«الوزاري العربي» يرحب بانضمام الإمارات والسعودية ومصر لـ«بريكس»
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
القاهرة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةبحث وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالدورة الـ 160 لمجلس جامعة الدول العربية، أمس، عدداً من المواضيع المتعلقة بمسار العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون، بالإضافة إلى قضايا عربية راهنة والتحديات الإقليمية والدولية، وسط ترحيب بانضمام الإمارات والسعودية ومصر لمجموعة «بريكس»، موضحين أن هذه الخطوة خير دليل على تزايد أهمية العالم العربي والدول العربية.
وبدأ الاجتماع في مقر الجامعة برئاسة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي تسلم رئاسة الدورة خلفاً لوزير الخارجية المصري سامح شكري، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء الخارجية العرب، ورؤساء الوفود من الدول العربية.
وناقش وزراء الخارجية العرب عدداً من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والمالية والإدارية، منها بند العمل العربي المشترك، كما ناقش الوزراء تطورات الأوضاع في ليبيا واليمن والسودان والصومال، والتضامن مع لبنان، وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي.
وناقش الوزراء بنوداً تتعلق بالشؤون الاجتماعية والقضايا الاقتصادية وصيانة الأمن القومي ومكافحة الإرهاب وتقارير اللجان الدائمة للشؤون الإدارية والمالية والقانونية وحقوق الإنسان.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال الاجتماع إلى تكثيف العمل العربي المشترك خلال المرحلة القادمة على الأصعدة كافة، بما يتفاعل مع المتغيرات ويسمح بالتكيف معها.
وقال أبو الغيط، إن «تطورات الفترة الماضية تشير إلى أن التعامل مع تبعات الصراعات الإقليمية يقتضي تعزيزاً للعمل الجماعي بين الأطراف المختلفة لتنسيق المواقف بين الدول الراغبة في الحفاظ على استقلالها الاستراتيجي، وتوفير منصات للعمل المشترك الذي يتناول القضايا التي تتعلق بصيانة المصالح الوطنية».
ولفت إلى أن الجامعة العربية نجحت خلال الشهور الماضية في التحرك على أكثر من صعيد من أجل تعزيز شراكاتها مع القوى الدولية المختلفة باعتبار أن هذه الشراكات تمثل رصيداً استراتيجياً مهماً للدول العربية.
وذكر أبو الغيط أن «الأزمة في السودان ما زالت تتوالى فصولها مخلفة تكلفة هائلة بما يفوق الاحتمال على أبناء الشعب السوداني».
وبشأن اليمن، قال أبو الغيط، إنه «برغم خفض التصعيد وتراجع حدة العمليات العسكرية في الشهور الماضية، فإن الوقف الشامل لإطلاق النار، فضلاً عن التسوية السياسية، ما زالت أهدافاً بعيدة المنال».
وفي سياق آخر، نوه أبو الغيط باستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، وما صاحبه من استعادة للانخراط العربي في أزمتها، وفي التعامل مع أسبابها وتبعاتها الصعبة التي يعاني منها أبناء الشعب السوري.
بدوره، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي المغربي ناصر بوريطة، خلال الاجتماع، أهمية تحديت منظومة العمل العربي المشترك على غرار كثير من التكتلات الدولية التي جعلت من التعاون الاقتصادي الطريق لتحقيق الوحدة.
وأعرب عن أمل المغرب في استقرار الأوضاع في الدول العربية التي تشهد مشكلات، وأن يتم ذلك بناء على الحوار والمبادرات السلمية.
كما أعرب عن تطلع بلاده لاستكمال التسوية السياسية في ليبيا في أقرب الآجال، مشيراً إلى أن المؤتمرات والاجتماعات ليست غاية في حد ذاتها بل وسيلة لتحقيق الاستقرار.
وهنأ بوريطة الإمارات والسعودية ومصر، عقب تسلمه رئاسة الدورة، بانضمامها لمجموعة «بريكس»، موضحاً أن هذه الخطوة خير دليل على تزايد أهمية العالم العربي والدول العربية.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «الجامعة العربية تفاعلت بالكفاءة والسرعة المطلوبتين مع الأزمة السودانية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الوزاري العربي الإمارات المجلس الوزاري العربي السعودية مصر مجموعة بريكس جامعة الدول العربية وزراء الخارجية العرب العمل العربی المشترک الدول العربیة أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
السعودية تقود الأمن السيبراني العربي.. تكتل رقمي في وجه التحديات الإلكترونية
رأست المملكة العربية السعودية الاجتماع الأول للفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني، ضمن إطار مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، بمشاركة موسعة من ممثلي الدول الأعضاء، والأمانة العامة للمجلس، وجامعة الدول العربية.
