هشام خرما: المشاركة بـ«مهرجان القلعة»حلم من أحلام أي فنان

أبدع الموسيقار هشام خرما فى حفله الموسيقى الكبير الذى أحياه ضمن فعاليات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، والمقام على أرض قلعة صلاح الدين، وذلك بتقديمه عدداً كبيراً من المقطوعات الموسيقية التى تناغم معها الجمهور المصرى والعربى.

تجربتى مع لينا شاماميان من أهم مشاريعى الفنية

هشام خرما فى حواره مع «الوطن» كشف تفاصيل وكواليس مشاركته الثانية فى مهرجان القلعة، ورؤيته لدور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى نهضة الفن المصرى، وتجربته مع الفنانة لينا شاماميان فى أغنية «مسافر أنت»، وعلاقته بالموسيقار الكبير هانى شنودة، الذى أعاد توزيع مقطوعته الموسيقية الشهيرة «شمس الزناتى»، وشعوره بعد أن أصبح أول موسيقار عربى يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز.

ما تقييمك لمشاركتك الثانية فى مهرجان القلعة؟

- أفتخر بتلك المشاركة العزيزة على قلبى، فهى المرة الثانية التى أقف فيها على خشبة مسرح قلعة صلاح الدين، وحلم من أحلام أى فنان أن يعزف أمام جمهور كبير وضخم، مثل جمهور مهرجان القلعة، لأنها فرصة رائعة كى يقدّم الفنان أو الموسيقى كل ما يمتلك من أفكار وإبداعات أمام جميع أشكال وطوائف المجتمع المختلفة، وأعتقد أننى استطعت تقديم حفل موسيقى جيد استمتع به كل من حضر الحفل فى القلعة، أو من شاهده عبر قناة «الحياة»، خاصة أننى أحببت تقديم أغلبية أعمالى المعروفة التى حقّقت نجاحاً ملموساً من قبل فى الشارع المصرى والعربى.

العزف على مسرح قلعة صلاح الدين يلهم أى موسيقى

هل تختلف مقطوعاتك التى تعزفها فى حفل موسيقى كبير يُقام فى قلعة تاريخية مثل قلعة صلاح الدين عن باقى حفلاتك؟

- أهم ما يميز حفلاتى فى مهرجان القلعة، أن يكون هناك تكامل بين الموسيقى التى أعزفها، والصورة المرئية للمشاهد أو المستمع الحاضر للحفل، أى لا بد أن تكمل الموسيقى الشكل التاريخى الذى أقف فيه، فمن خلفى قلعة صلاح الدين، ولذلك لا بد أن تكون الموسيقى المقدّمة بالحفل عظيمة بعظمة المكان الذى أعزف فيه، ولذلك فضّلت فى حفل المهرجان أن أقدم جميع الأشكال؛ الموسيقى الهادئة والتمبو التى بها إيقاعات سريعة، كما قدّمت لأول مرة مقطوعة خلخال التى كنت قد طرحتها منذ عدة أسابيع وحققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور المصرى والعربى.

لماذا تحرص دوماً على تقديم مقطوعة شمس الزناتى للموسيقار هانى شنودة بعد إعادة توزيعها فى حفلاتك؟

- هذه المقطوعة واحدة من أقدم المقطوعات التى أعدت توزيعها، ربما تعود لأيام الجامعة، وأحببت أن أعيد تقديمها من جديد فى حفلاتى، وفى إحدى الحفلات قمت بدعوة الموسيقار هانى شنودة وقمنا بعزفها معاً، وتربطنى علاقة قوية بالموسيقار هانى شنودة، وهو واحد من الذين ألهمونى حب الموسيقى، وكان لهم دور كبير فى صناعة مقطوعاتى الموسيقية، وبسببه أصبحت متمسّكاً بالفن ولدىّ وجهة نظر خاصة.

تأثرى بـ "بليغ حمدى" وراء تقديم "حلوة بلادى"

ولماذا اخترت مقطوعة «حلوة بلادى» لبليغ حمدى لعزفها؟

- أنا متأثر للغاية بمقطوعات بليغ حمدى، وتلك المقطوعة واحدة من أحب المقطوعات إلى قلبى.

ما الذى ميز حفلك الأخير فى المهرجان الصيفى بمحافظة الإسكندرية؟

- الجمهور هو الذى يميز أى حفل، جمهور الإسكندرية له شكل، عكس جمهور القلعة، ولكن أكثر ما أسعدنى فى حفل الإسكندرية كان مشاركة الفنانة السورية لينا شاماميان معى فى الحفل وقيامها بأداء أغنية «مسافر أنت»، التى قدمناها معاً خلال العام الحالى.

صِف لنا تجربتك مع لينا شاماميان فى أغنية «مسافر أنت»؟

- تجربة من أمتع التجارب التى قدمتها فى مسيرتى الفنية، التعاون بدأ بمحاولة بينى وبينها فى تقديم عمل فنى، كانت الاتصالات بيننا عبر تطبيق «واتس آب» لكونها كانت خارج القاهرة، واستقررنا على الفكرة الموسيقية، ومع نضجها بدأنا العمل عليها، فهى من أحلى التجارب التى مررت بها، لأنها تقدّم باللغة العربية الفصحى مع الطرب وصوت لينا، مع تلك الإيقاعات الموسيقية الإلكترونية، كما أنها أول مرة نستخدم تقنية «Dolby Atmos» فى مصر.

