الصين من أجل حماية الصناعة الأوروبية التي تشكل إحدى ركائز اقتصاد القارة. ورغم الحديث عن "حياد تكنولوجي"، فإن الطرح الفرنسي يعكس توجها واضحا نحو دعم السيارات الكهربائية الأوروبية أولا.
إعلان