الاجتماع الذي وصفته مصادر دبلوماسية بـ"الخطوة التأسيسية لتحالف سيبراني عربي"، ناقش مقترح الأهداف الإستراتيجية للمجلس، والتي تركز على تعزيز التعاون العربي والتضامن الرقمي، في وقت تتزايد فيه التهديدات السيبرانية وتتعقد ساحات الصراع الإلكتروني.
منهجية مشتركة.. وتطلعات لفضاء عربي آمن
بحسب بيان الاجتماع، فإن الإستراتيجية العربية المرتقبة ستعتمد على منهجية عمل تشاركية بين الدول الأعضاء، تستند إلى النظام الأساسي المعتمد من مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وتهدف إلى بناء “فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق”، يدعم التنمية والازدهار الرقمي، ويحمي البنى التحتية الحيوية في المنطقة.
وشددت المناقشات على ضرورة تنسيق المواقف العربية في المحافل الدولية ذات الصلة بالأمن السيبراني، بما يحفظ مصالح الدول الأعضاء، ويمنع اختراق السيادة الرقمية من قبل جهات خارجية.
دبلوماسية سيبرانية.. أم هندسة توازنات جديدة؟
ولا يمكن فصل الاجتماع الذي ترأسته السعودية لا عن المشهد الإقليمي والدولي، حيث أصبح الأمن السيبراني أداة جيوسياسية بامتياز، يُستخدم في الصراعات الناعمة بين الدول، وباتت الدول العربية بحاجة ملحة إلى موقف موحد وخطط دفاعية وهجومية منسقة.
وتبرز السعودية كقائد محتمل لهذا التحالف، خاصة بعد الاستثمارات الضخمة التي وجهتها لقطاع الأمن السيبراني، وإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وتبنيها سياسات صارمة في هذا المجال.
منظومة عربية.. بانتظار تفعيل الإرادة السياسية
ويُعتقد أن إنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بحد ذاته يعد تطورًا مهمًا في بنية العمل العربي المشترك، لكن التحدي الحقيقي يكمن في مدى التزام الدول الأعضاء بتنفيذ الاستراتيجيات والخطط، وعدم الاكتفاء بالبيانات والقمم الشكلية.
المجلس يتمتع بصلاحيات شاملة، تشمل رسم السياسات العامة، إقرار الخطط، ومتابعة المستجدات على المستويات الأمنية والاقتصادية والتشريعية. ومع ذلك، يبقى نجاح هذا المشروع رهين توفر الإرادة السياسية، والموارد، والكوادر الفنية المؤهلة، في ظل تفاوت القدرات السيبرانية بين الدول العربية.
هل تنجح المبادرة؟
مع تزايد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف قطاعات الطاقة والبنوك والاتصالات في دول عربية مختلفة، تبرز الحاجة إلى درع عربي موحد يحمي الفضاء الرقمي، ويخلق توازنا سيبرانيًا إقليميًا يواكب ما تفعله قوى كبرى مثل الصين والولايات المتحدة.
فهل يشكل هذا الاجتماع انطلاقة فعلية نحو سيادة رقمية عربية؟ أم أنه مجرد مبادرة أخرى تُضاف إلى أرشيف التعاون العربي غير المكتمل؟ الأيام المقبلة وحدها ستحمل الجواب، لكن المؤشرات الأولى توحي بجدية غير معتادة في هذه المرة.
تفاصيل الاجتماع والتحضيرات
عُقد الاجتماع الأول للفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية، برئاسة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، بتاريخ 28 مايو 2025. وشارك في الاجتماع ممثلون عن الأجهزة الوطنية المعنية بالأمن السيبراني في الدول العربية، إلى جانب الأمانة العامة لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وتم خلال الاجتماع مناقشة مقترح الأهداف الإستراتيجية للمجلس، واستعراض المنهجية المقترحة لإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني، والتي تسعى إلى تعزيز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وتحقيق فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق، قادر على مواجهة التحديات الإلكترونية المشتركة.