البعض يرى أن جمهور مهرجان القلعة يذهب للحفلات لكونها رخيصة الثمن، وليس بسبب المادة الفنية والموسيقية المقدمة.. هل يؤثر ذلك على المحتوى الفنى الذى تقدمه؟

- لا بد من توجيه الشكر للقائمين على مهرجان القلعة على تقديمه حفلات غنائية بتكلفة مالية قليلة، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها العالم أجمع فى الوقت الراهن، بلا شك هناك مجموعة كبيرة من الجمهور يأتون لتلك الحفلات وليسوا من جمهورك، ولكن الفنان هنا يعمل على إيصال رؤيته الموسيقية إلى جميع الطوائف والأشكال الحاضرة للحفل، ولا بد من داخله أن يعى جيداً أن مثل هذه الحفلات تضم جمهوراً جديداً، ربما ليس من جمهوره وليس من محبى الموسيقى، وهنا تظهر موهبة الموسيقى فى جذب هذه الفئة من الجمهور فى حب وعشق مقطوعاته وضمهم إلى جمهوره.

كيف ترى دور الشركة المتحدة للخدمات والإعلامية وقناة الحياة فى نقل فعاليات المهرجان؟

- أمر رائع للغاية، لأن النقل التليفزيونى ساعد فى توصيل جميع أنواع الفنون المختلفة المقدمة فى مهرجان القلعة لشريحة كبيرة من الجمهور، وهذا أمر محترم للغاية.

كيف جاءت فكرة مقطوعتك «خلخال»؟

- تمنيت تقديم مقطوعة موسيقية مصرية طوال الفترة الماضية، وكانت دوماً ما تأتى فى بالى الأصوات الموسيقية الخاصة بفترة الثمانينات، وبدأت العمل على تلك المقطوعة باستخدام آلات إلكتروجيتار، والساكس، وللعلم اسم خلخال لم يأتِ لى إلا بعد أن انتهيت من تأليفها، لأننى شعرت أن بها روح الخلخال كاسم وصوت.

هل بدأت الشروع فى تنفيذ ألبومك الموسيقى الخامس؟

- بالفعل، أنا حالياً أعمل على مقطوعاته الموسيقية، ربما لم أشرع بعد بشكل نهائى فى اختيار الأشكال الموسيقية الخاصة به، ولكن تلك الرؤية ستتضح بشكل كامل خلال الشهرين المقبلين.

صف لنا كيف كان شعورك حينما أصبحت أول موسيقار عربى يضع موسيقى لبطولة العالم للجمباز؟

- شرف كبير اختيارى لتقديم المقطوعة الموسيقية الخاصة بحفل افتتاح بطولة العالم للجمباز التى شارك فيها ما يقرب من أربعين دولة من قارات العالم الست، وهو أمر ممتع أن تقدم موسيقى بشكل إبداعى فى مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حينما تجد متلقين جدداً يستمعون إلى موسيقاك، والعمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً بالنسبة لى، حيث إننى جلست أمام اللعبة وأشاهد مختلف المسابقات والأجهزة المستخدَمة فى لعبة الجمباز، وأقوم بتأليف الموسيقى عليها، مثلما يحدث فى الدراما حينما أجلس أمام مشهد وأقوم بتأليف موسيقاه.

هل هناك فوارق حينما تضع موسيقى لعمل درامى، بينما تؤلف مقطوعة لبطولة رياضية؟

- بكل تأكيد، لأن المقطوعات الموسيقية الخاصة بالألعاب الرياضية لا بد أن يصاحبها صوت الآلات الموسيقية الحماسية التى بها طاقة، ولا بد أيضاً من مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى أثناء مشاهدتها.

كيف تتعامل مع المقطوعات الموسيقية التى يتم استخدامها فى القوالب الدرامية؟

- أعقد جلسة عمل مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أى مشروع درامى، أفهم خلال هذه الجلسة رؤيته الإخراجية للعمل، والخطوط العريضة التى يريد فيها اتجاهات الموسيقى داخل عمله، وأقوم بعمل موازنة بين الأشكال التى سيمر بها العمل، ما بين أكشن ورومانسى وكوميديا، لكى أفهم طبيعة المشاهد، وعقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بى من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات، وعقب الانتهاء المبدئى من التيمة الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج، نتناقش فيها عما وصلت إليه، وإذا وجدت أن هناك اتفاقاً مبدئياً بينى وبينه، أستكمل العمل حتى أنتهى من وضع موسيقاه.

ما أبرز الأعمال الموسيقية التى أعجبت بها خلال الفترة الماضية؟

- لم يكن لدىّ الوقت الكافى لمتابعة جميع الأعمال الدرامية الأخيرة، ولكن ما أعجبت به من الأعمال التى شاهدتها هو موسيقى خالد الكمار لمسلسل «الهرشة السابعة»، وموسيقى خالد حماد لمسلسل «جعفر العمدة».

الجمهور متعطش لحضور حفلة موسيقية

قبل بداية إحيائى للحفلات الموسيقية، كنت أخشى للغاية من ضعف الحضور الجماهيرى، وكنت أسأل هل نحن أصبحنا نعيش فى العصر الذى ستتهافت فيه الجماهير لحضور حفل موسيقى؟ ولكن بعدما بدأت فى إحياء تلك الحفلات، رأيت أن الجمهور متعطش للغاية لتلك النوعية من الحفلات، خاصة أن هناك قطاعاً عريضاً من الجمهور يحب ويعيش الموسيقى الحية، وبما أننا أصبحنا فى عصر سريع ومزدحم، أصبحت هذه الساعات التى يقضيها الجمهور فى حفلات الموسيقى هى ساعات للراحة يفصل فيها عن الازدحام الذى يعيش فيه.

المصدر: الوطن